مناظير الاثنين 18 نوفمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* من المتوقع أن تتقدم بريطانيا وفرنسا اليوم بمشروع قرار لمجلس الأمن يلزم أطراف القتال في السودان بإيقاف الاعمال العدائية فورا وفتح جميع المنافذ والمعابر لتيسير تسليم المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع دون أي عوائق، وهى في رأيي المتواضع الفرصة الأخيرة لانقاذ السودان وشعبه من الضياع والفوضى إذا حاز المشروع على الاغلبية المطلوبة (9) من أعضاء المجلس الخمسة عشر، بالإضافة الى عدم إستخدام حق الفيتو (الإعتراض) بواسطة روسيا أو الصين اللتين تعودتا منذ العهد البائد على تعطيل قرارات مجلس الأمن ضد السودان أو المراوغة لتعديلها وتخفيفها مراعاة لمصالحهما في السودان!
* إستباقا للمشروع البريطاني إنتهز (حسين عوض الحاج) نائب وزير الخارجية المزيف لحكومة الأمر الواقع في بوراتسودان الفرصة خلال زيارته لروسيا الاسبوع الماضي لحضور المنتدى الوزاري الروسي الأفريقي ليطلب من الدولة الروسية حمايتهم من القرارات والعقوبات الدولية في مجلس الأمن قائلا في مساومة واضحة لروسيا يقصد بها (القاعدة العسكرية الروسية) التي تم الاتفاق عليها ابان عهد المخلوع البشير وأسقطتها الثورة السودانية المجيدة: "نأمل أن تستخدم روسيا نفوذها في مجلس الأمن حتى نتمكن من تجنب سطوة الدول الغربية التي تحاول ممارسة الكثير من الضغوط علينا، بما في ذلك العقوبات" .
* وُلد المشروع البريطاني على إثر زيارة الدكتور (عبدالله حمدوك) رئيس الوزراء السابق ورئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) في الاسابيع الاخيرة لعدد من الدول الاوربية ومقر الاتحاد الاوروبي ولقائه بعدد من كبار المسؤولين في دوائر اتخاذ القرار في تلك الدول وعلى رأسها بريطانيا التي تولت رئاسة مجلس الأمن في بداية هذا الشهر، وبحث معهم الازمة السودانية وتطورات الحرب والأوضاع الإنسانية المتردية في السودان والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون، واحتمال انزلاق السودان الى حرب أهلية شرسة أسوأ بكثير من الحرب الرواندية في عام 1994، فضلا عن انتشار المليشيات والجماعات الارهابية ومافيا الحروب بشكل كثيف بما يهدد الوجود السوداني وينذر باتساع نطاق الفوضى والارهاب في منطقتي القرن الافريقي والساحل الافريقي اللتين تعانيان في الأساس من هشاشة امنية تنعكس سلبا على استقرار العالم والقارة الاوروبية على وجه الخصوص المرهقة من الهجرة غير الشرعية والحرب الاوكرانية ولا ترغب في إضافة أزمة جديدة للأزمات التي تعاني منها!
* على خلفية زيارة (حمدوك) التي حظيت باهتمام كبير في مراكز اتخاذ القرار والاجهزة الاعلامية والمنظمات الحقوقية والانسانية التي وجهت انتقادات حادة لبريطانيا والمجتمع الدولي لتجاهلهم للازمة السودانية، سارع وزير الخارجية البريطاني (ديفيد لامي) للادلاء بتصريحات صحفية، معلنا تولي بريطانيا لرئاسة مجلس الأمن اعتبارا من اول نوفمبر، وواعدا بجعل السودان من أولوياته بشكل خاص وأولويات الدولة البريطانية وشركائها في العالم الحر، وإلتزم بطرح القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان خلال زيارته لمدينة نيويورك ومجلس الامن خلال هذا الاسبوع، ومناقشة السبل الممكنة للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب المستمرة والكارثة الإنسانية المتفاقمة!
* لم يقتصر الاهتمام الدولي على بريطانيا فقط، بل اعلنت العديد من الدول من بينها فرنسا وألمانيا ومفوضية الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي ممثلة في رئيسها (جوزيف بوريل) بأن الوقت قد حان لوضع حد لما يحدث في السودان وايقاف الحرب وحماية المدنيين.
* ورشح في الأخبار بأن منظمة الايقاد وضعت خطة من عدة نقاط لمعالجة الازمة السودانية من بينها إرسال قوة عسكرية تتكون من 7000 جندى لحماية المدنيين، كما يزور السودان اليوم المبعوث الامريكي (توم بيرييلو) ليبحث إستئناف المفاوضات بين الجيش والدعم السريع، وهى الزيارة التي كان من المفترض أن تحدث أمس ولكن تم تأجيلها الى اليوم!
* يبدو أننا في انتظار تطور مهم للازمة السودانية الشائكة، إما صدور قرار من مجلس الامن ملزم للطرفين بوقف الحرب، او ضياع الفرصة وانزلاق السودان للفوضى !
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مجلس الأمن فی السودان
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو لوقف النار في السودان
سرايا - يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان، في محاولة جديدة للضغط على الجنرالين المتنافسين في البلاد.
ويدعو مشروع القرار، الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس وأعدته بريطانيا وسيراليون، الأطراف "إلى وقف الأعمال العدائية فورا والانخراط بحسن نية في حوار لتمكين الخطوات نحو وقف التصعيد، بهدف الاتفاق على وقف إطلاق النار على وجه السرعة في كل أنحاء البلاد".
وتدور حرب منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نائبه سابقا.
واتُّهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك استهداف مدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام أساليب التجويع في حق ملايين المدنيين.
ونزح نحو 11.3 مليون شخص جراء الحرب، بينهم 3 ملايين تقريبا إلى خارج السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التي وصفت الوضع بأنه "كارثة" إنسانية.
ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم في دارفور.
وشهدت البلاد اندلاع أعمال عنف جديدة في الأسابيع الأخيرة، في حين أن كل طرف "مقتنع بأنه بإمكانه الانتصار في ساحة المعركة"، وفق ما قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو قبل أيام.
إقرأ أيضاً : تركيا ترفض طلب عبور طائرة الرئيس "الإسرائيلي" مجالها الجويإقرأ أيضاً : يوم دامٍ .. أكثر من 111 شهيدا في غزة الأحدإقرأ أيضاً : ترامب يرشح بريندان كار لرئاسة لجنة الاتصالات الاتحادية
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 653
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 18-11-2024 10:02 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...