ذكرى مولد محمد الخضر.. أول من تولى مشيخة الأزهر من أصل غير مصري
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تحل اليوم ذكرى مولد فضيلة الشيخ العلَّامة/ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر الأسبق، الذي يعد أول شيخ للأزهر من أصل غير مصرى وربما الوحيد، وتولى محمد الخضر حسين رئاسة الأزهر من الفترة 1952- 1954 كان مسئولا فيها عن الجامع والجامعة و رئاسة علمائه و شؤونه الإدارية، وهو من المرجعيات المؤثرة في العالم الإسلامي.
مولده:
ولد بتونس في 16 أغسطس 1876م الموافق 26 رجب 1293هـ بمدينة “نفطة” التونسيَّة.
نشأته:
حَفِظَ الشيخ القرآنَ في سنٍّ مبكرةٍ على يد أمِّه "حليمة السعدية بنت الشيخ مصطفى بن عزوز”، وأحاط بالمتونِ في صغرِه، وطلب العلمَ بجامع الزيتونةِ، وتخرَّج سنة ١٣١٦هـ؛ حيث حصلَ على شهادة العالميَّة.
عمله:
عُيِّنَ -رحمه الله- قاضيًا شرعيًّا مالكيًّا بتونس، ثم مدرسًا بجامع الزيتونةِ، ثم هاجر إلى الشام عام ١٩١٢م، وعُيِّنَ مدرسًا بالمدرسة السلطانيَّة، ثم ذهب إلى القسطنطينيَّة سنة ١٩١٧م فعُيِّنَ محررًا بالقلم العربي بوزارة الدفاع العثمانيَّة، وبعد انتهاء الحرب العظمى جاء إلى مصرَ سنة ١٩١٩م، وعَمِلَ في مصر مصححًا بدار الكتب المصرية بشفاعة "أحمد تيمور باشا" الذي عَرَفَ قَدرَه، وكان يُلقِي المحاضراتِ والدروسَ في مساجدِها، ويكتب المقالاتِ المتنوعةَ الكثيرةَ. كما تعرَّفَ إلى طائفةٍ من أعلام علمائها النابهينَ؛ مثل: الشيخ طاهر الجزائري، والشيخ رشيد رضا، والسيد محب الدين الخطيب.
وذاع صيتُه، وعُرِفَ بنبوغه العلميِّ، فقد نال شهادةَ العالميةِ الأزهريَّة في سنة 1926م، وانتُدِبَ للتدريس بالأزهر، ثم اختُيرَ رئيسًا لتحرير مجلة "نور الإسلام" مجلة الأزهر حاليًّا، ثم عُيِّنَ مدرسًا بكليةِ أصول الدين سنة ١٩٣١م، إلى أن وصل إلى سنِّ التقاعدِ، فتخرج به كثيرٌ من العلماء الذين لا يحصونَ كثرةً، وقد عَرفتْ وزارة المعارف مكانتَه العلميةَ فعيَّنته عضوًا بمجمع فؤاد الأول للغةِ العربيَّة.
ثم عُيِّنَ في هيئة كبار العلماءِ، ثم تمَّ تعيينُه شيخًا للأزهر أواخرَ سنة ١٣٧١هـ، واستقالَ سنة ١٣٧٣هـ.
مؤلفاته:
- "الدعوة إلى الإصلاح".
- "القياس في اللغة العربية".
- "نقد كتاب الشعر الجاهلي" نقد فيه ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "الشِّعر الجاهلي".
- "حياة اللغةِ العربيَّة".
- "الخيال في الشعر العربي".
- "مناهج الشرف".
- "طائفة القاديانيَّة".
- "مدارك الشريعة الإسلامية".
- "الحرية الإسلامية".
- "خواطر الحياة".
- "بلاغة القرآن".
- "محمد رسول الله".
- "السعادة العظمي".
- "من أدب الرحلات".
وفاته:
توفي -رحمه الله - بالقاهرة في ١٣ رجب سنة ١٣٧٧هـ، ودُفِنَ بوصيةٍ منه في تربة صديقه أحمد تيمور باشا.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاته.. الشيخ علي محمود إمام التلاوة وسيد الإنشاد ومكتشف النجوم
تمر اليوم، السبت، ذكرى وفاة الشيخ علي محمود، الذي يُعتبر أحد أبرز أعلام التلاوة والإنشاد الديني في مصر والعالم العربي. هذا العبقري، الذي وُصف بسيد القراء وإمام المنشدين، ترك إرثًا خالدًا في فن التلاوة وفن الموشحات.
نشأة مبكرة ومثابرة استثنائيةوُلد الشيخ علي محمود عام 1878 بحارة درب الحجازي في حي الحسين، القاهرة، لعائلة ميسورة الحال.
ورغم فقدانه البصر في طفولته بسبب حادث، لم يكن ذلك عائقًا أمام طموحه وإبداعه.
بدأ مشواره بحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أبو هاشم الشبراوي، ثم أتم تجويده وتعلم القراءات والفقه، مما أسهم في بناء قاعدة قوية لصوته العذب وأدائه الفريد.
القرآن والموسيقى: مزيج من الإبداعلم يقتصر إبداع الشيخ علي محمود على التلاوة، بل امتد إلى الإنشاد والتلحين. درس أصول الموسيقى والموشحات على يد أساتذة كبار مثل الشيخ إبراهيم المغربي ومحمد عبد الرحيم المسلوب.
وكان يؤذن لصلاة الجمعة كل أسبوع على مقام موسيقي مختلف، ما جعله مبتكرًا ومتفردًا في هذا المجال.
صانع النجوم ومكتشف المواهبلم يكن الشيخ علي محمود مجرد قارئ أو منشد، بل كان أيضًا مكتشفًا للمواهب. من أبرز الذين تتلمذوا على يديه الشيخ محمد رفعت، الذي وصفه بالصوت النادر.
كما ساهم في تدريب الشيخ طه الفشني والشيخ زكريا أحمد وغيرهم، ليصبحوا نجومًا في عالم التلاوة والإنشاد.
إرث خالدرغم وفاته في 21 ديسمبر 1946، تظل تسجيلات الشيخ علي محمود، القليلة ولكن المؤثرة، شاهدًا على عبقريته التي لا تُضاهى. أسلوبه في التلاوة والإنشاد أصبح مدرسة يستلهم منها القراء والمنشدون حتى اليوم.
في ذكرى رحيله، يظل الشيخ علي محمود رمزًا خالدًا في قلوب محبيه وعشاق القرآن والإنشاد، نموذجًا للإبداع الذي يتحدى الزمن، واسمه محفورًا في سجل الخالدين.