محمد كركوتي يكتب: مصاعب النمو الصيني
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
لا مقارنة بين النمو الذي حققه الاقتصاد الصيني في العقود الماضية، وبين ما يحققه منذ بداية العقد الحالي، لكنه يبقى الأعلى قياساً بكل الاقتصادات الكبرى، في ظل صعوبات يمر بها كغيره من بقية الاقتصادات. اليوم يتصاعد الخوف من تباطؤ النمو في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، مع ضغوط آتية من سوق العمل، ومن استمرار سياسة عدم التحفيز في هذا الوقت، فضلاً عن «تواضع» ارتفاع نمو الناتج الصناعي، وكذلك الأمر في مبيعات التجزئة، ناهيك عن الآثار «المنغصة» التي لا تزال أزمة سوق العقار تتركها على الساحة.
لا شك بأن الضغوط ستتزايد، حال وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. فالأخير تعهد (كما فعل في السابق)، بزيادات فورية للرسوم الجمركية على السلع الصينية، وعزز هذا التوجه بتعيين شخصيات متشددة في إدارته المستقبلية لمعالجة العلاقات التجارية مع الصين. وسيتم ذلك، في ظل تراجع النمو الصناعي إلى 5.3%، مخالفاً كل التوقعات بزيادة بلغت 5.6%. دون أن ننسى المصاعب الكبيرة في العلاقات الاقتصادية عموماً بين بكين ودول الاتحاد الأوروبي، التي أضافت أيضاً ضغوطاً شملت طرفيها. كل هذا لا يترك المجال لتحقيق النمو المستهدف بنهاية العام الجاري عند 5%، بينما تدل كل المؤشرات إلى نمو بحدود 4.5%، يشمل حتى العام المقبل.
الضغوطات المحلية، لا تزال تضرب من جهة العقارات؛ فقد انخفض مؤشر الاستثمار العقاري 10.3% على أساس سنوي، في بلد يشكل فيه هذا القطاع ربع الاقتصاد تقريباً. ويبدو أنه ليس أمام الحكومة الصينية سوى اتخاذ إجراءات أخرى، لإعادة الثقة إلى هذا القطاع الحيوي، بما في ذلك ضخ الاستثمارات، وتسهيل الوصول للقروض «الجيدة»، بعد أربع سنوات من تشديد قيود الاقتراض. وإذا ما أراد المشرعون الوصول إلى مستويات مقبولة من النمو، لا بد من تحريك سريع للساحة المحلية، عبر دعم قطاع مبيعات التجزئة، الذي سجل في الأشهر الماضية قفزات معقولة، لكنها ليست لافتة. المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالتطورات، خصوصاً من جهة العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة التي يسعى رئيسها المنتخب لاتباع مزيد من السياسات الحمائية، يعتقد بأنها حق أميركي خالص. أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: الفائدة الأميركية بالمنطقة الحرجة محمد كركوتي يكتب: مأزق أكبر اقتصاد أوروبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر
إقرأ أيضاً:
الرئيس الصيني يؤكد عمق العلاقات مع تايلاند ويصفها بالمتجددة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، على عمق العلاقات مع تايلاند، قائلا " إن الصين وتايلاند جارتان قريبتان من بعضهما البعض وبينهما علاقة ودية".
وأضاف جين بينغ، خلال مباحثاته مع رئيسة وزراء تايلاند "بيتونغتارن شيناواترا" على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ المنعقد حاليا في "ليما " عاصمة بيرو، حسبما أفادت شبكة تلفزيون الصين الدولية "سي جي تي إن"، اليوم /السبت/- أن مفهوم العلاقة بين الصين وتايلاند تعتبر عائلة واحدة أمام اختبار الزمن ويكتسب حيوية متجددة ".
ودعا الرئيس الصيني حكومة البلدين، إلى تسريع المشاريع الرئيسية كخط السكك الحديدية بين الصين وتايلاند وتوسيع التعاون في المجالات الناشئة كالطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، مشيرا الي أنه سيتم الاستمرار في التبادل الثقافي والتعليمي.
ومن جانبها.. قالت رئيسة وزراء تايلاند "بيتونغتارن شيناواترا"، إن الصين شريك جيد وهام بالنسبة لبلادها"، مشيرة إلى أن مبادرة بكين العالمية عززت التعاون الدولي، مؤكدة أن تايلاند ترغب في التعلم من تجارب التنمية الناجحة في الصين