ما الفرق بين ضربة الشمس والضربة الحرارية؟
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يتسبّب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال فصل الصيف في العديد من المتاعب الصحية الخطيرة؛ مثل: ضربة الشمس والضربة الحرارية. فما الفرق بينهما؟
للإجابة عن هذا السؤال أوضح طبيب الأعصاب الألماني فرانك إربجوت، أن ضربة الشمس تقتصر على الرأس فقط، وبالأحرى الدماغ، وهي نتيجة للتعرض لأشعة الشمس.
وأضاف رئيس مؤسسة الدماغ الألمانية، أن الضربة الحرارية تشمل الجسم بأكمله، ويمكن الإصابة بها في الأماكن المغلقة، التي يكون فيها الجو حارًا للغاية.
وأوضح الدكتور إربجوت أنه عند الإصابة بضربة شمس تتعرض السحايا والدماغ للسخونة، ويصاب المرء بالتهاب السحايا، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين ليس لديهم شعر، أو لديهم شعر خفيف؛ مثل: كبار السن والأطفال الصغار والرضع، هم الأكثر عرضة للإصابة بضربة شمس.
وتتمثّل أعراض الإصابة بضربة شمس في سخونة واحمرار الرأس، والصداع، والدوار، وتيبّس مؤخرة الرقبة، والشعور بآلام بها، والحساسية للضوء، والحمى.
وعند ملاحظة هذه الأعراض، يجب إبعاد الشخص المصاب عن أشعة الشمس وإبقائه في مكان بارد، مع تبريد الجسم بواسطة كمادات باردة، مع مراعاة رفع الجزء العلوي من الجسم قليلًا. ويراعى -أيضًا- أن يشرب الشخص المصاب السوائل على نحو كافٍ.
وفي حال تدهور الحالة الصحية والإصابة بفقدان الوعي، فيجب حينئذ الاتصال بالإسعاف.
تكدس الحرارة بالجسمومن جانبه، أوضح البروفيسور بيرند بوتيجر من الصليب الأحمر الألماني، أن الإصابة بالضربة الحرارية تحدث بسبب تكدس الحرارة بالجسم وعدم قدرة الجسم على تصريفها، مما يترتب عليه انهيار نظام سريان الدم والتخثر، ومن ثم يتعذّر إمداد الأعضاء الحيوية؛ كالقلب والكبد والكُلَى بالدم، مما يشكّل خطرًا على الحياة.
وتتمثّل أعراض الضربة الحرارية في: سخونة وجفاف الجلد وزيادة معدل ضربات القلب، بالإضافة إلى الشعور بالدوار والصداع والإرهاق والغثيان والقيء. كما قد يصل الأمر إلى حدّ فقدان الوعي.
وفور ملاحظة هذه الأعراض يجب إبعاد الشخص المصاب عن أشعة الشمس وإبقائه في مكان بارد، والاتصال بالإسعاف. وإلى أن تأتي سيارة الإسعاف، يجب تبريد الجسم بواسطة مكعبات ثلج موضوعة في قطعة قماش. وإذا كان المصاب لا يزال في وعيه، فيُقدّم له مشروبات؛ كالماء والعصائر المخفّفة.
ويقوم المسعفون بإعطاء المصاب محاليل تبريد. وإذا كان نظام تخثّر الدم مضطربًا بالفعل، فيتم إعطاء المصاب أدوية مضادة للتخثّر في المستشفى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قداسة لا تُحتمل وطأتها
ربما يكون الإنسان في وضع مريح للغاية وهو بمبعدة عن أي تصنيف اجتماعي أو وسط مهني، إذا لم يكن محسوبًا على نخبة من النخب التي تُضفي متطلباتها عليها قداسة معينة.
مصدر ذلك الارتياح أنه لن يخرج عن كونه إنسانًا طبيعيًا مجبولًا على إساءة التقدير والزلل، ولأنه سيكون غير مطالب بالمثالية وسلامة الأفعال، ولن يحتاج لأي مبررات حال اتخاذ قرارات غير دقيقة.
الشخص المُلتزم، أو من ننعته بـ «المُطوع» على سبيل المثال، لا تُبرر أخطاؤه وإن كانت في أضيق الحدود، لا يُعذر حال الوقوع اللا إرادي تحت تأثير العاطفة أو الميل، رغم يقيننا أنه مجرد إنسان وليس نبيًا مُرسلًا أو رسولًا يتنزل عليه وحي السماء، لا نرتضي أن يرتكب أبناؤه الهَنّات، أو أن يتأخر عن الصلاة لأي عارض، أو أن يلبس سوى اللون الأبيض، أو أن يمزح.
ولعل من بين الأوساط التي تُلقي طبيعتها بثقل على الشخص، وسط «التعليم» ومن ينتمون إلى هذا العالم المُتطلِب لأقصى درجات المثالية؛ فللمعلم صورة ذهنية غاية في النقاء استُمدت من دوره الأزلي في إيصال المعرفة وبث الوعي وترسيخ المبادئ والقيم السامية ومكارم الأخلاق.
ولأن تصورنا المُسبق لهذه المهمة لا يمكن المساس به، أضفينا على المعلم «الإنسان» الذي يقوم بها قداسة مبالغًا فيها حدَّ رصد حركاته وسكناته ومراقبة طريقة حديثه وتصرفاته، كما رسخ في أذهاننا تصور ثابت لا يقبل المساس لما يُفترض أن يكون عليه تعاطيه مع الحياة، أليس هو الشخص الذي «كاد أن يكون رسولًا»؟!
أما المرأة التي ارتضت أن تمتهن التعليم، فيُفرض عليها نتيجة لذلك اشتراطات صارمة تبدأ بطريقة لباسها وتنتهي بأسلوب إدارتها لحياتها الخاصة، فمن غير المقبول اجتماعيًا -حسب تصورنا- أن تتزوج المعلمة من شخص أقل منها مستوى اجتماعيًا أو تعليميًا أو ماديًا، وإن كان متفوقًا خُلقًا، ليس مقبولًا أن يخفق أحد أبنائها دراسيًا أو أن يأتي بتصرف غير معتاد، وإن كان مراهقًا أو متأثرًا بما يدور حوله.
إن القداسة التي يفرضها المجتمع على الأشخاص بسبب طبيعة مهامهم وأدوارهم هي بمثابة حكم بالإعدام أو السجن المؤبد، يلزم الآخرين التخفيف منه كونهم مجرد بشر خُلقوا من ضعف، وتتنازعهم العواطف والأهواء، ولأنهم معرضون للإتيان بتصرفات قد لا تتوافق مع التصور الملائكي الذي نرسمه لهم في مخيلتنا، علينا أن نلتمس لهؤلاء الأعذار فلا نخرجهم من آدميتهم ولا نكلفهم إلا وِسعهم.
النقطة الأخيرة..
«الحياة الإنسانية لا تحدث إلا مرة واحدة، ولن يكون في وسعنا أبدًا أن نتحقق أي قرار هو السيئ، لأننا في كل الحالات لا يمكننا إلا أن نقرر مرة واحدة، لأنه لم تُعطَ لنا حياة ثانية أو ثالثة أو رابعة حتى نستطيع أن نقارن بين قرارات مختلفة».
ميلان كونديرا