حذر المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس، من فقدان دولة الاحتلال ما وصفه بـ "فرصة العمر" لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، مشددا على أن الوقت الحالي هو الأنسب للتحرك قبل أن تصبح إيران قادرة على تطوير سلاح نووي.

وقال موريس في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس"، الأحد، إن "القادة الإيرانيين صرحوا لعقود بنيتهم تدمير إسرائيل"، معتبرا أن "امتلاك طهران للسلاح النووي قد يشكل تهديدا وجوديا للدولة اليهودية".



وأضاف أن إيران قد تكون قادرة على "محو" إسرائيل إذا حصلت على قنبلة نووية، مستشهدا بتصريحات سابقة للرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي وصف إسرائيل بأنها "دولة قنبلة واحدة"، في إشارة إلى قدرة قنبلة نووية واحدة على تدمير "تل أبيب".

واعتبر موريس أن التهديد الإيراني لم يعد مجرد تهديد نظري، بل أصبح تهديدا حقيقيا يقترب أكثر فأكثر.


وربط  المؤرخ الإسرائيلي الفرصة المتاحة للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بالتقويم السياسي الأمريكي، حيث يرى أن الفرصة قد تكون قصيرة الأمد بالنظر إلى الوضع السياسي في الولايات المتحدة.

ويظل جو بايدن في منصب الرئيس حتى 20 كانون الثاني /يناير القادم، ما يعني أنه "تبقى وقت محدود لإسرائيل لتنفيذ الهجوم قبل تسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة مجددا"، وفقا للمقال.

وقال المؤرخ الإسرائيلي إنه "رغم أن بايدن يُعتبر صديقا لإسرائيل، إلا أنه لا يمتلك الحزم الكافي لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الهجوم على إيران، مثلما فعلت الولايات المتحدة في فترات سابقة مع قضايا أمنية مشابهة".

وأضاف أن "بايدن خلال فترة ولايته تجنب التورط في نزاعات جديدة في الشرق الأوسط بعد الهزائم الأمريكية في العراق وأفغانستان، وأشار إلى أن بايدن منع إسرائيل من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في 26 تشرين الأول /أكتوبر الماضي".

ومع ذلك، فإن موريس يرى أن بايدن رغم تصريحه المتكرر بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، يفتقر إلى "الصلابة" اللازمة للتصرف بشكل حاسم، مشيرا إلى أن "هذا الضعف في المواقف الأمريكية جعل من الصعب على إسرائيل الاعتماد على الولايات المتحدة لضمان نجاح الهجوم ضد إيران".

أما بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فقد أشار موريس إلى أن الوضع مختلف تماما، موضحا أن "إيران هاجمت إسرائيل بشكل مباشر أو عبر وكلائها منذ أكثر من عام،  ما يزيد من تعقيد الموقف الأمني الإسرائيلي".

وأضاف أن "السيف النووي الإيراني يقترب بشكل تدريجي من رقبة إسرائيل، ما يجعل التهديد الإيراني أكبر من أي وقت مضى. ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه أزمات داخلية تتعلق بمحاكمته بتهم فساد وفقدانه بعض الدعم الشعبي، فإنه لا يزال يحذر من التهديد النووي الإيراني، ويدرك أنه لم يعد أمام إسرائيل الكثير من الوقت لاتخاذ قرار حاسم".

وقال المؤرخ الإسرائيلي إن نتنياهو "قد يكون أخطأ في توقعاته بشأن الدعم الذي يمكن أن يحصل عليه من الإدارة الأمريكية المقبلة تحت قيادة ترامب".

وأشار موريس إلى أن "نتنياهو قد يكون يراهن على ترامب ليمنح إسرائيل الضوء الأخضر للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية"، لكنه الكاتب يرى أن "ترامب لن يكون داعما للهجوم كما يعتقد البعض". 


وقال المؤرخ الإسرائيلي، إنه "على الرغم من أن ترامب قد يكون قد اتخذ قرارات داعمة لإسرائيل في الماضي، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ودعمه لاتفاقيات أبراهام، إلا أنه  ليس صهيونيا بالمعنى التقليدي للكلمة، وربما يحمل مشاعر معادية للسامية، ما يضعف احتمال دعمه لعمل عسكري إسرائيلي ضد إيران".

أما فيما يتعلق بالقدرة العسكرية الإسرائيلية على تنفيذ الهجوم، فقد أشار موريس إلى أن "هناك العديد من المتغيرات التي قد تؤثر على نجاح الهجوم، وهو ما يجعل هذه العملية معقدة للغاية".

ولفت الكاتب إلى أن "الدفاعات الجوية الإيرانية تعرضت لضربة كبيرة في الأسابيع الأخيرة، وهو ما قد يجعل المنشآت النووية الإيرانية أكثر ضعفا. ورغم ذلك، فإن أي هجوم إسرائيلي على إيران قد يكون له تأثيرات متباينة على الأوضاع في غزة ولبنان، حيث من المحتمل أن تتأثر تلك الحروب سلبا أو إيجابا بتداعيات الهجوم".

وأكد موريس أن "إسرائيل قد تكون أمام اللحظة المناسبة للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية"، وحذر من أن "هذه الفرصة قد لا تتكرر"، مشيرا إلى أن "الوضع الحالي قد يكون هو الوقت الأمثل لاتخاذ القرار، حيث إن أي تأجيل قد يكلف إسرائيل الكثير في المستقبل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الإيرانية بايدن ترامب إيران الاحتلال بايدن ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على المنشآت النوویة الإیرانیة المؤرخ الإسرائیلی الولایات المتحدة قد یکون إلى أن

إقرأ أيضاً:

جهود عمانية تتواصل.. الجولة الثالثة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية

مسقط-رويترز 

سيجتمع كبار المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين مجددا اليوم السبت للتوصل إلى اتفاق جديد يكبح جماح برنامج طهران النووي، في حين أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ثقته في التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يقطع الطريق أمام إيران لامتلاك قنبلة نووية.

وسيتفاوض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشكل غير مباشر مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مسقط عبر وسطاء عمانيين، وذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بأنها بناءة.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات على مستوى الخبراء، والتي ستبدأ في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، قبل اجتماع غير مباشر بين المفاوضين الرئيسيين.

وقال ترامب في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت أمس الجمعة "أعتقد أننا سنبرم اتفاقا مع إيران"، لكنه كرر تهديده بعمل عسكري ضد طهران إذا فشلت الدبلوماسية.

وفي حين قالت كل من طهران وواشنطن إنهما عازمتان على مواصلة الدبلوماسية، إلا أنهما لا تزالان متباعدتين بشأن النزاع المستمر منذ أكثر من عقدين.

فقد تخلّى ترامب، الذي أعاد تطبيق سياسة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير باط، عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية في عام 2018 خلال ولايته الأولى وأعاد فرض عقوبات مكبلة على إيران.

ومنذ عام 2019، انتهكت إيران القيود النووية التي يفرضها الاتفاق النووي بما في ذلك تسريع تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يقترب من مستوى 90 بالمئة تقريبا الذي يعتبر من الدرجة التي تصل إلى درجة صنع الأسلحة، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في الأسبوع الماضي إن إيران ستضطر إلى التوقف تماما عن تخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق، واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتزويد محطتها الوحيدة العاملة للطاقة الذرية في بوشهر بالوقود.

ووفقا لمسؤولين إيرانيين، فإن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على عملها النووي مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساومة عليها" في المحادثات.

وإضافة إلى ذلك، قال العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الدول الأوروبية اقترحت على المفاوضين الأمريكيين أن الاتفاق الشامل يجب أن يتضمن قيودا تمنع إيران من امتلاك أو استكمال القدرة على وضع رأس نووي على صاروخ باليستي.

وتصر طهران على أن قدراتها الدفاعية مثل برنامج الصواريخ غير قابلة للتفاوض. وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات أمس الجمعة إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي يمثل عقبة أكبر في المحادثات.

مقالات مشابهة

  • المحادثات النووية الإيرانية الأميركية في عُمان قد “تُمدّد إذا اقتضى الأمر”
  • جهود عمانية متواصله.. الجولة الثالثة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية
  • جهود عمانية تتواصل.. الجولة الثالثة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية
  • إعلام إسرائيلي: الهجوم على معسكر صوفا عرقل وصول القوات إلى نير إسحاق
  • لضرب تمويل حماس.. وزير الخارجية الإسرائيلي يدعو لإلغاء ورقة الـ200 شيكل
  • الجيش الإسرائيلي يحذر سكان غزة من قصف جديد
  • الأقمار الصناعية تكشف أسراراً في المواقع النووية الإيرانية (صور)
  • إسرائيـ.ـل أضاعت فرصة ضرب منشآت إيران النووية
  • إجراء إيراني لافت في المنشآت النووية تحت الأرض
  • وسط ترقب دولي للنتائج.. تقدّم إيجابي في المحادثات النووية الإيرانية