بهدف تقنين وجودهم وتمييزهم عن الأجانب المقيمين، وافق مجلس النواب المصري (البرلمان)، الأحد، مبدئياً على مشروع قانون لتنظيم أوضاع اللاجئين الذين تزايدت أعدادهم أخيراً، في ظل صراعات وحروب تشهدها المنطقة، ويضع مشروع القانون، قواعد تنظيمية تمنح اللاجئ امتيازات وحقوقاً، وتفرض عليه الالتزام بالتشريعات المصرية، كما يُميز بين اللاجئ الذي تحول ظروف قهرية دون عودته لبلاده، والزائر الأجنبي الذي يُقيم في البلاد لأسباب متنوعة، من بينها العمل والدراسة.



وينظم مشروع القانون، الذي قدّمته الحكومة أوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة، في إطار الاتفاقيات الدولية التي انضمت مصر إليها، لضمان تقديم جميع أوجه الدعم والرعاية للمستحقين، وفق النص المقترح.

وبموجب القانون الجديد سيجري إنشاء لجنة دائمة لشؤون اللاجئين «لتكون الجهة المختصة بكل شؤون اللاجئين، بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بهم... وتفصل اللجنة في طلبات اللجوء، بالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة»، وفق «وكالة أنباء الشرق الأوسط».

طرق مشروعة وغير مشروعة

يحصل اللاجئون من بعض الجنسيات على امتيازات المصريين في التعليم والصحة (مفوضية الأمم المتحدة)
ومن المفترض أن تنظر اللجنة في طلبات اللجوء، خلال 6 أشهر، لمن دخل البلاد بطرق مشروعة، وخلال سنة بحد أقصى لمن دخل البلاد بطرق غير مشروعة. و«يتمتع اللاجئ فور اكتسابه هذا الوصف بحقوق؛ منها الحق في الحصول على وثيقة سفر... وحظر تسليمه إلى الدولة التي يحمل جنسيتها أو دولة إقامته المعتادة»، وفق مشروع القانون.

وأشار رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، النائب أحمد العوضي، إلى أن «مشروع القانون يستهدف في الأساس تقنين أوضاع اللاجئين الموجودين حالياً في مصر، ما يتيح لهم دعماً وحقوقاً في العمل والحياة، ويفرض عليهم واجبات عدة، على رأسها الالتزام بقانون البلاد».

وقال العوضي لـ«الشرق الأوسط»: «إن مصر لديها ملايين الأجانب المقيمين، جميعهم يعيشون على أرضها ضيوفاً أعزاء لا يقيمون في مخيمات»، مشيراً إلى أنه «في ظل الاضطرابات الإقليمية الأخيرة، زاد عددهم حتى باتوا يُشكلون ما يزيد على 8.5 في المائة من تعداد السكان، ما فرض عبئاً اقتصادياً على البلاد، يتجاوز 10 مليارات دولار سنوياً؛ لذلك كان لا بد من تقنين أوضاعهم، عبر تشريع يتماشى مع المعايير الدولية». وقدّر رئيس مجلس الوزراء المصري، في وقت سابق، التكلفة المباشرة لاستضافة مصر ما يزيد على 9 ملايين شخص، بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً.

فض الاشتباك
بدوره، عَدّ مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، القانون الجديد «محاولة لتنظيم وجود الأجانب في مصر، وفض الاشتباك بين اللاجئ أو طالب اللجوء والمقيم لعمل أو غيره». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مصر أصبحت ملاذاً للكثيرين في السنوات الأخيرة، لا سيما مع الحروب الدائرة في المنطقة، وعلى رأسها الوضع في السودان».

وأضاف: «القانون مهم للتمييز بين اللاجئ الذي تمنعه الظروف من العودة لبلاده، والمقيم الذي جاء للعمل أو الاستثمار أو غير ذلك»، مشيراً إلى أن «القانون جاء استجابة لإشكالية ناتجة عن عدم تسجيل اللاجئين في مصر على قوائم مفوضية اللاجئين الأممية، ومن ثم صعوبة حصول القاهرة على دعم لهم».

ونوه إلى أن القانون «سيفرض على الأجانب إما تقديم طلب لجوء إذا كانوا يريدون الحصول على صفة لاجئ وإما الحصول على تصاريح إقامة إذا كانوا غير ذلك». وفي حين تقر بيانات حكومية رسمية بوجود أكثر من 9 ملايين أجنبي من 133 دولة في مصر، يمثلون 8.7 في المائة من تعداد السكان الذي تجاوز 107 ملايين نسمة، تُشير بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى «تسجيل 818 ألف لاجئ من 60 دولة في مصر، يحتل السودانيون المرتبة الأولى بينهم، بواقع 537 ألفاً و882 لاجئاً، يليهم السوريون بواقع 148 ألفاً و938 لاجئاً».

مفوضية اللاجئين

لاجئون سودانيون يسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر (المفوضية)
وسبق أن أشارت مفوضية اللاجئين إلى أن «أكثر من 1.2 مليون سوداني لجأوا إلى مصر» منذ بداية الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) 2023. وفرق العوضي بين اللاجئ والمهاجر أو الزائر الأجنبي للبلاد، قائلاً: «التشريع الجديد يسري على اللاجئين، وهم مَن تمنعهم ظروف قهرية من العودة لبلادهم، ووضعهم مختلف عن الزائر أو المهاجر الذي يزور مصر طوعاً، ويمكنه العودة لبلاده في أي وقت».

وأشار إلى أن «لجنة شؤون اللاجئين ستكون مسؤولة عن تلقي طلبات اللجوء والبت فيها، بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وسيتيح القانون للاجئ فرص العمل وتأسيس الشركات».

ووفقاً لمشروع القانون «لا يُقبل طلب اللجوء إذا توفرت في طالبه أسباب جدية لارتكابه جريمة ضد السلام أو الإنسانية أو جريمة حرب، أو إذا ارتكب جريمة جسيمة قبل وصوله إلى مصر، أو إذا ارتكب أي أعمال مخالفة لأهداف ومبادئ الأمم المتحدة، أو إذا كان مدرجاً على قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين داخل مصر، أو إذا ارتكب أي أفعال من شأنها المساس بالأمن القومي أو النظام العام»، ويحق لمصر حال رفض طلب اللجوء إبعاد صاحبه خارج البلاد.

الشرق الأوسط:

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مفوضیة اللاجئین لشؤون اللاجئین أوضاع اللاجئین مشروع القانون الشرق الأوسط أو إذا فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

رويترز: مصر تقدم مقترحا لإطلاق الرهائن وانسحاب إسرائيل من غزة وأمريكا توافق عليه مبدئيا

في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة وتزايد أعداد الضحايا، برزت المبادرة المصرية كواحدة من أبرز الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار وإيجاد حل للأزمة الإنسانية المتفاقمة. 

ووفقًا لوكالة رويترز، فإن المقترح المصري لا يقتصر على تهدئة مؤقتة، بل يتضمن خطة متكاملة تشمل إطلاق سراح الرهائن وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، ما يفتح الباب أمام حل سياسي أكثر استدامة.

ولطالما لعبت مصر دور الوسيط في النزاعات الفلسطينية-الإسرائيلية، بحكم موقعها الجغرافي وعلاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف. إلا أن نجاح أي مبادرة في الوقت الراهن يواجه تحديات كبيرة، خاصة مع تباين المواقف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، فضلًا عن الحسابات السياسية الداخلية لكل طرف.

وزير الخارجية: الشركات المصرية خيار أكثر كفاءة وأقل تكلفة للدول الإفريقيةوزير الخارجية: تكلفة مشروع سد جوليوس نيريري تفوق ثلاثة مليارات دولاروزير الخارجية: تنزانيا إحدى دول مبادرة حوض النيل وتجمعنا بها علاقات طيبةالخارجية الأمريكية توافق على بيع أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه للسعودية

ففي حين أبدت الولايات المتحدة موافقة مبدئية على المقترح المصري، لم تصدر إسرائيل موقفًا حاسمًا بعد.

 تشير بعض التقارير إلى وجود انقسام داخل حكومة بنيامين نتنياهو بين من يرى في المبادرة فرصة للخروج من الأزمة بأقل الخسائر، وبين من يخشى أن تمنح حركة حماس مكاسب سياسية تعزز نفوذها في القطاع.

وعلى عكس المحاولات السابقة التي ركزت على وقف إطلاق النار فقط، يحمل المقترح المصري أبعادًا أوسع، حيث يتضمن: إطلاق سراح الرهائن تدريجيًا مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، وانسحاب عسكري تدريجيًا من بعض مناطق غزة، وهي نقطة حساسة قد تثير جدلًا داخل إسرائيل، وإدخال مساعدات إنسانية موسعة، وهو مطلب ملحّ في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها سكان القطاع، فضلا عن وجود مفاوضات لاحقة حول تهدئة دائمة، وهو ما يفتح الباب أمام حل سياسي أشمل.

وهذه النقاط تجعل المبادرة المصرية أكثر شمولية من غيرها، لكنها في الوقت نفسه أكثر تعقيدًا، حيث تتطلب التزامًا من جميع الأطراف وضمانات دولية لتنفيذها.

مقالات مشابهة

  • صور الوشق المصري.. معلومات عن الحيوان المفترس الذي هاجم الجنود الإسرائيليين على الحدود
  • رويترز: مصر تقدم مقترحا لإطلاق الرهائن وانسحاب إسرائيل من غزة وأمريكا توافق عليه مبدئيا
  • البرلمان الأوروبي: على نتنياهو احترام الأعراف والقوانين الدولية
  • مفوضية اللاجئين: تقليص التمويل الإنساني يهدد ملايين الأرواح
  • يعرض على البرلمان الأسبوع المقبل.. ما أهداف مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي؟
  • موقع إيطالي: حكم ترامب يكشف أن منطق القوة هو الذي يحكم العالم
  • جسيم وعادي.. عقوبات الخطأ الطبي أمام البرلمان الأسبوع المقبل.. تفاصيل
  • صديق طفولة ماسك: أصبح الرجل الذي كان يزدريه
  • بعد تحرك البرلمان.. إنهاء خدمة الموظفين حال ارتكاب هذه الأفعال
  • الأمم المتحدة: الموقع الذي تعرض للقصف الإسرائيلي في غزة كان بمنطقة معزولة