وزير الثقافة اللبناني لـعربي21: اجتماع اليونسكو سيفضي لمنح الحماية المعزّزة لآثارنا
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
قال وزير الثقافة اللبناني، محمد وسام المرتضى، إن "الاجتماع الاستثنائي للجنة المعنية في اليونسكو بالحفاظ على الممتلكات الثقافية خلال النزاعات المسلحة، والذي سينعقد الاثنين في العاصمة الفرنسية باريس، سوف يُفضي إلى منح اليونسكو ما يسمى (الحماية المعزّزة) للمعالم الأثرية والتراثية اللبنانية، وعددها أكثر من 30 مَعلما".
وأضاف، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، تُنشر لاحقا: "بمجرد منح هذه المعالم الحماية المعزّزة، يحظر على أي جهة أن تتعرض لها بأعمال حربية، وإن أقدمت فإن مسؤوليتها لا تقتصر على التعويض المادي، بل يتجاوز الأمر ذلك حتى يُحاسب كل فرد من الأفراد الذين أمروا بهذه العملية أو نفذوها محاسبة فردية أمام المحكمة الجنائية الدولية".
واستطرد المرتضى قائلا: "قد يتبادر للذهن تجربة المحكمة الجنائية الدولية مع نتنياهو، ولكن علينا أن نقوم بهذه التحركات، ومثل هذه الإجراءات سوف تُسقِط من يد الإسرائيلي هامش المساس بهذه المعالم الأثرية؛ فمَن يخرق هذه الحماية المعزّزة يُعرّض نفسه للمساءلة والملاحقة الفردية أمام المحكمة الجنائية الدولية".
وشدّد وزير الثقافة اللبناني، على أن "منح الحماية المعزّزة للمعالم التراثية والأثرية اللبنانية يجعلها محمية بمقتضى أحكام القانون الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية"، موضحا أن "الاعتداء على المعالم الأثرية، كما الاعتداء على المدنيين، يُشكّل جرائم حرب".
وتابع: "العدو الإسرائيلي لا يريد لبنان مزدهرا، والمعالم الأثرية اللبنانية -لا سيما المُدرجة على لائحة التراث العالمي- هي من الأهمية بمكان بحيث أنها نقطة جذب للسياحة الثقافية، ولذا هو يستهدفها، وهي في مرمى نيران الاحتلال الإسرائيلي، وموضع لمطامعه".
وأردف: "لقد قمنا على مدى الأشهر الأخيرة باستنفار كلي من جهتنا أدى لاستنفار الجهات الدولية المعنية بحفظ التراث العالمي، لا سيما منظمة اليونيسكو، وقد وفقنا لحماية المعالم الأساسية في لبنان، لكنه استهدف مثلا سوق مدينة النبطية التراثي، واستهدف بيوتا تراثية في منطقة النبطية، واستهدف مساجد في الجنوب اللبناني، مثل بليدا، واستهدف المعبد الروماني في قصرنبا، واستهدف بيت المنشية في بعلبك، واستهدف معالم تراثية أخرى".
ويضمّ لبنان ستة مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بما فيها آثار رومانية في مدينتي بعلبك وصور اللتين تتعرضان لغارات إسرائيلية كثيفة ألحقت اضرارا بمحيط المواقع التاريخية.
وكان محافظ بعلبك بشير خضر أكد أن غارة "وقعت على بعد حوالي 500 إلى 700 متر من القلعة، ولم تكن في القلعة أو في حرم القلعة".
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلنت اليونيسكو عقد اجتماع طارئ الاثنين في مقرها بباريس، ينظر في أمر 34 موقعا أثريا.
وقالت المنظمة الأممية: "بناءً على طلب السلطات اللبنانية، تُعقد في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر جلسة طارئة للجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية اللبناني اليونسكو الإسرائيلي لبنان إسرائيل اليونسكو المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجنائیة الدولیة
إقرأ أيضاً:
محامية الطبيب أبو صفية تتحدث لـعربي21 عن ظروف اعتقاله وتعذيبه
أكدت غيد قاسم، محامية الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان أنه يعاني كثيرا ومُنهك بشدة نتيجة للتعذيب وتعرضه لضغوطات وإهانات ليعترف بأفعال لم يرتكبها.
وقالت قاسم في حوار خاص مع "عربي21"، إن "الاحتلال ضرب وعذب وأهان الدكتور حسام منذ لحظة الاعتقال الأولى في 27 كانون أول/ديسمبر 2024 حتى الآن، علما أنهم صنفوه كمقاتل شرعي، ولهذا سيُحاكم وفق هذه الصفة".
وقالت إن التهم الموجهة ضده ينفيها أبو صفية بشدة.
وأثار استغراب المحامية عدم وجود اهتمام من قبل المنظمات الدولية المعنية بالقطاع الطبي بوضع أبو صفية وبقية الكوادر الصحية المُعتقلين داخل سجون الاحتلال، مؤكدة عدم تواصل أيا من هذه المنظمات معها للسؤال عن وضعه الصحي والنفسي والقانوني.
ولفتت إلى أنه "رغم سعي أبو صفية لبقاء معنوياته عالية إلا أنه بعد عودة الحرب على قطاع غزة ازداد قلقه على أسرته وعلى وضعه خاصة في ظل اعتقاله وغيابه عن المنزل، كذلك رغم معاناته من الأسر إلا أنه كان كثير السؤال عن وضع الجرحى ومستشفيات قطاع غزة".
وتاليا نص الحوار كاملا:
كيف هي ظروف وأوضاع الدكتور حسام أبو صفية في الأسر؟
الدكتور حسام مُنهك جدا وهذا أمر متوقع، فظروف اعتقاله قاسية جدا وصعبة، حيث تعرض في بداية اعتقاله إلى تنكيل وتعذيب شديد بالذات أثناء تواجده في معسكر سدي تيمان.
بالطبع رحلة العذاب لكل المعتقلين ومن ضمنهم دكتور حسام قاسية، وتبدأ من لحظة الاعتقال والتي يتم فيها إجبارهم على خلع ملابسهم، ثم يُقتادون إما في حافلة أو سيارة شرطة إلى معسكر سدي تيمان.
ورأينا جميعا في العلن كيف تم اقتياد الدكتور حسام في دبابة إلى المعتقل، وبالتالي تستمر رحلة العذاب بداء من المحطة الأولى لجميع معتقلي غزة وهي معسكر سدي تيمان.
ويتم تصنيف المعتقلين في المعتقل كل شخص منهم حسب ملفه أو تهمته، بمعنى هل هو متهم من قبل المخابرات أو هل لديهم نية بأن ينسبوا له لائحة اتهام، بالطبع معسكر سدي تيمان هو عبارة عن أقفاص وكل قفص يكون فيه خمسين معتقلا.
ويتم إجبار المعتقلين داخل هذه الأقفاص على الجلوس طوال الوقت على "مؤخرتهم" وممنوع أن يتحركوا أو يقيموا الصلاة، أيضا ممنوعين من التحدث مع بعضهم البعض، ويخرج كل معتقل بين الفترة والأخرى للتحقيق أكثر من مرة.
فيما يخص الدكتور حسام خضع للتحقيق في هذا المعسكر 4- 5 مرات، سواء تحقيق من قبل المخابرات أو تحقيق للإدلاء بإفادته أو لجمع المعلومات، وتعرض لضرب وتنكيل وتعذيب شديد خلال هذه التحقيقات.
علما أن أي مُعتقل يكون في عذاب من اللحظة الأولى لاقتياده من القسم للتحقيق يتخللها ضرب وتنكيل والتعرض للشتائم، بالطبع الدكتور حسام بالذات كان مستهدفا من البداية من قبلهم لأنه تحداهم على الملأ وعلنا ولم ينصاع لأوامرهم.
ولهذا كانوا يريدون أن يجعلوا من الدكتور حسام عبرة لغيره من المعتقلين داخل المعتقلات والسجون، بمعنى كانوا يريدون أن يُروا بقية المعتقلين أن هذا ما يحدث مع من لا يسمع كلامنا وأنه سوف يتم التنكيل به.
وبالتالي تعرض الدكتور حسام للضرب الشديد وتم تكسير أربع أضلاع لديه في منطقة القفص الصدري كما تم لكمه على عينه، إضافة للضغط النفسي والترهيب وسوء المعاملة، بالطبع جميع المعتقلين في هذه اللحظة يتم تجريدهم من أي حق إنساني.
واستمر هذا الوضع مع الدكتور لمدة 14 يوم، أيضا كان ممنوع من لقاء أي محامي لأكثر من 45 يوم، ولهذا لم نتمكن من زيارته منذ اللحظة الأولى أو نراه ونساعده ونمنحه استشارة قانونية، بعد ذلك تم نقله إلى سجن عوفر.
وفور وصوله لسجن عوفر مكث 25 يوم في زنزانة عزل انفرادي لا تتعدى مساحتها 1.5*1 متر، وهناك أصابه التعب صحيا وجسديا ما اضطرهم لأن يسمحون للأطباء بإجراء الفحوصات اللازمة له، إلا أننا لم نحصل على نتائج هذه الفحوصات حتى الآن وبالتالي لم يتلقى العلاج اللازم.
وتشمل ظروف السجن السيئة، التجويع وسوء المعاملة والضرب واقتحامات متكررة، الأصفاد لوحدها كفيلة أن تصيب المعتقل بالمرض، حيث يتم شدها دائما على يد المعتقلين ما يُسبب لهم التهابات جلدية ونزيف في بعض الأحيان لدرجة قد يصل فيها الأمر للبتر.
إذن في ظل عدم حصولكم على نتائج فحوصاته الطبية، هل لديكم معلومات عن وضعه الصحي العام؟ وكيف هو من الناحية النفسية والمعنوية؟
معنوياته عالية، ونحن كمحامين من واجبنا رفعها، ولهذا أنا مستحيل أخرج من زيارة المعتقل قبل أن تكون نفسيته عالية ومرتفعة، وبالتأكيد يُسعده عندما يعلم أن هناك اهتمام سواء من شعبه أو دوليا، وأن هناك من يتتبع وضعه وظروف اعتقاله.
ولكن بالنهاية الاعتقال هو اعتقال، وللأسف بالذات في الأيام القليلة الماضية مع عودة الحرب على قطاع غزة هذا الأمر يُحطم معنويات المعتقل، لهذا أصبح الدكتور حسام قلق كثير على عائلته وأبنائه علما أنه فقد أبنا له قبل أسره بفترة قصيرة.
ولهذا أكثر ما يقلقه حاليا هو وضع عائلته، أيضا يقلقه وضع ومصير الطواقم الطبية لهذا هو كثير السؤال عنها، حيث يسأل كيف هو وضع الكوادر الطبية وماذا يحدث الآن مع المصابين وكيف هو وضع المستشفيات وهل بقي منها أي مستشفى قائم، وبرغم ما مر به حتى الآن يُشعر بمسؤولية تجاه المرضى، ولهذا إلى الآن رسالته هي المرضى والجرحى في مستشفيات قطاع غزة.
الاحتلال قال إنه سيحاكم الدكتور حسام أبو صفية كمقاتل غير شرعي، هل لا زال ينوي القيام بذلك؟
نعم على ما يبدو سيتم محاكمته وفق هذا التصنيف، وللأسف 95 في المئة من معتقلي قطاع غزة والذين يبلغ عددهم منذ 7 أكتوبر حتى الآن 5000 معتقل تم تصنيفهم على أساس أنهم مقاتلين غير شرعيين، وفقا للقانون الإسرائيلي الذي تم سنه عام 2002 وبدأ تطبيقه عام 2005 على أهالينا في غزة.
وبحسب هذا القانون يكفي أن يقوم الغزي بأي عمل - عدائي يضر بإسرائيل وفقا تفسيرها – هذا كافي لأن يتم اعتقاله وتمديد هذا الاعتقال بدون توجيه أي تهمة أو محاكمته وبدون أي تمثيل قانوني أو أي حق من الحقوق المتعارف عليها وفق اتفاقيات جنيف.
بالتالي تم تصنيف الدكتور حسام كمقاتل غير شرعي وفق هذا القانون، ونحن في انتظار أن يُعرض قريبا على قاضي، طبعا سيتم عرضه عن بُعد بمعنى لن يكون موجود داخل المحكمة، فقط سيتكلم معه مترجم عبر الهاتف ويخبره بأنه تم تمديد فترة اعتقالك إلى فترة غير محددة بتهمة مثلا الانتماء إلى منظمة إرهابية.
بالطبع هم يحاولون حتى الرمق الأخير الحصول منه على اعترافات بالتهم التي ينسبونها له، مثلا انا زرته زيارتين الأولى في 6 مارس والثانية في 19 مارس وقاموا بأخذه للتحقيق ما بين هاتان الزيارتان وكان هناك ضغوطات عليه ليعترف بأفعال لم يقم بها.
وشاهدنا في الفيديو الذي عرضته القناة 13 الإسرائيلية كيف أن حتى الصحفي يسأله ويستجوبه في العلن، ويقول له – من رأيت في المستشفى ومن عالجت وماذا تعرف وأين يوجد المُختطفين -.
هم لا يريدون التنازل عن هذه الفكرة، ولكن اعتقد بما أنه خضع حتى الآن لأكثر من 7- 8 تحقيقات ولم يُثبت شيء عليه غالبا سيكون له محاكمة خلال الأيام القريبة كمقاتل غير شرعي ويتم فيها تمديد اعتقاله لمدة 6 أشهر وقد يتم تمديدها مرة أخرى.
كمحامية للدكتور حسام ولكونه طبيب هل تواصل معكِ أي مؤسسة دولية معنية بالعاملين في القطاع الصحي كمنظمة الصحة العالمية أو أطباء بلا حدود لمعرفة وضعه وظروف اعتقاله؟
لم يتواصل معي أحد من هذه المنظمات، ولا أعرف ماذا يفعلون! انا جدا مستغربة، كان بإمكانهم على الأقل بعث رسائل لإدارة السجن للسؤال عن وضعه، يعني أنتم كنقابات ومنظمات معنية بالشأن الصحي والكوادر الطبية أقل ما يمكنكم فعله مراسلة إدارة السجون أو الجيش والسؤال كيف يتم إعتقال طبيب.
علما أن هناك الكثير من الكوادر الطبية موجودين داخل المعتقلات، بل حتى معظم المعتقلين مدنيين إما صحفيين أو معلمين.. الخ، لكن بالنسبة لإسرائيل مجرد أن يكون الشخص موظف حكومي هذا سبب كافي لأن يتم اعتقاله والتحقيق معه.
وهنا نتحدث عن ظروف اعتقال لاإنسانية وأسرى يموتون، لهذا تُعتبر الثانية في السجن وكأنها عام كامل، كذلك هناك تجويع وبرد شديد وإهانات طوال اليوم، أي إنهاك المعتقلين المعزولين انعزال تام عن العالم الخارجي، ولا يتلقون أي رعاية طبية.
أخيرا هل تواصلتِ مع عائلة الدكتور حسام أبو صفية، وكيف هي أوضاعها؟
طبعا تواصلنا مع عائلته منذ اللحظات الأولى، انا شخصيا حصلت من أول يوم على توكيل من زوجته وأبنائه وقمنا بمتابعة القضية حتى هذه اللحظة، ولدي تواصل معهم تقريبا أسبوعيا.
أسرته قلقة خاصة أنهم تعرضوا لمصيبتين، الأول استشهاد الابن واعتقال الأب، أيضا هناك ضغوطات عليهم للخروج من غزة لكنهم رافضين، طبعا الضغط ليس سهلا خاصة بعد كل ما مروا به، هم أيضا خسروا بيتهم نتيجة القصف، ولهذا من الطبيعي أن يكونوا قلقين.