ترامب يعتمد أسلوب الصدمة والرعب
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
"مرحباً بعودتك"، بهذه العبارة، خاطب الرئيس الأمريكي جو بايدن دونالد ترامب، سلفه وخلفه، خلال المصافحة بينهما في المكتب البيضوي.
"لم يغسل يديه منذ 10 سنوات" لأن "الجراثيم ليست شيئاً حقيقياً"
وبالنسبة لبايدن، كان من المهم أن يُظهر للعالم أن أمريكا لا تزال قادرة على إجراء انتقال سلمي للسلطة، وقال ترامب إن عملية انتقالية ستكون سلسة قدر الإمكان.
وكتب ديفيد سميث في صحيفة الغارديان البريطانية، أنه كان عرضاً بالشكل للاستمرارية والاستقرار. ولكن خلف الرجلين كانت هناك نار مشتعلة بشدة في المدفأة، وعن ذلك قال الكوميدي التلفزيوني ستيفن كولبيرت: "أعتقد انه كان من الملائم أن يعقدوا الاجتماع أمام رمزية صاخبة (المدفأة المشتعلة) لإعطاء فكرة عن المستقبل". تعرف على ملامح إدارة ترامب قبل بدء الولاية رسمياً - موقع 24بدأت ملامح إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تتضح، مع توالي التعيينات التي أعلنها قبل أن يتسلم منصبه في 20 من يناير (كانون الثاني) المقبل.
ولن يصير ترامب رئيساً قبل شهرين آخرين، لكنه يهيمن فعلاً على أجندة واشنطن مرة أخرى.
وهذا الأسبوع، جاءت موجة من الاختيارات المثيرة للجدل والمتطرفة لحكومته وغيرها من المناصب الإدارية الرفيعة المستوى بوتيرة محمومة وبمستوى من الاستفزاز جعل الرؤوس تدور.
الاستبدادوشملت الاختيارات، مضيفاً في شبكة فوكس نيوز، ومليارديراً للتكنولوجيا، وناشطاً مناهضاً للقاحات، ومدافعاً مزعوماً عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعضواً في الكونغرس تورط ذات مرة في تحقيق حول الاتجار بالجنس.
وأثارت التشكيلة مخاوف من الاستبداد أو الفوضى ــ أو كليهما ــ بمجرد عودة ترامب وحلفائه إلى المكتب البيضوي.
وقالت مديرة الاتصالات الجمهورية السابقة في الكابيتول تارا ستماير هيل إن "علامتهم السياسية بأكملها هي الصدمة والرعب. قبل إعادة انتخاب ترامب كان الأمر نظرياً. والآن باتت لديهم القدرة على تنفيذ كل أعمالهم الفاسدة بدعم كامل من سلطة الحكومة الأمريكية من دون رادع تقريباً. لا أعتقد أن الأشخاص الذين صوتوا لمصلحة دونالد ترامب، بسبب القلق الاقتصادي المزعوم، لديهم تقدير كامل لما يعنيه ذلك".
الاحتجاز الجماعي وترحيل المهاجرين.. خطط ترامب على طاولة التنفيذ - موقع 24قالت أربعة مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن" أمس السبت، إن خطط إدارة ترامب القادمة لتطبيق تدابير حدودية صارمة، وإلغاء سياسات عهد بايدن، وبدء احتجاز المهاجرين وترحيلهم على نطاق واسع، بدأ تطبيقها وأصبحت موضع تركيز.ولتحقيق الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، أعاد ترامب، توم هومان القائم بأعمال مدير إدارة الهجرة والجمارك خلال إدارته الأولى، ليكون "قيصر الحدود".
وقال هومان (62 عاماً)، إنه سيعطي الأولوية لترحيل المهاجرين بشكل غير قانوني، الذين يشكلون تهديدات للسلامة والأمن، وكذلك أولئك الذين يعملون في مواقع العمل.
As ever, the Guardian does better than the #BrokenTimes and #BrokenPost.
Trump’s shock-and-awe approach to transition is both shocking and awfulhttps://t.co/OAbeJP4HTb
ويمكن أن تشمل لائحة المهام المبكرة لترامب فرض تعريفات جمركية شاملة على السلع المستوردة، والعفو عن المؤيدين المشاركين في تمرد 6 يناير (كانون الثاني) 2021 في مبنى الكابيتول الأمريكي، وسحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، وإلغاء الحماية للطلاب المتحولين جنسياً في المدارس، والوفاء بوعد أطلقه خلال حملته بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا "في يوم واحد".
وكانت بعض تعيينات ترامب عبارة عن اختيارات مطمئنة للطبقة السياسية. ومن بين هؤلاء سوزي وايلز (67 عاماً) التي ستكون أول امرأة تتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض، والسناتور ماركو روبيو (53 عاماً) الذي صار أول لاتيني يتولى منصب وزير الخارجية.
ويُنظر إلى روبيو على أنه من الصقور في السياسة الخارجية، وقد اتخذ في السابق موقفاً متشدداً حيال الأعداء بما في ذلك الصين وإيران وكوبا.
"الجراثيم ليست شيئاً حقيقياً"وتم تعيين إليز ستيفانيك ( 40 عاماً) عضوة الكونغرس الجمهورية والمؤيدة القوية لترامب، سفيرة لدى الأمم المتحدة. ومن المقرر أن يصير مايك والتز (50 عاماً) عضو الكونغرس الجمهوري والمتقاعد من وحدة القبعات الخضر، مستشاراً للأمن القومي.
وسيعمل جون راتكليف، 59 عاماً، المدير السابق للاستخبارات الوطنية، مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية.
ومساء الثلاثاء، اختار ترامب بيت هيغسيث وزيراً للدفاع. ويشارك الرجل البالغ من العمر 44 عاماً في تقديم برنامج على شبكة فوكس نيوز المحافظة التابعة لروبرت مردوخ، وقال ذات مرة إنه "لم يغسل يديه منذ 10 سنوات" لأن "الجراثيم ليست شيئاً حقيقياً".
ويرى هيغسيث، وهو من قدامى المحاربين العسكريين، أن النساء لا ينبغي أن يخدمن في القتال، وأعرب عن ازدرائه لما يسمى بسياسات "اليقظة" التي ينتهجها قادة البنتاغون.
https://t.co/QXUyKeEPVv
— Lindsey Murray (@LindseyMurray23) November 17, 2024وبعد يوم واحد، عين ترامب تولسي غابارد (43 عاماً) النائبة الديمقراطية السابقة والمنتقدة لإدارة بايدن، مديرة للاستخبارات الوطنية. وسبق لغابارد أن ألقت باللوم على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
ولعل الأمر الأكثر غرابة هو أن ترامب اختار مات غايتز، عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا والمؤيد لشعار "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، لمنصب المدعي العام.
هل يحيي ماركو روبيو "عقيدة مونرو" في أمريكا؟ - موقع 24اختار الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو لقيادة وزارة الخارجية. ويعرف عن روبيو تشدده في السياسة الخارجية خصوصاً تجاه الصين وإيران.ومن المحتمل أن يكون منصب كبير مسؤولي إنفاذ القانون في أمريكا محورياً في خططه لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية، والعفو عن مثيري الشغب في 6 يناير، والسعي للانتقام من أولئك الذين حاكموه على مدى السنوات الأربع الماضية.
وأثار القرار صيحات السخرية والشكوك حول ما إذا كان غايتس (42 عاماً)، سيحصل على التثبيت في مجلس الشيوخ. لقد كان ذات يوم موضوع تحقيق لوزارة العدل في مزاعم الاتجار بالجنس المتعلق بفتيات قاصرات، على رغم أن التحقيق انتهى العام الماضي من دون توجيه تهم فيديرالية ضده.
رصاصة الرحمةوالخميس، أطلق ترامب رصاصة الرحمة عندما قال إنه سيرشح روبرت كينيدي جونيور ( 70 عاماً) لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية. ويعد كينيدي أحد أبرز الناشطين المناهضين للقاحات في العالم.
مروج لنظريات المؤامرة.. من هو وزير الصحة الأمريكي الجديد؟ - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عن اختيار روبرت كينيدي جونيور، ليتولى منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، لينضم بذلك إلى الإدارة الجديدة التي ستحكم الولايات المتحدة اعتباراً من 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.ومما زاد من هذا المزيج، أن ترامب عين مايك هاكابي (69 عاماً) سفيراً لدى إسرائيل. ورفض هاكابي إقامة وطن للفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها إسرائيل، ودعا إلى ما يسمى بـ"حل الدولة الواحدة". ونفى أيضاً أن تكون الضفة الغربية، التي استولت عليها إسرائيل من الأردن في حرب الأيام الستة عام 1967، تحت الاحتلال العسكري.
هل عودة ترامب إلى البيت الأبيض "شيك على بياض" لإسرائيل؟ - موقع 24تقدّم الولايات المتحدة منذ أكثر من عام دعماً ثابتاً لإسرائيل في حربها مع حركة حماس في قطاع غزة، مع الضغط عليها لممارسة شيء من ضبط النفس، لكن هذا الهامش الضئيل سيزول مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولو أن رغبته العارمة في إنجاز تسويات قد تدفعه إلى مواقف لا يمكن التكهن بها.وفي الوقت نفسه، سيقود ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك (53 عاماً)وهو حليف وثيق لترامب، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي (39 عاماً) إدارة الكفاءة الحكومية التي تم إنشاؤها حديثاً.
وقال ترامب إن الرجلين سيعملان على تقليص البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض الهدر، وإعادة هيكلة الوكالات الفيديرالية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبايدن أمريكا ترامب ماركو روبيو عودة ترامب ماركو روبيو الحزب الجمهوري ترامب بايدن الولايات المتحدة الولایات المتحدة دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
الجارديان تستعرض الأزمات التي تعصف بألمانيا وفرنسا قبل عودة ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على الأزمات السياسية التي تعصف بكل من ألمانيا وفرنسا قبل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض في العشرين من الشهر المقبل.
وأشارت الصحيفة في مقال افتتاحي أن البرلمان الألماني سحب أمس الاثنين الثقة من المستشار أولاف شولتز وهو ما يمهّد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير المقبل بعد انهيار ائتلاف شولتز.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحال في باريس ليس أفضل منه في برلين حيث قام البرلمان الفرنسي منذ عدة أيام بسحب الثقة من حكومة ميشيل بارنيه بعد أشهر قليلة من تشكيلها مما دفع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى اختيار رئيس وزراء جديد لتشكيل الحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الأزمات التي تهدد أكبر دولتين أوروبيتين تأتي في وقت تواجه فيه القارة الأوروبية تحديات جسام تستلزم اتخاذ قرارات حاسمة فيما يخص حرب أوكرانيا وطريقة التعامل مع الرئيس الأمريكي الجديد الذي سيتولى منصبه الشهر المقبل.
وأضافت الصحيفة "ليس هناك بارقة أمل أن تتوصل ألمانيا أو فرنسا لحل للأزمات السياسية الداخلية التي تعانيان منها في القريب العاجل"، موضحة أن صعود تيار اليمين المتطرف، وما صاحبه من أزمة الثقة في حكومتي البلدين، ينذران بأن كل من برلين وفرنسا سوف تحتاجان لوقت طويل لتسوية أزماتهما السياسية.
ولفتت الجارديان إلى أن الأزمة في ألمانيا بدأت الشهر الماضي حين أقال المستشار الألماني وزير المالية في حكومته كريستيان لندنر بسبب مواقفه المتشددة فيما يخص الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها ألمانيا ومعارضته لسياسية شولتز الذي يسعى للنهوض بالاقتصاد الألماني من خلال الاستغناء عن موارد الطاقة الروسية رخيصة الثمن وزيادة الصادرات لتعزيز مصادر الدخل، وهو القرار الذي لاقى اعتراضا من الأحزاب المشاركة في الحكومة مما أدى إلى انهيار الائتلاف الحكومي.
وفي فرنسا، بدأت الأزمة في أعقاب القرار الذي اتخذه الرئيس ماكرون الصيف الماضي بإجراء انتخابات مبكرة، وهو القرار الذي رآه البعض يهدف إلى مواجهة حزب الجبهة الوطنية اليميني الذي تترأسه مارين لوبان والذي فاز في الانتخابات الأوروبية في يونيو الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك القرار أدى إلى حالة من التشتت داخل البرلمان الفرنسي الذي انقسم إلى ثلاث كتل سياسية لا تحظى أي منها بالأغلبية.
ولفتت الصحيفة في الختام إلى أن تلك الأزمات السياسية التي تعصف بدولتين من أكبر الدول الأوروبية لا تنبئ بالخير مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل وتنذر بعدم قدرة القارة الأوروبية على التصدي للتحديات التي تواجهها.