الصين.. ارتفاع الطلب على "الليثيوم" يُعزز الأسعار المحلية وسط فائض عالمي مستمر
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
شهدت أسعار كربونات الليثيوم المحلية في الصين، ارتفاعًا طفيفًا في الأسابيع الأخيرة؛ مدفوعة بزيادة الطلب على السيارات الكهربائية (EV) والتصنيع المحلي في البلاد، حيث بدأ مصنعو البطاريات في إعادة تخزين مخزونات الليثيوم.
هجوم مروع في الصين يخلف ضحايا.. والسبب طالب فاشلوذكر موقع (اويل برايس) الأمريكي المختص في أسعار النفط والطاقة العالمية أنه على الرغم من هذا الارتفاع في الطلب المحلي بالصين لن يكون كافياً للتغلب على الفائض العالمي الكبير الذي تراكم هذا العام، ما يشير إلى أن سوق الليثيوم سيظل في فائض طوال عام 2025.
ومنذ ذروتها في عام 2022، تراجعت أسعار الليثيوم بنسبة 80% بسبب تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم خاصة مع نهاية الإعانات في بعض أسواق السيارات الكبرى إلى جانب زيادة الإمدادات، لا سيما من الشركات الصينية العاملة في إفريقيا.
وخلال العام الجاري، كانت شركات التعدين والتكرير الصينية هي القوة الرئيسية وراء زيادة إنتاج الليثيوم في إفريقيا؛ حيث تهيمن الشركات المملوكة جزئياً أو كلياً كيانات صينية على معظم الإنتاج.
ورغم أن الطلب على الليثيوم في الصين قد شهد انتعاشاً مؤخراً، إلا أن أساسيات السوق العالمية لم تتغير بشكل كبير، فلا يزال العرض يتفوق على الطلب؛ ما يهيئ السوق لفائض آخر وأسعار منخفضة في عام 2025، وفقاً لتحليلات الأسواق.
وفي الأشهر الأخيرة، كانت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين هي النقطة المضيئة في سوق السيارات العالمية.
ومع اقتراب نهاية العام، شهدت مبيعات وتصنيع السيارات الكهربائية في الصين زيادة كبيرة، بعد أن شمل التحفيز الاقتصادي الحكومي حوافز للمستهلكين لتبديل سياراتهم التقليدية بالسيارات الكهربائية.
وخلال الشهر الماضي، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين بنسبة 11.1% مقارنة بشهر سبتمبر لتصل إلى 1,429,000 وحدة، في حين ارتفع الإنتاج بنسبة 11.9% شهرياً، ليبلغ نحو 1,463,000 سيارة.
كما شهدت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة ارتفاعاً بنسبة 56.7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي لتشكل 52.5% من إجمالي مبيعات السيارات في الصين، مما جعل شهر أكتوبر الشهر الرابع على التوالي الذي تتفوق فيه السيارات الكهربائية على السيارات التي تعمل بالبنزين.
ومع زيادة الطلب على السيارات الكهربائية، بدأت شركات سلسلة التوريد الصينية في إعادة تخزين منتجات الليثيوم بشكل تدريجي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الكربونات الليثيوم المحلية إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر هذا الأسبوع، كما قفزت أسعار العقود المستقبلية على الكربونات الليثيوم في بورصة قوانجتشو هذا الأسبوع، وفقاً لبيانات بلومبرج.. رغم هذا الانتعاش المحلي، يظل السوق العالمي يعاني من فائض كبير؛ مما دفع منتجي الليثيوم العالميين إلى تقليص الإنتاج وتخفيض أعداد موظفيهم على الأقل حتى تتحسن ظروف السوق.
وأعلنت شركة "مينرال ريسورسز" الأسترالية مؤخراً عن إغلاق منجم "بالد هيل" للليثيوم في ظل انهيار أسعار الليثيوم..كما تأثرت شركات أخرى في القطاع؛ حيث سجلت شركة "ألبامارل" الأمريكية أكبر منتج لليثيوم في العالم، خسارة صافية بلغت 1.1 مليار دولار في الربع الثالث، نتيجة لانخفاض الأسعار في سلسلة قيمة الليثيوم.
من جانبه، توقع موقع "فاست ماركتس" المختص في تحليل الأسواق المالية والتجارية، استمرار الفائض العالمي من الليثيوم بنحو 90 ألف طن من مكافئ كربونات الليثيوم (LCE) في العام المقبل إضافة إلى الفائض الذي يزيد على 100 ألف طن الذي يشهده السوق هذا العام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصين الليثيوم عالمي مستمر مبیعات السیارات الکهربائیة الطلب على فی الصین
إقرأ أيضاً:
مختص لـ "اليوم": فرص واعدة لسوق السيارات الكهربائية بالمملكة رغم التحديات
شهدت صناعة السيارات والنقل تطورًا سريعًا مع دخول المركبات الكهربائية إلى السوق، حيث أصبحت خيارًا رئيسيًا يدعم التوجهات العالمية نحو الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وتعتمد هذه السيارات على تقنيات حديثة تسهم في تقليل الانبعاثات وتحسين جودة الهواء، بالإضافة إلى توفير تكاليف تشغيل أقل.
أخبار متعلقة 300 موظف في الشرقية يتعرفون على استراتيجية وزارة الموارد البشرية"الحُرات" وباطن الأرض بالمملكة.. مواقع واعدة لتوليد طاقة جوفية نظيفةومع ذلك، لا تزال تواجه بعض التحديات التي تتطلب مزيدًا من التطوير والبنية التحتية لدعم هذا التحول.د. فهد الصخيريد. فهد الصخيري
وقال لـ "اليوم" أستاذ الطاقة المتجددة والهندسة الكهربائية المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد الصخيري، إن السيارات الكهربائية أحدثت تحولًا سريعًا في صناعة السيارات والنقل بشكل عام، إذ تعد بديلاً واعدًا للسيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل.
أوضح أنها تعتمد على محركات كهربائية تعمل ببطاريات قابلة لإعادة الشحن، مما يسهم بشكل كبير في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتلوث الهواء.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن هذه المركبات قد تسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم بما يصل إلى 5 جيجا طن بحلول عام 2050.
وأضاف: "أن من أبرز مزايا المركبات الكهربائية تقليل التلوث البيئي من خلال القضاء على انبعاثات عوادم السيارات، وهو ما يسهم في تحسين جودة الهواء بشكل ملحوظ، فضلًا عن تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } السيارات الكهربائية أحدثت تحولًا سريعًا في صناعة السيارات والنقل بشكل عام - متداولة
تكلفة تشغيل أقل
وأكد "الصخيري" أنها تتميز بتكاليف تشغيل أقل بفضل قلة الأجزاء المتحركة وانخفاض تكلفة الكهرباء مقارنة بالوقود التقليدي. ومع ذلك، ومع انتشار مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن الفوائد البيئية لهذه المركبات ستتزايد بشكل كبير في المستقبل.
وأضاف أن هذه التكنولوجيا تواجه عدة تحديات، أبرزها التكلفة الأولية المرتفعة مقارنة بالسيارات التقليدية، إضافة إلى محدودية محطات الشحن في بعض المناطق.
أشار الدكتور الصخيري، إلى أن عمر البطارية والتأثير البيئي لإنتاجها يمثلان تحديات لا تزال قائمة؛ ومع ذلك، أكد أنه مع تقدم تكنولوجيا البطاريات، مثل البطاريات الصلبة، من المتوقع أن تتحسن هذه الجوانب مستقبلًا، مما سيؤدي إلى زيادة مدى الكيلومترات التي يمكن أن تقطعها السيارات وتقليل أوقات الشحن.
السيارات الكهربائية في السعودية
وفيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، أوضح "الصخيري" أن سوق السيارات الكهربائية يشهد نموًا ملحوظًا، خاصة في ظل رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
وأشار إلى أن المملكة بدأت في إنشاء بنية تحتية لمحطات الشحن، كما أطلقت شركة 'لوسيد موتورز' لتصنيع السيارات الكهربائية.
ورغم التحديات التي تواجه السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، مثل الاعتماد على النفط بتكلفة منخفضة، إلا أنه أكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف الاستدامة، مما يفتح آفاقًا واعدة لهذا القطاع في المستقبل."