الخضيرة.. قصة أرض فلسطينية جميلة من حيفا باعها تاجر لبناني لمهاجرين روس
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
الخضيرة مدينة تقع في منطقة حيفا على بعد حوالي 45 كيلو مترا من كل من تل أبيب وحيفا وبالقرب من الساحل الفلسطيني. تتبع قضاء حيفا وتعد ثانية أكبر مدنه، تمتد المدينة على مسافة 7 كم على طول السهل الساحلي للبحر الأبيض المتوسط.
وأخذت اسمها من جمال أرضها الخضراء، كما تم تسمية المدينة نسبة إلى وادي الخضيرة، القريب من نهر الخضيرة.
كانت الخضيرة أرضا عربية يمتلك أراضيها الثري اللبناني سليم الخوري الذي اشترى أراضي المنطقة من أصحابها العرب وأسس مزرعة زراعية فيها، وعلى وقع ما جرى لليهود في روسيا من مذابح، باع الخوري الأرض إلى يهوشوع حنكين في عام 1890، وكانت هذه أكبر عملية شراء للأراضي في فلسطين المحتلة من قبل مجموعة يهودية روسية، على الرغم من أن الأرض كانت منخفضة الجودة.
أحد الأحياء في مدينة الخضيرة.
وكانت الأرض المحيطة بالقرية مستنقعات في حين أن سكانها كانوا من البدو والرعاة العرب الذين كانوا يرعون مواشيهم في أرض القرية، وكان يسكن المنطقة عدد من العائلات من الفلاحين والبدو التي تربي الجاموس المائي وتبيع قصب البردي.
وبعد عام واحد فقط من عملية الشراء تأسست مستعمرة الخضيرة كمستعمرة زراعية من قبل أعضاء مجموعة صهيونية تدعى "أحباء صهيون" من ليتوانيا ولاتفيا.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، كانت الخضيرة مأهولة بثلاث مجموعات رئيسية من السكان: الشركس، البوسنيين، واليهود الروس.
عاش المستوطنون اليهود الأوائل في مبنى يعرف بـ "الخان" بالقرب من الكنيس الرئيسي. وفي عام 1896، احضر البارون إدموند جيمس دي روتشيلد العمال لحفر الخنادق اللازمة لتجفيف المستنقعات، مما أدى إلى وفاة العديد منهم بسبب الملاريا، وتشير القبور القديمة في المقبرة المحلية إلى أن من بين 540 ساكنا، توفي 210 بسبب المرض.
وفي أوائل القرن العشرين، أصبحت الخضيرة مركزا اقتصاديا إقليميا، وضمت المستوطنة 40 أسرة، وكروم العنب، بمساحة تزيد على 30,000 دونم.
ووقعت نزاعات كثيرة بين المستوطنين وسكان المنطقة العرب الأصليين وتم حل النزاعات على الأراضي في المنطقة بحلول الثلاثينيات من القرن الماضي.
وفي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، أظهر تعداد عام 1922 أن عدد سكان الخضيرة كان 540 نسمة، منهم 90 مسلما ومسيحيا و450 يهوديا.
ويعيش في مدينة الخضيرة حاليا نحو 85 ألف نسمة، بمن فيهم السكان الذين يعيشون في القرى التي ألحقت بالمدينة على مر السنين، إضافة إلى الأحياء التي أنشئت حول المستوطنة الأصلية.
شاطىء الخضيرة على الساحل الفلسطيني..
وبعد حرب عام 1948، توسعت الخضيرة وزاد عدد سكانها بشكل كبير مع توافد المهاجرين اليهود، ومعظمهم من أوروبا. وحصلت الخضيرة على وضع المجلس البلدي عام 1936، وتم إعلانها مدينة عام 1952.
واعتمد المستوطنون الأوائل على زراعة بيارات الحمضيات والموز، ولكن مع ازدياد عدد السكان وتحويل الأرض للسكن أخذ المجال الزراعي بالتراجع لصالح الصناعي إذ يعمل سكان الخضيرة حاليا في التجارة والصناعة وقطاع السياحة.
وافتتح أول مصنع للورق في الخضيرة، بتمويل من مستثمرين من الولايات المتحدة، البرازيل واستراليا، وتم تصميم هذا المصنع لتلبية جميع احتياجات دولة الاحتلال من الورق، إضافة إلى مصنع للإطارات، كما توجد مصانع لمعالجة المعادن، وتجهيز الحمضيات، وتعليب الخضراوات.
كما تقع محطة توليد الطاقة "أوروت رابين"، أكبر محطة طاقة في البلاد، في مدينة الخضيرة، وتحتوي الخضيرة أيضا على أكبر محطة تحلية في العالم.
محطة توليد الطاقة في الخضيرة كما تبدو من منطقة المنتزه.
وفي السنوات الأخيرة، تم تجديد مركز المدينة وبناء منتزه، كما يجري تطوير أحياء جديدة في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة، وإنشاء حديقة كبيرة ومراكز تسوق وفنادق.
ويصب في البحر الأبيض المتوسط عند مدينة الخضيرة، نهر الخضيرة ويعرف أيضا باسم نهر المفجر، ووادي عارة، ووادي أبو نار، وهو مجرى مائي موسمي يتدفق من المرتفعات في الأجزاء الشمالية الغربية من جبال نابلس في الضفة الغربية .
وعلى مر السنوات، أدى النمو السريع وإقامة المصانع في منطقة الخضيرة إلى تدفق مياه الصرف الصحي والمصانع إلى نهر الخضيرة، مما أدى إلى تلوث المقطع الغربي منه وتلوث المنطقة بفعل مخلفات المصانع ومحطات الطاقة والتحلية وغيرها.
وتردد اسم مدينة الخضيرة في الآونة الأخيرة على وقع عدد من العمليات التي استهدفت المستوطنين على وقع ما يشهده قطاع غزة من حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال الإسرائيلي بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية على رأسها بريطانيا.
المصادر
ـ "مدينة الخضيرة..أرض العمليات الفدائية ضد المستوطنين"، الجزيرة نت، 9/10/2024.
ـ موسوعة المصطلحات (الخضيرة)، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار).
ـ قسطنطين خمار، موسوعة فلسطين الجغرافية، ط3، 1988.
ـ وادي عارة، الموسوعة الفلسطينية، 29/5/2020.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطيني فلسطين تاريخ هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة الخضیرة
إقرأ أيضاً:
الميادين: العدو الصهيوني يواصل عدوانه على سوريا ويتوغل بأحياء مدينة الحضر بريف القنيطرة
الثورة نت/
أفادت الميادين، اليوم الثلاثاء، بوجود تقدمٍ صهيوني في بعض أحياء مدينة الحضر في ريف القنيطرة جنوب سوريا.
في غضون ذلك، أكدت منصة إعلامية صهيونية أنّ “إسرائيل” احتلّت 370 كيلومتراً مربعاً من الأراضي السورية.
هذا وذكر موقع “i24NEWS” الصهيوني، أنّ قواتاً برية صهيونية دمرت مواقع وأصول عسكرية للجيش السوري جنوب سوريا.
وبحسب ما أفاد به المراسل العسكري الصهيوني، ينون شالوم ييتاح، فإنّ الحديث يدور عن بنية تحتية عسكرية عُثر عليها في المنطقة وتابعة للجيش السوري.
وأشار الموقع إلى أنّ النشاط “الذي تم تنفيذه صادقت عليه المستويات المطلوبة على ضوء المهمة الحساسة”.. موضحاً أنّ هذا النشاط “أُجري بالاستعانة بكتائب المدرعات المنتشرة في المنطقة ومقاتلي المشاة”.. كما أنّ جيش العدو أكد هذه التفاصيل، بحسب ما ذكر الموقع.
ولليوم السادس على التوالي، يواصل “جيش” العدو الصهيوني قضمه للأراضي السورية، حيث احتلّ جبل الشيخ السوري، واستولى على “المنطقة العازلة” في الجولان السوري المحتل.
وفي حين باتت قوات العدو على بعد 15 كلم من الطريق الدولية بين دمشق وبيروت، فإنّها سيطرت أيضاً على أهم المنابع المائية العذبة الموجودة في جنوب سوريا في حوض اليرموك.
ويواصل الاحتلال اعتداءاته على المواقع العسكرية السورية في سعيه للقضاء على قدرة الجيش السوري القتالية، حيث أفاد “جيش” العدو بأنّ هجماته خلال الأيام الماضية “ألحقت أضراراً جسيمة بمنظومة الدفاع الجوي في سوريا”، إذ “دمرت أكثر من 90 في المائة من صواريخ أرض- جو الاستراتيجية”.. حسب زعمه.