حرب 15 ابريل 2023م نظرة في الأسباب
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
المقال (2)
هل كانت هنالك سيطرة مارستها فئات محددة من الشمال و الوسط علي السلطة و حازت نصيب أكبر من الثروة في السودان؟ ساعدونا بالإحصائيات لو سمحتم!
هنالك الكثير من الأفكار المغلوطة التي درجت علي نشرها فئآت من القوي السياسية من جنوب السودان سابقا و تبعتهم فئآت أخري من غرب السودان و جنوب النيل الأزرق و جبال النوبة، خاصة تلك القوي التي رفعت السلاح في وجه السلطة المركزية في الخرطوم.
من يتكلم عن قسمة عادلة للسلطة يتكلم عن إقتسام السلطة المركزية مع الجيش في الحقيقة. لأنه خلال الحكم الديمقراطي من يحدد الحاكم هو عدد الأصوات في الإنتخابات و معروف لدينا جميعا ما هو الترشيح و ما هو الإقتراع. من هذه النقطة فقط يتضح خطل فكرة قسمة السلطة. لأن الكلام عن لا مركزية السلطة او الحكم الفيدرالي من قضايا الدستور و تأسيس الدولة نفسها، حتي الدعوة للفيدرالية و لا مركزية الحكم لا تتطلب حمل السلاح إبان الحكم الديمقراطي بل الحوار و التداول الفكري . بذلك يكون السبب الأساسي لحمل بعض السودانيين السلاح هو الحكم العسكري. لأن الديمقراطية تحمي حقوق القوميات في الإستقلال و الحكم الذاتي عبر الديمقراطية و ليس إيدية علي طريقة لوردات الحرب اللصوص من ضباط جيش أو قيادات حركات مسلحة. الكلام عن عدالة قسمة السلطة عند يدّعون بناء السودان الجديد يستبطن فكرة أن السلطة حكرٌ لجهة يمكنها إقتسامها معهم و هذه الجهة هي الجيش طبعاً.
بذلك يكون السؤال الصحيح هو ، هل نحن مع الديمقراطية و التداول السلمي للسلطة عبر الإنتخابات؟ أم حالمون بالحياة السعيدة في ظل الديكتاتورية العسكرية و كبت الحريات و الحرب و القتل و التشريد. من يتكلم عن أن فلان من تلك الجهة او من تلك القومية ليناقش حقه في الحكم إنسان متدهور الوعي و منحطّه لأنه ببساطة ينظر للعالم بمنظار جهوي و قبلي متخلف. الكلام عن عدالة قسمة السلطة في الحقيقة عداء للديمقراطية و الإنتخابات. و من لم يرد الديمقراطية اللبرالية العادية دي فليحاول الديمقراطية الشعبية المصاحبة للبناء الإشتراكي.
أما الكلام عن عدالة توزيع الثروة فهو نوع من عدم الإعتراف بالتخلف الشامل الذي يعيشه الوطن منذ 1821م. التخلف كما ذهب الدكتور مصطفي حجازي و أمين معلوف دينامي بمعني أن التخلف يخلق تخلقا أسوأ منه و نحن في هذا الافق نتقلب ذات اليمين و ذات اليسار. أين هي البنية الصناعة المحترمة ؟ و أين هي البُني التحتية المحترمة؟ أين هو التعليم؟ و أين هو التدريب؟ و أين هي موارد الطاقة؟ بهذة المعايير نحن بلد فقير و جائع و متخلف. فعن أي ثروة يتكلم هؤلاء؟ هل يتكلمون عن ريع الفساد الناتج من نهب الموارد و بيع و إستئجار التراب الوطني و النخاسة العسكرية و إقتسامه مع الحكّام العسكريين. ببساطة لأن موضوع التنمية و التطور يحتاح للديمقراطية و الفصل بين السلطات و يحتاج للدستورو قبل ذلك يحتاج للتنوير. هذا غير رأس المال البشري من قوي عاملة مدربة و خبراء يتمتعون بالحرية و الإستقلال. حالة السودانيين عند الكلام عن قسمة الثروة تشبه حالة قطيع من الضباع لم تترك له الأسود غير جلد و عظم من فريسة ما.
مما سبق، دعك من الكتاب الأسود و الكيزان من أبناء غرب السودان الذين كتبوه. يتضح أن حتي أطروحات جون قرانق فيما يسمي ببرنامج السودان الجديد لا تقف علي أرجلها بل هي كسيحة و لم تنتج لنا غير اوليغاركية عسكرية غاشمة و مجرمة و فاسدة بالضرورة و دونكم جنوب السودان و مقطوعيات قيادات الحركات المسلحة. و مما سبق يتضح أيضا أن مشكلتنا كلها هي غياب الحكم الديمقراطي و ما يستتبعه من حريات و حقوق و عدالة و سلام. السودان الحالي بفشله و تخلفه هو هدية الجيش للإنسانية.
طه جعفر الخليفة
كندا- اونتاريو
17 نوفمبر 2024م
taha.e.taha@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الکلام عن
إقرأ أيضاً:
أحيانا عبر نظرة العين.. كيف يهدد الذكاء الاصطناعي في الهاتف خصوصيتك؟
بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي سهّل حياة البشر بصورة كبيرة، فإن استخدامه لا يزال يثير مخاوف بشأن الخصوصية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالهواتف الذكية، التي تحمل أدق تفاصيل حياتنا.
وأوضح الخبير في تكنولوجيا المعلومات رونالد أبي نجم، الإثنين، في حديث إلى قناة "الحرة"، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي غيرت كثيرا في أساليب حياة البشر، لافتا في الوقت نفسه إلى أنها قادرة على اختراق خصوصيات الناس، التي وصفها بـ"النفط الجديد" الذي يحقق الكثير من الأرباح للشركات.
وبشأن حماية بيانات الذين يستخدمون برامج الذكاء الاصطناعي، قال: "تلك البرامج قادرة على جمع الكثير من المعلومات والبيانات، وما تقوله بعض الشركات عن قدرتها بشأن حماية المعلومات يدخل في باب التسويق والدعاية".
وزاد: "بعضنا يقول كنت أفكر في منتج أو شيء معين فظهر لي فجأة على منصات التواصل الاجتماعي، والحقيقة أن برامج الذكاء الاصطناعي وصل بعضها إلى قدرة قراءة حركة عين المستخدم وأين يركز بصره خلال تصفح الهاتف، وبالتي يمكن معرفة اهتماماته".
واستشهد أبي نجم بأن شركة أبل تقول إنها تسعى دائما لحماية بيانات مستخدمي أجهزتها، مردفا: "لكن مع التشارك والتداخل مع برنامج (تشات جي بي تي)، يتم نقل البيانات من أجل تقديم خدمات أو معلومات أفضل".
وأضاف: "بمجرد قبولنا سياسة استخدام الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي ومواقع خدمات أخرى، فإننا نكون قد أعطينا موافقتنا المسبقة على مشاركة بياناتنا، وهناك شركات تعرضت لعقوبات بسبب ذلك، فمثلا ميتا التي تملك موقع فيسبوك، اعترفت بأنها تستخدم بيانات المستخدمين حتى تتمكن من تطوير برامج الذكاء الاصطناعي لديها".
وأردف: "عندما نستخدم منصات التواصل الاجتماعي وخدمات تقدمها مواقع أخرى بشكل مجاني، فإن الثمن الذي ندفعه هو مشاركة البيانات والخصوصية".
واستطرد الخبير التكنولوجي: "البيانات التي تحصل عليها تلك الشركات بات يطلق عليها (النفط الجديد)، وكلما حصلت تلك الشركات على بيانات أكثر، ارتفعت نسب أرباحها وزاد نفوذها بشكل أكبر".
الصين وأميركا.. توقعات باشتداد المنافسة على الذكاء الاصطناعي يتحدث الرئيس المنتخب، دونالد ترامب عن جهود لدعم التفوق الأميركي في سباق التسلح مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي. تقنيات متطورةوفيما يتعلق بتقنياتالذكاء الاصطناعي المتطورة وكيفية تغييرها لحياة البشر، قال أبي نجم إن تلك التقنيات جعلت لكل شخص أساليبه الخاصة في التعامل مع هاتفه الذكي، مشيرا إلى أن الهواتف "أصبحت قادرة على فهم لغات البشر بشكل جيد، وتلقي الأوامر الصوتية وتنفيذها".
وأضاف: "حتى الآن الكثير منا لا يستطيعون الاستفادة من الخدمات التي تتوفر في أجهزتم بفضل تلك التقنيات الحديثة.. وحتى قبل ظهور هذه التقنيات، فإن الناس كانوا يستخدمون 2 بالمئة من مزايا تلك الأجهزة".
نوه الخبير التكنولوجي بأن "المساعدات الصوتية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، باتت أدوات تقنية متقدمة تُسهِّل التفاعل بين المستخدمين وأجهزتهم"، مستطردا بأن قدراتها تختلف حسب إمكانيات الشركة المصنعة أو الداعمة لها.
وشرح قائلا: "المساعد الصوتي سيري (Siri) تطور في الآونة الأخيرة، وأصبح قادرا على تنفيذ أوامر صوتية أكثر، مثل تلخيص المقالات وتسجيل المكالمات وتفريغ النصوص، مما يُحسِّن تجربة المستخدم بشكل ملحوظ، كما أن ذلك المساعد بات مرتبطا بتطبيق (تشات جي بي تي)، وبالتالي هناك إمكانيات أكبر للإجابة على الكثير من الأسئلة والمواضيع".
وزاد: "بالنسبة للمساعد الصوتي بيكسبي (Bixby) من سامسونغ، فقد تم تطويره بحيث يُمكّن المستخدمين من التحكم في هواتفهم وأجهزتهم المنزلية الذكية التي تنتجها تلك الشركة عن طريق الأوامر الصوتية".
حادثة انتحار مراهق.. ما مخاطر "العلاقات الخيالية" مع الذكاء الاصطناعي؟ تصدرت حادثة انتحار مراهق يُدعى سيول سيتزر في ولاية فلوريدا، عناوين الأخبار، حيث يُزعم أن المراهق، البالغ من العمر أربعة عشر عامًا، أنهى حياته بعد ارتباطه العاطفي بشخصية افتراضية على منصة الذكاء الاصطناعي Character.AI.كما تطرق أبي نجم إلى مساعد غوغل (Google Assistant)، وهي خدمة ذكاء اصطناعي متقدمة متاحة على أجهزة أندرويد وأجهزة "غوغل هوم"، موضحا أنها "مفيدة جدا في عمليات البحث عبر محرك غوغل".
وتابع: "بالتالي.. لكل مساعد مزاياه، حسب الشركة التي تنتجه وتدعمه".
ومن مزايا الذكاء الاصطناعي في الهواتف، كما يرى أبي نجم، "تحسين جودة التصوير الفوتوغرافي والفيديو خاصة في ظروف صعبة مثل عدم وجود إضاءة كافية، حيث تعمل تلك البرامج على تحسين جودة الصور ومقاطع الفيديو بشكل تلقائي دون تدخل بشري".
وزاد: "حتى بعد مرحلة التصوير يمكن إدخال الكثير من التطويرات على المنتج، فعل سبيل المثال أصبح حذف أي عنصر في الصورة مثل شخص أو شجرة أو سيارة أمرا سهلا للغاية".