مبيد حشري طبيعي ومستدام من قشور الصبار
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يُستخدم نبات الصبار من نوع "ألوة باربادينيسيس"، المعروف باسم الألوة فيرا، منذ آلاف السنين لعلاج أمراض الجلد وتعزيز صحة الجهاز الهضمي وشفاء الجروح. ولكن في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على هلام الصبار، يُتخلّص من قشوره التي تتحول إلى نفايات زراعية.
وأفاد فريق من العلماء أن هذه القشور يمكن أن تمنع الحشرات، وتعمل مبيدًا حشريًا طبيعيًا.
يقول الدكتور ديباسيش بانديوبادياي، الباحث الرئيس في المشروع، في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ"، "في كل عام يُتخلّص من ملايين الأطنان من قشور الصبار على مستوى العالم، وقد أردنا إيجاد طريقة لإضافة قيمة وجعلها مفيدة".
يتم التعامل -عادة- مع قشور الصبار على أنها نفايات زراعية على النطاق الصناعي، ومن ثم تُستخدم إلى حد كبير لتكوين كتلة حيوية يمكن أن تساعد في تحسين جودة التربة في مزارع الصبار. لكن الجانب السلبي الرئيس لهذا النهج هو أن النفايات الزراعية المتعفنة يمكن أن تطلق غاز الميثان وغيره من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يسهم في تغير المناخ العالمي.
ولفت الصبار اهتمام بانديوبادياي عندما زار هو وزميل له مركزًا محليًا لإنتاج الصبار، ولاحظ أن الحشرات تركت أوراق الصبار وهاجمت أوراق النباتات الأخرى، وهو ما جعله يفكر في احتمالية استخدام قشور الصبار كمبيد حشري.
شرع بانديوبادياي في استكشاف إمكانية إعادة تدوير القشور لتطوير مبيد طبيعي، يمكن أن يساعد المزارعين في المناطق التي تشكّل فيها الحشرات تهديدًا كبيرًا؛ مثل: مناطق بأفريقيا والمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في آسيا والأميركتين. ويمكن أن يوفر الاستخدام الجديد لقشور الصبار كمبيد للآفات -أيضًا- بديلًا صديقًا للبيئة للتخلص من القشور، وخلق مصادر دخل إضافية لمنتجي الألوة فيرا.
للتحقيق في خصائص المبيدات الحشرية المحتملة لقشور الألوة فيرا، قام بانديوبادياي وزملاؤه من "جامعة تكساس ريو غراندي فالي" أولًا بتجفيف القشور للحفاظ على النشاط الحيوي للنبات دون تغيير، وجُفّفت القشور في الظلام في درجة حرارة الغرفة، عن طريق نفخ الهواء فوقها.
ثم أنتج الباحثون بعد ذلك مستخلصات مختلفة من القشور باستخدام الهكسان وثاني كلورو ميثان والميثانول والماء. ومستخلص الهكسان يحتوي على أوكتاكوزان، وهو مركّب معروف بخصائص مبيدات البعوض.
وفي التجارب الجديدة أظهر مستخلص ثاني كلورو ميثان نشاطًا كمبيد حشري أعلى بكثير ضد الآفات الزراعية من مستخلص الهكسان، لذلك أراد الباحثون تحليله بشكل أكبر. وقد تم تصنيف مستخلص ثاني كلوروميثان كيميائيًا باستخدام مقياس الطيف الكتلي للكتلة السائلة عالي الأداء، وهي تقنية تسمح للباحثين بتحديد المركبات.
وباستخدام هذه البيانات، حدّد فريق البحث أكثر من 20 مركّبًا في قشور الألوة فيرا، وكثير منها يحتوي على فوائد مضادة للبكتيريا، ومضادة للفطريات أو غيرها من الفوائد الصحية المحتملة، وهذا ليس مفاجئًا نظرًا لتاريخ الصبار كونه أحد أيقونات الطب الشعبي.
مع ذلك، كان من بين ما حدّده الباحثون 6 مركبات لها خصائص مبيدات الحشرات، ويقول الباحثون إن هذه المركبات يمكن أن تسهم في زيادة تأثيرات قشرة الصبار. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن المركبات التي حدّدوها سامة، مما يعني أنه لم تكن هناك مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة عند إنشاء مبيد حشري قائم على الصبار.
والآن، وبعد أن تم تحديد مركبات المبيدات الحشرية في قشور الصبار، سيختبر الباحثون مدى نجاحهم في العمل في مجالات واقعية ضد الآفات الزراعية.
ويعمل الفريق على استكشاف ما إذا كانت هذه المركبات لها خصائص مضادة للبعوض والقراد، مما قد يؤدي إلى تطوير طارد للحشرات لاستخدام المستهلك.
يقول بانديوبادياي "من خلال صنع مبيد حشري يتجنّب المواد الكيميائية الاصطناعية الخطرة والسامة، يمكننا مساعدة المجال الزراعي،"ولكن إذا أظهرت القشور نشاطًا جيدًا لمكافحة البعوض أو القراد، فيمكننا -كذلك- مساعدة عامة الناس".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مبید حشری یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم الأرض: زلزال شرم الشيخ أمر طبيعي ولبس هناك خطر كبير
علق الدكتور هشام العسكري، أستاذ علوم الأرض والاستشعار عن بعد في جامعة تشابمان الأمريكية، على الزلزال الذي ضرب منطقة شرم الشيخ مؤخراً، و أثار تساؤلات واسعة حول النشاط الزلزالي في المنطقة.
وأكد الدكتور العسكري في تصريحاته لبرنامج حضرة المواطن أن مصر لا تعتبر من الدول المعروفة بتعرضها للزلازل، إلا أن هناك مناطق قريبة من أنشطة زلزالية، ومنها منطقة شرم الشيخ التي قد تتأثر بشكل طفيف.
وأضاف أن هذا الجزء من منطقة البحر الأحمر وخليج العقبة يعد من المناطق التي يمكن أن تشهد هزات أرضية من وقت لآخر، بسبب موقعها الجغرافي القريب من مناطق نشاط زلزالي.
و أشار الدكتور العسكري إلى أن هذا الزلزال الذي وقع في مارس 2025 ليس الأول في شرم الشيخ، بل سبقته هزات أرضية أخرى في المنطقة.
وأوضح أن الزلازل تعتبر حركات جيولوجية ناتجة عن التوترات في قشرة الأرض، ويمكن أن تحدث في المناطق النشطة والمعرضة لهذا النوع من الحركات.
وأكد أن مثل هذه الهزات الأرضية في منطقة شرم الشيخ تعتبر أمراً طبيعياً، ولا تشير بالضرورة إلى خطر كبير.
تفاصيل زلزال شرم الشيخأعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن وقوع زلزال في منطقة شرم الشيخ، حيث رصدت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد هزة أرضية ضربت المنطقة شمال شرم الشيخ في الساعات الماضية، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثيرها واحتمالية حدوث زلازل أخرى في المستقبل القريب.
الوقت والموقعوأوضح المعهد عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الزلزال وقع يوم الخميس 6 مارس 2025 في تمام الساعة 1:42:28 مساءً بالتوقيت المحلي.
وأشار إلى أن الزلزال كان بقوة 4.19 درجة على مقياس ريختر، ووقع على بعد 131 كيلومترًا شمال شرم الشيخ كما تم تحديد موقع الزلزال بناءً على إحداثياته الجغرافية:
خط العرض: 38.97 شمالًا
خط الطول: 34.80 شرقًا
العمق: 19.33 كم
تأثير الزلزال على السكانوأكد المعهد أن الزلزال لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات. رغم ذلك، وردت تقارير تفيد بأن عددًا من المواطنين شعروا بهذه الهزة الأرضية، ما دفع إلى تكهنات حول احتمالية حدوث هزات إضافية في المنطقة.
موقف الجهات المختصةأوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية أن الزلزال، على الرغم من قوته التي بلغت 4.19 درجة على مقياس ريختر، لم يشكل تهديدًا كبيرًا. ومع ذلك، أكد المعهد أنه يواصل متابعة النشاط الزلزالي في منطقة شرم الشيخ والمناطق المحيطة بها، لضمان توفير بيانات دقيقة وتحليل مدى احتمالية وقوع زلازل أخرى في المستقبل.
وشدد المعهد على أن زلزال شرم الشيخ يعد من الهزات الأرضية متوسطة القوة التي قد تحدث من وقت لآخر في منطقة خليج العقبة، لكنها لا تشير بالضرورة إلى وقوع كوارث كبيرة.