الحروب والنزاعات تخيم على قمة العشرين في البرازيل
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
ساو باولو- تلتقي القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، اليوم وغدا الثلاثاء، في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية لعقد قمة مجموعة العشرين التي تهيمن عليها الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وسط ترقب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتصاعد المخاوف من اندلاع الحروب التجارية.
وسيشكل اجتماع قادة هذه الدول، المقرر عقده في متحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو، اختبارا للرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "الحليف المفضل" لدول الغرب.
وتحت شعار "عالم عادل وكوكب مستدام"، تستهدف الحكومة البرازيلية التي تترأس هذه القمة، حسب الناطق باسمها، 3 أولويات:
مكافحة الجوع والفقر وانعدام المساواة. الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية). إصلاح الحوكمة العالمية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.وفي حديث للجزيرة نت، يقول الباحث في مجال العلاقات الدولية في جامعة ريو دي جانيرو الاتحادية جوزيه غوميس هاتا إنه على الرغم من أن مجموعة العشرين تبدو كقمة للحوار حول القضايا الاقتصادية والمالية، فإنه لا توجد حاليا مواضيع معزولة عن بعضها، فالديناميكيات الدولية تتكون من عوامل مترابطة.
ويضيف هاتا أنه نظرا للوضع العالمي الحالي الذي يتسم بالصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط والانقلابات في أفريقيا، ليس هناك شك في أن قضايا الحوكمة العالمية، المرتبطة ارتباطا جوهريا بسلطة مجلس الأمن، ستكون في قلب المحادثات، بالإضافة إلى المناقشات التقليدية المتزايدة حول ظاهرة الاحتباس الحراري وإصلاحات النظام المالي الدولي، والقضاء على الفقر.
ووفقا له، يترقب العالم النتائج التي ستنجم عن هذه القمة التي ستجتمع فيها الدول العشرين "الأقوى على هذا الكوكب"، إلا أن القرارات التي تتخذها ليست ملزمة، وللدول المعنية أن تلتزم بها أو تتجاهلها.
محتجون برازيليون يحملون لافتة الحرية لفلسطين (الجزيرة) أجندة ترامبوحسب الباحث هاتا، فيمكن أيضا أن تحقق هذه القمة -تحت ضغط الحركات الاجتماعية- احترام القانون الدولي الإنساني في ما يخص القضية الفلسطينية، ويجب أن تتحرك القوافل الإنسانية بشكل عاجل تحت حماية الأطراف المعنية، وأن يتمكن الصحفيون من الوصول إلى مناطق النزاع، وهذا سيؤدي -كما يقول- إلى مزيد من التدقيق والشفافية وسيمنع انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبها، تقول محللة السياسات الدولية في جامعة ولاية رورايما الفدرالية أدريانا جوميز سانتوس -للجزيرة نت- إن أجندة ترامب ستجلب مزيدا من الفقر عن طريق ترحيل اللاجئين وفرض رسوم إضافية على الواردات، كما ستتضمن إلغاء جميع التدابير الرامية إلى منع وقوع كارثة مناخية.
وتتابع أن الحكومة البرازيلية مهتمة للغاية بالمفاوضات المتعلقة بتمويل المناخ، إذ تتبرع الدول الغنية بموارد للدول النامية للحفاظ على الغابات وغيرها من التدابير المماثلة.
وتوضح سانتوس أن البرازيل تريد الاستفادة من وجود الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ في مجموعة العشرين لفتح المناقشات في العاصمة الأذرية باكو. وترى أن هذه السياسات عبارة عن مسكنات لا تضمن إزالة الكربون من أجل تجنب الكارثة المناخية.
ووفق الباحث هاتا، شهد عام 2016 أحد أخطر إجراءات الرئيس ترامب حينها، وهو انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقيات باريس للمناخ. ويقول إنه من دون التزام واشنطن فإن جهود تمويل المناخ العالمي ستميل إلى الفشل مع ما يترتب على ذلك من عواقب عرضية على الاقتصاد، بل وحتى زيادة التوترات السياسية في مناطق معينة.
تحدياتمن جانب آخر، يروج الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا لمفهوم "الجنوب الشامل" الذي يسعى من خلاله إلى بناء كتلة جنوبية متضامنة في مواجهة الاستقطاب الدولي الجديد، فهل سينجح رهانه؟
تقول المحللة سانتوس إن دا سيلفا يريد استغلال النزاع بين الولايات المتحدة والصين لبيع الثروة المعدنية البرازيلية وإنتاج الأعمال الزراعية بسعر أفضل، ولهذا السبب تتفاوض بلاده للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وبرأيها، فإنها إستراتيجية قد تكون مثيرة للاهتمام بالنسبة للأعمال التجارية الزراعية البرازيلية، ولكنها ذات قيمة قليلة بالنسبة للغالبية العظمى من السكان الذين يعانون تضخم أسعار المواد الغذائية نتيجة ارتفاع الأسعار الدولية، وتدمير الغابات التي تتحمل جزءا من مسؤوليتها هذه الأعمال.
في حين يعتبر الباحث هاتا أن التحدي الأول لهذا المفهوم يصطدم بشرعية مجموعة العشرين، وبإمكانية تحويل هذه الأفكار إلى برامج حكومية.
أما الاختبار الثاني، برأيه، فهو العلاقات الثنائية على حساب المتعددة الأطراف، إذ إن هناك دولا لديها رؤية حول العمل المؤسساتي، لكن مواقفها السياسية محدودة للغاية وتعتمد على الاتفاقيات الثنائية مع الدول المركزية الكبرى، "وإذا أردنا استخدام هذا المفهوم لأغراض عملياتية بحتة، فيمكننا القول إن الجنوب الشامل لن يكون له مكان في النظام الدولي الحالي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
"المشاط" تفتتح ورشة عمل مجموعة البنك الدولي حول منصة الضمانات الموحدة لدفع الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر
افتتحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ورشة عمل «تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر من خلال ضمانات مجموعة البنك الدولي»، والتي نظمتها الوكالة الدولية لضمان الاستثمار (ميجا)، بحضور ستيفان جيمبرت، المدير الإقليمي لمصر واليمن بالبنك الدولي، وممثلي وزارات الكهرباء والطاقة المتجددة، والصناعة، والمالية، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والاستثمار والتجارة الخارجية، والصحة والسكان، والتموين والتجارة الداخلية، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك ممثلي القطاع الخاص من بينهم شركات السويدي إلكتريك، وأكتيس، وحسن علام، وإنفينيتي بور، وطاقة عربية، وممثلي البنوك المصرية.
وخلال كلمتها أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الأهمية الكبيرة لمنصة الضمانات الموحدة لمجموعة البنك الدولي، والتي تم إطلاقها خلال العام الجاري، من أجل تشجيع تدفقات رأس المال الخاص وتحقيق التنمية، وذلك من خلال تجميع الضمانات التي تتيحها الوكالة الدولية لضمان الاستثمار، ومؤسسة التمويل الدولية، والبنك الدولي، وإتاحتها عبر منصة واحدة للحصول على أفضل الحلول المبتكرة للقطاعين الحكومي والخاص.
وتطرقت «المشاط»، إلى أن تلك المنصة تأتي في وقت حيوي حيث تسعى الحكومة إلى حشد كافة الجهود من أجل مُشاركة القطاع الخاص في النمو الاقتصادي، وفي هذا الإطار فإن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تعمل على تعزيز كفاءة الإنفاق الاستثماري، كما تستهدف زيادة مُساهمة القطاع الخاص في مشروعات الخطة الاستثمارية للدولة، إلى جانب توسيع نطاق التعاون مع شركاء التنمية لإتاحة المزيد من الآليات المباشرة وغير المباشرة للقطاع الخاص في مصر، مضيفة أن القطاع الخاص حصل منذ عام 2020 على تمويلات بقيمة 12 مليار دولار تقريبًا.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى التعاون الجاري مع البنك الدولي من أجل دفع النمو والتشغيل والتركيز على القطاعات الدافعة للاقتصاد المصري، موضحة أن منصة الضمانات الموحدة للبنك الدولي من شأنها أن تفتح الآفاق لمزيد من الأدوات التمويلية المُختلفة من قبل المؤسسات التابعة للبنك، لتلبية الاحتياجات التمويلية للقطاعين الحكومي والخاص.
وأضافت أن مجموعة البنك الدولي والتي تضم البنك الدولي للإنشاء والتعمير، مؤسسة التمويل الدولية، الوكالة الدولية لضمان الاستثمار؛ لطالما كانت شريكًا طويل الأمد للحكومة المصرية في مجالات متنوعة ومتعددة، سواء من خلال تنفيذ المشروعات التنموية، أو تقديم المساعدة الفنية، أو البحث والتحليل الفني، متابعة أنه على مدار عقود ساهمت مجموعة البنك الدولي في العديد من القطاعات مثل التعليم، والصحة، والنقل، والحماية الاجتماعية، والإسكان، وتعزيز القطاع الخاص.
وأضافت «المشاط»، أنه بناءًا على الخبرات السابقة، يمكن للحكومة المصرية تحقيق الاستفادة من خبرة ومعرفة الوكالة الدولية لضمان الاستثمار، في استخدام أداة الضمان في دول أخرى، والتي يمكن تخصيصها لمصر في قطاعات مختلفة؛ كتوسيع توليد الطاقة المتجددة، ومشاريع البنية التحتية والنقل العام، وزيادة ثقة المستثمرين في الشركات المملوكة للدولة مما يؤدي إلى تقليل التكاليف.
وأضافت أنه يتم العمل مع البنك الدولي على استراتيجيتين تتضمن استراتيجية الاستثمار الأجنبي المباشر واستراتيجية تطوير الصناعة وتعزيز التجارة في مصر، والتي تركز كلتاهما بعمق على بيئة تمكين الأعمال، بالإضافة إلى الإجراءات السياسية اللازمة للشركات المملوكة للدولة التي ستعزز استثمار القطاع الخاص.
وذكرت أن مؤسسة التمويل الدولية تتعاون بشكل وثيق مع الحكومة المصرية لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد مما يساعد على زيادة التنافسية وخلق فرص العمل، متابعه أنه تم تعيين المؤسسة كمستشار استراتيجي لبرنامج تسييل الأصول الحكومية، والذي سيركز على استغلال رأس المال الخاص والمعرفة لإدارة الأصول المملوكة للدولة.
وحول آليات التمويل المبتكرة، أكدت د. رانيا المشاط الحاجة لاستكشاف أدوات مالية جديدة لتقليل الفجوات التنموية، وإنهاء الفقر المدقع وتعزيز الازدهار المشترك، مضيفه أنه اتساقًا مع الحاجه العالمية لضرورة وجود إطار حوكمة مالية تعاونية، فقد أطلقت مصر في مؤتمر COP27 إطارًا دوليًا للتمويل المبتكر، بعنوان "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل". ليترجم الالتزامات إلى مشروعات قابلة للتنفيذ ويجمع الفرص لاستغلال وتحفيز التمويل لدعم أجندة المناخ.
وتابعت أن منصة ضمان مجموعة البنك الدولي تُعد مثالًا على تحفيز التمويل لأغراض التنمية في ظل الفجوات التنموية الحالية، حيث تأتي كأداة جديدة يتم توسيع نطاقها كجزء من خارطة طريق تطور مجموعة البنك الدولي، والتي لم يتم استخدامها بعد في مصر لضمان أن يتم توجيه التمويل التنموي بشكل جيد وفعال لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحًا في التنمية؛ بما يتماشى مع الأولويات والاستراتيجيات الوطنية.
وأوضحت أن منصة ضمانات مجموعة البنك الدولي تهدف إلى تشجيع تدفق رأس المال الخاص من أجل تحقيق التنمية عن طريق زيادة إصدار الضمانات السنوية لمجموعة البنك الدولي لتصل إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2030
وتابعت المشاط أنه في إطار مواجهة التحديات العالمية فإن مع وجود جميع الضمانات في مكان واحد وضمن إجراءات تتميز بقدر أكبر من البساطة، فتوفر المنصة أفضل حلول الضمانات للدول والجهات المتعاملة معها لتلبية احتياجات مشروعاتها وأولوياتها الإنمائية، مع توفير السرعة والكفاءة في التنفيذ من جانب مجموعة البنك الدولي.