لوكاشينكو ينفتح على أوروبا.. بدفع من بوتين؟
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
"الآن نجني الأموال بشكل أساسي في الشرق: في روسيا والصين. لكن يجب ألا نسقط الاتصالات مع الغرب المتقدم تقنياً. إنهم قريبون، الاتحاد الأوروبي هو جارنا. وعلينا أن نحافظ على الاتصالات معهم. نحن مستعدون لذلك، لكن يجب إيلاء مصالحنا الاعتبار الواجب. صدقوني، سيأتي الوقت (باستخدام مصطلحاتكم المهنية، أود أن أقول إننا نمر الآن بفترة اضطرابات)، وفي 2024-2025 ستكون هناك تغييرات جدية في العالم".
يفتح تواصل بيلاروسيا مع بولندا إمكانية أخرى
قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو هذا الكلام يوم الجمعة خلال لقاء مع تعاونية للموظفين في مطار مينسك الدولي ونقلته وكالة بلتا البيلاروسية. وقال أيضاً إن بيلاروسيا بحاجة إلى الحديث مع البولنديين وإنه طلب من رئيس الوزراء الاتصال بهم: "إذا أرادوا فبإمكاننا التحدث وإصلاح العلاقات بيننا". وأضاف: "نحن جيران، وهذا أمر لا يمكنكم أن تختاروه، الجيران هم معطى من الله". ما يوحي به ظاهرياً
تعليقاً على هذه الكلمات، رأى الكاتب السياسي جورج فريدمان في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" أنه في الظاهر، تبدو تعليقات لوكاشينكو محاولة دقيقة لإبعاد بيلاروسيا عن اعتمادها الشديد على روسيا ولموازنة تلك العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، وبشكل مفاجئ، مع بولندا. كانت مينسك ووارسو معاديتين لبعضهما البعض وقد حشدتا القوات على الحدود بين البلدين. تكمن المشكلة في أنه من الصعب تخيل أن تكون روسيا مستعدة لتحمل هذا الانفتاح على بولندا، بالنظر إلى موقف بولندا من أوكرانيا ومساعدتها لكييف وخدمتها الطوعية كمستودع أسلحة للولايات المتحدة. قد يُنظر إلى الانفتاح على الاتحاد الأوروبي على أنه مفيد لروسيا لأن موسكو تريد أيضاً علاقات أقوى مع الكتلة.
Belarus Reaches Out to Poland and the EU https://t.co/KlBhm5Hi2h via @Geopolitical Futures read
— Im Deplorable (@deplorable_im) August 15, 2023
حسب الكاتب، يفتح تواصل بيلاروسيا مع بولندا إمكانية أخرى. تبدو الحرب الأوكرانية-الروسية على نحو متزايد صراعاً مجمّداً، صراعاً لا يمكن لأي طرف أن ينتصر فيه، ولكن أيضاً صعب التسوية بعد كل إراقة الدماء التي تكبدها كل جانب. إنهاء الحرب بدون شيء يشبه النصر سيكون إشكالياً للغاية. في الوقت نفسه، لا يمكن للحرب أن تستمر ببساطة، لأن لكل طرف حدوداً في القوة البشرية والأسلحة والدعم الشعبي. بالنظر إلى ذلك، إن رغبة لوكاشينكو المعلنة في علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي، والأهم من ذلك مع بولندا، قد تكون من تشجيع موسكو.
بيلاروسيا قريبة جداً من روسيا وكان لها دور في الحرب، مهما كان طفيفاً. قد يكون من الممكن للاتحاد الأوروبي أن يعمل مع بيلاروسيا، ومن هناك يمكن أن يكون سلوك الطريق إلى موسكو أسهل. البولنديون قضية مختلفة. إن عداءهم لبيلاروسيا كبير وقد تطلب بولندا تنازلات لا يمكن لمينسك إدارتها. مع ذلك، ثمة رغبة في أوروبا كما في أي مكان آخر لإنهاء الحرب، وقد يرى الاتحاد الأوروبي طرْق بيلاروسيا الباب وسيلة لتحسين العلاقات مع روسيا. أما بالنسبة إلى بولندا، فثمة كثر في أوروبا يرون أن موقف وارسو من الحرب يخص بولندا وموقعها الجغرافي وأنه ليس من مصلحتهم اتباعه. قد يكافئون بولندا أو يمارسون الضغط عليها لتخفيف موقفها.
Interesting development. May be nothing, may be something. Either way, interesting.
"Belarus Reaches Out to Poland and the EU" https://t.co/tManE1QNUu via @Geopolitical Futures
يميل فريدمان إلى اعتبار ذلك بادرة من لوكاشينكو الذي ربما يحاول لعب دور رجل الدولة. لكنه يضع في الحسبان أن بيلاروسيا تدين لبوتين بموقفها وربما بحياة لوكاشينكو. ودعم لوكاشينكو في بيلاروسيا غير واضح. من الصعب تخيل الرئيس البيلاروسي يتخذ مبادرة دبلوماسية لا توافق عليها موسكو. لذلك، بغض النظر عن رد فعله الغريزي كما كتب، يوضح فريدمان أنه يجب أن يكون منفتحاً على احتمال أن يكون هذا بطريقة ما انفتاحاً على أوروبا، مع كون الانفتاح على بولندا الخطوة الأولى لتخفيف موقفها من الحرب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية الاتحاد الأوروبی مع بولندا لا یمکن
إقرأ أيضاً:
شعبة المصدرين: الحرب الروسية الأوكرانية فتحت أبواب أوروبا للسلع الغذائية المصرية
أكد أحمد زكي، أمين عام شعبة المصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الفترة الماضية، وتحديدًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت أوروبا تتجه نحو مصر واعتمدت عليها في المواد الغذائية والمواد الأولية والمواد الخام.
وأشار إلى أن أوروبا كانت قد اعتمدت أيضًا وبشكل كبير على مصر خلال فترة كورونا عندما أغلقت المصانع أبوابها في أوروبا، بينما ظلت المصانع المصرية تعمل في وقت كانت فيه المصانع في معظم دول العالم متوقفة بشكل كبير.
وأفاد زكي في تصريحات صحفية اليوم، بأن الأسماك من السلع التي تتواجد بشكل كبير في أوروبا، حيث تصدر مصر أنواعًا عديدة منها، منوها بأن السمك المصدر لاوروبا الدنيس القاروص واللوت، كما نصدر لافريقيا وكندا والدول العربيه البلطي، ويصدر للصين الاستاكوزا النيليه.
وفيما يتعلق بأسباب استيراد مصر للأسماك رغم الاستثمارات الكبيرة والتوسع في المزارع السمكية، أكد زكي أن احتياجات السوق المحلية يتم استيرادها من الخارج بسبب عدم توفرها في مصر أو لأنها موجودة في الأسواق العالمية بسعر أقل، وهذا يرتبط بتحكم آليات العرض والطلب في الأسعار.
وحول شروط التصدير للخارج، أكد أمين عام شعبة المصدرين أن التصدير لأوروبا توقف عام 2021 بسبب مخالفات ارتكبها بعض المصدرين. ولكن بشكل عام، فإن شروط التصدير لأوروبا تتضمن الحصول على شهادة من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، كما يجب أن يتم اصطياد السمك بطريقة صحيحة وليس بالتفجير وأن يكون مدرجًا في القائمة البيضاء بهيئة سلامة الغذاء، وأن يكون التغليف بجودة عالية لضمان سلامة الأسماك.
وأضاف أن درجة تجميد السمك المجمد يجب ألا تقل عن -18 درجة مئوية، مطالبًا بالتوسع أيضًا في الأسماك المملحة والمدخنة، مع اتباع الطرق والتكنولوجيا الحديثه فى صيد الاسماك، وتعبئتها وتغليفها مثل كبريات الدول.
وطالب بدراسة الأسواق بشكل أكبر لزيادة الصادرات المصرية بشكل عام والاستعانة بخبرات عالمية، مشيرًا إلى إمكانية التسويق للمنتجات المصرية عن طريق دولة ثالثة، مثل لندن التي تسوق للعديد من الدول في سوق السيارات.
كما طالب بالاستفادة من منظمي المعارض العالميين لتنظيم المعارض في مصر وتسويق منتجاتهم في الخارج، مشيرًا إلى إمكانية الاستعانة بمنظم معرض جلفود في دبي والاستفادة من البيانات التي يمتلكها.
وفيما يتعلق بشروط التصدير إلى أفريقيا، أكد زكي أن الشروط أقل من تلك المطلوبة لأوروبا، بل على العكس، فإن الدول الأفريقية تعتبر مصر أماً لها، لذلك يجب علينا احتضان هذه الدول، كما يمكن لمصر تسويق منتجات وسلع الدول الأفريقية في الخارج.
وأوضح أيضًا أن سلعة مثل الذهب يمكن تصنيعها في مصر وإعادة تصديرها إلى الخارج بدلًا من إرسالها إلى بلجيكا وباريس، من خلال الاتفاقيات والبروتوكولات مع الدول الأفريقية.