الاستراتيجية الخمسية المقبلة لـ «بيئة أبوظبي» تعتمد الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلة الإمارات تتصدر العمليات الإغاثية في شمال غزة تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. «مهرجان العين للكتاب 2024» يحلق بجناحي الثقافة والتراثتركز هيئة البيئة - أبوظبي في استراتيجيتها الخمسية الجديدة للأعوام 2026 إلى 2030 على الذكاء الاصطناعي، لتشكل الاستراتيجية نقطة تحول محورية في أدائها، بما يؤهلها لأن تصبح أول جهة حكومية بيئية تطبق الذكاء الاصطناعي في جميع عملياتها الأساسية.
ومن خلال الاستراتيجية الجديدة تسعى «الهيئة» إلى قيادة حقبة جديدة من الابتكار التكنولوجي في العمليات البيئية الحكومية والتحول المؤسسي عبر دمج الذكاء الاصطناعي في كافة الأنشطة والاستثمار الأمثل للموارد بحلول عام 2030.
وتنفذ هيئة البيئة - أبوظبي حالياً 7 مشاريع وبرامج مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ما أهلها لأن تنضم إلى قائمة أفضل المؤسسات العالمية في تطبيق الذكاء الاصطناعي ووفرة البيانات البيئية.
وتعمل «الهيئة» على بناء توأمة رقمية للنظم البيئية في إمارة أبوظبي وأصول «الهيئة»، والتي تتضمن عدداً من التطبيقات الذكية التي تعمل «الهيئة» على إدراجها ضمن عملياتها لإيجاد نسخ افتراضية توفر إمكانات هائلة لدعم الاستدامة البيئية، وذلك من خلال إنشاء محاكاة تسمح بمراقبة استهلاك الموارد الطبيعية، والتنبؤ بآثار السياسات المقترحة وتحسينها قبل تطبيقها على أرض الواقع.
ومن ضمن التطبيقات الذكية المعتمدة حالياً وتسهم في التوأمة الرقمية، تطبيق كشف التسرب النفطي الذي يعمل على تحديد مواقع التسربات النفطية في البيئة البحرية، ما يمكّن الاستجابة السريعة وتخفيف الأضرار لحماية الموائل الطبيعية الحيوية في إمارة أبوظبي، إضافة إلى تطوير تطبيق لمراقبة مصبات مياه الأمطار باستخدام صور الأقمار الصناعية بشكل مستمر لضمان الامتثال للقوانين البيئية ومنع التلوث.
ومن التطبيقات الذكية الأخرى تطبيق التعرف على أنواع الأسماك وعددها بدقة من مقاطع الفيديو والصور تحت الماء، إضافة إلى تطوير تطبيق لرصد التغيرات البيئية باستخدام الصور الجوية وصور الأقمار الصناعية للكشف عن التغيرات البيئية للموائل والنظم البيئية.
وتطور «الهيئة» منصة مركزية للبيانات البيئية ستدمج من خلالها البيانات كافة المستقاة من التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ،وتنفذ هيئة البيئة - أبوظبي أكبر برنامج بحثي في المنطقة لمراقبة حالة الغطاء النباتي والمراعي في إمارة أبوظبي باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي.
أكبر برنامج بحثي
يعتبر هذا البرنامج أكبر برنامج بحثي ميداني يتم تنفيذه على مستوى المنطقة، حيث تمكنت «الهيئة»، على مدى أكثر من 6 أشهر، من تغطية مساحة إجمالية تبلغ 11 ألف هكتار موزعة على مجموعة من المناطق كعينة مساحية، ممثلة للغطاء النباتي الحرج والأكثر عرضة للتهديدات البيئية الناجمة عن الاستخدامات البشرية والتغيرات المناخية.
وبالشراكة بين هيئة البيئة والقابضة وشركة ديندرا المتخصصة في مجال التكنولوجيا البيئية، تم استخدام الطائرات المسيّرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييم وإعادة تأهيل النظم البيئية البرية والساحلية في إمارة أبوظبي.
ويجري حالياً في إطار هذا المشروع، تنفيذ أول تجربة لإعادة تأهيل المناطق الجافة في منطقة الظفرة، باستخدام طائرات مسيّرة للقيام بنثر البذور جوياً في الأراضي الصحراوية، متجاوزين العوائق المرتبطة بأساليب نثر البذور بالطرق التقليدية، وبما يحقق تسريعاً لمعدّل الزراعة وتمكين الوصول إلى المناطق النائية، بالإضافة إلى السماح بإعادة إدخال الأنواع النباتية المحلية إلى نظام بيئي جافّ دون استخدام الريّ، من خلال اختيار المناطق المستقبلة لأكبر كميات من هطول الأمطار سنوياً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي هيئة البيئة الإمارات الاستدامة التكنولوجيا الذکاء الاصطناعی فی إمارة أبوظبی من التطبیقات هیئة البیئة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟
مؤيد الزعبي
من الأسئلة التي أجد بأنها جوهرية في وقتنا الحالي، هل الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟ وأنا اسأل هذا التساؤل عزيزي القارئ بعد تجربتنا الإنسانية مع التكنولوجيا المتمثلة بوسائل التواصل الاجتماعي التي جعلتنا أتعس للأسف رغم أنها وفرت لنا حاجة إنسانية مهمة متمثلة بالتواصل، إلّا أنها جعلت البشر أكثر تعاسة.
أطرح هذا التساؤل في وقت بتنا ندرك أنه بحلول عام 2030 من المتوقع أن يكون مرض الاكتئاب هو المرض الأول من حيث أعداد المصابين عالميًا، واليوم مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي فهل هذه التكنولوجيا هي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟، قبل أن تشرع في قراءة هذا الطرح أطلب منك عزيزي القارئ أن تأخذ نفسًا عميقًا وتجيب بنفسك على تساؤلي ها هنا، هل أجبت نفسك إذن حان الوقت لنشرع معًا في إكمال هذا الطرح.
ومنذ قدم البشرية ونحن نبحث كبشر عن السعادة ومصادرها وتعريفاتها، ورغم ما وصلنا له من تقدم في فهم الإنسان البشري، إلا أنه ما زال محيرًا أن نفهم السعادة وما هي دروبها، فهناك شخص يجدها في صحته الجسدية وشخص آخر يجدها في صحته النفسية، وشخص يجدها في إنجازاته ومخزونه العلمي والعقلي وآخر يجدها في مخزون جيبته وأرصدة حساباته البنكية، وشخص يجدها بالرضا وقبول القدر وآخر يجدها في تحدي الواقع وتغييره، إشكالية عميقة لا يمكن فهمها أو تحديدها بشكل دقيق. ولهذا أجد في محاولتنا لاستنجاد الذكاء الاصطناعي ليبحث لنا عن معنى السعادة في كل ما كُتب في تاريخنا الإنساني ليجد لنا تعريفًا محددًا، وهذه طريقة أجدها مناسبة جدًا لنجد تعريفًا محددًا للسعادة نقارنه بتعريف أرسطو الذي كان يجد السعادة بأنها الهدف الأسمى للحياة.
هناك اتجاه آخر قد يخدمنا لنفهم السعادة وندركها أنه الآن ومع انتشار الساعات الذكية التي باتت تقيس لك نبضات قلبك ونسبة الاوكسجين في الدم ونسبة نشاطك وتقيس تحركاتك وخطواتك ولحظات سكونك وحتى نومك أجد بأننا يمكن استخدامها لتقيس لنا درجة سعادتنا أو تعاستنا بناء على معلومات دقيقة حول أجسامنا والتي هي انعكاس لأحاسيسنا أو حتى لحالتنا النفسية، وقد قام خبراء من شركة هيتاشي بتطوير تجربة مماثلة تقوم بقياس حركة الإنسان ومدى نشاطه وسرعة تحركاته ولحظات توقفه وبناء على تحليلات الذكاء الاصطناعي تقوم بقياس مدى سعادتك أو تعاستك في هذه اللحظة، صحيح أن الشركات المصنعة للساعات باتت تختبر مثل هذه المميزات في أن تقيس لك درجة توترك بناء على قراءاتك الحيوية إلا أن التجربة تحتاج سنوات من التطوير لنصل لطريقة مثلى تكشف لنا حقيقة فيما إذا كنا سعداء أم تعساء.
الأمر الأهم الذي يوعز له الكثيرون بأنه سيعالج الكثير من مشاكلنا النفسية يتمثل بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي ستكون حلًا لكل فاقدي التواصل وستساعدهم في التحدث والتخاطر، ولكن ما قولنا أن سابق تجربتنا كبشر مع وسائل وجدت لنتواصل وأقصد وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أصبحت سببًا لتعاستنا فكيف سيكون حالنا ونحن نخاطب نماذ ذكاء اصطناعي توليدي وليس بشر حقيقيون، وكيف سيكون حالنا لو انعزلنا عن محيطنا وانخرطنا لنتحدث مع روبوتات الدردشة أو الروبوتات التي ستتمثل على هيئة بشر في قادم الأيام، كيف سيكون حالنا عندما نصبح نُعبر عن أحاسيسنا ومشاعرنا لنماذج إلكترونية نجدها أقرب لنا من بشر مثلنا مثلهم، هل سنصل للسعادة؟، هذا هو جوهر التساؤل الحقيقي عزيزي القارئ والذي حتى الآن لا يستطيع أي شخص أن يجيبك عليه لأن تجربتنا مازالت ناقصة فلا نحن طورنا نماذج ذكاء اصطناعي بديلة عن البشر في التواصل ولا نحن اختبرناها واختبرنا طريقة تعاطيها مع الأمور.
تخيل أن يدفعنا الذكاء الاصطناعي من خلال برمجته لأن ننتحر مثلًا، ربما ليس مقصودًا أن يُبرمج ليجعلك تنتحر ولكن لكي يختصر عليك الألم، فيكون حله أن تُقدم على هذا الأمر الشنيع، وفي المقابل ربما تكون هذه الأنظمة هي الكاشفة والمكتشفة للكثير من مشاكلنا النفسية والمتنبئة بها قبل أن تصبح مشكلة أكبر وتحاول مساعدتنا لتخطيها أو تجاوزها أو حتى علاجها؛ إذن الصورة ليست كاملة حتى الآن والأمر لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لوحده بل يعتمد على تعامنا معه نحن البشر.
الخلاصة- عزيزي القارئ- أننا لو انخرطنا بالذكاء الاصطناعي وتجهلنا تعريف أهم من السعادة وهو تعريف الإنسان نفسه لنفسه فحينها سنخلق لنا مشكلة أكبر بأن نفقد بوصلتنا مرة أخرى فبدلًا من أن نصنع نظامًا يمكنه أن يجعل حياتنا أفضل وأسهل وأسرع فسنحوله لأداة تجلب لنا السعادة، ولكن إذا أدركنا أن كل ما نصنعه ونطوره يجب أن يخضع لمقياس واحد هو أن يجعل حياتنا "كبشر" أكثر سعادة وصحة ويسر وأنا اقولها كبشر لا كحومات ولا كشركات ولا كأنظمة إذا صنعناه للشر فحينها سيكون الذكاء الاصطناعي دربنا لحياة سعيدة فهو سيقدم لنا الحلول والتحليلات ولكن بشرط أن نُحسن استخدامه، إما إذا اسئنا استخدامه فسنعيد التجربة مرة أخرى ونجعل ما صنعناه ليطورنا يصبح أداة تهدمنا.
رابط مختصر