«تيابلو».. موسيقى كلاسيكية واستعراضات حماسية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
«الأميركتان»، جناح تقام فعالياته للمرة الأولى في مهرجان الشيخ زايد، ويجتمع فيه 7 موسيقيين واستعراضيين من أميركا الجنوبية في فرقة «ريتابلو»، لتقديم باقة من الفنون الأميركية المتنوعة التي تمزج بين العزف والاستعراضات الفلكلورية الجماعية على أنغام الموسيقى الكلاسيكية والحماسية، مثل «الكاوبوي» و«السالسا».
5 عروض
تشكل فرقة «ريتابلو» نقطة جذب للزوار في جناح «الأميركتان»، وتقدم عروضها يومياً بواقع 5 عروض تقريباً، وعلى مدى نصف ساعة يؤدي أعضاء الفرقة فقرات موسيقية وأدائية برفقة آلتَي الجيتار والفلوت وهم يرتدون أزياءً شعبية وتقليدية بألوانها الزاهية التي تعبر عن ثقافات الولايات المتحدة المتعددة، والتي تجذب أنظار زوار وضيوف المهرجان من مختلف الجنسيات والأعمار.
لوحات فنية
أعربت جينا فلوريز، مديرة الفرقة، عن سعادتها لمشاركة «تيابلو» للمرة الأولى في مهرجان الشيخ زايد، الذي وصفته بكرنفال ثقافي وفني وترفيهي يجمع دول العالم في مكان واحد. وقالت: «يقدم المهرجان ضمن أنشطته المتنوعة، لوحات فنية في كل أجنحته ومسارحه من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يسهم في تلاقي الشعوب فيما تقدمه من فنون أصيلة لها جذور راسخة»، مثمنة الدور الكبير الذي يلعبه المهرجان في إثراء هذه الفنون، وتقديمها للآخر للتعرف على ثقافات وفنون دول العالم.
وتابعت: «تقدم (تيابلو) عبر استعراضاتها جزءاً من ملامح الثقافة والفنون الأميركية وتاريخها العريق وفولكلورها المختلف، وذلك من خلال أداء رقصات تقليدية شهيرة على مستوى الموسيقى والحركات والتوليفة الفنية الشعبية بشكل عام، بينها: (الكاوبوي - رعاة البقر) و(السالسا)».
أنواع موسيقية
أوضحت جينا أن الفرقة تستخدم الموسيقى والألحان الأكثر شهرة، والاستعراضات الفلكلورية من بلدان عدة، بينها: بوليفيا التي تشتهر بالموسيقى الشعبية والريغيتون، وكولومبيا التي تُعرف بأنها «أرض الألف إيقاع». ومن أشهر أنواع الموسيقى فيها «الكومبيا» و«الفالناتو»، والمكسيك، التي تشكِّل موسيقاها سيمفونية من الاندماج الثقافي، وتحمل كل آلة موسيقية أصداء التراث المتنوع لشعبها، فمن النبض الإيقاعي للطبول الأصلية إلى المؤلفات الغنائية للكمان الأوروبي، واللهجات الإيقاعية التي تشبه الإيقاعات الأفريقية.
أداء جماعي
ولفتت جينا إلى أن الفرقة تؤدي مجموعة رقصات إبداعية تتميز بالبساطة والأداء الجماعي عالي الاحترافية، إلى جانب فقرة منفردة يقدمها أحد أعضاء الفرقة على وقع موسيقى «البيرو» برفقة آلتَي الجيتار والناي، فيما يقدم بقية أعضاء الفرقة من الرجال والنساء استعراضات لرقصات شهيرة، مثل «الكاوبوي» و«السالسا» بكل خطواتها الغزلية والنابضة بالحياة، التي تعتمد على إيقاع موسيقي سريع، وحركات أدائية تتسم بالانسجام والعفوية.
مزيج موسيقي
تعكس موسيقى الولايات المتحدة التعدد العرقي لسكانها من خلال مجموعة متنوعة من الأنماط الموسيقية، فهي عبارة عن مزيج من الموسيقى التي تأثرت فيما مضى بثقافات غرب أفريقيا وأيرلندا وأسكتلندا والجزء البري من قارة أوروبا.
تنوع الأنماط
تشتهر الموسيقى الأميركية بتنوع أنماطها، ومن أبرز أنواعها على مستوى العالم: موسيقى الجاز، البلوز، الموسيقى الريفية، الروك، السول، الريغتون، الفانك، الفولك، الهيب هوب، البوب والتكنو.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان الشيخ زايد الإمارات الوثبة أميركا الجنوبية الموسيقى الكلاسيكية
إقرأ أيضاً:
"هل الموسيقى الميكانيكية تهدد الأصالة الثقافية في الشرق الأوسط؟"تقرير
في حين ترتبط الموسيقى الشعبية في الشرق الأوسط غالبًا بالآلات التقليدية كالعود والناي، توجد ظاهرة أقل شهرة لكنها مدهشة: الموسيقى الميكانيكية. تشمل هذه الظاهرة الآلات الموسيقية التي تعمل بتقنيات ميكانيكية، مثل أورغنات الفخار وآلات العزف اليدوية (مثل صناديق الموسيقى اليدوية) التي اشتهرت في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط، لكنها بقيت على هامش المشهد الموسيقي العام.
ويبرز جريدة وموقع الفجر عن مراحل استخدام الموسيقى الميكانيكية
ظهرت الآلات الموسيقية الميكانيكية لأول مرة في الشرق الأوسط خلال القرن التاسع عشر، متأثرة بتطورها في أوروبا. انتشرت بشكل رئيسي في المدن الكبرى مثل القاهرة، بيروت، وحلب، حيث كانت تُعتبر رمزا للحداثة والانفتاح الثقافي. كان أصحاب المقاهي والأسواق الشعبية يستخدمون هذه الآلات لإضفاء أجواء احتفالية دون الحاجة إلى توظيف عازفين محترفين.
ومع ذلك، فإن هذه الآلات لم تكن خالية من الجدل؛ حيث اعتبرها البعض تدخلاً أجنبياً يهدد الأصالة الموسيقية الشرقية، بينما رأى آخرون أنها فرصة لتطوير الموسيقى الشعبية بأسلوب مبتكر.
كيف تعمل الموسيقى الميكانيكية؟
الآلات الموسيقية الميكانيكية تعتمد على تصميم هندسي دقيق يجعلها قادرة على إنتاج ألحان متكررة دون تدخل مباشر من العازف.
أورغن الفخار: يتميز بتقنيات تعتمد على دفع الهواء عبر أنابيب فخارية، ما يخلق نغمات موسيقية فريدة.
صناديق الموسيقى اليدوية: تعتمد على أسطوانة مثقبة تديرها اليد لإصدار أنغام تم برمجتها مسبقاً.
الموسيقى الميكانيكية والموسيقى الشعبية: علاقة معقدة
في بعض مناطق الشرق الأوسط، اندمجت الموسيقى الميكانيكية مع الموسيقى الشعبية لتقديم عروض مبهرة في المناسبات العامة والأعياد. على سبيل المثال:
في سوريا، كانت هذه الآلات تُستخدم لعزف الأغاني التراثية مثل القدود الحلبية.
في لبنان، استُخدمت لتقديم ألحان عاطفية تعكس هوية جبل لبنان.
أما في مصر، فانتشرت خلال فترة الخمسينيات في المقاهي الشعبية، حيث كانت تقدم الموسيقى المصاحبة للرقصات التقليدية.
التهديد الثقافي أم التطوير الفني؟
يثير استخدام الموسيقى الميكانيكية نقاشاً محتدماً حول تأثيرها على الموسيقى التقليدية.
وجهة النظر المحافظة: يرى بعض الموسيقيين التقليديين أن الاعتماد على الآلات الميكانيكية يقلل من القيمة الفنية ويضعف الروح الحية التي يقدمها العازف البشري.
وجهة النظر المتفائلة: يعتقد آخرون أن هذه الآلات تُساهم في الحفاظ على التراث الموسيقي عبر توثيقه بطريقة قابلة لإعادة الإنتاج، مما يتيح للأجيال الجديدة فرصة استكشاف ألحان من الماضي.
هل ستعود الموسيقى الميكانيكية إلى الواجهة؟
مع تطور التكنولوجيا، هناك محاولات لإعادة إحياء الموسيقى الميكانيكية بأساليب حديثة. يقوم فنانون معاصرون في الشرق الأوسط بتصميم آلات جديدة تستوحي تقنيات الماضي ولكن تضيف لها لمسات إلكترونية.
خاتمة
سواء كنت من المؤيدين أو المعارضين، لا يمكن إنكار أن الموسيقى الميكانيكية تمثل صفحة مهمة في تاريخ الموسيقى في الشرق الأوسط. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالموسيقى التقليدية، قد تكون هذه الآلات القديمة مفتاحاً لإبراز التنوع الثقافي والفني للمنطقة.