هل ساهمت أصوات العرب والمسلمين بفوز ترامب؟
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
علّقت صحيفة نيويورك تايمز على تعيينات وترشيحات الشخصيات القيادية في إدارة ترامب القادمة «تسببت بشعور العرب (والمسلمين) الأمريكيين واليهود الليبراليين بالقلق من الشخصيات المرشحة والمعينة الموالين لنتنياهو والاستيطان الإسرائيلي لمناصب عليا في وزارة الخارجية». وأنا أضيف- وذلك يشمل ترشيحات وزير الدفاع ووزير العدل ووزير الأمن الداخلي والسفير الأمريكي المرشح لإسرائيل- والملفت كان أول سفير يعلن عنه ترامب قبل ترشيحه سفراء للدول الكبرى الصين وروسيا والحلفاء البريطانيين والأوروبيين!! وكذلك السفيرة الأمريكية المرشحة للأمم المتحدة!! ويعلق أحد المحللين الأمريكيين أن ترامب بتعييناته تسبب بأول أزمة دستورية بعد ثمانية أيام من انتخابه رئيساً»!
خاصة أن تعيينات ترامب صقور اليمين من المحافظين الجدد والصهاينة الموالين والمتبنين لأطروحات وسرديات نتنياهو وزمرته المتطرفة التي تشكل الحكومة الأكثر تطرفا بتاريخ الاحتلال الصهيوني لفلسطين من عتاة الفاشيين واليهودية الدينية.
وهكذا ضحك وخدع ترامب الناخبين العرب الذين استمالهم في حملته الانتخابية وقام بزيارة عاصمة العرب والمسلمين مدينة «ديربون» في ولاية ميشيغان المتأرجحة والحاسمة مستغلا حالة استياء الناخبين العرب والمسلمين من بايدن وإدارته ممثلة بالدرجة الأولى بكامالا هاريس نائبته بسبب الانحياز الصارخ والدعم بلا سقف لحرب إبادة إسرائيل على غزة وتوسيع الحرب على لبنان بحرب إبادة كاملة بلا هوادة ما يستفز مئات ملايين العرب والمسلمين حول العالم.
وزادت حالة الاستقطاب وغضب الناخبين العرب والمسلمين رفض هاريس الاجتماع مع قيادات العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان الرئيس بايدن-الواسع المعادي لبايدين ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس- بعدما توعد الناخبون العرب بالانتقام بعدم تصويت حوالي 100 ألف ناخب عربي ومسلم لبايدن في الانتخابات التمهيدية-وتصويت أغلبية العرب والمسلمين ضد هاريس التي خسرت الولايات المتأرجحة الثلاثة الحاسمة لفوزها بنسلفانيا وميشيغان (200 ألف ناخب عربي ومسلم) وويسكنسن بحوالي نصف مليون صوت فقط من ملايين الأصوات العربية.
كشفت منظمة كير أكبر منظمة إسلامية- أمريكية في الولايات المتحدة الأمريكية حسب الإحصائيات- أن ترامب فاز بولاية ميشيغان بفارق 84 ألف صوت على هاريس في ولاية فاز بها بايدن على ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2020 بفارق 155 ألف صوت- بفضل الصوت العربي والمسلم الذي تعمد خذل هاريس لتواطؤ إدارة- هاريس بدعم وتوفير السلاح والغطاء السياسي لحرب إبادة نتنياهو على غزة ومنذ سبتمبر الماضي على لبنان. حيث نسبة كبيرة من العرب والمسلمين في الولاية ينحدرون من أصول لبنانية واستشهد أفراد أسرهم وأقربائهم في الحرب.
شكّل اختيار الفريق اليميني من الصقور المتشددين الموالين للصهيونية والمتبنين لسرديات إسرائيل الذين سيشرفون على سياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط من حرب إسرائيل على غزة ولبنان ورفض قيام دولة فلسطينية-والمتشددين تجاه إيران وملفها النووي والأمن الخليجي-صدمة غير متوقعة من تركيبة فريق ترامب.
من ترشيح وزير الخارجية المتشدد ماركو روبيو، والسفير الأمريكي في إسرائيل، والسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، وجميعهم لا يتمتعون بخبرة في ملفات وأزمات الشرق الأوسط ويحملون مواقف عدائية للعرب والمسلمين ومنحازون كليا لإسرائيل. وصف مات بروكس القيادي في «تحالف الجمهوريين اليهود» ترشيحات فريق ترامب لشؤون الشرق الأوسط «بفريق الحلم لمن يرغبون بعلاقة قوية وحيوية وراسخة بين الولايات المتحدة وإسرائيل»!! بينما علقت شخصيات يهودية ليبرالية وقياديون عرب ومسلمون بأوصاف متناقضة وسلبية على فريق ترامب الشرق أوسطي. «أحد قياديي المسلمين الأمريكيين اتهم مستشاري ترامب بخداعهم بأنه سيعين السفير الأمريكي السابق في ألمانيا ريتشارد غرينيل والقيادي السابق في جهاز الاستخبارات الأمريكي والمكلف بالتواصل مع قيادات العرب والمسلمين الأمريكيين في حملة ترامب سيرشح لمنصب وزير الخارجية القادم. لكن ترامب خدع العرب والمسلمين ورشح ماركو روبيو سناتور من ولاية فلوريدا- من الصقور- متشدد وموالٍ لإسرائيل.
حسب دراسة منظمة كير (CAIR) «مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية»- أكبر منظمة إسلامية في الولايات المتحدة- لكيف صوت المسلمون الأمريكيون لمرشحي الأحزاب في انتخابات الرئاسة الأمريكية بالمقارنة بين انتخابات عام 2020 وعام 2024:
في عام 2020 ذهبت أصوات المسلمين إلى المرشح الديمقراطي جو بايدن بـ 93% وفاز الرئيس بايدن- بينما صوت 7% من الناخبين المسلمين للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وخسر ترامب، وصوّت 0% لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين.
انخفضت نسبة الناخبين المسلمين- الأمريكيين بشكل كبير لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس- إلى 20% من 93% عام 2020!! في انتخابات عام 2024: بسبب موقف إدارة بايدن-هاريس الداعم بلا سقف لعدوان وحرب الإبادة على غزة. إما بالامتناع عن التصويت أو التصويت الانتقامي لترامب بنسبة 21 % من 7 % عام 2020!! أو التصويت لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين بنسبة 53 % برغم كونها يهودية لكنها كانت معادية بقوة لحرب إبادة إسرائيل على غزة وانتقدت ستاين في حملتها الانتخابية موقف كل من بايدن وترامب المؤيد لحرب إسرائيل! ما يعني أن أصوات العرب والمسلمين الأمريكيين ساهمت بشكل واضح بخسارة هاريس ولاية ميشيغان الحاسمة وكذلك تراجعت فرص فوزها بسبب الصوت الانتقامي العربي والمسلم في الولايات المتأرجحة الحاسمة في ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن! ما سمح لترامب باكتساح جميع الولايات المتأرجحة السبعة في هزيمة مذلة لهاريس. ولم يتوقف اكتساح ترامب والجمهوريين بالفوز بالبيت الأبيض بل تعداه بتسونامي جمهوري بانتزاع الأغلبية من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ والإبقاء على أغلبيتهم على مجلس النواب.
لن ينجح العرب والمسلمون الأمريكيون بالتحول لرقم صعب في النظام السياسي الأمريكي ما لم يشكلوا لوبي عربيا- إسلاميا ليكون لهم تأثير ونفوذ على المشهد السياسي والانتخابي الأمريكي ويحسب لهم كلا الحزبين حسابا! ولهذا مقال آخر!!
(الشرق القطرية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب العرب امريكا العرب ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العرب والمسلمین ولایة میشیغان الشرق الأوسط على غزة عام 2020
إقرأ أيضاً:
الوضع السوري بين إدارة بايدن وترامب.. خلافات حول مستقبل القوات الأمريكية
صرّحت هبة القدسي، مدير مكتب الشرق الأوسط في واشنطن، بأن قضايا الشرق الأوسط تتصدر النقاشات الدولية في الوقت الحالي، مشيرة إلى وجود تحركات سريعة تهدف للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.
وأوضحت القدسي، خلال مداخلتها في برنامج "حضرة المواطن" على قناة "الحدث اليوم"، أن الوضع في سوريا يشهد تطورات معقدة، حيث تختلف وجهات النظر بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وأضافت أن إدارة ترامب أعلنت سابقًا عدم اهتمامها الكبير بالشأن السوري، مع احتمالية اتخاذ خطوات لسحب القوات الأمريكية من سوريا.
وتابعت أن الضغوط الدولية وتحركات الأمم المتحدة، بما في ذلك التواصل مع أحمد الشرع، تُظهر قلقًا واضحًا بشأن مستقبل سوريا، سواء في ظل حكومة شاملة كما ترغب الأطراف الغربية، أو مسارات أخرى قد تزيد من التوترات في المنطقة.