أمين البحوث الإسلامية: دليل الفطرة راسخ في النفوس ولا يحتاج استدلالا آخر
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
قال فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إنَّ دليل الفطرة راسخٌ في نُفوس البَشَر بما لا يحتاج الإنسان معه إلى استدلال آخر، وإنَّ ممَّا يدُلُّ على ذلك: لجوء الإنسان وفزعه إلى خالقه –سبحانه- عند الشِّدة والحاجة، سواء كان هذا الإنسان مُوحِّدًا أو مُشرِكًا.
وأضاف د. الجندي -خلال كلمته اليوم بالندوة التي نظَّمتها الأمانة العامَّة للَّجنة العُليا للدعوة في جامعة سوهاج، تحت عنوان: (الفطرة ووسائل إصلاحها)- ضمن لقاءات الأسبوع الدعوي الثالث والذي يُعقد بجامعة سوهاج، أنَّ بني آدم جميعًا يشعرون بحاجتهم وفقرهم، وهذا الشُّعور أمرٌ ضروريٌّ فِطريٌّ، فالفقرُ وصفٌ ذاتيٌّ لهم، فإذا ألمَّت بالإنسان -حتى المُشرِك- مصيبةٌ قد تؤدِّي به إلى الهلاك، فزع إلى خالقه سبحانه، والتجأ إليه وحده دون ما سواه، وشُعور هذا الإنسان بحاجته وفقره إلى ربِّه تابعٌ لشُعوره بوُجوده وإقراره بذلك، قال اللهُ تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}، وقال اللهُ سُبحانَه: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ}.
وعدَّد الأمين العام مستوياتِ الدلالة الفطرية على وجود الله تعالى، مشيرًا إلى أنه يُمكِنُ للفطرة أن تكشف عن حقيقة وجود الله من خلال أربعة مستويات؛ هي: دلالة المبادئ العقليَّة الأوليَّة، والنزعة الأخلاقيَّة، والجانب الغريزي، والشُّعور بالغائية؛ أي: الإرادة والقصد ، مبيِّنًا أنهما من أهمِّ ما يميِّز الإنسان، ولا يتصوران إلا مع وجود مراد ومقصود، وهذا المراد والمقصود إمَّا أن يكون مرادًا لغيره، وإمَّا لنفْسه، وكونه مرادًا لغيره دائمًا ممتنع، إذْ لا يمكن أن تكون جميع المرادات مراداتٍ لغيرها؛ لأنَّ هذا تسلسل في العِلَل الغائية؛ فتعيَّن أن يكون مرادًا لنفْسه، وأن يكون قديمًا قائمًا بنفْسه.
وتعقد الأمانة العامَّة للَّجنة العُليا لشئون الدَّعوة بمجمع البحوث الإسلامية فعالياتِ (الأسبوع الثالث للدعوة الإسلامية)، بالتعاون مع جامعة سوهاج، تحت عنوان: (الدِّين والعمران.. معطيات ودلالات)، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، وذلك في إطار مبادرة رئاسة الجمهورية (بداية جديدة لبناء الإنسان)، التي تهدف إلى إعداد خريطة فكريَّة تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكريَّة والعقديَّة والاجتماعيَّة، وترسيخ منظومة القِيَم والأخلاق والمُثُل العُليا في المجتمع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأسبوع الثالث للدعوة الإسلامية جامعة سوهاج شيخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
رسائل أمين البحوث الإسلامية عن الحوار الحضاري والدعوي في الإسلام
خلال كلمته في مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية اليوم، أرسل الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، عدة رسائل محورية حول أهمية الحوار الحضاري والدعوي في الإسلام، نلخصها في النقاط التالية:
الحوار متأصل في الفطرة الإنسانية:الإسلام يدعو لحوار يتناغم مع طبيعة البشر وحاجتهم للتفاهم.الحوار الإسلامي ينقذ البشرية من التنازع والعيش بمنطق "شريعة الغاب".دعوة لتجاوز العصبية:يشدد الإسلام على نبذ العصبية والتعصب للرأي الشخصي.الحوار يجب أن يكون مبنيًا على البحث عن الحق، وليس الانتصار للنفس.منهج العلماء الكبار:استمدت قواعد الحوار في الإسلام من نماذج لعلماء مثل الإمام الشافعي والغزالي، الذين أكدوا أهمية تقبل الحق ولو جاء من الآخر.الحوار الإسلامي يُبنى على القيم والأخلاق، بعيدًا عن الجدل العقيم.التعاون بين المؤسسات العلمية والدعوية:أكد الجندي على أهمية الشراكة بين مجمع البحوث الإسلامية وكلية الدعوة في نشر المنهج الوسطي للحوار.لجنة التعاون بين المجمع وجامعة الأزهر تعمل على تعزيز المسارات البحثية والدعوية.رؤية استشرافية لتحقيق الانسجام المجتمعي:الإسلام يقدم نموذجًا للحوار الذي يحفظ الضرورات الخمس، ويساهم في بناء مجتمعات مستقرة.الحوار الحضاري وسيلة فعالة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.الإسلام ورسالة الإنسانية:رسالة الإسلام تؤكد على ضرورة احترام منهج الله، وعدم الاجتهاد مع النصوص الواضحة.الحوار الدعوي في الإسلام يهدف إلى خلق مجتمع عالمي يسوده الإخاء والتفاهم.
هذه الرسائل تؤكد أن الحوار الحضاري وفق المنهج الإسلامي ليس فقط مطلبًا دينيًا، بل ضرورة لتحقيق السلام والتعايش في عالم يواجه العديد من الصراعات.