هل تبدأ دولة المواطنة من خطابٍ تتبناه أقليّة سياسية منفيّة؟
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
هل تبدأ دولة المواطنة من خطابٍ تتبناه أقليّة سياسية منفيّة؟ في ظل الوضع الراهن في السودان، تبرز تساؤلات جوهرية حول إمكانية بناء دولة المواطنة من خلال خطاب تتبناه أقليّة سياسية، سواء كانت منفية خارج حدود الوطن أو داخل أسوار سلطات الأمر الواقع وسجونها. هذه التساؤلات تفتح الباب أمام نقاش عميق حول فعالية الخطاب الوطني الديمقراطي الليبرالي في مواجهة الخطابات الدينية والطائفية التي تسيطر على المشهد السياسي.
الخطاب الوطني الديمقراطي الليبرالي في مواجهة الخطابات الدينية والطائفية يستخدم المشروع خطاباً عفناً من مجاهل الغيب والتاريخ، وكلّ واحد منهما يعرف أنّ هذا النهج سيؤدي في النتيجة إلى نشوء خطاب مقابل، بل إلى تقوية الخطاب المقابل الموجود أصلاً والذي يحيل الصراع بدوره إلى حروب وجودٍ أسبابها دينية أو طائفية. في هذا السياق، يبرز السؤال: هل يقوى الخطاب الوطني الديمقراطي الليبرالي على مواجهة هذه الخطابات الدينية والطائفية؟
قوة خطاب العقلانية الأعزل هل يمكن لخطاب العقلانية الأعزل مثل طرح تقدم أو الطريق الثلاث مجرد من كل سلاح وعتاد عدا الكلمة أن يقاوم جيوشاً وأنظمة مدجّجة حتى أسنانها بكل ما هو فتّاك؟ وكيف السبيل إلى خلق واقعٍ ديمقراطي ليبرالي ما دام الديمقراطيون من الرجال والنساء أقليّة مسحوقة في السودان الخاوي على عروشه؟
الفعل والكلام و من أين يبدأ التغيير؟ هل يبدأ الفعلُ من الكلام والمبادئ والقيم، أم من السلطة التي تتحكم في الأرض وترسم الحدود وتضع القوانين والأنظمة وتطبقها وتحتكر العنف أو توزّعه بما يؤدي في النتيجة إلى شرعنة عنفها؟ هل تبدأ دولة المواطنة من خطابٍ تتبناه أقليّة سياسية منفيّة خارج حدود الوطن أو داخل أسوار تحت سلطات الأمر الواقع وداخل سجونها؟
اتحاد القوى الديمقراطية الواقع والمتخيّل , هل يمكن لاتحاد هذه القوى والشخصيات الديمقراطية أن توجِد واقعاً من المتخيّل والمأمول؟ وبعيداً عن الشعارات والبيانات المُستهلكة أو الاستقواء بالعسكر أو الحركات المسلحة أو إنشاء مليشيات، علينا كساسة أن نبدأ في أفهام الشباب بأن التعايش السلمي حتمي وحقيقة لابد أن يتم التعاطي معها بعقلانية.
في النهاية، يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية تحقيق دولة المواطنة في السودان. هل يمكن للخطاب الوطني الديمقراطي الليبرالي أن يواجه التحديات الدينية والطائفية؟ وهل يمكن لاتحاد القوى الديمقراطية أن يخلق واقعاً جديداً؟ الإجابة تكمن في قدرة السودانيين على التعايش السلمي والتعاطي مع الواقع بعقلانية، بعيداً عن الشعارات الفارغة والاعتماد على القوة العسكرية.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هل یمکن
إقرأ أيضاً:
حديث الروابدة .. قنبلة دخانية قبيل معركة سياسية
#سواليف
حديث الروابدة .. قنبلة دخانية قبيل معركة سياسية
كتب .. المحامي #محمد_الصبيحي
يتميز دولة ابو عصام بفصاحة التعبير ترافقها حركة اليد وتقاطيع الوجه وخفة الظل فيأخذك ذلك في السياق الذي يرمي اليه بعيدا عن الغوص أو التفكير في الجانب الاخر من الصورة او الرواية وهو بهذا يطوي تحت جناحيه حتى السياسي المتمرس او الكاتب المفكر مثل الدكتور محمد أبو رمان الذي تحول بسهولة من مفكر ينظر ويرى جانبي المشهد الى مدير لحوار بين سياسي موهوب وجمهور مسحور .
مقالات ذات صلة سرايا القدس تنشر مشاهد من استهداف منزل تحصن فيه جنود العدو في حي التفاح 2025/04/29ليس ما سبق انتقادا أو إنتقاصا من الرئيس #الروابدة لا سمح الله وانما للدلالة على ابداع الرجل وموهبته السياسية المتميزة .
لم يكن لقاء الروابدة مع اصدقاء منتدى الحموري حوارا فكريا ولا سياسيا وانما هو اقرب الى #محاضرة_تثقيفية تاريخية لم تكتمل بعد ، منه الى الحوار الذي يكون فيه الرأي الأخر حاضرا وهو ما لم يكن في ذلك اللقاء ، ولكن ذلك لا ينفي أن مضمون ما قاله الروابدة من الناحية السردية التاريخية كان صحيحا ودقيقا ومنقوصا في ذات الوقت اذ اغفل جانبا لم يشأ أن يمسه لحسابات سياسية حساسة ولو كان الرأي الأخر أو الرأي المكمل حاضرا لوقع الروابدة في حرج شديد ، واعتقد ان الدكتور محمد ابو رمان يدرك ما أشرت اليه ويعرفه ولكنه ايضا تجاهله عامدا متعمدا .
ثم ان الرئيس أو ( الزعيم ) الروابدة في القراءة السياسية لم يكن دقيقا إذ اخذ جانبا سياسيا واحدا من المشهد ولم يتناول الجانب الاخر، بمعنى ان نواياك واهدافك السياسية لك وحدك (كعربي قائد ) في الاعوام من ١٩١٦ الى ١٩٢١ ، ولكنها في الجانب الأخر الذي يقود المشهد تختلف تماما عن اهدافك ونواياك ، وغالبا ما تكون النوايا الطيبة والثقة الزائدة طريقا معبدا نحو كارثة ما .
كثيرون يعرفون السردية التاريخية الاردنية ولا يتحدثون بها ، ويعرفون بدقة أن ملك العرب الحسين بن علي ، وابنه الامير عبد الله انما ارادا بناء الدولة العربية القومية وربما اعادة الخلافة الى آل البيت ولكن تكملة السردية أو الاحاطة بجوانبها التي تحاشاها الروابدة هي المشكلة .
وإذ يسألني صديق : ما مناسبة عودة الروابدة الى موضوع ( #الهوية_الاردنية_الجامعة ) وما يسمى ( السردية الاردنية ) في هذا الوقت بالذات ؟؟، فإن جوابي له كان كالتالي ، إذا أنا احسنت النية ونظرت الى الموضوع ببساطة سأقول ان فتح هذا الموضوع بعد الاحداث الاخيرة مجرد صدفة ، اما اذا تشككت في التوقيت فسأقول أن الامر #قنبلة_دخانية للتغطية على #أحداث_سياسية محلية مقبلة وستتبعها قنابل دخانية اخرى من اطراف متعددة ، وما مقال د محمد ابو رمان بعنوان ( هكذا تكلم الروابدة ) المنشور على ( الدستور ، و عمون ) إلا دفعة استمرارية لاعطاء زخم للموضوع أو مزيدا من الدخان.