أحمد زكي| أسرار الحصان الرابح دون منافس
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
أحمد زكي، الاسم يكفي ليتوارد إلى الأذهان والأعين واحد من أهم عمالقة تمثيل الأدوار والشخصيات، رسم بوجهه وصوته وجسده طريق فني لم ولن يتكرر على مر الزمان.
في ذكرى ميلاده الـ 78 سنحاول ان نقرأ في زوايا أحمد زكي الفنية كيف أصبح واستمر الحصان الأسود الرابح دون نظير أو منافس، وسر عتاقة أعماله التي تزدادا جمالا بمرور السنوات مع مختلف الأجيال.
استطاع أحمد زكي بكل سلاسة ومرونة الوصول لهدفه الفني بأقصر الطرق وهو المكوث في قلب المشاهدة قبل عينه ببصمات ثابتة ضد الزمن، وكان خلف هذا الوصول أيام وليالي لم يستمتع بها بحياته الشخصية فقط كرث حياته كاملة للثتميل وسبل النجاح فيه.
شهدت فترات نجاح أحمد زكي تواجد فطاحل سينمائية ودرامية، مثل "عادل إمام، سعيد صالح، محمود عبد العزيز، نور الشريف، حسين فهمي، سعاد حسني، وغيرهم" مجموعة من الأسماء يهابها أي وجه جديد، ليواجه خيارين أصعب من بعضهما البعض إما الاستمرار بشخصيته وصنع بصمة للتاريخ أو التواجد للفترة قصيرة تُمحيها النسيان.
ابتلاع شخصية سر ذهبي في مشوار أحمد زكي الناجحلن نكتب في هذا المقال السطور العتادة عن أفلامه وشخصياته واعماله وجوائزه التي قُتلت بحثًا، بل سنقرأ تفاصيل استمرار نجاح أحمد ظكي بثبات دون الخوف من نجاح رموز جيله، واستمرار روحه الفنية كما هي بل سيجد المشاهد شفرات جديدة بداخل شخصيته كلما عاود مشاهدة عمل من أعماله.
لم يستهدف أحمد زكي في أعماله الفنيات المؤقتة التي لا تصطحب معها الوقت لفترة طويلة ماتسمى بـ"ألفرقعة" سرعان ماتنجح وتهدأ بعد وقت قصير، بل كانت أهدافه البقاء بالصدق وابتلاع الشخصية بالكامل لتصل إلى عين المشاهد بكمية صدق منفردة.
ابتعاد أحمد زكي عن الفرقعة والتفكير في إثارة الجدل الإيجابية
كان أحمد زكي دائم البحث مابين السطور سواء في الشخصيات أو الأدوار الاجتماعية "كابوريا، ضد الحكومة، وغيرها" وإثارته للجدل كانت تحمل الشكل الإيجابي تمثل في جدل التفكير جدل الاستفهام عن كيفية استكاعته للدخول في الشخصية ودراستها جيدًا كيف يستطيع اقناعك بنجاحه دون مجهود مبتذل، لماذا قدم ولمن وإلى أين سيصل ما يقدمه، حاول أن تضع تلك الأسئلة على كل عمل خاص به ستجد إجاباته أثناء المشاهدة بالتوالي.
أسماء أحمد زكي الفنية سبب رئيسي في بقاء أعماله مع مختلف الأجيال
تميز أحمد زكي بوضع شخصيته في العمل قبل اسمه، كثيرا ماسنجد المُشاهد الخاص به يتذكر إسم الشخصية قبل "أحمد زكي" مثل حسن في فيلم “كابوريا” و ومصطفى في “ضد الحكومة”، ومنتصر في " الهروب"، وعبد السميع في “البيه البواب”
فكان هذا هدفه الأسمى في أعماله بقاء الدور بالتزامن مع اسم صاحبه، يمكث أمام مشاهده الرؤوساء والظباط والمحامي والوزير وصولا إلى بائع السمك والبواب والمواطن البسيط، بكل مرونة كأنه يركب موج عاتي بارتفاعاته وانخفاضاته ويصل بك إلى المرسى في النهاية.
شفرات نجاح أحمد زكيعندما يشعر المشاهد بأن الفنان الذي أمامه يضعه في الصف الأول في عمله سواء بإعطاءه رسالة إيجابية أو تسليط الضوء على قضية تهمه أو تجسيد لشخصية لم يعاصرها، كلما تمسك برؤيته ومتابعته أكثر وأكثر، فصدق الرسالة والفنية وإشباع المشاهد بما يريده سيجعله يستمر معه حيًا او ميتًا.
أحمد زكي وصب التركيز على الاستمرار بمختلف الازمنةبقاء الفنان ليس بفرض أعماله على المشاهد أو كثرتها دون تميز، البقاء لايشترط الكم واستمرار الإصدارات سنويًا وموسميًا، بل في المضمون أيا كان زمانه ومكانه، واختيار المناسب دون تسرع أو استنساخ أفكار خارجية لاتلائم شخصية الفنان.
عوامل البقاء مع التطور التكتولوجي الهائلومع التطور التكنولوجي وكثرة منصات العرض الفني اختلفت المعايير والقواعد الفنية وغلُب الكم على الكيف في معظم الأعمال فنجن بحاجة بالطبع إلى وضع الكيف نصب أعيننا خاصة مع كم المنصات الفنية الهائلة حول العالم والانفتاح الإعلامي مع وسائل التواصل الاجتماعي ، وفي نفس الوقت البعد عن الاستنساخ والاستسهال والركاكة، حتى نستطيع العودة إلى فكرة البقاء الفني مع كل الازمنة والأجيال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمد زكى ميلاد أحمد زكي أحمد زكي صور وفاة أحمد زكي رحيل أحمد زكي أفلام أحمد زكي مسلسلات أحمد زكي صور أحمد زكي أحمد زکی
إقرأ أيضاً:
رحيل عملاق السينما السيريالية ديفيد لينش
توفي المخرج والكاتب الأمريكي الشهير ديفيد لينش، الخميس، عن عمر 78 عاماً، تاركاً بصمة فنية خالدة في عالم السينما والتلفزيون، إذ اشتهر لينش بجلب السريالية إلى صالات السينما، والمزج بين الدراما العاطفية والرعب في أفلام مثل "بلو فيلفت" و"مولهولاند درايف"، بالإضافة إلى مسلسل "توأم بيكس-Twin Peaks الذي أحدث ثورة في التلفزيون في التسعينيات.
أعلنت عائلته خبر وفاته أمس الخميس، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، وجاء في المنشور: "هناك فراغ كبير في العالم الآن بعد رحيله عنا، ولكن كما كان يقول: 'ركز على الكعكة وليس على الثقب'... إنه يوم جميل مع شمس ذهبية وسماء زرقاء على طول الطريق".
وكان لينش قد كشف في أغسطس (آب) العام الماضي أنه كان يعاني من مرض الانسداد الرئوي المزمن (انتفاخ الرئة)، الذي سببه "سنوات عديدة من التدخين.
وعن مرضه قال لينش: "لقد أصبت بالتهاب الشعب الهوائية المزمن بسبب التدخين لفترة طويلة، وبالتالي أنا محجوز في المنزل سواء أحببت ذلك أم لا"، مضيفاً أنه لا يتوقع أن يصنع فيلماً آخر.
يُعتبر لينش من المخرجين المبدعين الذين يرفضون الانصياع للتقاليد، فهو شخصية فريدة، ربما غامضة وجادة كما أفلامه، معروف بحبه للسيريالية وشغفه بالفن، وخبير في كسر القواعد، متلاعب بمسارات الوقائع السردية على مختلف المستويات، إذ كان ينسج في أعماله قصصاً تتبع منطقها غموض دائم ونهاية يشوبها عدم الفهم، كما أنه كان متحفظاً في تفسير أعماله لجمهوره، فعندما كان يُسأل عن تفسير أفلامه، غالباً ما كان يرفض.
حصل لينش على ثلاث ترشيحات لجائزة أوسكار لأفضل مخرج طوال مسيرته، عن أعماله "بلو فيلفيت- Blue Velvet"، و"رجل الفيل-The Elephant Man"، و"مولهولاند درايف-Mulholland Drive".
وكان آخر مشروع رئيسي له هو "توأم بيكس: العودة" الذي تم بثه في عام 2017، والذي استكمل المسلسل التلفزيوني الراديكالي الذي عرض في أوائل التسعينات، والذي يروي قصة وفاة غامضة لملكة جمال المدرسة الثانوية لورا بالمر، في بلدة خيالية في ولاية واشنطن اسمها توين بيكس وتواجهه عقبات من خارج نطاق الطبيعة. وقد حصل لينش على هذا المسلسل على 5 ترشيحات لجائزة إيمي عن موسمه الأول.
ويعد "توأم بيكس"، الذي أنشأه لينش مع الكاتب مارك فروست، واحداً من أكثر المسلسلات غموضاً وتميزاً في تاريخ التلفزيون الأمريكي، حيث كان يقوده المخرج بشكل غير تقليدي.
كما فاز لينش بجائزة السعفة الذهبية المرموقة في مهرجان كان السينمائي عن فيلم "Wild at Heart" في عام 1990، وبجانب الترشيحات الثلاثة للأوسكار، حصل لينش على جائزة أوسكار شرفية عن مُجمل أعماله في عام 2020، كما تم تكريم مسيرته الفنية الفريدة من خلال جائزة خاصة في حفل توزيع جوائز الروح المستقلة لعام 2007، وحصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي لعام 2006.
وُلد لينش في 20 يناير (كانون الثاني)1946 في مدينة ميسولا بولاية مونتانا، وانتقل كثيراً مع عائلته أثناء طفولته بين الولايات المختلفة قبل أن تستقر في فيرجينيا، وكان يشعر براحة أكبر بعيداً عن الدراسة حراً في استكشفا شغفه بالعالم.
وكان والد لينش باحثاً في وزراة الزراعة الأمريكية ووالدته معلمة إنجليزية، التحق بالمدرسة الثانوية، لكنه لم يكن يهتم بالدراسة بل كان يركز على الرسم، وفي عام 1965، التحق بأكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة في فيلادلفيا.
وبعد سنوات من العمل كفنانٍ تشكيلي، ومخرجٍ لأفلام الرسوم المتحركة القصيرة والأفلام الحيّة، اقتحم لينش الساحة السينمائية بأول فيلم روائي عام 1977 بعنوان Eraserhead، وسرعان ما لفت أسلوبه الغريب انتباه هوليوود، ومؤسسة صناعة الأفلام الدولية.
قال لينش لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" في عام 1986: "هناك أشياء تكمن في العالم وداخلنا يجب أن نتعامل معها. يمكنك الهروب منها لبعض الوقت، ربما لفترة طويلة، لكن إذا واجهتها وسمّيتها، فإنها تبدأ في فقدان قوتها. بمجرد أن تسمي العدو، يمكنك التعامل معه بشكل أفضل."
وقال المخرج ستيفن سبيلبرغ في بيان: "لقد حددت أفلام 'بلو فيلفيت' و 'مولهولاند درايف' و 'إلفنت مان' ديفيد لينش كحالم مبدع وله رؤية فريدة من نوعها، أخرج أفلاماً كانت تبدو يدوية الصنع". وأشار سبيلبرغ إلى أنه قام باختيار لينش لتجسيد شخصية المخرج جون فورد في فيلمه "ذا فابلمنز" الذي عُرض عام 2022.
وأضاف سبيلبرغ: "العالم سيفتقد هذه الصوت الفريد والأصلي."
وأصبح مصطلح "لينشيان" أسلوبا خاصاً به، لكنه في النهاية كان ينتمي إليه وحده، وبات المصطلح تعبيراً رسمياً، يثبت فرادة أسلوب لينش.