الخضيرة مدينة تقع في منطقة حيفا على بعد حوالي 45 كيلو مترا من كل من تل أبيب وحيفا وبالقرب من الساحل الفلسطيني. تتبع قضاء حيفا وتعد ثانية أكبر مدنه، تمتد المدينة على مسافة 7 كم على طول السهل الساحلي للبحر الأبيض المتوسط.

وأخذت اسمها من جمال أرضها الخضراء، كما تم تسمية المدينة نسبة إلى وادي الخضيرة، القريب من نهر الخضيرة.



كانت الخضيرة أرضا عربية يمتلك أراضيها الثري اللبناني سليم الخوري الذي اشترى أراضي المنطقة من أصحابها العرب وأسس مزرعة زراعية فيها، وعلى وقع ما جرى لليهود في روسيا من مذابح، باع الخوري الأرض إلى يهوشوع حنكين في عام 1890، وكانت هذه أكبر عملية شراء للأراضي في فلسطين المحتلة من قبل مجموعة يهودية روسية، على الرغم من أن الأرض كانت منخفضة الجودة.


                                                  أحد الأحياء في مدينة الخضيرة.

وكانت الأرض المحيطة بالقرية مستنقعات في حين أن سكانها كانوا من البدو والرعاة العرب الذين كانوا يرعون مواشيهم في أرض القرية، وكان يسكن المنطقة عدد من العائلات من الفلاحين والبدو التي تربي الجاموس المائي وتبيع قصب البردي.

وبعد عام واحد فقط من عملية الشراء تأسست مستعمرة الخضيرة كمستعمرة زراعية من قبل أعضاء مجموعة صهيونية تدعى "أحباء صهيون" من ليتوانيا ولاتفيا.

وفي أواخر القرن التاسع عشر، كانت الخضيرة مأهولة بثلاث مجموعات رئيسية من السكان: الشركس، البوسنيين، واليهود الروس.

عاش المستوطنون اليهود الأوائل في مبنى يعرف بـ "الخان" بالقرب من الكنيس الرئيسي. وفي عام 1896، احضر البارون إدموند جيمس دي روتشيلد العمال لحفر الخنادق اللازمة لتجفيف المستنقعات، مما أدى إلى وفاة العديد منهم بسبب الملاريا، وتشير القبور القديمة في المقبرة المحلية إلى أن من بين 540 ساكنا، توفي 210 بسبب المرض.

وفي أوائل القرن العشرين، أصبحت الخضيرة مركزا اقتصاديا إقليميا، وضمت المستوطنة 40 أسرة، وكروم العنب، بمساحة تزيد على 30,000 دونم.

ووقعت نزاعات كثيرة بين المستوطنين وسكان المنطقة العرب الأصليين وتم حل النزاعات على الأراضي في المنطقة بحلول الثلاثينيات من القرن الماضي.

وفي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، أظهر تعداد عام 1922 أن عدد سكان الخضيرة كان 540 نسمة، منهم 90 مسلما ومسيحيا و450 يهوديا.

ويعيش في مدينة الخضيرة حاليا نحو 85 ألف نسمة، بمن فيهم السكان الذين يعيشون في القرى التي ألحقت بالمدينة على مر السنين، إضافة إلى الأحياء التي أنشئت حول المستوطنة الأصلية.


                                               شاطىء الخضيرة على الساحل الفلسطيني..

وبعد حرب عام 1948، توسعت الخضيرة وزاد عدد سكانها بشكل كبير مع توافد المهاجرين اليهود، ومعظمهم من أوروبا. وحصلت الخضيرة على وضع المجلس البلدي عام 1936، وتم إعلانها مدينة عام 1952.

واعتمد المستوطنون الأوائل على زراعة بيارات الحمضيات والموز، ولكن مع ازدياد عدد السكان وتحويل الأرض للسكن أخذ المجال الزراعي بالتراجع لصالح الصناعي إذ يعمل سكان الخضيرة حاليا في التجارة والصناعة وقطاع السياحة.

وافتتح أول مصنع للورق في الخضيرة، بتمويل من مستثمرين من الولايات المتحدة، البرازيل واستراليا، وتم تصميم هذا المصنع لتلبية جميع احتياجات دولة الاحتلال من الورق، إضافة إلى مصنع للإطارات، كما توجد مصانع لمعالجة المعادن، وتجهيز الحمضيات، وتعليب الخضراوات.

كما تقع محطة توليد الطاقة "أوروت رابين"، أكبر محطة طاقة في البلاد، في مدينة الخضيرة، وتحتوي الخضيرة أيضا على أكبر محطة تحلية في العالم.


                                        محطة توليد الطاقة في الخضيرة كما تبدو من منطقة المنتزه.

وفي السنوات الأخيرة، تم تجديد مركز المدينة وبناء منتزه، كما يجري تطوير أحياء جديدة في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة، وإنشاء حديقة كبيرة ومراكز تسوق وفنادق.

ويصب في البحر الأبيض المتوسط عند مدينة الخضيرة، نهر الخضيرة ويعرف أيضا باسم نهر المفجر، ووادي عارة، ووادي أبو نار، وهو مجرى مائي موسمي يتدفق من المرتفعات في الأجزاء الشمالية الغربية من جبال نابلس في الضفة الغربية .

وعلى مر السنوات، أدى النمو السريع وإقامة المصانع في منطقة الخضيرة إلى تدفق مياه الصرف الصحي والمصانع إلى نهر الخضيرة، مما أدى إلى تلوث المقطع الغربي منه وتلوث المنطقة بفعل مخلفات المصانع ومحطات الطاقة والتحلية وغيرها.

وتردد اسم مدينة الخضيرة في الآونة الأخيرة على وقع عدد من العمليات التي استهدفت المستوطنين على وقع ما يشهده قطاع غزة من حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال الإسرائيلي بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية على رأسها بريطانيا.

المصادر

ـ "مدينة الخضيرة..أرض العمليات الفدائية ضد المستوطنين"، الجزيرة نت، 9/10/2024.
ـ موسوعة المصطلحات (الخضيرة)، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار).
ـ قسطنطين خمار، موسوعة فلسطين الجغرافية، ط3، 1988.
ـ وادي عارة، الموسوعة الفلسطينية، 29/5/2020.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطيني فلسطين تاريخ هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة الخضیرة

إقرأ أيضاً:

تحديث جديد لنظام آبل... لبناني يكتشف إحدى أخطر الثغرات الأمنية

أصدرت شركة "آبل" تحديثا أمنيا جديدا لنظام iOS 18.4 لهواتف "الآيفون" تضمن معالجة العديد من المشاكل الأمنية التي تم اكتشافها مؤخرا في النظام.

ولأول مرة في تاريخ الشركة، حمل التحديث بصمات لبنانية واضحة، حيث شكرت الشركة في موقعها الرسمي الباحث الأمني اللبناني حسن شيت من فريق Semicolon لمساهمته في الكشف عن واحدة من أخطر الثغرات الأمنية التي استدعت إصدار تحديث عاجل للنظام لمعالجتها.
 
وفي التفاصيل، تمكن فريق Semicolon من اكتشاف ثغرة أمنية خطيرة تهدد خصوصية مستخدمي اجهزة آيفون وآيباد في جميع أنحاء العالم، حيث تتيح الثغرة الوصول إلى صور المستخدمين والتحكم بها حتى لو تم تفعيل خيارات حماية متقدمة مثل تقنية التعرف على الوجه Face ID التي تستطيع الثغرة تجاوزها دون علم المستخدم. ورغم اصلاح الثغرة من خلال التحديث الجديد التحديث الجديد، لم تسمح آبل لفريق Semicolon بنشر المزيد من المعلومات التقنية عن الثغرة وكيفية اكتشافها واستغلالها، ودعى الفريق كافة مستخدمي أجهزة آبل إلى تحديث النظام بشكل عاجل لتفادي المخاطر الأمنية.
 
يذكر، أنها ليست المرة الأولى التي يلمع بها اسم لبنان في مجال الأمن الإلكتروني حول العالم، حيث تتصدر أسماء الباحثين الأمنيين اللبنانيين لوائح شرف كبرى الشركات العالمية مثل ميتا وغووغل ومايكروسوفت. 
ويعد فريق Semicolon اللبناني واحدا من أهم الفرق الأمنية على مستوى العالم، حيث ضم منذ تأسيسه عام 2016 نخبة من ألمع العقول اللبنانية في مجال الأمن الإلكتروني، وقد أعلن الفريق مؤخرا عن إبلاغه عما يزيد عن 3000 ثغرة أمنية في مختلف الشركات العالمية خلال السنوات القليلة الماضية، مع عوائد مكافآت تخطت المليون دولار أمريكي تقاضاها نتيجة مساهمته الفاعلة في حماية هذه الشركات. مواضيع ذات صلة "آبل" تعالج ثغرة أمنية تم استخدامها في "هجوم بالغ التعقيد" Lebanon 24 "آبل" تعالج ثغرة أمنية تم استخدامها في "هجوم بالغ التعقيد" 02/04/2025 17:28:36 02/04/2025 17:28:36 Lebanon 24 Lebanon 24 إنجاز لبناني في الأمن السيبراني.. طالبان اكتشفا ثغرات في أنظمة "أمازون" و"ميتا" و"لينكد إن" Lebanon 24 إنجاز لبناني في الأمن السيبراني.. طالبان اكتشفا ثغرات في أنظمة "أمازون" و"ميتا" و"لينكد إن" 02/04/2025 17:28:36 02/04/2025 17:28:36 Lebanon 24 Lebanon 24 آبل تستعد للكشف عن أضخم تحديث لنظام iOS منذ سنوات Lebanon 24 آبل تستعد للكشف عن أضخم تحديث لنظام iOS منذ سنوات 02/04/2025 17:28:36 02/04/2025 17:28:36 Lebanon 24 Lebanon 24 تحديث لآيفون يُفعّل "أبل إنتيليجنس" Lebanon 24 تحديث لآيفون يُفعّل "أبل إنتيليجنس" 02/04/2025 17:28:36 02/04/2025 17:28:36 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان تكنولوجيا وعلوم قد يعجبك أيضاً الرئيس عون: للثقة بالبلد وضرورة مواكبة التطور التكنولوجي Lebanon 24 الرئيس عون: للثقة بالبلد وضرورة مواكبة التطور التكنولوجي 10:20 | 2025-04-02 02/04/2025 10:20:06 Lebanon 24 Lebanon 24 إشكال وإطلاق نار كثيف في باب التبانة (فيديو) Lebanon 24 إشكال وإطلاق نار كثيف في باب التبانة (فيديو) 10:18 | 2025-04-02 02/04/2025 10:18:05 Lebanon 24 Lebanon 24 "الكتائب": لوضع السلاح على طاولة مجلس الوزراء Lebanon 24 "الكتائب": لوضع السلاح على طاولة مجلس الوزراء 10:14 | 2025-04-02 02/04/2025 10:14:15 Lebanon 24 Lebanon 24 واشنطن وطهران... مواجهة عسكرية أم خيار التفاوض؟ Lebanon 24 واشنطن وطهران... مواجهة عسكرية أم خيار التفاوض؟ 10:01 | 2025-04-02 02/04/2025 10:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الراعي من بعبدا: لا يمكن أن نستمر بسلاحين وجيشين Lebanon 24 الراعي من بعبدا: لا يمكن أن نستمر بسلاحين وجيشين 09:55 | 2025-04-02 02/04/2025 09:55:39 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة من أجل "البريستيج"… تهافت غير مسبوق لشراء مُنتج في لبنان!
 Lebanon 24 من أجل "البريستيج"… تهافت غير مسبوق لشراء مُنتج في لبنان!
 13:00 | 2025-04-01 01/04/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 شاب طلب يد مراسلة الجديد على الهواء.. وهذا كان رد فعلها (فيديو) Lebanon 24 شاب طلب يد مراسلة الجديد على الهواء.. وهذا كان رد فعلها (فيديو) 16:16 | 2025-04-01 01/04/2025 04:16:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ساعات قبل انفجار القنبلة.. قرار تاريخي لترامب سيغير اقتصاد العالم Lebanon 24 ساعات قبل انفجار القنبلة.. قرار تاريخي لترامب سيغير اقتصاد العالم 14:30 | 2025-04-01 01/04/2025 02:30:48 Lebanon 24 Lebanon 24 صورة داخل مقهى في لبنان لأطفال تثير غضبًا واسعًا.. إليكم التفاصيل Lebanon 24 صورة داخل مقهى في لبنان لأطفال تثير غضبًا واسعًا.. إليكم التفاصيل 15:21 | 2025-04-01 01/04/2025 03:21:38 Lebanon 24 Lebanon 24 من الزواج السري إلى العلن: تعرف على أزواج نسرين طافش Lebanon 24 من الزواج السري إلى العلن: تعرف على أزواج نسرين طافش 14:00 | 2025-04-01 01/04/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 10:20 | 2025-04-02 الرئيس عون: للثقة بالبلد وضرورة مواكبة التطور التكنولوجي 10:18 | 2025-04-02 إشكال وإطلاق نار كثيف في باب التبانة (فيديو) 10:14 | 2025-04-02 "الكتائب": لوضع السلاح على طاولة مجلس الوزراء 10:01 | 2025-04-02 واشنطن وطهران... مواجهة عسكرية أم خيار التفاوض؟ 09:55 | 2025-04-02 الراعي من بعبدا: لا يمكن أن نستمر بسلاحين وجيشين 09:40 | 2025-04-02 غداً.. هذا ما سيشهده أوتوستراد نهر ابراهيم فيديو صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) Lebanon 24 صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) 23:31 | 2025-04-01 02/04/2025 17:28:36 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. اعتقال عناصر لـ"حزب الله" في برشلونة Lebanon 24 بالفيديو.. اعتقال عناصر لـ"حزب الله" في برشلونة 11:48 | 2025-04-01 02/04/2025 17:28:36 Lebanon 24 Lebanon 24 تراجع فجأة خلال المباراة وفقد وعيه.. ملاكم توفي بطريقة مأساوية (فيديو) Lebanon 24 تراجع فجأة خلال المباراة وفقد وعيه.. ملاكم توفي بطريقة مأساوية (فيديو) 03:54 | 2025-04-01 02/04/2025 17:28:36 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • طيران لبناني فوق الجنوب.. ماذا نعرف عن سيسنا؟
  • شهادة فلسطينية ناجية من مجزرة عيادة الأونروا
  • تاجر في اعتصام لاسترداد محله في سوق الجملة بالدار البيضاء
  • تحديث جديد لنظام آبل... لبناني يكتشف إحدى أخطر الثغرات الأمنية
  • إصابة لبناني برصاص الجيش الإسرائيلي جنوب البلاد
  • فصائل فلسطينية تعقب على قصف عيادة الأونروا في جباليا
  • ساكا وأرسنال.. «لحظة جميلة»!
  • عصابات مدججة بالأسلحة الثقيلة مدينة ميريباليه في وسط هايتي
  • استجابة أزيد من 54 ألف تاجر لنظام المداومة في اليوم الأول من عيد الفطر
  • تحذيرات فلسطينية من خطورة إنذارات الإخلاء الإسرائيلية في رفح