رسائل للداخل والخارج.. بولندا تستعرض قوتها في عرض عسكري ضخم
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
نظمت بولندا، الثلاثاء، أكبر موكب عسكري لها منذ عقود، في استعراض قوة يأتي مع تصاعد التوترات على حدودها مع بيلاروسيا حليفة روسيا الوثيقة، واستعداد البلاد لانتخابات رئاسية بعد شهرين.
وشهد الاستعراض العسكري المقام احتفالا بيوم الجيش البولندي، مشاركة ألفي جندي، وسيتم خلاله تقديم عرض لنحو 200 وحدة من المعدات العسكرية البولندية والأجنبية و 92 طائرة، حسبما كشفته وزارة الدفاع البولندية.
واستعرضت بولندا خلال الموكب العسكري أحدث أسلحتها وأنظمتها الدفاعية، بما في ذلك دبابات "أبرارمز M1A1" الأميركية الصنع، ودبابات "K2" الكورية الجنوبية، ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع، وقاذفات صواريخ هيامارس ، ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع، بالإضافة إلى صواريخ باتريوت الأميركية الصنع.
كما شارك في العرض مركبات مشاة بولندية الصنع من طراز بورسوك وناقلات جند مدرعة من طراز روسوماك، إضافة إلى أنظمة بطاريات الصواريخ "ويسلا"، والتي تعد جزءا من نظام الدفاع الجوي البولندي.
"قوة صاعدة"وبرزت بولندا كواحدة من القوى العسكرية الرائدة في أوروبا في السنوات الأخيرة بعد ضخ المليارات في المعدات الجديدة بعد قرار روسيا بضم شبه جزيرة القرم في عام 2014.
كما نما نفوذ وارسو الدبلوماسي في أعقاب الدور الفعال الذي لعبته في دعم أوكرانيا، منذ غزو موسكو واسع النطاق.
وأنفقت حكومة بولندا، العضو بحلف الناتو، منذ بداية الحرب على أوكرانيا، أكثر من 16 مليار دولار على دبابات وأنظمة اعتراض صواريخ وطائرات مقاتلة.
Dziękuję, że byliście dziś z żołnierzami Wojska Polskiego! #SilnaBiałoCzerwona pic.twitter.com/VaMQ09kTAK
— Mariusz Błaszczak (@mblaszczak) August 15, 2023وأعلن الرئيس البولندي دودا، أن ميزانية الدفاع البولندية لهذا العام ستصل إلى رقم قياسي، متجاوزة 51 مليار دولار، أو حوالي 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي النسبة الأعلى بين جميع دول الناتو.
وقال إن الهدف من هذا التحديث الهائل هو تجهيز القوات المسلحة البولندية، وإنشاء نظام دفاعي قوي، بحيث لا يجرؤ أحد على مهاجمتنا، ولن يحتاج الجنود البولنديون للقتال أبدا.
"رسائل"وأعلنت وارسو، الأسبوع الماضي، عن نشر آلاف القوات الإضافية على حدودها الشرقية، مع تزايد القلق بشأن وجود قوات المرتزقة الروسية فاغنر على حدودها مع بيلاروسيا.
وحذرت بولندا مؤخرا من خطر استفزازات مصدرها بيلاروسيا، وكذلك أيضاً من المخاطر المحتملة التي تشكّلها مجموعة فاغنر الروسية المسلحة التي انتشرت على حدودها.
كذلك، تتهم وارسو كلاً من مينسك وموسكو بالسعي مجددا لإرسال آلاف المهاجرين إلى أراضيها لإغراق الاتّحاد الأوروبي بهم وزعزعة استقرار المنطقة.
الرئيس البولندي أعلن زيادة الإنفاق العسكريواعتبر خبراء لشبكة "سي إن إن"، أن بولندا تهدف من وراء تنظيم هذا الاستعراض الضخم للقوة، "إرسال رسالة إلى روسيا وبيلاروسيا".
في هذا السياق، يقول إدوارد أرنولد، زميل باحث في مركز الأبحاث الأمني البريطاني "روزي"، إن هذا الاستعراض جزء من "ثقافة التباهي بالقوة التي تتبنها دول سوفياتية سابقة"، مشيرا إلى أن روسيا وبيلاروسيا وإيران وكوريا الشمالية، تنظمان أحداثا مماثلة.
ويتابع في حديثه لـ"سي إن إن": "الدول التي تعتبرها وارسو عدوا تقوم بنفس هذا الاستعراضات، بالتالي قررت بولندا أيضا أن تقابلها بعرض قوتها أيضا".
"قبيل الانتخابات"ويتزامن الاستعراض العسكري مع استعداد الأطراف السياسية البولندية للانتخابات البرلمانية المزمعة شهر أكتوبر القادم، إذ يسعى حزب "القانون والعدالة" الحاكم في الحصول على ولاية ثالثة على التوالي في السلطة.
هذا الجانب، يقول إدوارد أرنولد، إن الحكومة ترغب أيضا في توجيه رسالة إلى الداخل البولندي، خاصة إلى الناخبين قبل الانتخابات، موضحا: "بصرف النظر عن إظهار قدراتها لروسيا وحلفائها، تسعى الحكومة البولندية أيضًا إلى طمأنة شعبها بأنها ملتزمة بالأمن".
بولندا استعرضت خلال الموكب أحدث قدراتها العسكريةوفي نفس السياق، يقول ألكس شزيربياك، أستاذ ورئيس قسم السياسة في جامعة ساسكس في إنكلترا، "القضايا الأمنية مهمة حقا، إلى جانب الاقتصاد والظروف الاجتماعية وهذا ليس مفاجئا منذ اندلاع حرب على حدود بولندا"، مضيفا "إظهار كفاءتهم في مجال الأمن أمر بالغ الأهمية لإعادة انتخاب الحكومة".
ودفع الغزو الروسي لأوكرانيا حزب القانون والعدالة القومي الحاكم إلى إعطاء الأولوية لتعزيز القوات المسلحة. ومع وصول الحملة الانتخابية إلى ذروتها، يوفر استعراض القوة العسكرية فرصة لتدعيم مؤهلاته الأمنية، وفقا لرويترز.
ويقول حزب القانون والعدالة، الذي تولى السلطة في 2015، إن العرض يظهر مدى التطوير الذي شهده الجيش في إطار عملية إعادة بناء بعد أعوام من نقص الاستثمار في عهد الحكومة السابقة، متعهدا بزيادة حجم الجيش إلى مثليه وإنفاق نحو أربعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام.
وبالمقابل، ينتقد نواب البرلمان المنتمون للمعارضة الحكومة، ويقولون إنها تستخدم الجيش لصالح مكاسبها السياسية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على حدودها
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش الأوغندي يهدد بغزو الخرطوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
جدد قائد قوات الدفاع الشعبية الأوغندية موهوزي موسيفيني نجل الرئيس الأوغندي تهديداته باجتياح العاصمة السودانية الخرطوم بعد ساعات من تقديم بلاده اعتذارا رسميا عن تصريحات مشابهة.
وكتب موهوزي نجل الرئيس الأوغندي موسفيني عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" مهددا السودان قائلًا: "والدي لو أمرنا بالسيطرة على الخرطوم لفعلنا ذلك غدا".
وجاءت تصريحات قائد قوات الدفاع الشعبي الأوغندية بعد ساعات من بيان للخارجية السودانية رحبت فيه باعتذار الحكومة الأوغندية رسميًا عن التصريحات التي أطلقها قائد قوات الدفاع الأوغندية والتي تحدث فيها عن غزو الخرطوم بدعم من الإدارة الأمريكية.
وكان قائد قوات الدفاع الشعبي الأوغندية نجل الرئيس الأوغندي كتب في تغريدة له على منصة "إكس" قبل أيام "نحن فقط ننتظر زميلنا، دونالد ترامب، ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة، وبدعمه نتمكن من الاستيلاء على العاصمة السودانية الخرطوم".
وأضاف نجل الزعيم الأوغندي في تدوينته: "تنتهي هذه الفوضى في السودان قريبًا. إذا كان هؤلاء الشباب في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب فسوف يتعلمون".
وأدانت السودان تلك التصريحات لقائد قوات الدفاع الشعبي الأوغندية، في بيان للخارجية السودانية في 18 ديسمبر استنكر التصريحات التي نشرها المسؤول العسكري الأوغندي مطالبا باعتذار رسمي من الحكومة الأوغندية.
وقالت الخارجية الأوغندية في مذكرة وجهتها إلى سفارة السودان في كمبالا إن "تلك التعليقات لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الأوغندية" وأن المواقف الرسمية تُعلن عبر القنوات الدبلوماسية المعروفة، وليس عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها نجل الرئيس الأوغندي الذي ينظر إليه على أنه خليفة والده في الحكم جدلا بسبب تصريحاته، حيث سبق توجيهه تغريدات حملت تهديدات لدولة كينيا في إحدى المرات، مما أدى إلى إقالته من منصب قائد القوات البرية في عام 2022.