تلقى المجتمع الأردني والعربي خبرًا مفاجئًا ومؤلمًا بفقدان أحد الشخصيات البارزة في عالم الجمال والشباب. توفي أيمن العلي الذي نال شهرة واسعة بلقب "ملك جمال الأردن"، بعد صراع طويل مع سرطان المعدة، والذي خاضه بشجاعة وإصرار.

ومع انتشار الخبر، انتشرت مشاعر الحزن بين محبيه ومتابعيه، الذين كانوا يعتبرونه رمزًا للجمال والأناقة، ليس فقط في مظهره الخارجي، بل أيضًا في تصرفاته الإنسانية.

من هو ملك جمال الأردن؟

أيمن العلي الشاب الأردني الذي أذهل الجميع بوسامته وحضوره الطاغي، بدأ مسيرته في عالم الجمال من خلال فوزه بلقب "ملك جمال الأردن" في عام 2018، مما جعله واحدًا من الوجوه البارزة في مجالات الموضة والجمال على المستوى المحلي والدولي.

ولم يكن اللقب مجرد تكريم لجماله الخارجي، بل كان تعبيرًا عن شخصيته المميزة، التي جمعت بين الجمال الداخلي والقدرة على التأثير في من حوله.

بعد فوزه بالمسابقة، بدأ أيمن العلي في العمل كعارض أزياء وشارك في العديد من الحملات الإعلانية العالمية، كما قام بتأسيس مشاريع تجارية صغيرة تهدف إلى دعم الشباب المحلي، ما جعله واحدًا من أبرز الشخصيات العامة التي تسعى لتحسين صورة المجتمع الأردني على المستوى العالمي.

وكان دائمًا ما يشارك في فعاليات خيرية واجتماعية، حيث كان يشتهر بتواضعه وتواصله المباشر مع الجماهير، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال اللقاءات العامة.

الصراع مع السرطان

في مطلع عام 2024، بدأ أيمن يشعر بأعراض غير طبيعية، مثل آلام في البطن وفقدان الوزن، ما دفعه إلى الخضوع لفحوصات طبية.

وبعد سلسلة من الفحوصات، تأكد تشخيصه بأنه مصاب بـ سرطان المعدة في مرحلة متقدمة.

ورغم الصدمة التي أصابت محبيه والجمهور، أصر أيمن على أن يكون معركته مع المرض خاصة، حيث اختار عدم الإعلان عن حالته الصحية بشكل علني في البداية، وفضل التعامل مع الأمر بعيدًا عن الأضواء.

وعلى الرغم من تلقيه العلاج الكيميائي والعديد من الجلسات العلاجية الأخرى، إلا أن حالته الصحية بدأت تتدهور تدريجيًا.

وبالرغم من الألم والمعاناة التي كان يواجهها، استمر في إظهار عزيمة قوية ورغبة في إلهام الآخرين بالاستمرار في الكفاح، حتى آخر لحظاته.

وخلال رحلته مع المرض، كان أيمن يحث متابعيه على ضرورة فحص صحتهم بشكل دوري، ويشجع على نشر الوعي حول مرض السرطان وأهمية الوقاية والتشخيص المبكر.

كان أيمن رمزًا للتفاؤل، وتقديم المساعدة في الأوقات الصعبة، إذ غالبًا ما كان يشارك متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي بتجارب حياته الشخصية، ويفتح لهم نافذة من الأمل في كل مرحلة من مراحل معركته.

ولذلك، تركت وفاته فراغًا عاطفيًا هائلًا في قلوب محبيه الذين عبروا عن حزنهم العميق عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث امتلأت صفحات الإنترنت برسائل تعازي وتقدير له ولعائلته.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اجتماع استمرار الاجتماعي الأردني الاناقة التواصل الاجتماعي الجماهير الشخصيات البارزة الشخصيات العامة الفحوصات المستوى العالمي المستوى المحلي تحسين حالته الصحية سرطان المعدة شهرة واسعة صراع طويل

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد؟

 

 

سالم بن حمد الحجري

 

في جولة إلكترونية لمنشورات التواصل الاجتماعي بحثا عن إجابات لموضوع بحثي مختص بالخوارزميات التي تستخدمها تلك البرامج وتأثيرها على المستخدم، لفتني ذلك الاتجاه الذي ينحوه بعض الشباب (من الجنسين) لاقتحام ما يسمى بالشهرة عبر زيادة عدد المتابعين بأي طريقة كانت، وهو اتجاه سائد في عصر انتشار التكنولوجيا ووسائل الاتصال المتعددة.

ولم تعد وسائل التواصل تقدم وظيفة وحيدة وهي تقريب المسافات وتعزيز العلاقات والروابط الاجتماعية، إلى أن تكون وسيلة لنشر الثقافة والعلوم والخبرات والمعارف المتعددة، وهي كذلك منصات ساهمت في تطوير الأعمال وانتشارها ووصولها السريع للمستهلكين، لكنها في الوقت ذاته كانت السُلّم السريع والطريق الأقصر للملايين طمعا في الشهرة واجتذاب المتابعين، الاتجاه الذي انتهجه البعض للشهرة الرخيصة المعتمدة على الابتذال والمحتوى الرخيص في انتهاك صريح للقيم والأخلاق للأفراد والمجتمع دونما رقابة أو محاسبة.

يعج الفضاء الرقمي- الذي فيما يبدو في الطريق لفقد البوصلة القِيَمِيَّة- بالعديد من الحسابات الإلكترونية في منصات التواصل الاجتماعي التي تدوس على مبادئ المجتمع وقيمه الإنسانية النبيلة وهي في طريقها نحو مسار ما يسمى بالشهرة عبر المحتوى الهابط الذي يعتمد في أحيان على الغرائز الجسدية واستغلال مشاهد الإغراء لجذب المتابعين، وفي أحيان أخرى بصناعة المحتوى الدرامي الصادم الذي يعتمد على التحديات الخطرة والمشاهد المؤثرة على الصحة والسلامة، وفي مواضع أخرى، نشر خصوصيات الناس وأسرارهم وتفاصيل شخصية دون مراعاة للكرامة وللنتائج المترتبة على ذلك السلوك المُشين، ولا عجب فيما تحمله آلاف المقاطع اليومية حول العالم من محتوى مبتذل طافح بالبذاءة والانحطاط الخُلُقي وجارح للقيم والأخلاق مما يشكل خطرًا كبيرًا على أفراد المجتمع خاصة مرحلة الطفولة والمراهقة.

من الطبيعي جدًا ونحن نعيش عصر الثورة الرقمية وما تطرحه منصات التواصل الاجتماعي أن نتساءل، ما أسباب كل هذا السقوط المخيف نحو مسار الشهرة "الرخيص"؟ وهل بالفعل أن هذا شرٌ لا بُدّ منه؟ مبدئيا، لنتفق أن ما نتحدث عنه هنا هو الوجه المظلم للتقنية الحديثة التي تخدم البشرية وتسهم في تنمية حياة الإنسان ورفاهيته، وما ساعد هذا "الوجه المظلم" في الانتشار هو المنطق التجاري للمنصات التواصلية التي تطور خوارزمياتها (وهي مجموعة من العمليات والأوامر المصممة إلكترونيا لإنجاز مهمة ما) لتحفز المحتوى المثير والذي يحقق تفاعلا كبيرا ومشاهدات عالية مما يزيد من الانتشار وبالتالي ارتفاع دخل المنصة من الاعلانات ويُقاس ذلك بمقاييس وأدوات إلكترونية، كما أن أحد اهم أسباب صناعة المحتوى غير اللائق هو التهافت نحو الكسب المادي الذي حققه الآخرون من وراء حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي وهم متيقنون بأنهم سيحصدون الآلاف من المتابعين وبالتالي ضمان الشهرة السريعة، فضلا عن الجهل المستشري عند الكثير من هذه الطبقة بسوء عاقبة ذلك النوع اللاأخلاقي من المحتوى عليهم وعلى المجتمع حيث تنتشر ثقافة الأفكار السطحية التي لا تُنتج فكرًا ولا تُقوِّم سلوكًا؛ بل يساهم ذلك في انتشار الانحلال الأخلاقي والبذاءة اللفظية وانهيار المعايير القيمية لدى النشء ليس فقط في العالم الافتراضي بل يتعدى ذلك إلى السلوكيات اليومية في البيت والمدرسة والشارع، فضلا عن شيوع ظاهرة الاحتفاء بما يسمى ب"المشاهير" وما هم إلا انتهازيين فارغين أو مروجين تجاريين تصل المنافسة غير الشريفة بينهم حدا سحيقا من الاسفاف في تقديم محتوى معبرًا عن ذاته المضطربة نفسيًا.

وهناك جانب خفي من استخدام الانترنت لا يظهر في محركات البحث العادية ولا على المنصات الشائعة، يُعرف بـ"الدارك ويب" أو "الشبكة المظلمة"، ذلك الفضاء الرقمي الذي يكتنفه الغموض وتُرتكب فيه بعضٌ من أخطر الجرائم الإلكترونية، من تجارة غير مشروعة، إلى غرف دردشة سرية تنشط فيها شبكات الاستغلال والانحراف الأخلاقي، وتلك حكاية أخرى لا يتسع المجال هنا للخوض فيها.

جُبِل الإنسان على السعي والانجاز، والجري وراء المادة، إلّا أن ذلك لا يبرر بأي حال من الأحوال على بيع النفس للأهواء ولا التحلل من الكرامة الإنسانية والمُثل العليا مقابل فتات مادي، التسول الإلكتروني قد يحقق لفاعله تربحا ماديا لكن الحر الشريف يعف نفسه عن طرق الابتذال ويصونها عن مواطن الرخص والهوان.

مقالات مشابهة

  • هيئة الدواء تكشف أفضل طريقة لـ علاج جرثومة المعدة
  • أرقام صادمة بيوم العمال.. نصف الشباب الأردني بلا عمل ونصف العمال بلا حماية
  • 10 عصائر تطرد السموم وتعزز صحة الجهاز الهضمي
  • فيما توفي واحد منهم..سيارة تدهس ثلاثة أطفال بتيزي وزو
  • فيما توفي واحد منهم..شاحنة تدهس ثلاثة أطفال بتيزي وزو
  • لأول مرة.. السليمانية تستضيف مؤتمر سرطان الثدي بمشاركة دولية (صور)
  • ماذا بعد؟
  • الوزراء الأردني: لدينا التزام بكافة المواثيق الدولية لدعم وإنفاذ حقوق الإنسان
  • 10 عصائر تعزز صحة الجهاز الهضمي.. أبرزها الصبار والخيار
  • مشروب شهير يحميك من مرض السرطان الخطير بكل أنواعه