رئيس جامعة القاهرة يعلن تدشين "المرصد الاقتصادى باستخدام الذكاء الاصطناعي"
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
أعلن الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، تدشين "المرصد الاقتصادي باستخدام الذكاء الاصطناعي" بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية.
جاء ذلك بالتزامن مع إعلان استراتيجية الجامعة للذكاء الإصطناعي، واستخدام هذه التقنية في العديد من المجالات ومن بينها حل المشكلات الاقتصادية بصورة محددة وواقعية وقابلة للتنفيذ ويسهل قياسها.
حضر فعاليات التدشين، الدكتورة هالة السعيد المستشار الاقتصادي لرئيس الجمهورية، والدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، والدكتورة رباب الشريف عميدة كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجي، والدكتور علي فهمى عميد كلية الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية للنقل البحري، والدكتورة نيفين مكرم لبيب رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، وعادل فتحى رئيس قطاع الحلول والأعمال التقنية بالبنك الاهلي المصري، ومحسن سرحان المدير التنفيذي لبنك الطعام، والدكتور أيمن غنيم نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، ووكلاء الكلية ورؤساء الأقسام ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وتم خلال فاعليات التدشين، بحث سبل التمويل والشراكات المستقبلية بين المرصد الاقتصادي والجهات البحثية المختلفة، وضرورة قيام المرصد بعمليات الرصد والتحليل للظواهر الاقتصادية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأن يقوم المرصد بعمليات التوعية بتقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماته، وتدريب ورفع قدرات الباحثين والطلاب، إلى جانب توفير الحلول التعليمية المبتكرة لذوي الهمم.
جامعة القاهرة تواكل التطور العالميوأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، حرص جامعة القاهرة على مواكبة التطور العالمى في مجال الذكاء الإصطناعي والتعامل معه بما يواكب التغيرات الرقمية السريعة التي يشهدها العالم، وهو ما دفع إدارة الجامعة لإطلاق استراتيجية الجامعة للذكاء الاصطناعى من خلال 4 محاور رئيسية، مشيرًا إلي أهمية زيادة الاستثمار في تطوير أدوات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي التي تلبي احتياجات الباحثين في مختلف المجالات العلمية، وبما يسهم في تسريع وتيرة البحث العلمي وتحسين جودته.
وقالت الدكتورة حنان محمد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت في الوقت الراهن على رأس أولويات جداول أعمال المنظمات الدولية والإقليمية، والسياسات العامة لمعظم البلدان على المستويين الوطني والدولي، وتركز الدول المختلفة علي استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية والنمو الاقتصادي ، مؤكدةً أهمية الحصول على البيانات وتحليلها اعتمادا على التقنيات الرقمية في بناء نماذج التنبؤ والمحاكاة واستشراف المستقبل بما يتيح تطويع التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لخدمة صناع القرار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة القاهرة رئيس جامعة القاهرة محمد سامي الدكتور محمد سامي الذكاء الاصطناعي المرصد الاقتصادي الذکاء الاصطناعی جامعة القاهرة
إقرأ أيضاً:
محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
تحدثنا فى مقال سابق عن «DeepSeek»، مطور الذكاء الاصطناعى الذى أعلنت الصين عنه ليكون على غرار ChatGPT، كما أوضحنا الفرق بين النموذجين ونقاط ضعف وقوة كل نموذج؛ لتكون أمام المستخدم خريطة متكاملة يمكن من خلالها الاختيار حسب ما يناسب احتياجاته وما يريده.
لكن ما لم يكن فى الحسبان أن يُحدث «DeepSeek» ما يشبه انقلاباً فى عالم الذكاء الاصطناعى، انقلاباً ليس له علاقة بالمستخدمين والتقنيات وما إلى ذلك، بل فيما يتعلق بالصناعة نفسها ومستقبلها ومدى تنافس الشركات العملاقة التى اشتدت بمجرد أن نزلت الصين الحلبة، ومن خلال التصريحات التى صدرت خلال الأسبوع الماضى يمكن القول إن هناك حرباً شرسة قد بدأت ولن تنتهى سريعاً.
بالطبع كان يوم 28 يناير الماضى يشبه زلزالاً هزّ بقوة عروش وادى السيلكون، ففيه تم طرح «DeepSeek» لأول مرة رسمياً، ووصل الإقبال عليه لدرجة أثرت على اتصاله بالإنترنت، أما الأخطر فإن صعود أسهم التطبيق الصينى أفقد أغنى 500 شخص فى العالم ما يقارب 108 مليارات دولار، وكان أبرز الخاسرين لارى إليسون، مالك «أوراكل» العالمية، الذى فقد 22.6 مليار دولار، كما خسر جينسن هوانج، مؤسس مشارك فى «إنفيديا»، 20% من ثروته، بينما كان نصيب مايكل ديل، صاحب «ديل»، 13 مليار دولار.
تأثير «DeepSeek»، كما أوضحت صحيفة الـ«واشنطن بوست»، وصل إلى أنه حطم استراتيجية وادى السيلكون التى تنص على أن الإنفاق الضخم والتمويل الكبير للذكاء الاصطناعى هو ما يضمن الريادة الأمريكية لهذا القطاع، بينما تكلف التطبيق الصينى 5.6 مليون دولار بحسب البيانات الرسمية، واستطاع أن يصل إلى مختلف أنحاء العالم وأن يحقق أرقاماً ضخمة مقارنة بغيره من التطبيقات.
وللتوضيح أكثر، يمكن اعتبار سنة 2024 سنة محورية بالنسبة للذكاء الاصطناعى بسبب تضخم حجم الاستثمارات الذى وصل إلى 400 مليار دولار، فبعد أن نجحت «OpenAI»، من خلال ChatGPT، فى تحقيق أرباح بلغت مليون دولار يومياً، أطلقت «جوجل» نموذجها Gemini 2.0 للمنافسة، وكذلك سارت على نفس الطريق شركات «أمازون وأبل وميتا» سواء بنماذج جديدة على غرار ChatGPT أو بتمويل أبحاث للتطوير، وبحسب مجلة «ذى إيكونوميست»، فمن المتوقع أن يبلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعى 1.3 تريليون دولار فى 2032.
أمام تلك الاستثمارات الضخمة لم تقف شركات الذكاء الاصطناعى العملاقة مكتوفة الأيدى وهى ترى البساط ينسحب من تحت أقدامها ليذهب إلى الجانب الصينى، بل سرعان ما حاولت إنقاذ ما يُمكن إنقاذه؛ وكانت البداية من عند مارك زوكربيرج، الذى أعلن أن نموذجه «Meta AI» سيكون هو الرائد فى العالم خلال العام الجارى، بل وأطلق نموذجه مجاناً فى الشرق الأوسط وأفريقيا منذ أيام قليلة، وبالتزامن مع ذلك أعلنت شركة «على بابا» العملاقة أنها ستطرح مطور ذكاء اصطناعى خاصاً بها خلال الفترة المقبلة لتشتعل حلبة المنافسة أكثر.
أما «OpenAI»، وهى الشركة الأبرز فى هذا المجال وتعقد شراكة منذ عام 2019 مع «مايكروسوفت»، فقررت أن تضرب «تحت الحزام» حين اتهمت «DeepSeek» بأنه قد يكون سرق بيانات من «OpenAI»، مؤكدة أنها ستحقق فى هذا الملف الشائك، وزاد من هذا التعقيد تصريح «ترامب» مؤخراً بأن أمريكا يجب أن تستعيد الريادة فى مجال الذكاء الاصطناعى، مقرّاً من ناحية أخرى بأن وادى السيلكون لم يعد فى مكانته العالمية بعد الصعود الصينى.
هكذا جاءت تداعيات «DeepSeek» خلال أيام قليلة، ثروات فُقدت، وشركات تحفزت، وأخرى استعدت للضرب «تحت الحزام»، لكن الأخطر أنه مع تنفيذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لوعوده بفرض رسوم كبيرة واستئناف الحرب الاقتصادية مع الصين، ستكون المنافسة الأشرس فى مجال الذكاء الاصطناعى، وستخرج الحرب من كونها مجرد تصريحات بين شركات متنافسة إلى معارك تكسير عظام لن ينجو منها إلا الأكثر شراسة.