المسلة:
2024-11-24@01:03:01 GMT

العراق القادم

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

العراق القادم

16 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

رياض الفرطوسي
تعرض العراق مثله مثل الكثير من الدول الى محن وحروب وكوارث ‘ حدث نتيجة لذلك الكثير من المتغيرات التي استطاع ان يتجاوزها ويتخطاها بحسم . العراق مذ وجد وهو يمثل نموذج للتحد والصمود ( والعناد الوطني ).

لكننا اليوم نقف على اعتاب مرحلة جديدة وفاصلة من تاريخه المعاصر ‘ حيث ثمة متغيرات جذرية كثيرة .

نأخذفي نظر الاعتبار رؤية المستقبل ‘ لكن بنفس الوقت ثمة تحديات كثيرة في طريق هذا المستقبل خصوصا وان العراق قد تعرض تاريخيا لنوع من المقاومة . ففي كل مرة يحاول فيها ان ينهض تشتد حوله المؤامرات وتتكالب عليه الاحقاد . لكن ما لا يعرفه البعض ان هذا البلد دائما ما تحيط به العناية الالهية التي تأخذ بيده في ساعات المحن .ومما يؤكد مكانته الدينية هو التعدد المذهبي والديني حيث ترعرعت فيه الكثير من الاديان السماوية وهو ما يشكل عنصر من عناصر التوازن بين جميع الطوائف المختلفة.

العراق اليوم في اتجاه بناء برنامج اصلاحي وتنموي الى جانب ذلك هناك يقظة امنية ضد الارهاب والمخدرات ومكافحة الفساد والانحرافات الاخلاقية ‘ لقد هدأت الفورة الاجتماعية والسياسية ولابد للسياسة هناك ان تأخذ دورها في تحقيق امال وحقوق الناس بمعنى العمل بأتجاهين فوقي وتحتي . العراق قادر ان يفعل ذلك لانه يؤكد هنا مكانته الحقيقية ودوره عبر العصور. لقد دفع الشعب العراق ثمن تحديه حيث عانى وكافح وصبر وما زال يفعل ذلك لانه يتطلع الى البناء والتغيير . لقد ادركت كل فئات المجتمع العراقي ان الخلاص الحقيقي هو بقبول هذا التحدي من اجل بناء عراق قوي ومقتدر . لابد هنا من طرح بعض النقاط المهمة:

اولا: التركيز على الاهتمام بوسائل التعليم ‘ من مناهج واساتذه ومدارس لان هذه الامور تشكل المكون العلمي والتربوي للعقل العراقي الذي لا يمكن ان يتألق ويبدع من دون ان يكون مستعدا ذهنيا . وهذا يساعد في تفكيك المحتوى العقلي ( التخلص من رواسب والتراكمات والتناقضات الحادة ) . من هنا تأتي اهمية التركيز على وعي الانسان وصناعته وهو ما يشكل النموذج الامثل الذي يصلح لقيادة المستقبل.

ثانيا: ان التعددية التي يتمتع بها العراق تسمح له ان يمضي في اكثر من اتجاه بمعنى ان لا نقف مكتوفي الايدي ونعيش في اطار حالة واحدة ‘ بل يجب ان نكون في وضع التجدد والحيوية بحكم كثرة الآفاق التي يسبح فيها العراق وهي مهيئة لان يأخذ دوره الريادي من جديد في المنطقة والعالم.

ثالثا: السياق التاريخي للعراق يقول انه لا يمكن خنق هذا البلد من خلال محاولات التحكم بمناسيب المياه في نهري دجلة والفرات . لذلك فأن موضوع السدود على هاذين النهرين لن يحقق الاهداف الخبيثة والاجندات المرسومة في اضعاف هذا البلد لان العراق اكبر من ان تناله تلك المحاولات المغرضة.

رابعا: العراق دولة مهمة وشامخة امام المواقف والتحديات الصعبة وقد عرف عن شعبه بأنه شعب منيع يقف ببسالة امام اي تهديد يمس الكرامة والسيادة. لكنه بنفس الوقت ‘ شعب صبور ومتسامح ويترك للدبلوماسية السياسية والحكمة ان تأخذ دورها. قدم العراق للمجتمع الدولي نماذج باهرة من المفكرين والعلماء والمتخصصين في الكثير من العلوم والفنون فضلا عن ريادته في الادب والثقافة.

كان ولازال قادرا على امتصاص الازمات التي يتعرض لها ويتغلب عليها . سيكون العراق قويا كما عهدناه في كل التحديات.. كل من عاش في هذا الوطن ونهل من علمه ودرس في مدارسه ‘ ادرك شموخه ومنزلته ورفعته بين الشعوب.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

العراق: تهديدات واضحة من اسرائيل

22 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية فؤاد حسين، الجمعة، أن هنالك تهديدات واضحة للعراق من قبل الكيان الصهيوني، فيما بين أن الحكومة العراقية لا تريد الحرب وسياستها تركز على إبعادها عن البلاد.

وقال فؤاد في كلمته خلال أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط (ميبس 2024) الذي تقيمه الجامعة الأمريكية في دهوك، إن “المنطقة تحت النار والعراق جزء من المنطقة ونحن قلقون على الوضع”، لافتا الى أن “هناك تهديدات واضحة من قبل الكيان الصهيوني”.
وأشار الى أن “الحكومة اتخذت خطوات داخلية وخارجية بشأن تهديدات الكيان الصهيوني”، مبينا أن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية”.
وأكد أن “الحكومة العراقية لا تريد الحرب وسياستها إبعادها عن البلاد”، مضيفا أن “الحكومة العراقية مستمرة في اتصالاتها مع العديد من العواصم الغربية المؤثرة لوقف الهجوم على العراق”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تهديد اسرائيل للعراق وانعكاساته
  • كاتب أمريكي: العراق ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي تقوده إيران
  • بارزاني: وقف صادرات نفط إقليم كوردستان أثر على العراق بأكمله
  • هل العراق مستعد لحرب عالمية ثالثة محتملة؟
  • العراق في قلب الثورة الإقليمية: بوصلة جديدة في الصراع
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • تركيا تحذر من جرّ العراق إلى دوامة العنف
  • طقس العراق.. أمطار ما قبل “الموجة القطبية”
  • العراق: تهديدات واضحة من اسرائيل
  • ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو؟ وما القادم؟