تصعيد كبير يُواكب مُشاورات وقف الحرب.. اربعة بنود في الورقة الأميركية تزيد التعقيدات
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
بات في حكم المؤكد أن الاسبوع الطالع سيشكل أسبوعاً مفصلياً حاسماً لرسم الاتجاه الذي ستسلكه الحرب في لبنان والتي حوّلتها إسرائيل في الأيام الأخيرة إلى كابوس رعب معمّم بعدما رفعت وتيرة التصعيد على الجبهة البرية الحدودية وعبر الغارات الجوية على الأعماق في الداخل اللبناني إلى ذروة غير مسبوقة في العنف والشراسة.
وكتبت" نداء الوطن": قبل أن يخرج لبنان من نفق الغارات التي بدأت تأخذ منحى تصاعدياً، يبدو أنه دخل في نفق التفاوض. إشارة الانطلاق أعطتها السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون إثر لقائها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما سلّمته الورقة الأميركية، المقبولة إسرائيلياً، والتي دونها ليس هناك وقف لإطلاق النار.
الورقة التي اطّلعت عليها «نداء الوطن»، تتضمَّن، في ما تتضمّنه:
أن تكون لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701، برئاسة جنرال أميركي وعضوية جنرال فرنسي، وليس صحيحاً ما روَّجت له أوساط عين التينة من أن اللجنة ستكون نسخة طبق الأصل عما كانت عليه في القرار 1701، أي من دون جنرال أميركي.
حق إسرائيل في التدخل ليس قابلاً للنقاش، كما روّجت أوساط عين التينة أيضاً، فإسرائيل يمكن لها أن تتدخل بعد أن تكون اللجنة قد حاولت ولم تنجح.
تفكيك البنى العسكرية لـ «حزب اللّه» ليس فقط جنوب الليطاني بل شمال الليطاني أيضاً، وهذا موضوع غير قابل للمساومة أو للتفاوض.
يتمسّك الإسرائيليون بالشروط التي يضعونها، ويعتبرون أن تطبيقها غير خاضع لأي نقاش، فإمّا أن تُطبَّق بالتفاهم والتفاوض، وإمّا أن تطبَّق بالقوة، كما هو حاصل اليوم وتحديداً منذ أيلول الفائت، حين باشرت إسرائيل تنفيذ أجندتها الميدانية، عسكرياً واستخباراتياً .
مصادر سياسية تكشف أن الرئيس نبيه بري الذي تسلّم مساء أمس ردّ «حزب الله»، كان قد استمهل السفيرة الأميركية لأيام قبل أن يعطيها الجواب، ولم تستبعد المصادر أن يكون جواب الرئيس بري هو «لعم» أي في منتصف الطريق بين الـ «لا» والـ «نعم»، لكن هذا الجواب لن يكون شافياً بالنسبة إلى الجانب الأميركي، وبالتأكيد بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، فالجانبان يصرَّان على أن يأتي الجواب اللبناني إيجابياً على الورقة ببنودها الأحد عشر.
أوساط نيابية مواكبة لاتصالات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين كشفت أن الردّ المرتقب الذي سيبلغه بري إلى الجانب الأميركي لا يشير، وفق معلومات هذه الأوساط، إلى أن هناك تبدّلاً في موقف بري وتالياً «حزب اللّه» لجهة الالتزام الواضح بالانسحاب من منطقة عمليات القرار 1701.
وتضيف الأوساط نفسها: حتى لو تمّ التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار، فهناك تعقيدات ستلي القرار، ما يعني أن مرحلة الصعوبات مستمرة وهي ستنعكس في الميدان لجهة استمرار التصعيد سواء في الجنوب حيث العمليات الإسرائيلية شهدت تقدّماً على الأرض، أم في الغارات على الضاحية والتي بلغت أمس بيروت من خلال استهداف مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف في مقر حزب البعث.
في المقابل، تنقل أجواء دبلوماسية أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيكون في بيروت غداً الثلثاء، ثم ينتقل إلى تل أبيب الأربعاء لمناقشة الملاحظات، وإذا جرت الأمور وفق موافقة الجميع، فسيتوجّه إلى باريس يوم الخميس حيث سيكون هنالك مؤتمر صحافي برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعلان وقف إطلاق النار في لبنان.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جوتيريش: مساهمات «اليونيفيل» كانت حاسمة لاستعادة الاستقرار في جنوب لبنان
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، أن القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني «اليونيفيل» أظهرت قيمة الخوذ الزرقاء في ردع العنف ودعم التهدئة وتوفير الوصول الإنساني وحماية المدنيين، لافتا إلى أن مساهماتهم كانت حاسمة في دعم استعادة الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق.
وقال جوتيريش، في كلمة وجهها إلى قائد اليونيفيل العام الجنرال ارلدو لاثارو وقيادة البعثة، خلال زيارته إلى المقر العام لقوات «اليونيفيل»، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام في لبنان: «لقد أخبرت العالم أنكم جميعا لستم فقط على الخط الأزرق في لبنان، بل على خط المواجهة من أجل السلام»، لافتا إلى أن مهمة اليونيفيل هي البيئة الأكثر تحديا لقوات حفظ السلام في أي مكان.
وأضاف: «وقفتم بشجاعة وتفان ومرونة في وجه الضربات عبر الخط الأزرق، وكانت خدمتكم المستمرة بما يتماشى مع القرار الذي يقضي ببقاء قوات حفظ السلام في مواقعها لتنفيذ ولايتكم بموجب القرار 1701 ضرورية ورائعة»، مشيرا إلى أن قرار بقاء قوات اليونيفيل في مواقعها تم اتخاذه بعد دراسة معمقة لسلامتها وأمنها.
وقال جوتيريش، إنه يجب احترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات، مؤكدا أن الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير مقبولة على الإطلاق، وأنها تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقد تشكل جريمة حرب.
وأكد الأمين العام أنه سيواصل العمل بشكل وثيق مع الدول المساهمة بقوات في اليونيفيل لضمان حصولها على القدرات المعززة، بما في ذلك إزالة الألغام والتخلص من الذخائر غير المنفجرة، بغية تمكينها من استئناف الدوريات ومهام المراقبة الموكلة إليها.
ورأى جوتيريش، أن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثلان انتهاكا للقرار 1701 ويشكلان خطرا مستمرا على سلامة وأمن قوات اليونيفيل.. مؤكدا أن ذلك يجب أن يتوقف.
واعتبر أن دعم قوات اليونيفيل القوي وتنسيقها الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية سيكونان أساسيين لدعم وقف دائم للأعمال العدائية ولتحقيق الهدف المنشود من القرار 1701، مؤكدا أنه سيواصل حث المجتمع الدولي على تعزيز الدعم للقوات المسلحة اللبنانية.