#سواليف

#برلمانات #الديكور و #أحزاب_القوالب: حين تُهمّش #إرادة_الشعوب وتُغيّب العدالة

بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة

في عالمنا العربي، تُعرض بعض البرلمانات والأحزاب السياسية كما لو أنها قطع ديكور في واجهات زجاجية براقة، تخطف الأنظار بجمالها الظاهري، لكنها تفتقر لأي عمق أو مضمون حقيقي. تُقام الانتخابات، وتُرفع الشعارات الرنانة، وتُلقي النخب السياسية خطبًا تبدو وكأنها منبر للحرية والعدالة، ولكن الحقيقة غالبًا ما تكون عكس ذلك.

عندما تُرفع الستائر وتنكشف الحقائق، نجد مؤسسات خاوية لا تملك من أمرها شيئًا سوى التصفيق للإملاءات الخارجية وتنفيذ الأوامر دون أدنى نقاش.

مقالات ذات صلة 10550 متقاعد مبكر من القطاع العام سنة 2023.! 2024/11/18

كيف يمكن لأمة أن تنهض إذا كانت مؤسساتها مشلولة، وأصوات شعوبها مُختزلة في صناديق اقتراع نتائجها تُحسم قبل فتحها؟ البرلمان، الذي يُفترض أن يكون بيتًا للشعب، بات مجرد غرفة للتصديق على القرارات الجاهزة. أما الأحزاب السياسية، التي كان من المفترض أن تكون منبرًا يعبر عن هموم المواطنين وتطلعاتهم، فقد أصبحت قوالب جامدة تُعيد إنتاج نفسها بما يتناسب مع رغبات السلطة أو الإملاءات الخارجية.

هذه الحالة المؤسفة تمثل إهدارًا واضحًا لإرادة الشعب، التي تُهمّش تحت شعارات زائفة مثل “الإصلاح” و”المشاركة الديمقراطية”. المواطن، الذي كان من المفترض أن يكون ركنًا أساسيًا في صناعة القرار، يُعامل كرقم في معادلة سياسية لا تأخذ رأيه بعين الاعتبار. الديمقراطية، في هذا السياق، لم تعد وسيلة لتحقيق العدالة والمساواة، بل تحولت إلى مسرحية عبثية تُدار بعناية لخدمة مصالح فئة صغيرة، غالبًا بتوجيهات خارجية لا تمت لمصلحة الوطن بصلة.

الأكثر إيلامًا هو أن هذه الديمقراطية الشكلية قد تكون أسوأ من الاستبداد الصريح. ففي النظام الاستبدادي، تكون طبيعة الحكم واضحة، بينما في الديمقراطية الزائفة، يُخدع المواطن بشعارات فارغة، ليجد نفسه أمام مؤسسات تُدار من خلف الكواليس، وأحزاب لا تمثله بقدر ما تمثل مصالحها الضيقة أو مصالح من يدعمها.

هذا الخداع المنهجي لا يخلق فقط أزمة في الشرعية، بل يؤدي أيضًا إلى تدمير الثقة بين الشعب ومؤسساته. المواطن الذي كان يؤمن يومًا بأن صوته له قيمة، يفقد هذا الإيمان تدريجيًا ليصبح أكثر عزوفًا عن المشاركة، وأكثر إحباطًا من إمكانية التغيير.

لكن، ورغم كل هذا السواد، يبقى الأمل معلقًا بأولئك الذين يؤمنون بضرورة إحياء المؤسسات السياسية لتعود إلى دورها الحقيقي. لا يمكن لأي أمة أن تنهض إذا كانت قراراتها تُدار من الخارج أو إذا كانت إرادة شعبها مُختزلة في مظاهر شكلية. الإصلاح الحقيقي يبدأ من إعادة الاعتبار لصوت الشعب، من بناء مؤسسات قوية تعبر عن إرادة المواطنين دون ضغوط أو تدخلات، ومن أحزاب سياسية تُعيد تعريف نفسها كأدوات للتغيير لا كأدوات للتجميل.

عندما تصبح الديمقراطية ممارسة حقيقية تعكس إرادة الأمة، يمكن للوطن أن يتحرر من قيود التبعية وأن يعود قراراه بيد أبنائه. فقط حينها يمكن أن نحلم بمستقبل يعبر عن تطلعات شعوبنا، ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

في الختام، إن مصير الأمة لا يمكن أن يتغير إلا بأيدي أبنائها. عندما يدرك المواطن العربي أن صوته هو المفتاح الحقيقي للتغيير، ستعود الديمقراطية إلى معناها الأصيل، وستتحول البرلمانات من ديكورات زائفة إلى مؤسسات تصنع القرار، والأحزاب من قوالب جامدة إلى منصات حقيقية للتغيير.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الديكور إرادة الشعوب محمد تركي بني سلامة

إقرأ أيضاً:

اختتام الملتقى التعريفي بمؤسسات التعليم الجامعي بمحافظة مسندم

اختتمت بمحافظة مسندم ولاية خصب فعاليات ملتقى مؤسسات التعليم العالي بتنظيم من المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة بالتعاون مع منصة المرشد المهني والذي رعى الافتتاح المهندس علي بن أحمد بن عيسى المعشني مدير عام المديرية العامة للإسكان والتخطيط العمراني وذلك بالصالة المغلقة بالمجمع الرياضي بخصب بحضور نبيلة بنت عبدالله بن علي الشحية المديرة العامة لتعليمية مسندم وعدد من المسؤولين بالمحافظة وقد تجول راعي المناسبة والحضور في الأركان المخصصة لكل مؤسسة تعليم عالٍ حكومية كانت أو خاصة، واستمع لعرض موجز حول الفرص الدراسية والتخصصات المستقبلية التي توفرها هذه المؤسسات وشروط الانضمام إليها حضر الفعالية في اليوم الأول طلبة المدارس وبمشاركة جميع مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة حيث عرضت كل مؤسسة بوسترات وكتيبات تعريفية ولوحات ومطويات حول مؤسساتها وشروط الالتحاق بها والتخصصات المتاحة فيها، أما اليوم الثاني فاستقبل الملتقى التعريفي بمؤسسات التعليم الجامعي بمحافظة مسندم أولياء الأمور وموظفي المؤسسات الحومية وأفراد المجتمع.

فرص متنوعة

وقال محمد بن أحمد بن سليمان الشحي مدير مدرسة مسندم بأن الملتقى التعريفي بمؤسسات التعليم العالي بمحافظة مسندم تنبع أهميته في كونه يقرب مؤسسات التعليم العالي من جامعات وكليات إلى الطلبة قبل انضمامهم إليها بعد تخرجهم من مرحلة دبلوم التعليم العام وتحقق هذه الملتقيات عدة أهداف من ضمنها إزالة الرهبة لدى الطلبة حول مؤسسات التعليم العالي بالإضافة إلى الإجابة عن الاستفسارات والتساؤلات التي تدور في أذهانهم حول تلك المؤسسات وبيئتها، متأملين أن تتكرر مثل هذه الملتقيات في محافظة مسندم بمشاركة أكبر من مؤسسات التعليم العالي.

تجربة رائعة

وقالت عفراء بنت سليمان بن علي الشحية من مدرسة سكينة بنت الحسين بولاية دبا: إن مشاركتي في الملتقى كانت تجربة رائعة لي ولأقراني من خلال التعرف على مؤسسات التعليم العالي بجميع تخصصاته وتقربت الصورة لدي حول أهم الفرص التعليمية والامتيازات التي تقدمها هذه المؤسسات لخريجي دبلوم التعليم العام في سبيل الارتقاء بالجانب المهني والوظيفي مستقبلا.

فرص متاحة

ويقول عبد الله محفوظ الشحي من الصف الحادي عشر بمدرسة مسندم للتعليم ما بعد الأساسي إن مثل هذه الملتقيات تقوم بتوضيح الكثير من الموضوعات للمقبلين على دخول الجامعات والكليات وتوضح الكثير من الأمور المتعلقة بالدراسة في التعليم العالي بشتى المجالات والتي تتيح للطالب الكثير من الخيارات المختلفة والاطلاع على مميزات كل تخصص وأيضا اطلاع الطالب على ما يجعله ذو كفاءة للالتحاق بهذه المؤسسات التعليمية.

لقاء مباشر

وتقول سرى بنت عبدالله بن راشد الفليتية من الصف العاشر بمدرسة جوهرة عمان: استفدت كثيرا من هذا الملتقى حيث كان منظما ومكّننا من الالتقاء المباشر بالمؤسسات التعليمية وتعرفت على الجوانب والخدمات والآلية والشروط بكل مؤسسة تعليمية على حدة لقبول الطالب وقد أعطى هذا الملتقى دافعا للمزيد من الاجتهاد والعطاء وبذل المزيد من الجد.

مقالات مشابهة

  • للتاريخ وجوه أخرى؟
  • اتحاد الصناعات: تعاون قطاع الأعمال ومؤسسات التصنيف الائتماني يمكن الشركات من الحصول على تمويلات
  • كيف تكون كاتبا في عصر ترامب الثاني؟
  • أدباء وأكاديميون: الرواية وسيلة فعّالة لتقارب الشعوب
  • حرب غزة والنموذج المقاوم: ما الذي يجب أن نتحرر منه؟
  • إشادة بإعادة تشغيل النصر للسيارات.. نواب وأحزاب: بارقة أمل لعودة الصناعات المحلية
  • اختتام الملتقى التعريفي بمؤسسات التعليم الجامعي بمحافظة مسندم
  • مؤسسات الأسرى الفلسطينية: استشهاد 43 أسيرًا في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر
  • عملية دوران النخب: ركيزة الديمقراطية وضمان استمرارية الدولة