الحرب الإسرائيلية على لبنان تثير مخاوف من فتنة طائفية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
يراقب المسيحيون في هذه القرية اللبنانية الشمالية الصغيرة الزوار غير المرغوب فيهم ليلاً، حيث يسألون السائقين المتجهين إلى أعلى التل نحو الجزء الشيعي من الحي عن غرضهم، وقاموا بتركيب كاميرات وغالباً ما يجلسون حتى الساعة الثالثة صباحاً يدخنون الشيشة ويراقبون الطريق.
دعا بطريرك الكنيسة المارونية إلى "تحرير" المدارس من النازحين
يقول فريد سمور، صاحب مطعم يبلغ من العمر 31 عاماً: "إنهم يعرفون أننا نراقبهم، قبل ذلك كنا نعيش معاً، لكن الآن لا يوجد ثقة بيننا".
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تحقيق لها من لبنان إن خطوط الصدع الدينية في لبنان، خليط المسيحيين والشيعة والسنة المسلمين، وغيرها من الجماعات الدينية التي تشكل هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو 5.5 مليون نسمة، تتوتر مع استمرار حرب إسرائيل مع حزب الله.
منزل شيعيوقبل عدة أسابيع، ضربت غارة جوية إسرائيلية منزلاً شيعياً في هذه القرية على بعد 70 ميلاً من الحدود الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل شخصين وصفهما الجيش الإسرائيلي بأنهما "إرهابيان".
وجرّت الحملة الجوية المتوسعة قرى وبلدات مثل دير بلا إلى الصراع إذا كانت تؤوي مسلمين شيعة، الذين يستمد حزب الله معظم دعمه منهم.
People in Lebanon “feel now that nowhere in their country, in their city, is safe anymore,” reports @JomanaCNN in Beirut, as Israeli drones can be heard overhead. “This fear of the unknown, they described it, the fear of a repeat, they say, of what they have seen in Gaza.” pic.twitter.com/8W97YobGXp
— Christiane Amanpour (@amanpour) October 3, 2024ويعيش المسيحيون والمسلمون الشيعة جنباً إلى جنب في تلك المنطقة، وكانوا بالفعل في حالة من التوتر قبل الغارة الجوية.
في سبتمبر (أيلول)، وبعد أيام من تفجير إسرائيل عن بُعد لآلاف أجهزة النداء واللاسلكي التي كانت في أيدي أعضاء حزب الله، وصلت مجموعة من الرجال بحثاً عن مأوى. ولاحظ السكان أن بينهم مصابين بجروح في وجوههم وأيديهم، فطلبوا منهم المغادرة خوفاً من استهداف القرية إذا كانوا مرتبطين بحزب الله.
غارات جويةوأضافت الصحيفة أن الخوف من غارات جوية مماثلة يدفع مرة أخرى إسفيناً من الشك عبر المجتمع اللبناني، الذي عانى منذ فترة طويلة من الصراع الطائفي.
ويبحث المدنيون الذين أجبروا على ترك منازلهم بالقرب من الحدود الجنوبية مع إسرائيل أو أعضاء حزب الله الهاربين من الهجمات الإسرائيلية عن الأمان في الشمال.
ولكن مع وصول الغارات الجوية الإسرائيلية إلى عمق لبنان، يخشى لبنانيون آخرون الانجرار إلى القتال إذا سمحوا لهم بدخول قراهم.
“..Kahaleh, a Christian village near Beirut, has refused to host displaced Shias after the nearby highway was hit five times by Israeli airstrikes…”
Brilliantly reported by @SuneEngel and photographed by @emanuelesatolli https://t.co/u25q1TsaHl
وكان الصراع الطائفي دائماً متأصلاً في تاريخ لبنان الحديث. فقد أسفرت الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً وانتهت في عام 1990 عن مقتل 150 ألف شخص. واليوم تعتمد البلاد على اتفاق تقاسم السلطة الدقيق لتحقيق التوازن بين مصالح المسيحيين والشيعة والسُنّة، أكبر المجموعات في البلاد، والتي تمثل حصصاً متساوية تقريباً من السكان.
ولكن مع نزوح مئات الآلاف من الناس، يبدو هذا التوازن غير مستقر على نحو متزايد.
"أيلول الأسود" الأكثر دموية.. تسلسل زمني لقتلى قيادات حزب الله - موقع 24منذ بدء تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله، بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، اغتالت إسرائيل عدداً كبيراً من القادة البارزين في التنظيم اللبناني المدعوم من إيران، بما فيهم زعيم الحزب حسن نصر الله، وذلك في مدة قصيرة لم تتعد 6 أشهر.وأجبر الشيعة على الفرار من جنوب لبنان، حيث يشكلون الأغلبية، كما استهدفت القنابل الإسرائيلية معاقل حزب الله في جنوب بيروت وأماكن أخرى. ونزح نحو 1.2 مليون شخص، أي ما يقرب من ربع السكان، على مدى العام الماضي أو نحو ذلك.
أهداف محتملةويخشى سكان المناطق السنية والمسيحية أن تجعل استضافة الشيعية بلداتهم أهدافاً محتملة للضربات الإسرائيلية.
وفي مدن مثل بيروت وصيدا، يرفض بعض أصحاب العقارات تأجيرها للشيعة، مشيرين إلى مخاوف أمنية.
كما تنبع التوترات من الضائقة المالية. ويفرض النزوح الجماعي المزيد من الضغوط على المجتمعات المحلية في بلد تضرر بشدة من الأزمة الاقتصادية والشلل السياسي.
أزمات سياسية واجتماعية وأمنية تطارد حزب الله - موقع 24أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن تنظيم "حزب الله" اللبناني يعيش أزمة عميقة على المستوى السياسي والاجتماعي والأمني أيضاً، مستعرضاً ما فعلته إسرائيل حتى نجحت في تقويض قاعدة الدعم الاجتماعي للتنظيم، مما ألحق الضرر بمعنويات عناصره وخلق خلافات وصدع كبير لن يعترف به حزب الله.ودعا بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان، بشارة بطرس الراعي، إلى "تحرير" المدارس من النازحين بسبب الحرب حتى يتمكن الطلاب من العودة.
وحذر من أن الأشخاص الذين يحتلون الممتلكات والأراضي الخاصة قد يؤججون الصراع الداخلي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حرب إسرائيل مع حزب الله أجهزة النداء واللاسلكي لبنان إسرائيل وحزب الله لبنان تفجيرات البيجر في لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
بوليتيكو: الحرب العالمية الثالثة قائمة في أوكرانيا
قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية “إن الصراع الأوكراني يشمل “عشرات الدول”، وبالتالي فإنه يعتبر الصراع الأكثر عالمية منذ الحرب الباردة”.
وفي مقال حمل عنوان “الحرب العالمية الثالثة جارية بالفعل. في أوكرانيا”، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه “على الخطوط الأمامية في الأسابيع الأولى من الحرب في أوكرانيا، كانت تسمع صيحات باللغتين الأوكرانية والروسية، وربما اختلطت بأصوات تتحدث لغات إقليمية مثل بوريات والشيشان.. أما اليوم، تتواصل القوات الموجودة على جانبي خط الصراع باللغات الإسبانية والنيبالية والهندية والصومالية والصربية والكورية”.
ورأت أن “اللغات الأجنبية التي يتم التحدث بها في الخنادق الموحلة هي مجرد علامة واحدة على كيفية اتخاذ الصراع بعدا دوليا متزايدا، لافتة إلى أنه “في السماء فوق ساحة المعركة، قد يعترض نظام دفاع جوي أمريكي طائرة بدون طيار إيرانية من طراز شاهد، بينما على الأرض، تنطلق أزيز المدفعية الألمانية الصنع متجاوزة القذائف الكورية الشمالية”.
وذكرت أنه “بعد ما يقرب من ثلاث سنوات، سيجد حتى أكثر الانعزاليين عنادا صعوبة في الترويج للحرب باعتبارها صراعا إقليميا بين روسيا وأوكرانيا. إن ما بدأ في فبراير 2022 كأكبر حرب برية أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، يتنافس الآن على لقب الصراع الأكثر عالمية منذ الحرب الباردة، مع مشاركة عشرات الدول بشكل مباشر أو غير مباشر”.
وقال مؤرخ الحرب الباردة سيرجي رادشينكو: “آخر مرة رأينا فيها شيئا كهذا ربما كان الغزو السوفيتي لأفغانستان. عندما كان هناك دعم للمجاهدين من الغرب وأيضا من باكستان، وكان الجميع يبذلون قصارى جهدهم”.
وحسب الصحيفة فإنه “مع اقتراب الصراع من بداية عامه الرابع، لا يحصل أي من الطرفين على كل المساعدة التي يريدها. وفي الوقت نفسه، يبدو الصراع أشبه بحرب استنزاف في الحرب العالمية الأولى أكثر من كونه حربا عالمية ثالثة ذات تكنولوجيا عالية”.