كتبت بولا أسطيح في "الشرق الاوسط": لا يزال اللبناني محمد.ر (34 عاماً) يزور منزله الواقع بمنطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت بشكل شبه يومي؛ يستحم فيه، ويشرب القهوة، ويجمع بعض الحاجيات، رغم المخاطر والتهديدات المحدقة بكل ما يقوم به. فهو يشعر براحة نفسية بالوجود في منزله وبين أغراضه. محمد مثل آلاف سواه من النازحين وغير النازحين، يُدركون أنهم يعانون من اضطرابات نفسية، لكنهم لا يعدّون ذلك أولوية في خضم ما يعيشونه.

كل ما يعنيهم اليوم الصحة النفسية لأطفالهم. لكن قسماً من اللبنانيين بلغت حالتهم النفسية مستويات متطورة، دفعت بهم إلى طلب المساعدة. وكما استعدت وزارة الصحة لتقديم الخدمات الطبية الأساسية، كذلك وضعت خطة طوارئ متعلقّة بالصحة النفسية، أعدّها «البرنامج الوطني للصحة النفسية» مع عدد من الشركاء من نقابات ومنظمات محلية وعالمية.

خطة طوارئ
وتلحظ هذه الخطة، التي وُضعت في تشرين الأول 2023، وحُدّثت مع توسع الحرب في أيلول 2024، تنسيق الجهود بين جميع الشركاء لتسهيل وصول الناس إلى الخدمات النفسية، والدعم النفسي، والاستجابة للحالات النفسية الطارئة. وفي حين تشمل الخطة المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية والدعم النفسي في مراكز الإيواء، وخطاً ساخناً للدعم النفسي، فإنها تلحظ أيضاً ضمان توفّر الأدوية النفسية والوصول إليها لجميع المستفيدين؛ القدامى والجدد.
ويشدد الدكتور ربيع الشمّاعي، مدير «البرنامج الوطني للصحة النفسية»، على أن «الاهتمام بالصحة النفسية في وقت الأزمات مهم جداً، وهذا ضمن الأولويات لا الكماليات»، لافتاً إلى أنه «وفق منظمة الصحة العالمية، فإن واحداً من خمسة على الأقل من الأشخاص الذين يتعرضون لأزمة إنسانية بسبب حرب أو كارثة طبيعية، سيحتاج إلى خدمات مرتبطة بالصحة النفسية». ويوضح الشمّاعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطة التي وضعها (البرنامج)، لا تُعنى حصراً بالنازحين؛ لأنهم ليسوا وحدهم من يتأثرون بالأزمة، إذ هناك قسم كبير من اللبنانيين يحسون بغياب الشعور بالأمان، ويعيشون في ترقب وخوف دائمين»، مشيراً إلى أن «آخر دراسة أجريت في لبنان قبل الحرب أظهرت أن 60 في المائة من الأشخاص الذين شملتهم هذه الدراسة لديهم اضطراب نفسي، وبالتالي، فهذه الحرب لا شك في أنها زادت الأعداد والنسب». ويلفت الشمّاعي إلى أن «معظم من يتصلون بالخط الساخن (على الرقم 1564) يستفسرون عن أمكنة للحصول على خدمات مرتبطة بالصحة النفسية، أو يسألون عن كيفية التعامل مع أطفالهم الذين يشتكون من عوارض معينة، أو إنهم بحاجة إلى الوصول لخدمات صحية عادية، أو حماية، أو مأكل ومشرب، ويوجَّهون إلى ما يريدون، علماً بأنه يمكن حتى لمن يتلقون الاتصالات على الخط الساخن أن يتعاملوا مباشرة مع من يعانون من ضغط نفسي طارئ». ما هذه المشكلات النفسية؟
وتعدد مستشارة الصحة النفسية، سابين صادر، المشكلات النفسية الكثيرة التي يعاني منها النازحون، «خصوصاً أنهم اضطروا إلى ترك منازلهم، التي عادة ما تمثل الأمان لأي شخص. فعندما نفقد الأمان، لا شك في أننا نشعر بالخوف والقلق والاضطراب والغضب والقهر والعجز، وهذه كلها مشكلات نفسية».

وتشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «التداعيات النفسية غير محصورة في النازحين، إنما تشمل القسم الأكبر من اللبنانيين الذين يعيشون في خوف وقلق دائمين على أمنهم».

وتُنبه المستشارة النفسية سابين صادر إلى تداعيات هذه المشكلات النفسية على مستقبل الأشخاص، خصوصاً الأطفال، لافتة إلى أن «كثيرين ممن بدأوا يتعافون من تداعيات انفجار مرفأ بيروت ساءت أحوالهم النفسية مجدداً بعد هذه الحرب».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بالصحة النفسیة الصحة النفسیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

كم ساعة سيصوم اللبنانيون خلال شهر رمضان.. إليكم هذه المعلومات

تتراوح مدة الصيام هذا العام، في الدول العربية بين 13 ساعة و15 ساعة، بينما تصل في بعض الدول الأجنبية إلى 20 ساعة، بحسب الحسابات الفلكية.

وبحسب التوقعات الفلكية، تعد مصر والسعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، بالإضافة إلى تركيا وإيران، من بين الدول التي ستشهد ساعات صيام بنحو 13 ساعة، مع اختلاف طفيف في الدقائق بين كل دولة وأخرى.

وذكرت التوقعات الفلكية مدة الصيام في الدول العربية لعام 2025، من الأقل صياماً إلى الأكثر، وهي كالآتي:

1-تونس 12:53 ساعة
2-سوريا 12:54 ساعة
3-العراق 12:54 ساعة
4-المغرب 12:55 ساعة
5-ليبيا 12:55 ساعة
6-الأردن 12:55 ساعة
7-الجزائر 12:56 ساعة
8-مصر 12:56 ساعة
9-الكويت 12:56 ساعة
10-لبنان 12:56 ساعة
11-فلسطين 12:56 ساعة
12-السعودية 12:57 ساعة
13-الإمارات 12:59 ساعة
14-عمان 12:59 ساعة
15-قطر 13 ساعة
16-موريتانيا 13 ساعة
17-اليمن 13:01 ساعة
18-جيبوتي 13:14
19-الصومال 13:14
20-جزر القمر 13:28 ساعة (سبوتنك)
 

مقالات مشابهة

  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • وزير الخارجية الفرنسي: خطر الحرب على أوروبا يبلغ مستوى غير مسبوق وخطة ماكرون ستختبر نوايا موسكو
  • «تأثير الصيام على الصحة النفسية».. لقاء توعوي لطلاب الأزهر بمطروح
  • اختتام المنتدى الإقليمي لتعزيز استجابة الصحة العامة لاضطرابات تعاطي المواد المخدرة
  • جامعة الملك عبدالعزيز تناقش تعزيز الصحة النفسية وجودة الحياة الجامعية
  • كم ساعة سيصوم اللبنانيون خلال شهر رمضان.. إليكم هذه المعلومات
  • جابر: عقدنا العزم أن نعمل بروحية وطنية جامعة تعيد إعمار ما هدمته الحرب
  • عون مهنئاً بشهر رمضان: فليتشارك اللبنانيون معاني القيم الروحية التي يجسدها الصيام
  • ماردين عادل تكتب: الصحة النفسية فى القرآن الكريم ومنهجه فى علاج الحزن وتزكية النفس
  • الحلقة الأولى من مسلسل الكابتن.. دخول أكرم حسني غرفة الرعاية المركزة نتيجة سقوط الطائرة التي يقودها