"موقع صدى" يستهدف إنعاش ذاكرة القصة القصيرة المصرية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
يعتبر موقع "صدى ذاكرة القصة المصرية" موقعاً متخصصاً في القصة القصيرة، وواحداً من المنصات الإلكترونية التي أصبحت منفذاً لكثير من كتاب القصة الشباب ومساحة رحبة للاتصال والتواصل بين الأجيال وكتاب القصة القصيرة في الوطن العربي أسسه الكاتب والناقد سيد الوكيل، لتوثيق الشخصيات الأدبية الراحلة ولإنعاش ذاكرة القصة المصرية.
غدا الموقع أداة ووسيلة لتواصل الكتاب مع بعضهم البعض، الذي سرعان ما تمدد وتنوع في أنشطته والتي سنتعرف عليها في التقرير الآتي:
أسس الموقع ويرأس تحريره الأديب سيد الوكيل عام 2018 انطلاقاً من فكرة رفض الانسياق كالآخرين وراء مقولة "زمن الرواية" التي تبشر بموت القصة القصيرة، رغم أنه روائي، لكنه قاص قبل ذلك، ولأنه ناقد أيضاً نهض مدافعاً عن هذا الفن بكل ما يملك من أدواته النقدية والإبداعية، بهدف التوثيق لشخصيات أدبية رحلت عن عالمنا، ولكنها تركت أثراً لا يمكن تجاهله، بغية إنعاش ذاكرة القصة المصرية، وتأكيد حضور تلك الشخصيات في ذاكرتنا. موقناً أن التكنولوجيا يمكنها أن تؤدي دوراً معززاً لإنجاز هذا المشروع. وطرح الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فوجد حماساً كبيراً لها بين الكتاب والمبدعين، وبدأت الخطوة الأولى تحت عنوان صدى "ذاكرة القصة المصرية"، ثم بدأ العمل يسير في خطين متوازيين، الأول توثيقي، والثاني يهتم بنشر الإبداعات القصصية المعاصرة والشابة، وكانت القاصة "مرفت ياسين" إحدى المتحمسات لهذا المشروع، فتولت إدارة تحرير الموقع، وفي خطوة لاحقة أضافوا " قصة أونلاين" وكتب عنها نقدياً الدكتور مصطفى الضبع.
ملتقيات
ثم تطوّر هذا المشروع الأدبي وأطلق الملتقى السنوي للقصة القصيرة، الذي انتهت فعاليات دورته الثالثة مؤخراً، والتي تناولت "التراث في القصة القصيرة" وكانت الدورة باسم الأديب الراحل " خيري عبد الجواد" لأن أدبه يجسد هذه الرؤية، وعقدت في مركز "سيا الثقافي" بالقاهرة بإدارة الناقدة د. صفاء النجار. وكانت المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف الملتقى في دورته هذه، إذ شارك الناقد الأردني د. حسين دعسة بندوة الملتقى .
في معرض تقديمها للملتقى قالت القاصة والناقدة ميرفت ياسين: قد اختار ملتقى "ذاكرة القصة المصرية" في دورته الثالثة أن ينعقد تحت عنوان "التراث في القصة القصيرة"، ويرجع ذلك إلى أن التراث بمثابة الإرث الفكري والحضاري الذي خلفه الأجداد من قيم وعادات وتقاليد وآداب وفنون وغير ذلك، وقد يكون التراث مكتوباً أو منقولاً شفاهة عبر الأجيال. وأشارت ياسين إلى أن توظيف التراث في الأدب يكون إما باستعادته أو استلهامه أو التناص معه، وهو بمنزلة المثاقفة الواعية معه للوصول إلى البؤر الحية فيه، فهو مصدر إلهام للحاضر والمستقبل.
شهادات
وكتب الناقد د. مصطفى الضبع عن هذا الملتقى: الملتقى ليس مدعوماً من جهة رسمية (حتى الدعم الإعلامي محدود) ، ويمكن القول أنه ذاتي الإعلام والدعاية (صفحة فيسبوك وغروب واتس وصفحات المؤمنين بالمشروع ، وجهود مخلصة من الدينامو ميرفت يس والفريق المميز من شباب الكتاب والباحثين) مما يعني أنه يعتمد غالباً على الإعلام الجديد. متابعاً: تميزت الدورة الثالثة بدعم كيان جديد ( غير رسمي أيضاً ) يضاف على قائمة المؤمنين بالعمل الثقافي " مؤسسة المحكى " برئاسة الروائية أسماء عواد، وهو دعم يليق بالمؤسسة وينضاف إلى جهودها في خدمة السرد عامة والحكاية الشعبية خاصة.
وعن صاحب المشروع بالأساس الأديب سيد الوكيل يقول د. مصطفى الضبع: سيظل سيد الوكيل قادراً على إثارة الأفكار الأصيلة واثقاً من إنجازها ومراهناً على تحقيق قيمتها الخاصة. فسيد الوكيل قادم من الطبقة الشعبية للأدباء، تلك الطبقة المؤمنة بالأدب من حيث هو رؤية جمالية، من حيث هو قيمة في حد ذاته قادرة على تشغيل كثير من قيم الحق والخير والجمال. ولأنه مؤمن بهذه القيمة يشتغل عليها دوماً سواء فيما يكتب من إبداع أولاً ونقد ثانياً، وعمل ثقافي ثالثاً، تماماً كإيمانه أن الكيانات الصاعدة مهما كان حجمها ستكون قادرة على الإنجاز مادامت قادرة على أن تكتنز مقوماتها وفي مقدمتها الإخلاص للأدب من حيث هو فعل أصيل وليس من حيث هو بروباغندا أو دعاية عن الذات.
كما أشاد الأديب شوقي عبد الحميد بفعاليات هذه الدورة وبالملتقى كمشروع أدبي، وبجهود الأدباء سيد الوكيل وميرفت ياسين ود. مصطفى الضبع، ورأى أنه بمشروع كهذا نقاوم الركود والتجاهل.
تكريمات
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى من هذا الملتقى عقدت في 6 أغسطس (آب) 2022 مركز سيا الثقافي بإدارة الناقدة د. صفاء النجار. والثانية في 12 أغسطس (آب) 2023 بيت السناري، التابع لمكتبة الإسكندرية بإدارة د. أحمد زايد، وكانت الدورة باسم الأديب " يحيى حقي" التي تضمنت ثلاث جلسات بحثية واحدة منها خصصت لتجربة الأديب حقي، وأمسية قصصية. وقد احتفت الدورة الأولى بالأصوات الجديدة، فحضرت من خلال الجلسة التطبيقية التي حملت عنوان "قراءات في القصة القصيرة" وشارك فيها كلٌّ من كتّاب القصّة: بيتر ماهر الصغيران، وعبير سليمان، ويارا كمال، ومحمد حسني عليوة.
أمّا المشاركات البحثية فقد تحدّث فيها كلٌّ من الكاتبَين: عبد القهّار الحجّاري وعزيز المحساني وشملت أوراقهما القصة المغربية بوصفها "ضيف الشرف العربي" في الملتقى. وتناول الباحثان أشرف عكاشة ومدحت صفوت نماذج كتابية من القصة المصرية تحت عنوان "ملامح التجديد في القصة المصرية". كذلك قدّم كلٌّ من الباحثَين دعاء الحناوي وشوقي عبد الحميد مداخلتيهما في جلسة معنونة بـ"الفاعلية التقنية بالبناء القصصي".
إصدارات
لم يكتف الموقع بالنشاطات الآنفة الذكر بل أصدر كتاباً عن الراحل نجيب محفوظ، طبعته دار (ميتا بوك للنشر والتوزيع) بعنوان "الأستاذ من جديد" مصدراً قيماً لكل من يهتم بالأدب العربي ويرغب في استكشاف أعمال نجيب محفوظ بعمق وتفصيل. يقدم الكتاب تحليلات نقدية ممتعة وشاملة، ويلقي الضوء على التأثير الذي تركه نجيب محفوظ على الأدب العربي المعاصر.
وبفضل الجهود المشتركة لسيد الوكيل ومرفت ياسين، يتيح هذا الكتاب للقراء فهماً أعمق لأعمال هذا الكاتب العبقري وتقدير إرثه الأدبي. كما تبنت الدار ذاتها طباعة كتاب "آفاق جديدة للقصة العربية" ويضم عشرين نصاً قصصياً لكتّاب وكاتبات من أكثر من قطر عربي.
وكانت قد طبعت أبحاث الملتقى الأول. ولعل هذه تجربة موقع صدى القصة القصيرة هذه، الهامة حقاً، أن تحرض على تأسيس ما يماثلها في أكثر من قطر عربي، وذلك لخدمة فن الرجل الصغير كما تسمى القصة القصيرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ثقافة وفنون فی القصة القصیرة من حیث هو
إقرأ أيضاً:
إشادة واسعة بتنظيم جامعة أسيوط لملتقى قادة اتحادات طلاب الجمهورية الجديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشاد المشاركون في ملتقى "قادة اتحادات طلاب جامعات الجمهورية الجديدة.. مصر 2030" بالدور الرائد الذي لعبته جامعة أسيوط في تنظيم واستضافة الفعالية، التي عُقدت خلال الفترة من 10 إلى 12 فبراير، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط.
وأكد المشاركون أن الملتقى شكَّل منصة مهمة لتعزيز التواصل بين اتحادات طلاب الجامعات المصرية، وتنمية مهاراتهم القيادية، في إطار رؤية مصر 2030 لدعم الشباب وتأهيلهم للمستقبل.
وشهد الملتقى، الذي استضافته قاعة الأستاذ الدكتور محمد رأفت بالمبنى الإداري للجامعة، مشاركة واسعة من ممثلي اتحادات طلاب 28 جامعة حكومية ومعهداً مصرياً، حيث هدف إلى إعداد جيل واعٍ من القيادات الطلابية، وتعزيز قيم التعاون والعمل الجماعي بين رؤساء ونواب اتحادات الجامعات.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، أن الجامعة تضع دعم الطلاب وتنمية مهاراتهم في مقدمة أولوياتها، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى يُعد خطوة مهمة نحو تأهيل الطلاب للمشاركة الفعالة في بناء مستقبل الوطن.
ونُظِّم الملتقى بالتعاون بين اتحاد طلاب جامعة أسيوط، وأسرة "طلاب من أجل مصر"، وإدارة الاتحادات الطلابية بالإدارة العامة لرعاية الطلاب، تحت إشراف الدكتور أحمد عبدالمولى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية، والدكتورة مديحة درويش، منسق عام الأنشطة الطلابية، والدكتور هيثم إبراهيم، مدير عام رعاية الطلاب. كما لعب الطلاب مارتن ناصر، أمين الملتقى ورئيس اتحاد طلاب جامعة أسيوط، وصلاح النديم، أمين مساعد الملتقى ونائب رئيس الاتحاد، بمشاركة وإشراف الأستاذ محمد سيد، والأستاذة داليا شوبك بإلادارة العامة لرعاية الطلاب جامعة أسيوط.
وتضمنت فعاليات الملتقى عددًا من الندوات والمحاضرات، كان أبرزها محاضرة ألقاها فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، تحت عنوان "العلم وأثره في بناء الوعي"، إضافةً إلى لقاءات مع نخبة من الشخصيات العامة والقيادات الطلابية، والتي ناقشت دور الاتحادات الطلابية في تنمية الوعي المجتمعي وصقل المهارات القيادية.
واختتمت الفعاليات بحفل تنصيب اتحاد طلاب جامعة أسيوط الجديد، وسط إشادة واسعة من الحاضرين بالدور الذي يلعبه الاتحاد في دعم زملائه الطلاب وتمثيلهم داخل الجامعة وخارجها.
وقد لاقى الملتقى استحسانًا كبيرًا من المشاركين الذين أشادوا بجهود جامعة أسيوط في تنظيمه، مؤكدين أنه وفر بيئة مثالية للحوار وتبادل الخبرات بين طلاب الجامعات المختلفة، وساهم في تعزيز دور الاتحادات الطلابية في تحقيق التنمية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية 2030 في تمكين الشباب وإعدادهم لتحمل المسؤولية والمشاركة الفعالة في بناء المجتمع.