محلل عسكري: التصعيد الإسرائيلي في لبنان ضغط على صناع القرار بشأن المفاوضات
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
قال المحلل العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن رفع مستوى التصعيد الإسرائيلي، وتوسيع نطاق العمليات لتشمل بيروت، يهدف للضغط على القرار اللبناني المعني بإعداد الرد على الورقة التفاوضية.
وأضاف -خلال فقرة التحليل العسكري للحرب في لبنان- أن "الأمرين مرتبطان كليا"، مشيرًا إلى أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية لا تعكس وجود خطة إستراتيجية طويلة المدى، بل تقتصر على "استهدافات التدمير والضغط ليس إلا".
ويلفت جوني الانتباه إلى تحول نمط الاستهداف الإسرائيلي من ليلي إلى نهاري، معتبرًا أن هذا التحول يهدف إلى تحقيق تأثير نفسي أكبر من خلال "تدمير إعلامي" و"تدمير منظور"، بهدف التأثير على متخذي القرار من خلال المشهد العام.
وفي ما يتعلق بالاشتباكات الدائرة في المناطق الجنوبية لبلدة الخيام، يرى جوني أن ما يحدث هو محاولة إسرائيلية جديدة لمهاجمة القرية وإسقاطها، نظرًا لأهميتها التاريخية والجغرافية.
قرية مقاومة
ويوضح أن الخيام تاريخيا هي قرية مقاومة أفشلت العدو الإسرائيلي في عامي 2000 و2006، وجغرافيا تسيطر على مجموعة من الهضاب والتلال المؤثرة على الداخل الإسرائيلي والمستوطنات، إضافة إلى تأثيرها على الداخل اللبناني.
ويشير جوني إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول الوصول إلى الخيام منذ أسبوعين، في 29 أكتوبر/تشرين الأول، باستخدام قوة كثيفة ومحاور تقدم متعددة وغارات جوية، لكنه فشل في الوصول إلى القرية وبقي على تخومها قبل أن يتراجع.
والآن يعيد الاحتلال المحاولة، لكن المقاومة تواصل استهداف قواته في منطقة وطى الخيام والأطراف الشرقية للبلدة.
ويؤكد جوني أن حزب الله قد استعد جيدًا لهذه المعركة، محضرًا الأرض وكل مستلزمات الدفاع اللامركزي، متوقعًا هذه المواجهة التي وصفها بأنها "عنوان قتال تاريخي" بين لبنان وإسرائيل.
ويرى أن الجيش الإسرائيلي أمام تحدٍّ كبير لدخول البلدة بعد فشله الواضح في المرحلة الأولى، مشيرًا إلى أن ملامح الفشل لا تزال واضحة حتى الآن نظرًا لشراسة القتال على تخوم البلدة.
قدرات حزب الله
وفي ما يتعلق بالدعم الجوي الإسرائيلي وقصف البلدة بقذائف حارقة، يوضح جوني أن هذا القصف لم ينجح في القضاء على القدرات الدفاعية لحزب الله.
ويؤكد أنه لو كان القصف الجوي والتمهيد بمختلف الذخائر المستعملة فعالًا، لكان الجيش الإسرائيلي قد حقق تقدمًا ملموسًا.
لكن الواقع، كما يشير جوني، أن المناورة الإسرائيلية في مرحلتها الأولى عجزت عن احتلال قرية واحدة، وفقًا لما تقوله الصحف الإسرائيلية وما يظهره الميدان.
وفي قراءة عسكرية للواقع الميداني، يؤكد جوني أن قدرة حزب الله على إطلاق النار والصواريخ في هذه المناطق لا تزال متوافرة رغم السيطرة الجوية الإسرائيلية والغارات المكثفة، ويرى أن هذا يشير إلى وجود تعامل مهيأ من قبل المقاومة في الجنوب، يستطيع تجاوز التهديدات الجوية الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بري: لا تحرجونا أكثر... دعوة إسرائيلية للبنان إلى المفاوضات
بعد مرور خمسة أشهر على اتفاق وقف النار في الجنوب من دون التزام إسرائيلي، تثبت الوقائع أن بنيامين نتنياهو يريد تجاوزه والتوجه إلى خيار آخر في المفاوضات وترتيب علاقة تل أبيب مع الدولة اللبنانية وجيشها. وثمة رسالة من الحكومة الإسرائيلية بهذا المعنى وصلت إلى بيروت بواسطة الدوحة.
وكتب رضوان عقيل في" النهار": تلقى الرؤساء الثلاثة شفويا بالبريد الديبلوماسي القطري، رسالة تطلب من الحكومة بدء مفاوضات مع إسرائيل وإشراك مدنيين في هذه المهمة وعدم الاكتفاء بضباط، على غرار ما يحصل في لجنة المراقبة وقبلها اللجنة الثلاثية. وأبلغت جهات دولية المسؤولين أنه يمكن فتح قناة تفاوض من هذا النوع من دون توقيع اتفاقية سلام مع تل أبيب أو فتح سفارة لها في بيروت.
ولقي الطرح الإسرائيلي، على جناح السرعة، ردا بالرفض من الرئيس نبيه بري و"حزب الله"، وهو لم يكن في الأصل محل ترحيب عند الرئيسين جوزف عون ونواف سلام. لكن الجواب القاطع جاء بوتيرة أكبر من "الثنائي".
وكان بري في آخر اجتماع له مع سفراء المجموعة الخماسية قد توجه إلى السفيرة الأميركية ليزا جونسون والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو وسألهما عن تعهد بلديهما بتطبيق وقف النار، مع تكراره أن "حزب الله" التزم الاتفاق، فيما تتمادى إسرائيل في اعتداءاتها. وردّت جونسون بأن واشنطن ستقوم بالاتصالات المطلوبة، ليجيبها بري: "لا تحرجونا أكثر. على إسرائيل أن تنسحب في البداية من النقاط الـ5". وأبلغها أنه لا يمكن منع الأهالي من التوجه إلى هذه المواقع والعمل على تحريرها في وقت لم يستطيعوا العودة إلى بلداتهم، ولا سيما منها الحدودية.
ويسجل بري جملة ملاحظات على أداء لجنة المراقبة برئاسة الجنرال جاسبر جيفرز. وفي المعلومات أن الأخير هو من طلب استبداله، وسيخلفه زميله مايكل ليني.
وينقل عن جيفرز أنه لم يستطع تحمل وطأة الضغوط والمطالب الإسرائيلية، ولم يعد قادرا على إدارة ملف مليء بالألغام والصعوبات والشروط المتبادلة من هنا وهناك. وقد شكلت الضربة الإسرائيلية الأخيرة للضاحية الجنوبية الأحد الفائت مادة للمتابعة والتقارير الديبلوماسية. توازيا، تلقى سفراء في بيروت رسالة من السفيرة جونسون مؤداها أن المكان المستهدف يحتوي على كميات من الصواريخ، ولم يسمح الحزب للجيش بعدما تبلغ من الإسرائيليين بواسطة "اليونيفيل"، بالحضور إلى مستودع المبنى وتفتيشه وسحب تلك الصواريخ منه، بحسب رواية السفارة، "الأمر الذي دفع إسرائيل إلى استهداف المبنى بغارة".
مواضيع ذات صلة ترقّب لبناني لنتائج المفاوضات الأميركية - الايرانية واورتاغوس عائدة وتصعّد ضد "حزب الله" Lebanon 24 ترقّب لبناني لنتائج المفاوضات الأميركية - الايرانية واورتاغوس عائدة وتصعّد ضد "حزب الله"