ألف يوم على الحرب الروسية الأوكرانية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
مع مرور ألف يوم على بدء الحرب الروسية - الأوكرانية، أطل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مواطنيه معترفاً بصعوبة الوضع الميداني في شرق أوكرانيا، مؤكداً أن كييف يجب أن تفعل كل ما في وسعها لضمان انتهاء الحرب العام المقبل «من خلال الدبلوماسية».
هذا الاعتراف المتأخر «بصعوبة الوضع» وبالعمل على إنهاء الحرب من خلال المفاوضات لم يكن نتيجة قناعة منه بأن اللجوء إلى المفاوضات هو الحل، بل لأنه شعر بأن التحالف الغربي لدعم بلاده يتآكل، وأن هناك إدارة أمريكية جديدة أعلنت أنها ستعمل على إنهاء الحرب، ولن تقدم المزيد من الدعم لكييف.وإذا جرت المفاوضات العام المقبل وتم التوصل إلى حل فإن زيلينسكي يكون قد تأخر عامين عن اتخاذ هذه الخطوة، وكان وفر على بلاده وجيشه وشعبه كل مآسي الحرب وكوارثها، إذ كانت هناك فرصة مواتية في إبريل (نيسان) عام 2022 لإبرام صفقة بين روسيا وكييف من خلال مفاوضات جرت بين الجانبين في بيلاوروسيا وتركيا، تم خلالها التوصل إلى مسودة اتفاق، لكن الرئيس الأوكراني تراجع عنها تحت ضغط غربي، وخصوصاً من جانب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون كي يواصل الحرب لإلحاق «هزيمة استراتيجية بروسيا»، مع وعد بدعم غربي متواصل عسكرياً ومالياً.
ما استجد ميدانياً وسياسياً مذ ذاك أدى إلى نتائج عكسية، فلم يعد الدعم الغربي على حاله، ولا الموقف السياسي ظل متماسكاً، ولا الوضع الميداني على الجبهات في صالح القوات الأوكرانية، حيث تكسب القوات الروسية المزيد من الأرض، عدا أن الرهان على الولايات المتحدة في عهد الإدارة الجديدة في حالة عدم اليقين.
وكانت مبادرة المستشار الألماني أولاف شولتس الاتصال بالرئيس الروسي بوتين قبل أيام، وذلك لأول مرة منذ عامين، مؤشراً على انقلاب في المزاج الألماني خصوصاً والأوروبي عموماً إزاء الحرب الأوكرانية، وبداية وعي بفشل أهداف الحرب، حيث أكد بوتين «ضرورة أن يأخذ الغرب مصالح روسيا الأمنية في الاعتبار ويزيل الأسباب الجذرية للصراع»، مشدداً على أن الجانب الروسي «لم يرفض أبداً استئناف المفاوضات».
أمام هذا الواقع المستجد فإن المفاوضات إذا تمت فإنها سوف تستند إلى ما تم إنجازه في المفاوضات قبل عامين، على أمل أن يتمكن زيلينسكي من تحسين شروط الحل من خلال مشاركة الدول الغربية في المفاوضات، وهو ما أشار إليه بقوله «إن ذلك ممكن إذا لم تكن أوكرانيا وحدها مع روسيا، وإذا كانت قوية.. وإلا فإن أوكرانيا ستكون الخاسرة في هذه المفاوضات».
هناك تعارض بين الموقفين الروسي والأوكراني، إذ إن الأخيرة ترفض التنازل عن مناطق في شرق البلاد، وعن شبه جزيرة القرم، في حين أن روسيا التي ضمت القرم عام 2014 تعتبرها جزءاً من أراضيها، وكذلك مقاطعات دونيتسك وزابورجيا ولوغانسك التي تسيطر عليها القوات الروسية الآن ذات الأكثرية من أصول روسية.
لكن في حال دخول زيلينسكي المفاوضات لن يكون في موقف مَن يُملي الشروط، وحسب معظم المحللين الغربيين فإن أي حل يجب أن يضع في الاعتبار الهواجس الروسية، ومنها إعلان حياد أوكرانيا، وعدم انضمامها إلى حلف «الناتو» مع ضمانات دولية، واعتبار شبه جزيرة القرم أرضاً روسية، أما المقاطعات الشرقية لأوكرانيا فيمكن أن تخضع لتنازلات في إطار اتفاقات هلسنكي، أو أن تكون جزءاً من أوكرانيا المحايدة.
بانتظار العام الجديد وما يحمله من جديد، وما إذا كانت الأوضاع الدولية قد مهدت الأرض للمفاوضات ووضع نهاية للحرب الأوكرانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية من خلال
إقرأ أيضاً:
قبيل تنصيب ترامب.. قمة أوروبية بحضور زيلينسكي حول حرب أوكرانيا
المناطق_متابعات
يجتمع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين في بروكسل، الأربعاء، لمناقشة الحرب في أوكرانيا، قبل أسابيع قليلة من تنصيب دونالد ترامب.
وقالت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، الثلاثاء، إن هذه القمة المصغرة غير الرسمية التي ستعقد في مقر إقامة روته ستكون فرصة لمناقشة “الخطوات التالية” بعد أكثر من ألف يوم من الحرب في أوكرانيا وفقا لـ “العربية”.
أخبار قد تهمك بصورة لزوجة بايدن.. ترامب يروج لعطر جديد مستوحى من اغتياله 10 ديسمبر 2024 - 9:12 صباحًا ترامب يعلن ترشيح أربع قيادات جديدة في إدارته المقبلة 23 نوفمبر 2024 - 9:47 صباحًاإدارة ترامب.. ودعم كييفويريد روته الذي تولى منصبه مطلع أكتوبر، جمع الحلفاء الأوروبيين “الأكثر تصميما” في دعم لكييف للبحث في مسألتين. الأولى هي طريقة التعامل مع إدارة ترامب الجديدة، والثانية الأمور التي يمكن القيام بها بعد من أجل أوكرانيا، وفق ما قال دبلوماسي في بروكسل.
وبالإضافة إلى ميلوني، يتوقع أن يشارك في هذا الاجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة البولندية دونالد توسك والمستشار الألماني أولاف شولتس ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.
ويخشى الأوروبيون من احتمال تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا خصوصا مع وعود دونالد ترامب بإنهاء الحرب “خلال 24 ساعة”.
وفي هذا السياق، تتحدث أوكرانيا الآن عن إمكان إجراء مفاوضات سلام، وهو أمر كانت ترفضه بشكل قاطع، شرط ضمان أمنها.
ودعا زيلينسكي الثلاثاء إلى إحلال “سلام دائم” في أوكرانيا، “لا يكون بإمكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كسره”، معتبرا أن الطريقة الوحيدة لضمان ذلك هي أن تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) للاستفادة من حمايته.
لكن الناتو اعتبر أن هذا المنظور “الذي لا رجعة فيه” ليس ممكنا الآن، وتعهّد بتقديم ضمانات أمنية أخرى. وناقشت فرنسا وبولندا إرسال قوات إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي في وارسو لضمان وقف محتمل لإطلاق النار.
وتحرز المناقشات على هذا الصعيد تقدما لكنها تبقى صعبة نظرا إلى عدم اليقين المحيط بمقترحات دونالد ترامب المستقبلية، وفق ما قال دبلوماسي أوروبي.
وبالتالي فإن الهدف قبل كل شيء هو “جعل أوكرانيا قوية قدر الإمكان قبل مفاوضات محتملة”، وفق ما صرّح مصدر مقرب من الحكومة الألمانية.
من جهتها، قالت ميلوني في كلمة أمام البرلمان الإيطالي الثلاثاء إن الاجتماع في بروكسل سيعزز الجهود الأوروبية الرامية إلى تحقيق “سلام عادل ودائم”.
وأضافت “أنه أيضا فرصة مهمة لمناقشة مستقبل الصراع، والحفاظ على التنسيق الوثيق بشأن الخطوات التالية التي ستُتخذ”.
ويعتبر زيلينسكي أن الأمر الأكثر إلحاحا هو الحصول على المزيد من الأسلحة التي تسمح له بتغيير الوضع في ساحة المعركة.
وأشار الثلاثاء إلى أن بلاده تحتاج إلى ما بين 12 و15 منظومة دفاع جوي إضافية لحماية نفسها من الضربات المستمرة التي تشنها القوات الروسية على مدنها وبناها التحتية للطاقة.
وقال “إنه أمر ممكن. والعامل الرئيسي هو الإرادة السياسية”.
والثلاثاء، أعلن الجيش الروسي أنه سيطر على 189 بلدة أوكرانية في العام 2024، وهو يحقق المزيد من التقدم كل يوم.