المسلة:
2024-12-25@16:04:45 GMT

العراق القادم

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

العراق القادم

16 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

رياض الفرطوسي
تعرض العراق مثله مثل الكثير من الدول الى محن وحروب وكوارث ‘ حدث نتيجة لذلك الكثير من المتغيرات التي استطاع ان يتجاوزها ويتخطاها بحسم . العراق مذ وجد وهو يمثل نموذج للتحد والصمود ( والعناد الوطني ).

لكننا اليوم نقف على اعتاب مرحلة جديدة وفاصلة من تاريخه المعاصر ‘ حيث ثمة متغيرات جذرية كثيرة .

نأخذفي نظر الاعتبار رؤية المستقبل ‘ لكن بنفس الوقت ثمة تحديات كثيرة في طريق هذا المستقبل خصوصا وان العراق قد تعرض تاريخيا لنوع من المقاومة . ففي كل مرة يحاول فيها ان ينهض تشتد حوله المؤامرات وتتكالب عليه الاحقاد . لكن ما لا يعرفه البعض ان هذا البلد دائما ما تحيط به العناية الالهية التي تأخذ بيده في ساعات المحن .ومما يؤكد مكانته الدينية هو التعدد المذهبي والديني حيث ترعرعت فيه الكثير من الاديان السماوية وهو ما يشكل عنصر من عناصر التوازن بين جميع الطوائف المختلفة.

العراق اليوم في اتجاه بناء برنامج اصلاحي وتنموي الى جانب ذلك هناك يقظة امنية ضد الارهاب والمخدرات ومكافحة الفساد والانحرافات الاخلاقية ‘ لقد هدأت الفورة الاجتماعية والسياسية ولابد للسياسة هناك ان تأخذ دورها في تحقيق امال وحقوق الناس بمعنى العمل بأتجاهين فوقي وتحتي . العراق قادر ان يفعل ذلك لانه يؤكد هنا مكانته الحقيقية ودوره عبر العصور. لقد دفع الشعب العراق ثمن تحديه حيث عانى وكافح وصبر وما زال يفعل ذلك لانه يتطلع الى البناء والتغيير . لقد ادركت كل فئات المجتمع العراقي ان الخلاص الحقيقي هو بقبول هذا التحدي من اجل بناء عراق قوي ومقتدر . لابد هنا من طرح بعض النقاط المهمة:

اولا: التركيز على الاهتمام بوسائل التعليم ‘ من مناهج واساتذه ومدارس لان هذه الامور تشكل المكون العلمي والتربوي للعقل العراقي الذي لا يمكن ان يتألق ويبدع من دون ان يكون مستعدا ذهنيا . وهذا يساعد في تفكيك المحتوى العقلي ( التخلص من رواسب والتراكمات والتناقضات الحادة ) . من هنا تأتي اهمية التركيز على وعي الانسان وصناعته وهو ما يشكل النموذج الامثل الذي يصلح لقيادة المستقبل.

ثانيا: ان التعددية التي يتمتع بها العراق تسمح له ان يمضي في اكثر من اتجاه بمعنى ان لا نقف مكتوفي الايدي ونعيش في اطار حالة واحدة ‘ بل يجب ان نكون في وضع التجدد والحيوية بحكم كثرة الآفاق التي يسبح فيها العراق وهي مهيئة لان يأخذ دوره الريادي من جديد في المنطقة والعالم.

ثالثا: السياق التاريخي للعراق يقول انه لا يمكن خنق هذا البلد من خلال محاولات التحكم بمناسيب المياه في نهري دجلة والفرات . لذلك فأن موضوع السدود على هاذين النهرين لن يحقق الاهداف الخبيثة والاجندات المرسومة في اضعاف هذا البلد لان العراق اكبر من ان تناله تلك المحاولات المغرضة.

رابعا: العراق دولة مهمة وشامخة امام المواقف والتحديات الصعبة وقد عرف عن شعبه بأنه شعب منيع يقف ببسالة امام اي تهديد يمس الكرامة والسيادة. لكنه بنفس الوقت ‘ شعب صبور ومتسامح ويترك للدبلوماسية السياسية والحكمة ان تأخذ دورها. قدم العراق للمجتمع الدولي نماذج باهرة من المفكرين والعلماء والمتخصصين في الكثير من العلوم والفنون فضلا عن ريادته في الادب والثقافة.

كان ولازال قادرا على امتصاص الازمات التي يتعرض لها ويتغلب عليها . سيكون العراق قويا كما عهدناه في كل التحديات.. كل من عاش في هذا الوطن ونهل من علمه ودرس في مدارسه ‘ ادرك شموخه ومنزلته ورفعته بين الشعوب.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

ايران ترد على اتهام واشنطن لها بقتل ترويل في العراق

23 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: رفض مساعد وزير الخارجية الايراني ورئيس دائرة اميركا في الخارجية الايرانية “عيسى كاملي”، التهم الواردة في بيان وزارة العدل الاميركية ضد المواطن الايراني المعتقل بالعراق محمد رضا نوري، محذرا من قيام اميركا باحتجاز رهائن ايرانيين.

وقال كاملي في تصريح، ان “التهم الاميركية الموجهة لمحمد رضا نوري ( مواطن ايراني اتهمته اميركا بالضلوع في عملية قتل المواطن الأمريكي ستيفن ترويل بالعراق) هي مسيسة وتفتقر لاية ادلة منطقية وتنتهك حقوقه الإنسانية”.

وذكر كاملي الى “حاجة المنطقة للاستقرار والهدوء والتدخلات الاميركية المزعزعة لامن واستقرار المنطقة”، موضحا ان “دول المنطقة المتفهمة لمصالح شعوبها ستمنع حدوث جولة جديدة من احداث الشرخ في علاقاتها البينية وستتابع سياسة الجوار لتعزيز علاقات الصداقة والمودة بقوة”.

وتابع كاملي ان “الخارجية الايرانية ستواصل مهامها لدعم حقوق الرعايا الايرانيين في العالم ومنهم هذا المواطن الإيراني”.

وفيما يتعلق بقضية مواطنين ايرانيين آخرين اعتقلا قبل ايام بامر قضائي وأمني اميركي لتهم واهية تتعلق بموضوع توفير قطع الطائرات المسيرة الايرانية قائلا ان “الجهاز القضائي الاميركي قد تحول الى اداة لصدور الاحكام الواهية والمسيسة لاخذ الرعايا الايرانيين كرهائن بذريعة قيامهم بالالتفاف على الحظر المفروض على ايران، وهذا يخالف الاعراف والقوانين الدولية ويمثل انتهاكا تقوم به الحكومة الاميركية وتترتب عليه مسؤولية دولية”.

كما دعا كاملي “الحكومة الايطالية ايضا بمنع تضييع حقوق مواطن ايراني وجهت اليه اميركا تهما واهية، وتوفير مستلزمات عودته الى أسرته”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • السوداني: العراق تمكن من مواجهة التحديات التي حصلت في المنطقة
  • الهيئات المستقلة في الدولة المؤجلة: القانون يُدفن تحت طاولة الصفقات
  • بعد الزلزال السوري: هل أخطأ العراق في انهاء عمل البعثة الأممية؟
  • تطورات سوريا تغيّر قواعد اللعبة.. القوات الأميركية تطيل البقاء في العراق
  • إحباط تهريب شحنة ضخمة من المخدرات في العراق
  • ايران ترد على اتهام واشنطن لها بقتل ترويل في العراق
  • حل الحشد: الحلم المستحيل أم ضغط دولي لا مفر منه؟
  • العثور على جثة قبطان سوري في سفينة بأحد موانئ العراق
  • العراق يحتل المرتبة 70 في مؤشر الجوع العالمي
  • الصحة: لا وجود لمتحور جديد لفايروس كورونا في العراق