في إطار الشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، سينظم في الفترة من 20 إلى 23 نونبر2024 دورة تكوينية لشباب نوادي السينما تحت شعار: »نوادي السينما جسر للتواصل الثقافي وتعزيز الوعي السينمائي ».

تهدف هذه الدورة إلى تأهيل أطر الأندية السينمائية المنضوية تحت لواء الجامعة من أجل تقوية قدراتهم التواصلية والإدارية وتطوير معرفتهم السينمائية ليساهموا بدورهم في نقل هذه المعارف والمهارات لنظرائهم في نواديهم السينمائية المحلية.

هذه الدورة تهدف أيضا إلى تطوير التركيبة البشرية للأندية والرفع من جودة تدبيرها وإنتاجاتها من الأنشطة من أجل نشر الثقافة السينمائية بواسطة عرض الأفلام ومناقشتها بالقاعات السينمائية.

وتتضمن فقرات الدورة التكوينية، ورشة تنشيط عروض النادي السينمائي والقراءة الفيلمية، من تأطير الناقد السينمائي سعيد مزواري، وتهدف إلى تمكين شبيبة الأندية السينمائية من منهجية الإعداد لحصة عرض فيلم في إطار النادي السينمائي.

ويرتكز التكوين على مقدمة تروم إبراز الدور الحيوي الذي تلعبه الأندية السينمائية في ترسيخ وإثراء الثقافة السينمائية من خلال تقديم تجارب فيلمية متنوعة، وذات وقع جمالي وإنساني خاص على مرتاديها، ثم توضيح خطوات الإعداد القبلي، التي تنطلق من اصطفاء الفيلم إلى تجريب عرضه وتحضير البطاقة التقنية، مرورا بأهمية التواصل حول العرض واختيار فضاء وتوقيت مناسبين، وتحديد محاور النقاش.

ويتمحور التكوين كذلك على تمكين المشاركين من منهجية القراءة الفيلمية من خلال شق نظري حول أساسيات وعناصر الخطاب الفيلمي ودلالاته، ثم دراسة مقاربتين مختلفتين لقراءة فيلم سينمائي، وشق تطبيقي حول فيلمين قصيرين يرتكز أحدهما على السرد بينما ينتمي الآخر لجمالية الفنّ والتجريب.

كما يتضمن البرنامج ورشة « الاعداد والتدبير الإداري والمالي للمشاريع الثقافية « ، من تأطير عبد الحميد الحداد استشاري في التنمية »، وتهدف هذه الورشة إلى تعزيز قدرات المشاركين والمشاركات في مجال بناء المشاريع وادارتها وتقريب المشاركين والمشاركات من اليات التدبير الإداري والمالي للمشاريع.

كما ستعرف فعاليات هذه الدورة التكوينية مناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بالتواصل حول المشاريع الثقافية التي تديرها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بهدف تجويد تدخلاتها وضمان الانخراط الجماعي النشيط في تحقيق أهدافها.

كما ستعرف فعاليات نوادي السينما، عقد ندوة دولية في موضوع « نوادي السينما بين المحلية والكونية سبل التعاون والمشاركة. »

تهدف هذه الندوة إلى تعزيز التعاون بين الجامعة التونسية لنوادي والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب لتبادل الأفلام والخبرات والتجارب وتوسيع آفاق الأعضاء بخلق شبكة تعاون قوية.

وينتظر عرض ومناقشة فيلم « مذكرات « للمخرج محمد الشريف الطريبق، ثالث أفلامه الروائية الطويلة بعد زمن الرفاق وأفراح صغيرة، الفيلم يتناول قضايا شائكة بجرأة فنية وبتقديمها بلمسته الإخراجية الخاصة التي تعتمد التقشف كمنهاج العمل، مما يفتح المجال لتأويلات متعددة من قبل المتلقي.

يمزج الطريبق في هذا العمل بين تجربة جيل الثمانيات والواقع الاجتماعي، في معالجة سينمائية تتسم بالتعقيد والبراعة، وتعتمد على قوة الصورة كأداة رئيسية لنقل الأفكار العميقة المطروحة، مقدماً سيناريو متكامل يجمع بين قوة السرد البصري وجمالية النص المكتوب.

وسيتم أيضا تنظيم معرض لأرشيف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب وآلات العرض السينمائي.

يشار إلى أن الأنشطة التكوينية والمعرض تقامان بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ، في حين ستقام العروض السينمائية والتكوينية بالمركب الثقافي « س » بني مكادة ظهر القنفود طنجة.

 

 

 

كلمات دلالية افلام السينما دورة تكوينية طنجة عروض نوادي

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: افلام السينما دورة تكوينية طنجة عروض نوادي

إقرأ أيضاً:

الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية

يأخذك الحديث وأنت تتأمل فيلم غيوم لمُزنة المسافر إلى التطور الفني والموضوعي في تجربتها، موضوعا التعددية الثقافية والعرقية في المجتمع العماني كمصدر ثراء غني، تتجه إليه مزنة في استقصائها الطويل، مزيلة وهم ما يفصل بيننا، عبر البحث عن ما يجمع بيننا ويأتلف في نسيج اجتماعي واحد. عبر هذا الثراء العرقي واللغوي نخلق تجانسنا الحقيقي، التجانس المميز لمجتمعنا منذ جذوره التاريخية البعيدة. فنيا يشكل فيلم غيوم تحولا نوعيا تخرج به مزنة عن الطرح الأفقي للتجربة، عن أحكام البداية فتتسلسل الأحداث وصولا إلى نهايتها. فيلم غيوم يخرج عن القوالب التقليدية في السينما منحازا إلى شاعريتها، الغائب والماضي والمفقود هم من يشكل وهج الأحداث، ويدفع بشخوصه إلى المحبة والأسى والفراق والندم، محكومة بالماضي الذي تسدل ظلال أحداثه على الحاضر والمستقبل معا. فنيا ينحاز السيناريو إلى الصورة السينمائية عنه إلى الحوار، الصورة خاصة في تجسيدها المباشر لملامح شخوص الفيلم، قادرة حقا على نقل عواطفهم واختلاجات قلوبهم، سينمائيا تضفي هذه اللغة الجمال السينمائي، الذي تريد مزنة إيصاله إلينا، ما لا يستطيع الحوار نقله عبر السينما.

اختيار مُزنة لطرح تجربتها جبال ظفار، عائدة بنا إلى عام ١٩٧٨م، أي بعد ثلاثة أعوام من نهاية حرب الجبل بعد حرب طويلة استمرّت عشرة أعوام. هذه الحرب هي الماضي الذي يثقل أرواح رعاة الجبل، الماضي الذي يسدل على الحياة مشاعر الفقدان والخوف من عودة الحرب ثانية. الحرب التي تركت في كل منزل قتيلًا، أو قريبًا لقتيل، أحرقت المراعي وفتكت بالإبل مصدر حياة سكانه، والأثقل أنها تركت روح الفرقة بين أبناء الجبل، نظرا لتغير مواقفهم من موقع إلى آخر، ذلك ما نقرأ ثقله في حياة بطل الفيلم دبلان الذي يتحول بعد الحرب إلى رجل منطو على نفسه، يرفض مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم ويقضي معظم وقته في العناية ببندقيته، وملئها بالرصاص حتى تكون جاهزة للقضاء على النمر في أي وقت تتكرر عودة الحرب ثانية إلى جبال ظفار.

مزنة في هذا الفيلم العميق والشاعري في آن تبتعد عن تقديم الرصاص والقصف والقتلى، كما أن المرأة القتيلة لم تظهر في الفيلم أبدا، رغم ظهور ذكراها المتواصل، كهاجس يومي يلازم حياة الأب وابنه عمر وابنته سلمى، المرأة ومقتلها الغامض هي السر المكتوم في الفيلم، ابنها عمر كل ليلة ينام في حضن أخته الكبرى، متخيلا والدته تنام على سحابة بعيدة في السماء، يراقب أباه يوميا أثناء تنظيف وتعمير بندقيته، محاولا أكثر من مرة خطفها منه، دون أن يتبين لنا السبب المباشر لذلك، حتى نجاح اختطافه البندقية في مشهد سينمائي أخاذ، يوجّه فيه عمر البندقية إلى صدر أبيه طالبا منه فك لغز اختفاء أمه، تكون الفرصة مؤاتية آنذاك للأب للاعتراف لابنه وابنته أن الأم قد توفيت برصاصة طائشة أثناء معارك الجبل، دون أن يحدد من أي طرف جاءت الرصاصة، ذكاء مزنة يوقف التجربة برمتها أمام تقييم جديد يكشفه التاريخ في مستقبل الأيام، والوقت ما زال باكرا لإدانة طرف ضد آخر، فقط الخوف من عودة الحرب ثانية، هي النمر الذي يستعد دبلان يوميا لمواجهته. وأخيرا لتعليم ابنه طريقة استخدام البندقية لقتل النمر وحش الحرب قبل وصوله إلى الجبال.

مصدر إيحاء غيوم هي مجموعة من الصور الوثائقية التقطها والدها الفنان موسى المسافر، الذي دون شك عاصر مرارة تلك الأحداث، تكشف لنا جانبا مهما من حياة أبناء الجبل في ظفار أثناء الحرب وبعد انتهائها. من تلك الصور الوثائقية استمدت مزنة هذا الإلهام المتدفق، وصاغت سيناريو فيلم غيوم، الذي يأتي ليس لإدانة طرف دون آخر، بل لإدانة الحروب البشرية برمتها، ذلك لأنها نظرت لنتائجها الوخيمة في عيني دبلان رب العائلة الذي مع خروجه حيا منها إلا أنه خرج مهزوما فاقد القدرة على الحياة، معذبا بالماضي الذي قدمته مزنة كنمر يفترس كل ما أمامه دون تمييز ورحمة.

مزنة تعي جيدا آثار الحروب على تغيير العلاقات الاجتماعية بين البشر، العلاقة بين دبلان وشيخ القبيلة بعد الحرب، ليست هي العلاقة إياها قبل الحرب، يتقدم شيخ القبيلة المتقدم في العمر لخطبة سلمى صبية دبلان، المرتبطة بعلاقة عاطفية مع سالم الصبي الجبلي من جيلها. يقف دبلان وهو راعي الإبل الجبلي موقفا متقدما عندما يرفض تزويج ابنته شيخ القبيلة الثري، مزوجا إياها الصبي الفقير مع مباركة الأب له بحبات من شجرة اللبان الأسطورية والتي تصل محبة أبناء الجبل لها إلى درجة التقديس، نظرا لارتباط استخدامها بطقوس دينية في معابد الأديان الهندية بل وفي معابد الأديان السماوية قديما.

الفيلم ناطق بالشحرية لغة رعاة الجبال بظفار، كان ذلك ضروريا، هذا ما أدركته مزنة، منذ بداية اشتغالها على المشهد السينمائي العماني، بما يحمله من تنوع عرقي وثقافي أخاذ منذ قديم الزمان. قبلها قدمت فيلم شولو الناطق بالسواحيلية وفيلم بشك الوثائقي الناطق بالبلوشية. هي السينمائية التي لا تعترف بفوارق وهمية بين أبناء الوطن الواحد، القادرة على اكتشاف النسيج الاجتماعي المخفي، الرابط أبناءه روحيا على أرض واحدة، وتحت سماء واحدة.

فيلم تشولو، تناقش مُزنة فيه تجربة الانتماء الوطني والحنين إلى الجذور البعيدة خلف البحار، تدور أحداثه في زنجبار، موطن أساسي لهجرة العمانيين عبر التاريخ لقرون مضت، يستقبل تشولو الصبي أخاه عبدالله القادم من عُمان، يعيشان معا توافق البحث عن جذورهم المشتركة، يتعرضان للاعتداء من رجال أفارقة بسبب انتماء عبدالله العربي الواضح في لونه، تتراءى عمان وطنا بعيدا مجهولا لتشولو، أرضا سحرية لن يعود إليها أبدا، يعود عبدالله مع أبيه ويظل تشولو ينظر إلى البحر، إلى السفن وهي تبحر عائدة إلى عمان التي لن يراها أبدا، هكذا تتكرر تجربة الماضي الساكن كقيد يرتبط به المرؤ. ولكن بشكل إيجابي في تشولو عنه في غيوم، مزنة تتجاوز تجربة الحنين النوستالجي إلى الماضي، في الفيلمين تنظر إلى الماضي كقيد يجب علينا كسره والانطلاق إلى المستقبل دون الالتفات إليه. خاصة في مرارة أحداثه كما هو في فيلم غيوم، حيث يبقى الدم الأفريقي العماني المشترك، تجربة حضارة مشتركة أيضا، تغذي النسيج الاجتماعي العماني بخصوبة العطاء في فيلم تشولو، أي أنها تنطلق من الإيجابي في ثراء الوجود العماني بشرق إفريقيا، الثراء الذي دفع بالأفارقة إلى ما هو مثمر، حيث حمل العمانيون معهم الأساليب الحديثة في الزراعة، وارتياد آفاق العمل التجاري، ونشر الدين الإسلامي وغيرها من الدلائل الحضارية المهمة، التي تؤكد إيجابية وجودهم المبكر في شرق إفريقيا. وحش الماضي الذي يصوب له دبلان وابنه عمر البندقية لمواجهته، يحتفظ له تشولو وأخيه عبدالله بمئة قطعة من المندازي الذي خبزته لهما جدتهم الإفريقية، يحشوان فم النمر المفترس بها حتى لا يكون قادرا على افتراسهما معا. ذلك دون شك مشهد طفولي ساحر يؤكد وحدة الأخوين ضد وحش الحرب المأساوية بين العمانيين والأفارقة، أي من المحبة المشتركة بينهما نخلق إمكانية التعايش المشترك والوحش الذي يطعمه الطفلان العماني والأفريقي المندازي، هي الحرب التي خلقت روح الكراهية بينهما، وآن لنا جميعا طي صفحاتها الدموية، نحو خلق عالم أجمل لأجيالنا القادمة.

مُزنة التي جاءت بعد ستين عاما على مأساة خروج العمانيين من شرق إفريقيا بطريقة مأساوية فقد فيها العمانيون الآلاف من أبنائهم ثم أنها جاءت بعد خمسين عاما أيضا بعد نهاية حرب الجبل بظفار، تنصت إلى أوراق التاريخ التي تحفظ لنا ما فقد وتم نسيانه، مؤهلة حقا للذهاب أبعد مستقبلا، نحو تقديم تجارب العطاء العماني المتدفق عبر التاريخ، ورفد السينما العمانية الناشئة بلغة شاعرية متميزة، ذلك حقا جوهر الفن الطليعي الجاد، يضيء كالنجوم ترشد المسافرين في ليل البحار إلى المجهول.

فيلم غيوم /روائي قصير /ناطق بالشحرية/ جائزة أفضل فيلم روائي قصير /المهرجان السينمائي الخليجي ٢٠٢٤م. إخراج مزنة المسافر.

فيلم تشولو/ روائي قصير/ ناطق بالسواحيلية /جائزة أفضل سيناريو /مهرجان أبوظبي السينمائي ٢٠١٤ م. إخراج مزنة المسافر.

سماء عيسى شاعر عُماني

مقالات مشابهة

  • طه الغريب إلى شاشة السينما .. حسن الرداد يستعد لأحدث أعماله السينمائية
  • وزير التجارة الفنلندي يزور ميناء طنجة امتوسد : إنه أحد أكبر الموانئ في العالم
  • الأهلي يتصدّر الأندية العالمية في عدد بطولات الدوري قبل كأس العالم للأندية
  • مركز السينما العربية يكشف عن ترشيحات الدورة التاسعة من جوائز النقاد للأفلام العربية المقامة في مهرجان كان السينمائي الـ78
  • استئنافية طنجة تؤجل النظر في قضية مدون مناهض للتطبيع مع إسرائيل إلى 7 ماي
  • عرض "بائع الكتب المزورة" في مهرجان نوادي المسرح بالقناطر
  • “رحلة الشمس 2025″، لحاق دراجات هوائية بالطاقة الشمسية ينطلق من طنجة نحو العيون
  • التربية تطلق جائزة الإبداع المدرسي في دورتها الثانية
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • فرقة الإسماعيلية تعرض "مش زي الأفلام" بمهرجان نوادي المسرح