العالم ينتظر الرئيس ترامب
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
عبدالله بن بجاد
العالم بأسره يترقب تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في العشرين من يناير القادم، رجاءً وخوفاً، من دول كبرى وصغرى في المجتمع الدولي، فروسيا تنتظره لإيجاد مخرج حقيقي للحرب في أوكرانيا بعدما كادت الإدارة الحالية أن توصل العالم إلى حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ لا تبقي ولا تذر، والصين تنتظر أن يعيد التركيز على منافستها القوية لأميركا حول العالم.
حلفاء أمريكا الكبار في أوروبا ينتظرون قراراته تجاه حلف الناتو ومصيره، وفي منطقتنا ملفاتٌ معقدةٌ قديمةٌ تفتش عن حلولٍ، فإيران تنتظر موقف ترامب منها، لا من سلاحها النووي فحسب كما فعل أوباما من قبل، بل وموقفه من دعمها لأذرع مليشياوية متعددة في عدد من الدول العربية، وهو ما سيؤثر بشكلٍ كبيرٍ على استقرار دولٍ عربيةٍ مهمة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، وكذلك الموقف من القضية الفلسطينية وحل الدولتين الذي تجمع عليه الدول العربية والإسلامية، وتدعمه دول كثيرةٌ حول العالم.
أخبار قد تهمك مُحافظ ينبع يدشن فعاليات ملتقى أسبوع ريادة الأعمال 2024 بغرفة ينبع 18 نوفمبر 2024 - 2:21 مساءً “الدحية”.. موروث شعبي أصيل بمنطقة تبوك يربط الأجيال بالتراث 18 نوفمبر 2024 - 2:17 مساءًيكرر ترامب أن عهده خلا من الحروب، وأن خلفه الذي سيصبح سلفه قريباً بايدن قد اشتعلت الحروب في عهده، في أوكرانيا وغزة ولبنان، وهو يعد أنه سيجد مخارج لتلك الحروب على الرغم من أنه يعد ويحضر لموقفٍ أكثر تشدداً تجاه إيران وأدوارها في المنطقة، ومن الطبيعي أن ينتظر العالم ليرى توجهات وسياسات وقرارات الرئيس الجديد لسببين رئيسين: أنه رئيس قويٌ يمثل قوة أميركا كأكبر امبراطورية عرفها التاريخ، وأنه قادرٌ بالفعل على إنهاء الحروب بقراراتٍ صارمةٍ.
قبل عقدٍ ونصف عقد من الزمان وإبان ما كان يعرف بـ «الربيع العربي» زرواً وبهتاناً ضاع المشاهد العربي بين توجهين رئيسيين في الإعلام، توجه بعض القنوات لتأييد أوباما واليسار المتطرف معه، وتوجه قنواتٍ أخرى لدعم «جماعة الإخوان» وجماعات الإسلام السياسي وتنظيمات العنف الديني، وهما الجهتان المتحالفتان ضد الدول العربية في تلك المرحلة، والمرجو اليوم أن تجد بعض القنوات توازناً مفيداً للمشاهد العربي في تغطية السنوات الأربع القادمة وأحداثها.
الرئيس ترامب قادرٌ على الدخول في القضايا الشائكة بالشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومع الدعم الكامل له من الكونجرس بمجلسيه «الشيوخ» و«النواب»، سيكون قادراً على دعم حلولٍ دائمةٍ لأكبر وأطول أزمات الشرق الأوسط وأكثرها تعقيداً، ولو استطاع أخذ موقفٍ متوازنٍ وغير منحازٍ لصار من الممكن خلق منطقةٍ حليفةٍ لأميركا، وتتمتع بنجاحاتٍ تنموية واقتصادية غير مسبوقةٍ.
تشهد المنطقة لحظةً تاريخيةً مناسبةً لاجتراح حلولٍ حقيقيةٍ، فلأول مرةٍ منذ عقودٍ تواجه إسرائيل تحدياً حقيقياً، يدفعها نحو السلام لا الحرب، للتنمية لا للتدمير، للمستقبل لا للماضي، وكما أن إسرائيل لا عهد لها بتحدٍ مماثلٍ، فإن عدداً من محاور المنطقة استثمرت طويلاً في الحروب والتدمير والماضي، وسيكون عليها أن تتعايش مع هذا التوجه التاريخي الجديد فيما لو نجح وفرض نفسه على الجميع.
كتب الأستاذ حسان ياسين مقالة بالأمس في صحيفة الشرق الأوسط بعنوان «أعترف بأنني كنت مخطئاً»، وتحدث عن عشرات المحللين والكتاب الذين كانوا يبشرون بفوز كامالا هاريس ولا يقيمون وزناً لدونالد ترامب، وهو اعترافٌ يجب أن يكون محل إشادةٍ لشجاعة كاتبه وصدقه مع قرائه، وهو ما يذكر بما كتبه الأستاذ هاشم صالح إبان «الربيع العربي» حين اعترف بخطئه في الاستبشار بذلك الحدث أول الأمر، ثم عاود نفسه واعترف بشجاعة وصدقٍ أنه كان مخطئاً. للأسف فهذان النموذجان النيران لا يمثلان المشهد الأغلب، بل هما شعلتا نورٍ في مشهدٍ معتمٍ، حيث فضل الأغلب أن يقلبوا مواقفهم ويتبنوا الحكمة بأثرٍ رجعيٍ وهو ما كانت تسميه العرب «الرأي الدبري».
*كاتب سعودي.
نقلاً عن: eti.ae/J0Wt
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أبرز المواد18 نوفمبر 2024 نائب أمیر
إقرأ أيضاً:
مرشح ترامب للدفاع يعتز بوشم الحروب الصليبية
أمام أسئلة عن اعتداء جنسي ووشوم صليبية تعود للعصور الوسطى مرتبطة بجماعات متطرفة، "سيواجه بيت هيغسيث مرشح دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع صعوبة في تأكيد أهليته لهذا المنصب، في ظل ظروف طبيعية. لكن هذه ليست أوقاتا عادية في واشنطن".
انطلاقا من المقدمة السابقة، أعدت وكالة أسوشيتد برس تقريرا اليوم عن وقوع اختيار ترامب على هيغسيث، مقدم البرامج في قناة فوكس نيوز، الثلاثاء الماضي، معتبرة أن هذا الاختيار "واحد من عدة ترشيحات أخطأت وألقت تحديا على مجلس الشيوخ".
وقالت الوكالة "لتولي منصب رئيس البنتاغون والإشراف على 3.4 ملايين موظف، سيحتاج هيغسيث إلى تأكيد من مجلس الشيوخ، ويضغط ترامب علنا على المشرعين لإظهار الولاء لأجندته".
وبعد التقليب في سيرته الذاتية، ذكرت الوكالة "أن الاكتشافات الأخيرة عن الرجل البالغ من العمر 44 عاما جعلت طريقه إلى السلطة أكثر صعوبة على ذلك الجندي السابق المتزوج 3 مرات، والذي تم التحقيق معه بتهمة الاعتداء الجنسي في كاليفورنيا عام 2017".
وأضافت الوكالة "لم يتم توجيه أي اتهامات بشأن لقاء في فندق مونتيري شهد تقديم متهم مجهول الهوية لتقرير للشرطة، لكن الادعاء أدى إلى تساؤلات حول عملية فحص الجندي السابق".
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، دفع هيغسيث مبلغا غير معلن عنه للمرأة بعد عدة سنوات ضمن اتفاقية عدم إفصاح، على الرغم من أنه أكد أن لقاءهما كان بالتراضي.
هيغسيث يتجول في بهو برج ترامب في نيويورك (الأوروبية) وشم صليبيأثارت وشوم هيغسيث أيضا التساؤلات، مما أدى إلى استبعاده من قبل وحدة الحرس الوطني للجيش عندما تم استدعاؤها لتنصيب الرئيس جو بايدن في عام 2020.
في حديثه في بودكاست مع زميله المخضرم شون رايان في وقت سابق من هذا الشهر، كشف عن أن أحد زملائه الجنود قد أشار إليه باعتباره "قوميا أبيضا محتملا بسبب الوشم على جسده".
وأرجع سبب ذلك إلى "الصليب المقدسي" الذي يعود إلى فترة الحروب الصليبية في العصور الوسطى على صدره، لكنه أيضا لديه وشم على ذراعه بعبارة "Deus Vult"، التي تعني "يريد الله ذلك"، والتي استخدمها الصليبيون في حروبهم على المسلمين خلال العصور الوسطى.
وتشير الوكالة إلى أنه "تم تبني الصور والشعارات الصليبية الأوروبية التي تعود للعصور الوسطى على نطاق واسع من قبل دعاة تفوق العرق الأبيض البيض والنازيين الجدد خلال السنوات الأخيرة، لكن هيغسيث يقول إن وشومه تعكس إيمانه ببساطة".
وقال مؤلف كتاب صدر عام 2020 بعنوان "الحملة الصليبية الأميركية" عن صليب القدس "إنه رمز مسيحي".
وانتشر تعامل هيغسيث مع الأسلحة التي تعود إلى العصور الوسطى على نطاق واسع الأيام الأخيرة، إذ ظهر في مقطع فيديو له وهو يشارك في مسابقة "رمي الفأس" التي تم بثها على شاشة التلفزيون، والتي شهدت إخفاقه في إصابة الهدف وضرب أحد المارة، الذي نجا بأعجوبة من إصابة خطيرة.
وعاء فارغتتضمن السيرة الذاتية هيغسيث خبرة قتالية في أفغانستان والعراق، وترقى إلى رتبة رائد في الحرس الوطني، وهي مرتبة متواضعة مقارنة بالجنرالات والأدميرالات الذين سيشرف عليهم في البنتاغون إذا تولى منصب وزير الدفاع.
يتفاخر هيغسيث بدرجات من جامعات أميركية مرموقة، بما في ذلك درجة جامعية من برينستون ودرجة ماجستير من هارفارد. و لفت انتباه ترامب في برنامج "فوكس آند فريندز ويك إند" (Fox & Friends Weekend) الذي يشارك في استضافته.
قال له ترامب خلال ظهوره في أوائل يونيو/حزيران الماضي: "أنت تعرف الجيش أفضل من أي شخص آخر"، مضيفًا أنه غالبا ما فكر في تعيينه مسؤولا عن البنتاغون.
وهذا الأسبوع، كتب عميل جمهوري سابق عن هيغسيث -الذي فحص ملفه عندما كان ترامب يفكر فيه لمنصب وزير شؤون المحاربين القدامى عام 2016- أنه ظل غير مؤهل و"وعاء فارغا".
وكتب العميل السابق جاستن هيغينز لشبكة "إم إس إن بي سي" أنه بالنظر إلى "افتقاره إلى الخبرة الكبيرة في الشؤون الخارجية أو السياسة في الكونغرس، فإن المؤهلات الإدارية المدنية الوحيدة التي حصل عليها هيغسيث كانت كونه الرئيس التنفيذي لمنظمة غير ربحية صغيرة.. وليس من الصعب أن نتخيل أنه سيفعل ويقول كل ما يريده ترامب".
ويركز هيغينز في كتبه وظهوره الإعلامي بشكل أساسي على معالجة ما يسميها "الأشياء التي استيقظت" في القوات المسلحة، وقد أعرب عن دعمه لما سماه "تطهير كبار القادة".