طهران-سانا

انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان النهج غير البناء للاتحاد الأوروبي عبر مواصلة سياسة العقوبات ضد إيران، مؤكداً أن استمرار هذا الوضع ليس في مصلحة أوروبا.

وقال عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن “الإفراج عن أموالنا المجمدة تطور إيجابي كما أن عودة أطراف الاتفاق النووي لالتزاماتها ليس بعيدا إذا توفرت الإرادة الجدية”، مشيراً إلى أن التفاعل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يسير الآن على المسار الصحيح للتعاون.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن قلقه إزاء الأزمة الحالية في النيجر وقال: “إننا نتابع بدقة التطورات في هذا البلد ونؤكد على أهمية سيادة القانون فيه وبالطبع تجنب أي تدخل عسكري، ومع ذلك فإننا نعتبر أن الحصار المفروض على النيجر يؤدي الى تفاقم مشاكل شعبها”.

وحول التطورات في أوكرانيا شدد عبد اللهيان على أن إيران “لا تجامل أي طرف في سياستها الخارجية وهي تعلن صراحة أن الحل في أوكرانيا سياسي وأن الاتهامات باستخدام طائرات مسيرة إيرانية في مهاجمة أهداف أوكرانية لا أساس لها على الإطلاق، كما أن السلطات في كييف لم تقدم لحد الآن أي وثيقة دامغة تثبت هذا الادعاء”.

بدوره رحب بوريل بالتقدم الحاصل في العلاقات بين إيران ودول المنطقة، معرباً عن اعتقاده أن “بعض سوء الفهم بين إيران وأوروبا يمكن حله من خلال الحوار”.

وشدد بوريل على أهمية التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف: “أود أن أؤكد أنه سنبذل ما يمكن لمواصلة المحادثات وإعادة جميع الأطراف في نهاية المطاف إلى الاتفاق النووي، وأنا متفائل بالنتيجة”.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: عبد اللهیان بین إیران

إقرأ أيضاً:

إيران.. بين الأزمة والفرصة: قراءة في تقرير مؤسسة بريطانية

14 يناير، 2025

بغداد/المسلة:

أصدرت مؤسسة “پوليسي إكسچنج” البريطانية تقريرًا بعنوان “الأزمة والفرصة في الشرق الأوسط: خيارات السياسة البريطانية تجاه إيران”.

التقرير يقدم تحليلًا شاملاً للتحديات التي تواجه المملكة المتحدة في التعامل مع إيران، مع توصيات استراتيجية لموازنة المصالح الوطنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

السياق الإقليمي والدولي

يأتي التقرير في ظل تصاعد التوترات بين إيران والقوى الغربية، وسط تحركات إيرانية مستمرة لتعزيز نفوذها الإقليمي وزيادة نشاطها النووي. إيران توسّع شراكاتها مع روسيا والصين في تحدٍ مباشر للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، في وقت تلعب فيه دورًا محوريًا في صراعات الشرق الأوسط عبر دعم جماعات مثل “حزب الله” في لبنان و”الحوثيين” في اليمن.

التقرير يصف هذا السياق بـ”اللحظة الحرجة” التي تتطلب استجابة متوازنة بين الضغط الدبلوماسي والعمل الأمني.

أبرز التحديات التي تواجه المملكة المتحدة

1. البرنامج النووي الإيراني
تواصل إيران تخصيب اليورانيوم بنسب تتجاوز الاتفاق النووي لعام 2015، ما يثير قلقًا دوليًا حول إمكانية تطوير أسلحة نووية. ورغم الجهود الدبلوماسية، تواجه المفاوضات جمودًا بسبب مواقف إيران المتصلبة.

2. الأنشطة الإقليمية

تستخدم إيران استراتيجية توسعية لدعم حلفائها الإقليميين في اليمن، لبنان، العراق وسوريا، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتهديد المصالح الغربية.

3. العقوبات الاقتصادية

رغم تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، لم تنجح في تغيير سياسات النظام. التقرير يشير إلى أن الضغوط الاقتصادية أثقلت كاهل الشعب الإيراني دون أن تؤدي إلى تغيير جوهري في سلوك النظام.

4. التدخلات الإيرانية في المملكة المتحدة

أشار التقرير إلى محاولات إيران التأثير في الجاليات المسلمة داخل بريطانيا عبر مؤسسات دينية وثقافية، بالإضافة إلى تهديدات إلكترونية وأنشطة تجسس تستهدف الأمن الداخلي.

التوصيات الاستراتيجية للتعامل مع إيران

1. تعزيز التحالفات الإقليمية

يدعو التقرير إلى توثيق التعاون مع دول الخليج، مثل السعودية والإمارات، لمواجهة النفوذ الإيراني عبر اتفاقيات أمنية ودبلوماسية تضمن استقرار المنطقة.

2. مراجعة نظام العقوبات

التقرير يقترح تبني عقوبات ذكية تستهدف قادة النظام الإيراني مباشرة دون الإضرار بالشعب، مع استخدام العقوبات كأداة للضغط الدبلوماسي.

3. دعم المعارضة والإصلاح الداخلي

يوصي التقرير بدعم المعارضة الإيرانية المعتدلة، بما في ذلك تقديم مساعدات إنسانية ولوجستية للمجتمع المدني. الهدف هو تمكين قوى الإصلاح الداخلي لإضعاف النظام الحاكم على المدى الطويل.

4. تعزيز الأمن الداخلي

إيران تُتهم بمحاولات للتأثير في الداخل البريطاني من خلال شبكاتها الثقافية والسياسية. التقرير يوصي بتقوية الأجهزة الاستخباراتية لمواجهة هذه التهديدات وضمان حماية الأمن الوطني.

التوازن بين القوة الناعمة والصلبة

يشدد التقرير على أهمية التوازن بين استخدام القوة الناعمة والدبلوماسية من جهة، والقوة الصلبة عبر التعاون العسكري والاقتصادي مع الحلفاء من جهة أخرى.

الحوار مع إيران يجب أن يظل خيارًا متاحًا، لكنه لا يلغي الحاجة إلى الردع في مواجهة أي تهديدات مباشرة.

الخلاصة

تقرير “پوليسي إكسچنج” يعكس تعقيد ملف إيران ويؤكد أن التعامل مع طهران يتطلب استراتيجية مرنة تجمع بين الضغوط السياسية والاقتصادية والدعم الإنساني.

المملكة المتحدة، بحكم موقعها الدولي، تملك فرصة فريدة للعب دور محوري في تعزيز استقرار الشرق الأوسط ودعم تطلعات الشعب الإيراني نحو التغيير. لكن إذا استمر الجمود الدبلوماسي، فإن المنطقة قد تواجه عواقب وخيمة تهدد الاستقرار العالمي.

المواجهة مع إيران، وفق التقرير، ليست حتمية، لكنها تتطلب حسمًا واستراتيجية متوازنة تعكس التحديات الراهنة وآفاق المستقبل.

 

 

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يؤكد لـالاتحاد الأوروبي على أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • حصري: الاتحاد الأوروبي يدرس رفع العقوبات عن سوريا في قطاعات النفط والمصارف والنقل
  • نائب وزير الخارجية يناقش مع نظيره التركي اخر التطورات الراهنة بالمنطقة
  • إيكونوميست: إيران تواجه تهديدا اقتصاديا مع إدارة ترامب
  • وزير الخارجية يشكر لكسمبورج لدعمها مصر داخل أروقة الاتحاد الأوروبي
  • إيران.. بين الأزمة والفرصة: قراءة في تقرير مؤسسة بريطانية
  • كاتب صحفي: اجتماع الاتحاد الأوروبي سيناقش الأوضاع داخل سوريا
  • سياسة تونس الخارجية.. تذبذب أم تكيف مع الأوضاع؟
  • الاتحاد الأوروبي عازم على التعامل مع الإدارة السورية الجديدة.. ويدرس تخفيف العقوبات
  • الاتحاد الأوروبي يحدد شروط رفع العقوبات عن سوريا والأردن يصدر قرارات جديدة للعائدين