لا ضير على الاطلاق بأن يصار إلى تضخيم ما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي عندما أصر جهاز أمن المطار على تفتيش الطاقم الأمني التابع للسفارة الإيرانية في بيروت، والذي كان مكّلفًا بمرافقة كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني. وقد يكون المقصود بهذا التضخيم توق عدد كبير من اللبنانيين إلى رؤية دولتهم قوية من خلال بعض الخطوات الإجرائية، التي تصبّ في خانة استعادة بعضا من هيبة ساهمت في اضعافها ممارسات لا يمكن وصفها سوى بأنها "ميليشياوية".

فلو لم يكن هذا التوق لمرّ حادث المطار مرور الكرام، ولما كان قد أعطي هذا الحجم من الاهتمام، ولما ضُخّم بهذا الشكل. وإن دلّ هذا التضخيم على شيء فإنه يدّل على أن جميع اللبنانيين متعطشون إلى عودة لعب القوى الشرعية دورها في المطار وفي غيره من المقرّات الرسمية بعد تغييب قسري لهذا الدور المهيأ أن يلعبه الجيش في المستقبل القريب على امتداد مساحة الوطن وبالأخصّ جنوب نهر الليطاني عندما يُغطّى بقرار سياسي.
فهذا التضخيم في إعطاء حادث المطار حجمًا أكبر من حجمه المعتاد باعتبار أن جهاز أمن المطار كان يقوم بما يفرضه القانون وتنفيذًا لقرار صادر عن الحكومة بضرورة إخضاع جميع رواد المطار لتفتيش روتيني قد يكون له دلالات ومؤشرات للإيحاء بأن الجيش بكل قطاعاته العسكرية والأمنية على أهبة الاستعداد لفرض تطبيق القانون على الجميع من دون استثناء، وبالأخصّ عندما يحظى بتغطية سياسية واضحة المعالم والأهداف.
وقد يكون اللبنانيون في حاجة في هذه الظروف القاسية والمصيرية إلى جرعة من المعنويات، التي افتقد إليها على مدى سنوات عندما غُيّب دور الجيش في بعض الأماكن الحسّاسة، والتي كانت منزوعة منه بفعل قوة "الأمر الواقع"، وخاصة في المطار وفي مرفأ بيروت وفي المعابر غير الشرعية على طول الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا.
وقد يكون من المفيد لجوء بعض اللبنانيين إلى استثمار هذا الحادث وتضخيم حيثياته كتعبير عمّا يعني لهم بألا تحّل أي سلطة غير السلطة الشرعية مكانها الطبيعي. وقد كشف هذا التضخيم مؤشرات مهمة لما يمكن أن يقوم به الجيش من مهام كانت مصادرة منه، خصوصًا أن ما جاء في المقررات الرسمية الصادرة عن القمة العربية والإسلامية، التي عُقدت في الرياض، قد أعطى الجيش ما هو مؤهل ليقوم به من أدوار مهمة لناحية تثبيت الاستقرار في الداخل وعلى كامل الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية.
ولو لم يسبق إصرار جهاز أمن المطار على تطبيق القانون على الجميع من دون استثناء ما اتخذه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مواقف على أثر استغرابه لما صرّح به رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف عن استعداد إيران للتفاوض مع فرنسا في أمر يخصّ لبنان وحده، لما كان لحادث المطار أن يأخذ هذا البعد الوطني بامتياز، والذي ستكون له تداعيات في المستقبل لجهة الخطوات التراكمية، التي يمكن أن يقوم بها الجيش في مجال ترسيخ هيبة الدولة على كل الأصعدة.
وهذا الحادث برمزيته ومؤشراته الصحّية استحوذ على اهتمام ديبلوماسي واسع، خصوصًا في بعض عواصم القرار بالنسبة إلى الوضع اللبناني وارتباطه بما يجري حوله من تطورات. وقد يكون لما حدث في المطار دلالات قد تؤخذ في الاعتبار عندما تنضج ظروف التسوية، التي تشمل فضلًا عن وقف فوري للنار وتطبيق القرار 1701 تطبيقًا كاملًا وغير مجتزأ، إعادة لبنان عبر مؤسساته الشرعية ليؤدي دوره الطبيعي من ضمن اسرتيه العربية والدولية.
فللجيش بكل قطاعاته ووحداته الدور الرئيسي والمحوري في تطبيق القرارات الدولية، وفي الإمساك بالأمن في كل لبنان بيد من حديد كمقدمة لازمة لإعادة ضخ الحياة في الجسم اللبناني المقبل على نهضة غير مسبوقة، وذلك انطلاقًا من ايمان عميق لدى جميع اللبنانيين، الذين كوتهم الحرب، بأن فجرًا جديدًا سيشرق بعد ليل طويل من الألم والعذاب.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقد یکون قد یکون تطبیق ا

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة 21 فبراير 2025، إن إحدى الجثث التي سلمتها حركة حماس لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ، واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وذكر الجيش أنه تم التأكد من أن جثتين تعودان للرضيع كفير بيباس وشقيقه البالغ من العمر أربع سنوات أرييل، بينما لم يتم التعرف على جثة ثالثة كان من المفترض أن تكون لوالدتهما شيري.

وأضاف أن الجثة لا تخص أي رهينة آخر ولا تزال مجهولة.

وقال الجيش في بيان “هذا انتهاك شديد الخطورة من جانب منظمة حماس (..) التي من المفترض بموجب الاتفاق أن تعيد أربعة رهائن متوفين”، وطالب بإعادة شيري وجميع الرهائن.

وقالت عائلة الرهينة عوديد ليفشيتس في بيان إنه تم التعرف رسميا على جثته التي جرى تسليمها يوم الخميس أيضا.

ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن الطفلين أرييل وكفير بيباس اللذين كانا محتجزين رهينتين لدى حركة حماس في قطاع غزة،، قُتلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بأيدي الحركة وليس بقصف إسرائيلي، خلافا لما تقوله حماس.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ “أرييل وكفير بيباس قُتلا بوحشية في الأسر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على أيدي (..) فلسطينيين”.

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام من (حماس) بعدما سلمت الحركة ما قالت إنها جثث أربعة رهائن إسرائيليين، من بينها جثتا الرضيع كفير وأرييل وهما أصغر رهينتين احتجزتهما حماس في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس معهد الطب العدلي الإسرائيلي خان كوجل، الخميس، أن إحدى جثث الأسرى التي سلمتها حركة حماس في وقت سابق اليوم، تعود للأسير عوديد ليفشيتس.

وقال كوجل إن “إحدى الجثث التي فحصها معهد الطب العدلي اليوم تعود للمحتجز عوديد ليفشيتس، وهو ما يتوافق مع إعلان أحد أسماء الجثث الأربع التي سلمتها حماس”.

وذكر رئيس المعهد، في مؤتمر صحافي بثته قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، أن الفحوص تشير إلى أن ليفشيتس قُتل منذ أكثر من عام.

ولم يحدد كوجل كيفية مقتل ليفشيتس، لكن “سرايا القدس ” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” أكدت، في بيان الأربعاء، أنه كان محتجزا لديها، قبل أن يلقى حتفه بغارات جوية إسرائيلية خلال حرب الإبادة على غزة، التي تواصلت لقرابة 16 شهرا.

وسبق أن حذرت حركة حماس أكثر من مرة تعمد الجيش الإسرائيلي قصف أماكن احتجاز الأسرى، في إطار سعي نتنياهو إلى التخلص منهم كي لا يتم استخدامهم ورقة تفاوضية ضده.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية قصف إسرائيلي يستهدف مواقع بين سوريا ولبنان محمد الضيف أخّر إطلاق هجوم 7 أكتوبر حتى التأكد من هذه الخطوة بالصور: تفجير حافلات بات يام – نتنياهو سيوعز بشن عملية هجومية بالضفة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الجمعة 14 فبراير أحوال طقس فلسطين اليوم الجمعة 14 فبراير وزير الخارجية الأميركي: سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة الأونروا: الاحتلال استخدم أحد مرافقنا لاحتجاز فلسطينيين قُرب بيت لحم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • عون: لبنان لن يكون منصة للهجوم على الدول العربية الشقيقة
  • عون: لبنان لن يكون منصة للهجوم على العرب
  • بيرمر: نريد لبنان وطنا مقتدرا عزيزا يليق بتضحيات الشهداء
  • الرئيس عون: لبنان لن يكون منصَّة للهجوم على الدول العربية الشقيقة
  • عون: لبنان لن يكون منصَّة للهجوم على الدول
  • بالفيديو .. شاهد الصواريخ التي ألقيت على غزة في منطقة واحدة ولم تنفجر
  • الكتائب: نثني على بيان الاجتماع الثلاثي في بعبدا والأولوية لتحرير المطار وطريقه وتسليم السلاح فوراً
  • عصر الإزدهار في لبنان.. وفد سعودي سيتفقد مطار القليعات