في خطوتين طريقك إلى محبة الله لسعادة حقيقية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
أكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن محبة الله عز وجل هي أساس السعادة الحقيقية، وأن تحقيقها يبدأ بخطوتين متلازمتين: التخلية والتحلية.
التخلية تعني تطهير القلب من حب غير الله، استنادًا إلى قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}.
أما التحلية فهي ملء القلب بحب الله وحده، ما يجعل الإنسان يشعر بلذة عظيمة تفوق كل متاع الدنيا، كما أشار العلماء إلى أن: "إننا في لذة وسعادة لو عرفها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.
أوضح جمعة أن القرآن الكريم بيّن علامات لمحبة الله للعبد، منها:
الثبات في سبيل الله: كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}.
التوبة والطهارة: في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم: وهو ما أشار إليه قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
الابتلاء.. دليل المحبة
من علامات محبة الله للعبد، الابتلاء الذي يواجهه المؤمن بالصبر والرضا. واستشهد الدكتور جمعة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله تعالى عبدًا ابتلاه.. فإن صبر اجتباه، فإن رضي اصطفاه." مؤكدًا أن الابتلاء والصبر عليه يمثلان درجات في رحلة العبد نحو الاصطفاء الإلهي.
أثر محبة الله على النفسأشار الدكتور جمعة إلى أن محبة الله تترك أثرًا عظيمًا في نفس الإنسان، حيث تتحول إلى رقابة ذاتية داخلية تقوده نحو الخير. واستشهد بحديث النبي: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا مِنْ نَفْسِهِ وَزَاجِرًا مِنْ قَلْبِهِ."، موضحًا أن هذا الواعظ الداخلي يجعل الإنسان أكثر تقبلًا للنصيحة، وأكثر التزامًا بفعل الخير وترك الشر.
محبة الله تشمل كل جميلأكد الدكتور علي جمعة أن حب الله يشمل حب الإسلام، وحب الشريعة، وحب الجنة، وحب النبي صلى الله عليه وسلم، بل وحب التكليف الإلهي الذي يتحول إلى شوق وطاعة. موضحًا أن هذا الحب العظيم يعزز رضا النفس وسعادتها، ويجعل الحياة طاعة محببة لله تعالى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محبة الله الله جمعة السعادة الحقيقي النبى صلى الله الدكتور جمعه النبي صلى الله عليه السعادة الحقيقية عضو هيئة كبار العلماء علي جمعة الدكتور علي جمعة الطهارة الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى محبة الله
إقرأ أيضاً:
قداسة البابا يلتقي أبناء الكنائس الأرثوذكسية والموارنة برومانيا | صور
نظمت إيبارشية وسط أوروبا اليوم، لقاءً لقداسة البابا تواضروس مع أبناء الكنائس القبطية والأرمن الأرثوذكس والروم الأرثوذكس والموارنة الكاثوليك، بكنيسة الشهيد مار مينا ببوخارست عاصمة رومانيا، بحضور الآباء أساقفة ومطارنة وكهنة تلك الكنائس، وذلك في إطار زيارته الحالية لرومانيا ضمن جولة رعوية بإيبارشية وسط أوروبا بدأها يوم الجمعة الماضي بزيارة بولندا.
استهل قداسة البابا اللقاء بالترحيب بالحضور وقال: "أرحب بكم جميعًا، أبناء الكنيسة القبطية، والأرمنية، والروم الأرثوذكس، من مصر، والعراق، وسوريا، ورومانيا، وأرمينيا، ولبنان، وفلسطين. لتكن بركات القيامة المجيدة معكم جميعًا".
البركات الثلاثثم تحدث قداسته في كلمة روحية، مركزًا على معنى البركات الثلاث التي نتلوها في ختام كل صلاة: "محبة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، وشركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون مع جميعكم" (٢كورنثوس ١٣: ١٤).
أولاً: محبة الله الآب
أوضح قداسته أن الله يحب كل إنسان، حتى الخاطئ، قائلًا: "محبة الله لا حدود لها. المسيح هو محب البشر، ومحبة الله تشمل الجميع. كل يوم يشرق فيه نور الشمس علينا هو عطية محبة، إذ يمنحنا الحياة، والصحة، والكنيسة، والصداقة، وكل العطايا هي من بركات محبته لنا".
وأكد أن أعظم عطية إلهية تجلت في قيامة المسيح، مستشهدًا بقول الكتاب المقدس: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ". (يو ٣: ١٦).
وأضاف قداسته: "الله أحبنا حتى جاء وسكن بيننا، وتجسد ليصير واحدًا منا. وإن كنا لا ندرك أحيانًا الخير في بعض الأحداث، إلا أن الله صانع الخيرات، ويدبر كل الأمور لخلاصنا".
ثانيًا: نعمة الابن الوحيد:
"المسيح منحنا نعمًا كثيرة. صنع المعجزات، وقدم التعاليم، وقابل رجالاً ونساءً، صغارًا وكبارًا. التقى بزكا العشار، وبالمرأة السامرية، وفي أحد السعف احتضن الأطفال. لكنه قدم لنا أعظم نعمة: نعمة الصليب والفداء، إذ مات عن خطايانا وقام من بين الأموات ليمنحنا الحياة الأبدية".
ثالثًا: شركة وموهبة الروح القدس
أوضح قداسة البابا أن عمل الروح القدس في حياة المؤمن أساسي ومقدس، قائلاً: "الروح القدس يعمل فينا، ويمنحنا النعمة من خلال تناول جسد المسيح ودمه الكريمين، ويهبنا نعمة المعمودية، ويباركنا بأسرار الكنيسة، مثل سر الزيجة. وكل مرة نصوم، نصلي، نقرأ الكتاب المقدس، ونتوب، نزداد شركة مع الروح القدس".
وأشار قداسته إلى التسبحة القبطية الجميلة التي تقول: "قوموا يا بني النور لنسبح رب القوات، لكي ينعم لنا بخلاص نفوسنا"، مؤكدًا أن كل مؤمن يصبح ابنًا للنور بعمل نعمة الروح القدس، داعيًا الجميع إلى الشكر الدائم لله على جميع عطاياه.