البابا يدعو لتحقيق دولي حول إمكانية وقوع إبادة جماعي في غزة
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
اقترح البابا فرنسيس أن يدرس المجتمع الدولي ما إذا كانت الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تشكل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، في بعض من أكثر انتقاداته صراحة حتى الآن لسلوك إسرائيل في حربها المستمرة منذ أكثر من عام.
ففي مقتطفات نُشرت أمس الأحد من كتاب جديد يصدر قريبا، قال البابا إن بعض الخبراء الدوليين يقولون "إن ما يحدث في غزة فيه خصائص الإبادة الجماعية".
وقال البابا في المقتطفات التي نشرتها صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية "يجب أن نحقق بعناية لتقييم ما إذا كان هذا يتناسب مع التعريف الفني ’للإبادة الجماعية‘ الذي صاغه خبراء القانون والمنظمات الدولية".
ورفعت جنوب أفريقيا في ديسمبر الماضي دعوى على إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية.
وأمر قضاة المحكمة في يناير إسرائيل بضمان عدم قيام قواتها بارتكاب أعمال إبادة جماعية. ولم تبت المحكمة بعد فيما إذا كانت هناك إبادة جماعية في غزة.
وتقول إسرائيل إن الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية في حملتها بغزة لا أساس لها من الصحة وإنها تلاحق حركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى فقط.
سفارة إسرائيل تستنكر تصريحات البابا
من ناحيتها، استنكرت السفارة الإسرائيلية لدى الفاتيكان تصريحات البابا بشأن الإبادة الجماعية في غزة، وقالت "لا يجب إنكار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
من جهته، قال سفير إسرائيل لدى الفاتيكان يارون سايدمان "بعد تقرير اليوم (أمس الأحد) في الفاتيكان نيوز، وقعت مذبحة إبادة جماعية في السابع من أكتوبر 2023 لمواطنين إسرائيليين، ومنذ ذلك الحين، مارست إسرائيل حقها في الدفاع عن النفس في مواجهة محاولات من 7 جبهات مختلفة لقتل مواطنيها".
وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي "أي محاولة لتسميتها بأي اسم آخر تمثل تمييزا ضد الدولة اليهودية".
البابا يكثف انتقاداته لإسرائيل
ولم يعلق الفاتيكان على أحدث تصريحات للبابا لكن موقعه الإخباري نشر أمس الأحد تقريرا عن مقتطفات من الكتاب، ومنها تعليق بشأن الإبادة الجماعية.
وعادة ما يحرص البابا فرنسيس، زعيم الكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد أتباعها 1.4 مليار نسمة، على عدم الانحياز إلى أي طرف في الصراعات الدولية والتشديد على وقف التصعيد لكنه كثف في الآونة الأخيرة انتقاداته لسلوك إسرائيل في حربها على حماس.
وانتقد في سبتمبر مقتل أطفال فلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة، كما استنكر بشدة الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان ووصفها بأنها "تتجاوز الأخلاق".
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وقالت وزارة الصحة في غزة إن الهجوم البري والجوي الإسرائيلي أودى منذ ذلك الحين بحياة أكثر من 43800 شخص في قطاع غزة.
ولم يصف البابا من قبل علانية الوضع في غزة بأنه إبادة جماعية. لكنه كان محور عاصفة من الجدل العام الماضي بعد اجتماعه مع مجموعة من الفلسطينيين في الفاتيكان الذين أصروا على أنه استخدم هذا التعبير معهم على انفراد، في حين قال الفاتيكان إنه لم يفعل ذلك.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات البابا الإبادة الجماعية جنوب أفريقيا محكمة العدل الدولية إسرائيل إبادة جماعية في غزة السفارة الإسرائيلية لدى الفاتيكان الفاتيكان البابا فرنسيس حماس قطاع غزة أخبار فلسطين الفاتيكان وفلسطين إبادة جماعية جرائم إبادة جماعية البابا فرنسيس انتقاد إسرائيل بابا الفاتيكان محكمة العدل الدولية الفاتيكان البابا الإبادة الجماعية جنوب أفريقيا محكمة العدل الدولية إسرائيل إبادة جماعية في غزة السفارة الإسرائيلية لدى الفاتيكان الفاتيكان البابا فرنسيس حماس قطاع غزة شرق أوسط الإبادة الجماعیة إبادة جماعیة جماعیة فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل يمكن أن يؤثر ترامب في اختيار خليفة بابا الفاتيكان فرنسيس
حذر محلل أمريكي من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب يمكن أن تؤثر على اختيار خليفة بابا الفاتيكان فرنسيس، خصوصا بعد الانتقادات الأخيرة التي وجهها فرنسيس لمسألة طرد المهاجرين.
ودلل المحلل الذي تحدث لمجلة "بوليتكيو" الأمريكية على أن إدارة ترامب "قد أثرت بالفعل على السياسة الأوروبية، ولن تكون لديها أية مشكلة بالتأثير على مجمع الكرادلة السري لانتخاب البابا الجديد".
وتحدث المراقب الدقيق لسياسة الفاتيكان، لمجلة "بوليتيكو" دون ذكر اسمه عن إدارة ترامب، التي "قد تبحث عن شخص أقل صِداماً من بيرغوليو".
وقالت المجلة في تقرير بعنوان: "البابا فرنسيس يشعر باقتراب الموت فيتحرك لحماية إرثه"، أن "معركة الخلافة من المرجح أن تكون مسيسة للغاية"، في سيناريو كان فيه البابا "يمر بلحظة حساسة سياسيا"، حتى قبل تدهور صحته.
وذكّر المحلل بـ"الصدام مع نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، وهو كاثوليكي، الذي استشهد في الأيام الأخيرة بمفهوم اللاهوتي أورودو أموريس، وفسره على أنه نوع من التسلسل الهرمي للخير والصدقة، لتبرير سياسة إدارة ترامب في ترحيل المهاجرين".
وأشار إلى أن "هذه الدعوة قد قوبلت باعتراض شديد من جانب البابا، الذي كان قد كتب رسالة إلى مجمع الأساقفة الأمريكان، انتقد فيها، على الرغم من أنه لم يذكر الرئيس أو نائبه، الروايات التي تميز وتسبب معاناة غير ضرورية لإخوتنا وأخواتنا المهاجرين واللاجئين".
وحينها، كان رد فعل البيت الأبيض غاضبا، لدرجة أنه أشار إلى "احتمال نشوب معركة مسيسة للغاية على الخلافة"، حسب استنتاج تقرير "بوليتيكو".
وبحسب تقرير "بوليكيو" فإن البابا فرنسيس يشعر بقلق بالغ بشأن صحته بعد نقله إلى المستشفى مصابا بالتهاب شعبي حاد، وهو يسارع إلى ترتيب الأمور العالقة قبل المعركة لخلافته.
ويرقد البابا حاليا في جناح خاص في مستشفى جيميلي في روما بسبب إصابته بعدوى في الجهاز التنفسي.
وهذه هي أحدث أزمة صحية للبابا البالغ من العمر 88 عامًا، والذي خضع لاستئصال جزء من رئته عندما كان شابًا وأصبح ضعيفًا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.
وبحسب شخصين مطلعين على الأمر، فإن البابا يعاني من آلام شديدة.
ومع تدهور صحته خلال الشهر الماضي، تحرك فرنسيس أيضًا لاستكمال مبادرات رئيسية وتعيين شخصيات متعاطفة معه في مناصب رئيسية، في أعقاب بابوية ذات صبغة تقدمية اتسمت بالانقسامات الإيديولوجية المريرة.
الخلافة البابوية ستكون سياسية
في السادس من شباط/ فبراير، قبل دخوله المستشفى، مدد البابا فترة ولاية الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري كعميد لمجمع الكرادلة، وهو الدور الذي سيشرف على بعض الاستعدادات لاجتماع سري محتمل يحدد اختيار البابا الجديد. وقال الأشخاص إن هذه الخطوة، التي تجنبت بشكل مثير للجدل التصويت المقرر على العميد القادم من قبل كبار الكرادلة، كانت تهدف إلى ضمان سير العملية وفقًا لرغبات فرانسيس.
إن ري، الذي عمل لفترة طويلة في إدارة الفاتيكان، متقدم في السن بحيث لا يستطيع المشاركة في المجمع بنفسه. ومع ذلك، فإنه سيكون شخصية محورية في المناقشات التي تجري خلف الأبواب المغلقة والتي غالبًا ما تجري قبل المجمع. وقال أحد الأشخاص إن اختيار فرنسيس له كعميد بدلاً من مرشح أصغر سنًا يشير إلى أنه أراد الحفاظ على وجه ودود في الدور الذي سيدافع عن إرثه.
وقال هذا الشخص "إن الفترة التي تسبق المؤتمر أكثر أهمية لأنها المكان الذي تتم فيه عمليات الضغط".
كما سيتولى ري أيضًا إقامة مراسم جنازة البابا فرانسيس في حال وفاته.
وفي يوم السبت، سارع البابا إلى اتخاذ خطوة إصلاحية غير مسبوقة بتعيين الراهبة رافاييلا بيتريني حاكمة جديدة وأول امرأة لمدينة الفاتيكان، معلناً أن ولاية بيتريني ستبدأ في الأول من آذار/ مارس.