في تاريخ السياسة المصرية، يبرز اسم الدكتور مصطفى خليل كأحد الرموز البارزة التي ساهمت في تشكيل ملامح الحياة السياسية والاقتصادية خلال فترة حافلة بالتحولات. ولد الدكتور مصطفى خليل في قرية كفر تصفا بمحافظة القليوبية عام 1920، وتدرج في مسيرة علمية ومهنية مميزة جعلت منه أحد أعمدة الإدارة والعمل الحكومي في مصر.

رحل عن عالمنا في 7 يونيو 2008، بعد حياة مليئة بالعطاء السياسي والاجتماعي.

نشأ الدكتور مصطفى خليل في بيئة ريفية، لكنه سرعان ما أثبت جدارته العلمية بدراسته الهندسة في جامعة القاهرة، حيث تخرج عام 1941. بدأ مسيرته المهنية مهندسًا بهيئة السكك الحديدية بين عامي 1941 و1947، ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1951، مما أكسبه خبرة علمية دولية ساعدته لاحقًا في التخطيط الاستراتيجي لمصر.

مناصب بارزة 

تقلد الدكتور خليل العديد من المناصب القيادية منذ أوائل الخمسينيات. بدأ كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، ثم شغل مناصب وزارية متعددة، منها وزير النقل والمواصلات، ووزير الإسكان، ونائب رئيس الوزراء. تولى أيضًا وزارة الصناعة والطاقة، ثم رئاسة الإذاعة والتلفزيون عام 1971.

بلغت مسيرته السياسية ذروتها حين كُلِّف برئاسة الوزراء بين عامي 1978 و1980، كما شغل حقيبة وزارة الخارجية عام 1979. وخلال هذه الفترة، قاد جهودًا سياسية كبرى مثل مرافقة الرئيس السادات في زيارته التاريخية للقدس عام 1977.

قصور الثقافة تصدر ديوان وردة علمتنا التنقيب لـ زين الرزيقي ذعر وغضب.. هل تم المساس بأحجار هرم خوفو؟| خبير أثري يجيب  تطوير الاقتصاد والسياسة

ساهم الدكتور مصطفى خليل في إعداد العديد من الخطط القومية، من أبرزها تحديث وسائل النقل والمواصلات خلال الفترة من 1959 إلى 1965، ووضع الهيكل التنظيمي لأول قطاع عام في مصر.

 كما ساهم في صياغة القوانين المتعلقة بالقطاع العام، ما ساعد على دفع عجلة التنمية الصناعية والاقتصادية.

في المجال السياسي، كان من أبرز المساهمين في التحول من نظام الحزب الواحد إلى نظام الأحزاب في عهد الرئيس السادات. تولى منصب نائب رئيس الحزب الوطني عام 1980، حيث استمر في تقديم رؤى إصلاحية.

أعمال فكرية ومواقف مميزة

كان للدكتور مصطفى خليل العديد من المؤلفات التي تجاوزت ستة كتب، من أهمها كتاباته عن صناعة البترول العالمية وأزماته، وكذلك دراساته حول السياسة البترولية العربية خلال حرب أكتوبر.

 رغم تعدد مهامه، لم يكتب مذكرات شخصية. وقد برر ذلك في أحد لقاءاته بأن الحفاظ على أسرار الدولة يتطلب عدم الاحتفاظ بأية وثائق خاصة.

ترك الدكتور مصطفى خليل إرثًا غنيًا من الإنجازات السياسية والاقتصادية التي لا تزال تلهم صناع القرار في مصر. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصطفى خليل هيئة السكك الحديدية هيئة السكك الحديد المناصب القيادية رئيس الوزرا

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الفلسطيني يتحدث عن أحقية السلطة بإدارة غزة بعد الحرب

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الأربعاء، أن السلطة الفلسطينية هي الجهة الشرعية الوحيدة التي يجب أن تدير قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وسط توقعات باقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في إسرائيل.

وقال مصطفى، في كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر دولي بالنرويج، "بينما ننتظر وقف إطلاق النار، من المهم التأكيد على أنه لن يكون مقبولا لأي كيان آخر أن يحكم قطاع غزة غير القيادة الفلسطينية الشرعية وحكومة دولة فلسطين".

وشدد مصطفى على ضرورة ألا تكون هناك محاولة لفصل غزة عن الضفة الغربية المحتلة كجزء من دولة فلسطينية مستقبلية.

دعوة لوقف إطلاق النار

ودعا مصطفى إلى استمرار الضغط الدولي لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني شخص يواجهون أزمة إنسانية حادة بعد 15 شهرا من الحرب.

كما أشار إلى أن اعتراف النرويج العام الماضي بدولة فلسطين بقيادة السلطة الفلسطينية كان خطوة مهمة نحو تحقيق حل الدولتين، الذي يدعمه معظم المجتمع الدولي من حيث المبدأ.

وطالب مصطفى بـ"العمل الحاسم والجاد" لتكريس حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، وأكد أن التحالف الدولي لدعم حل الدولتين يجب أن يحدد ويطبق أدوات ملموسة لا يمكن التراجع عنها، تبدأ بوقف إطلاق النار الشامل ورفع الحصار عن غزة، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

إعلان

وأضاف "إن غزة تحتاج بعد كل هذا الألم إلى حكومة مسؤولة وقادرة على مداواة جراح الشعب الفلسطيني، وإعادة توحيد غزة مع بقية فلسطين تحت دولة واحدة وحكومة واحدة وقانون واحد ونظام واحد".

وأكد مصطفى أن السلطة الفلسطينية مستعدة لتحمل مسؤولياتها في قطاع غزة، بما في ذلك تقديم الخدمات العامة وإعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد.

واختتم رئيس الوزراء كلمته بالدعوة إلى تضامن دولي حاسم لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وتطبيق المساءلة، وتمهيد الطريق لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال غير الشرعي. وأشار إلى أن التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، والمؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في يونيو/حزيران المقبل، يمثلان ركائز مترابطة يمكنها تفكيك العقبات التي تعترض السلام وخلق الظروف اللازمة لمسار سياسي حقيقي.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كشف، أمس الثلاثاء، الخطوط العريضة لخطة ما بعد الحرب في قطاع غزة، وقال إن هناك هيئة ستتولى حكم قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، وستسلم الحكم إلى سلطة فلسطينية، مشددا على ضرورة "ضمان عدم قدرة حماس على حكم قطاع غزة، وأن تتولى السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها حكم القطاع، ولكن مع أدوار مؤقتة للأمم المتحدة وأطراف دولية".

وتظل قضية إدارة قطاع غزة بعد الحرب شائكة، إذ لم يتم التوصل إلى قرار واضح بشأنها في المفاوضات الجارية، والتي ركزت حتى الآن على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وترفض إسرائيل أي دور لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إدارة غزة بعد الحرب، كما تعارض حكم السلطة الفلسطينية بالقوة نفسها.

مقالات مشابهة

  • ترامب: أتوقع أن نحل العديد من المشكلات مع الصين
  • أبرز أنشطة رئيس مجلس الوزراء خلال أسبوع.. زيارات ميدانية واجتماعات
  • رئيس الوزراء: انخفاض ملحوظ فى معدلات التضخم
  • رئيس الوزراء يكشف لـ«الوطن» خطة دعم صناعة السيارات بمصر.. حوافز وقانون خاص
  • رئيس الوزراء: تشكيل مجموعات عمل استشارية من القطاع الخاص والخبراء
  • رئيس الوزراء: نرحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • رئيس الوزراء: نرحب باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
  • رئيس الوزراء الفلسطيني يتحدث عن أحقية السلطة بإدارة غزة بعد الحرب
  • إمجراند 2025.. رئيس الوزراء يشهد افتتاح مصنع تجميع سيارات جيلي بمصر
  • عاجل - معلومات الوزراء: التحديات الجيوسياسية والاقتصادية ستظل عاملًا يؤثر على تشكيل مشهد الاقتصاد العالمى