خورفكان .. درة الساحل الشرقي السياحية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
تعد دولة الإمارات واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شهرة في العالم، وعلى الرغم من أن معظم الأنظار تتجه نحو المدن الكبرى، إلا أن وجهات جديدة ظهرت خلال السنوات الماضية وفرضت نفسها كوجهات ثابتة في أغلب البرامج السياحية للدولة.
وتشكل مدينة خورفكان إحدة هذه الوجهات، إذ تتفرد بتضاريس ساحرة يلتقي فيها البحر والشواطئ الجاذبة بالمرتفعات الجبلية التي تحمل قصصاً وتاريخاً ملهماً، لتشكل تلك المقومات بيئة ساحرة وظفت بخدمات ومشاريع خدمية وسياحية مبتكرة عززت من جاذبيتها وحضورها على الخارطة السياحية للدولة.
وشهدت المدينة الواقعة على الساحل الشرقي للدولة، طفرة عمرانية وسياحية بفضل المشاريع التنموية الكبرى التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي تمثلت في ترميم وإعادة تأهيل المعالم التراثية والتاريخية مثل المنطقة التراثية بخورفكان، حارة السدرة، سوق شرق، إضافة إلى المشاريع السياحية المميزة.
ولأن سموه محب للثقافة، أمر ببناء مسرح ثقافي يجمع الطابع الممزوج بين النمط الروماني والإسلامي، مشكلاً معلماً سياحياً وفنياً ذي خصوصية وتفرد قل نظيره، فيما وصلت يد التعمير إلى كل شبر في خورفكان وخاصة قمم الجبال، فتحولت قمة جبل “سجدة” إلى ينابيع تتدفق منها المياه لتشكل شلال خورفكان، فيما تحولت قمة جبل “الحوامي” إلى مشروع خدمي وسياحي مميز، حيث تم إنشاء “استراحة السحب” والتي أصبحت واحدة من أهم المقاصد السياحية المميزة التي تتيح للزائر تجربة غير مسبوقة في معانقة السحب من أعلى نقطة بالمدينة، وتوفر إطلالة بانورامية تكشف جمال المدينة من الأعلى.
وكانت المدينة قد حصدت جائزة أفضل وجهة سياحية عربية لعام 2023 ضمن جوائز الاتحاد العربي للإعلام السياحي.
وقال الباحث محمد خميس بن عبود النقبي إن خورفكان تحمل تاريخاً بحرياً أسطورياً، جعل منها منارةً للأساطيل البحرية منذ أقدم العصور، وملاذاً للبحارة والتجار ومركزاً نشطاً في المنطقة.
وأضاف أن ما يشد الناظر إلى خورفكان هو تراث السفن والحكايات الشعبية والأهازيج البحرية المتداولة إلى يومنا هذا بين أبناء المدينة، وتميزت بموقعها الطبيعي على ساحل خليج عمان، إذ اشتهرت بالصناعات التقليدية والحرفية، ومنها الغزل والسعفيات وصناعة الحلوى.
وأكد أن خورفكان ليست مركزاً بحرياً فقط، ففي المقابل، تضم أودية وعيوناً ومزارع وجبالاً ومحميات وقلاعاً وحصوناً وأفلاجاً وشواطئ خلابة، فهي تضم مجموعة من المناطق الجميلة المتوزعة في أرجائها، والتي تضم معالم سياحية مميزة.
وتعتبر خورفكان ليست مجرد أرض، بل لوحة فسيفسائية صنعتها حضارات متعاقبة، كل منها ترك بصمة ليضيف صفحة جديدة إلى تاريخها العريق، حيث تزخر بالعديد من المعالم الأثرية التاريخية القديمة، ما يؤهلها لأن تُصبح مدينة تاريخية سياحية، والكثير من مبانيها الأثرية القديمة مازالت شاخصة حتى اليوم، فلا تكاد تخلو شوارعها وأحياؤها من الطراز المعماري القديم، من الحارة الغربية إلى الحارة الشرقية مرورا بوادي الخبة، وصولا إلى حارة حياوة، في الوقت الذي تقف جبالها بشموخ مشكلة درعاً طبيعياً يحتضن المدينة كجبال “الحوامي” و”الشيخ” و”سجدة” و”البطحات” و”الرابي” و”الشحس” و”الدورة” و”لعوين”.
وتظل معالم المدينة السياحية والتراثية المميزة شاهدة على الثقافة الإسلامية والعربية المزدهرة، وهي تتوزع على مداخل المدينة من كل ناحية مثل برج الرابي، وبرج العدواني، وحصن خورفكان، وأطلال القلعة البرتغالية، وغيرها من المعالم التي نجحت في استقطاب السياح وتعزيز مكانة المدينة على خارطة السياحة في المنطقة والعالم.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعم الجهود الدولية لتحقيق تنمية سياحية مستدامة
ناقش الاجتماع الـ 122 للمجلس التنفيذي لـ"الأمم المتحدة للسياحة"، الذي عقد بجمهورية كولومبيا، بمشاركة وزارة الاقتصاد، سبل تعزيز التعاون المشترك بين الدول الأعضاء لدعم استدامة القطاع السياحي على المستوى الإقليمي والدولي، وأهمية تبني المبادرات التي تدعم تقديم تجارب سياحية فريدة ومتنوعة للسياح بمختلف الوجهات السياحية.
وأكدت بدرية الميدور، الوكيلة المساعدة لقطاع الخدمات المساندة في وزارة الاقتصاد، في كلمة ألقتها خلال الاجتماع، أن دولة الإمارات حريصة على مواصلة دعمها للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق التنمية السياحية المستدامة، وتبادل أفضل الخبرات والسياسات في هذا الصدد، خاصة في ظل التغيرات المناخية والبيئة التي يشهدها العالم.وأشارت إلى رؤية الإمارات في تنمية وتطوير قطاعها السياحي من خلال تحقيق مستهدفات "الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031"، والرامية إلى ترسيخ قوة وتنافسية المنتج السياحي الوطني، ورفع مكانة الإمارات كأفضل هوية سياحية حول العالم، وزيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 450 مليار درهم، وجذب استثمارات سياحية بقيمة 100 مليار درهم، واستقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية. حلول وابتكارات ولفتت بدرية الميدور إلى أن الاعتماد على الحلول المستدامة والابتكار والتكنولوجيا في القطاع السياحي يُسهم في تعزيز الحفاظ على الأماكن التراثية والتاريخية والوجهات السياحية المتميزة، وتحفيز العمل على تطويرها بصفة مستمرة وفق أفضل الممارسات المتبعة عالمياً.
وقالت إن جهود الإمارات مستمرة في مجال "إطار قياس السياحة المستدامة" بالتعاون مع "الأمم المتحدة للسياحة"، وذلك في ضوء رؤيتها لتعزيز استدامة القطاع السياحي الإماراتي، وتوفير بيئة سياحية وطنية جاذبة وخدمات سياحية رائدة وبنية تحتية متطورة، لا سيما أن هذا الإطار يعمل على جمع المعلومات والبيانات السياحية بصورة أفضل وأكثر دقة اعتماداً على أحدث التقنيات المتقدمة.
وأضافت أن السياحة العالمية تشهد انتعاشاً قوياً مع مطلع العام الحالي وتواصل منطقة الشرق الأوسط تحقيق نتائج نمو إيجابية في مختلف القطاعات السياحية، وهو ما يجعلنا أمام فُرصة مثالية لتبني رؤى مبتكرة تدفع القطاع السياحي إلى مستويات أكثر تقدماً وازدهاراً إقليمياً ودولياً.
وأكدت مرونة القطاع السياحي وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني، والتزام الإمارات بالممارسات المستدامة وتعزيز التحوّل الرقمي للقطاعات السياحية، وتقديم أفضل الخدمات والمنتجات السياحية.