يسعى العلماء إلى فهم تأثير غبار خطوط العرض العليا في تحسين التنبؤ بالاحتباس الحراري وأنماط الطقس المستقبلية. يشكل غبار آيسلندا أحد الألغاز المناخية التي تثير اهتمام الخبراء الذين يدرسون تأثيره على النظام البيئي والمناخي في المنطقة.

اعلان

آيسلندا، التي تُعد أكبر منطقة صحراوية وأكثرها نشاطاً في أوروبا، وإن غابت عنها الكثبان الرملية البرتقالية التي تُعرف بها الصحراء عادة، بل إن تلك المنطقة تحتوي على 44,000 كيلومتر مربع من الأرض القاحلة المغطاة بالغبار البركاني الأسود.

هذا الغبار يساهم في تكوين العواصف الرملية القوية خلال الطقس العاصف، ويعرف بالغبار العالي العرض (HLD)، الذي يتشكل بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية، لكنه يمكن أن يصل إلى البر الرئيسي لأوروبا.

يختلف الغبار الأيسلندي عن أنواع الغبار الأخرى بتركيبته الفريدة، حيث يتكون بشكل أساسي من الزجاج البركاني الأسود.

وقالت الباحثة بافلا داغسون-والدهاوسيروفا من جامعة الزراعة الأيسلندية ورئيسة جمعية الهباء والغبار الأيسلندية : "لقد وجدنا هذا الغبار في فنلندا وصربيا، ما يثبت مدى تأثيره على المناطق البعيدة".

تفحص بافلا داغسون-والدهاوسيروفا كاميرتها ذات الـ 220 درجة أمام نهر ميردالسجوكول الجليديDaniela De LorenzoRelatedايسلندا تعطي الضوء الأخضر لاستئناف صيد الحيتان بعد تعليق بدافع الرفق بالحيوانهروب أكبر سارقي عملة بيتكوين من سجن في ايسلندا بطائرة رئيسة الوزراء!شاهد: بعد أسابيع من الزلزال .. ثوران بركان في جنوب غرب ايسلندا شاهد: كسوف جزئي للشمس انطلق في ايسلندا وشوهد في عدد من دول العالم بينها الشرق الأوسطكيف يتشكل الغبار في آيسلندا؟عمود غبار يرتفع في صحراء ميردالساندور حيث يتجه العلماء لجمع العيناتDaniela De Lorenzo

يعود سبب التصحر في آيسلندا إلى النشاط البشري، حيث كانت الأراضي الخصبة سابقًا مليئة بغابات البتولا، ولكن بعد محاولات الفايكنغ لتغيير البيئة باستخدام تقنيات غير ملائمة للمناخ، أصبحت المناطق جافة، ومع مرور الوقت تقلصت الغابات لتغطي فقط 2% من مساحة البلاد.

وصفت داغسون والدهاوسيروفا المناظر الطبيعية بالقول: "كان من المفترض أن تكون هذه المنطقة غابة، لكن تدهورها أسفر عن صحارى شاسعة".

اليوم، وعلى الرغم من جهود إعادة التشجير، حيث تهدف آيسلندا إلى زيادة الغطاء الحرجي إلى 4% بحلول عام 2050، تبقى التحديات قائمة. تساهم الانفجارات البركانية أيضًا في تدهور البيئة، حيث يضاف الرماد البركاني إلى الغبار.

يتكون الغبار الآيسلندي من الزجاج البركاني الأسود مما يسهل التعرف عليه عند جمع عينات الرمال في جميع أنحاء العالمDaniela De Lorenzoما هو التأثير المناخي للغبار الأسود؟

تختلف تأثيرات الغبار الأسود عن الغبار الصحراوي التقليدي، حيث أن جزيئات الغبار الأيسلندي تمتص ضوء الشمس بدلاً من أن تعكسه. وهذا يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة بشكل غير مباشر.

وأوضحت داغسون-والدهاوسيروفا قائلة إن "الغبار يسقط على الأنهار الجليدية، مما يسهم في ذوبان الجليد". إذ تؤدي هذه العملية إلى تسريع انكماش الأنهار الجليدية، وهو أمر ملاحظ في آيسلندا وغرينلاند. وبسبب هذا التأثير، بدأ الغبار المكشوف تحت الأنهار الجليدية يتزايد مع تراجع الجليد.

ذوبان النهر الجليدي يكشف المزيد من الغبار الأسود تحتهDaniela De Lorenzo

تسهم جزيئات الغبار أيضًا في تشكيل السحب. من خلال عملها كنواة لبلورات الجليد، يساعد الغبار في تكوين سحب أكثر كثافة، وهي عملية تؤثر بشكل كبير على مناخ الأرض. تشير بولي فوستر، طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز، إلى أن "مجرد وجود حفنة من الجزيئات قد تغيّر طريقة تشكل السحابة وعمرها".

تؤثر السحب في المناخ من خلال عملية التغذية المرتدة السحابية، حيث تلعب دورًا في تنظيم درجات الحرارة على سطح الأرض. وأضافت فوستر: "إذا تمكنا من فهم كمية الغبار الذي يرتفع إلى السماء، فسنتمكن من التنبؤ بالغيوم بشكل أفضل، مما سيساعد في التنبؤ بالاحتباس الحراري والتقلبات المناخية".

التكنولوجيا من أجل تنبؤات أفضل

تتقدم الأبحاث في فهم سلوك الغبار الأسود باستخدام تقنيات جديدة. يعتمد فريق البحث على طائرة بدون طيار مجهزة بأجهزة قياس الطقس لجمع بيانات دقيقة عن الجسيمات في الغلاف الجوي. وتعتبر هذه الطائرات بديلاً رخيصًا وموثوقًا مقارنة بالبالونات، التي تكون باهظة التكلفة.

وأكدت فوستر: "نحن نختبر طريقة جديدة لتحديد وجود الجسيمات في طبقات الغلاف الجوي المختلفة، وإذا أثبتت التجارب نجاحها، فستقدم لنا مقاربات جديدة حول حركة الغبار وأثره المناخي".

تحلق فرق البحث بطائرة ”مانابيا“ بدون طيار مزودة بالأجهزة في مواقع مختلفة، بما في ذلك الصحراء ونهر ميردالسجوكول الجليديDaniela De Lorenzo

يُتوقع أن تُساهم هذه الدراسات في تحسين نماذج التنبؤ بالغبار، مما يساعد في تقدير أفضل لتأثيراته على المناخ والطقس في المستقبل.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ايسلندا جنة المساواة بين المرأة والرجل الغوص مع طيور البافين في ايسلندا هواية جديدة من بينها أمستردام ولندن ومدريد.. التغير المناخي يُهدّد نصف المدن الكبرى في العالم التصحرأيسلندادراسةتغير المناخصحراءالطقساعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. سموتريتش: "لا أخشى من تولي إسرائيل حكم غزة مؤقتا" وغانتس يشترط ضمان حرية التحرك بأي اتفاق مع لبنان يعرض الآن Next بعد الضوء الأخضر الأمريكي بضرب العمق الروسي.. الصين تدعو للتهدئة وفرنسا تتحفظ والكرملين يتوعد يعرض الآن Next محكمة بنغلاديش تمهل المحققين شهراً في قضية الشيخة حسينة يعرض الآن Next مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع وقف إطلاق نار فوري في السودان يعرض الآن Next بعد مكالمة شولتس.. رئيس الوزراء البريطاني يستبعد إجراء محادثات مع بوتين اعلانالاكثر قراءة اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فندق إيطالي يرفض حجز سائحيْن إسرائيلييْن بسبب "الإبادة الجماعية" في غزة حب وجنس في فيلم" لوف" 1000 يوم من الحرب: روسيا توسّع هجماتها باستهداف مطار عسكري وأوكرانيا تصدّ هجمات متعددة فضيحة في جهاز الخدمة السرية.. فصل عميل بعد اقتراح إقامة علاقة في حمام ميشيل أوباما اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29قطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامبضحاياقصفإسرائيلروسياالحرب في أوكرانيا أطفالاعتداء إسرائيلفلاديمير بوتينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: كوب 29 قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب ضحايا قصف كوب 29 قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب ضحايا قصف التصحر أيسلندا دراسة تغير المناخ صحراء الطقس كوب 29 قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب ضحايا قصف إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا أطفال اعتداء إسرائيل فلاديمير بوتين یعرض الآن Next فی آیسلندا التی ت

إقرأ أيضاً:

المختبرات الطبية بحلوان الأهلية يعرض ابتكارات الطلاب في الميكاترونيات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم برنامج المختبرات الطبية بكلية تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية فعاليات عرض المشروعات الطلابية المبتكرة خلال مقرر الميكاترونيات، بحضور الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، الدكتور عماد أبو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، وعطا أمين عام الجامعة، محمد حسين مدير إدارة رعاية الطلاب.

يأتي ذلك في ظل إهتمام الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان الأهلية بأهمية الأنشطة العلمية والتطبيق العملي للدراسة وتشجيعه ودعمه الدائم لابتكارات الطلاب في شتى المجالات.

ويهدف هذا النشاط إلى تنمية المهارات العملية لطلاب البرنامج في استخدام تطبيقات مجال هندسة الميكاترونيات والتقنيات الحديثة وإبتكار وتصنيع مجسمات وأجهزة تخدم مجال المختبرات الطبية والمجتمع بشكل عام، وانطلاقا من رؤية وأهداف الكلية في تخريج تقنيين قادرين على استخدام الاجهزة الحديثة بناءً على الفهم الكامل للأساسيات الهندسية المتعلقة بطريقة عملها، والتدريب عليها مع القدرة على الابتكار والعمل الجماعي.

وعرض الطلاب عدة مشروعات مميزة لاقت استحسان الحضور من نظارات بمستشعر حركة يسترشد بها المكفوفين وأطراف صناعية تعويضية وجهاز فصل البلازما ومستشعرات لقياس نسبة الاكسجين في الدم ومستشعرات قياس نبضات القلب.

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف مفاجأة عن لغز الثقوب السوداء.. ليست مدمرة
  • العثور على جثث عائلة كاملة يثير حيرة الشرطة الأمريكية.. ما القصة؟
  • محافظ الوادي الجديد يتفقد إحدى تجارب الزراعة على أراضى الكثبان الرملية
  • واحة الأمن.. حرس الحدود يعرض أول مركبة استخدمت في حماية السواحل
  • المختبرات الطبية بحلوان الأهلية يعرض ابتكارات الطلاب في الميكاترونيات
  • هاتف HMD Arc الجديد يجمع بين البساطة والاعتمادية بسعر اقتصادي
  • فرص لهطول أمطار متفرقة.. وأجواء باردة خلال ساعات الليل
  • فرص لهطول أمطار متفرقة.. وأجواء باردة خلال ساعات الليل.. عاجل
  • تفاعلات كونية عنيفة تفسّر لغز نشأة المجرات الإهليلجية
  • أجسام طائرة تثير حيرة الأميركيين.. والحكومة "لا تعرف مصدرها"