«العين للكتاب» يحتفي بالمواهب في مختلف الفنون
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
هويدا الحسن (العين)
أخبار ذات صلةكعادته كل عام يخصص مهرجان العين للكتاب برنامجاً حافلاً للفنون البصرية والسمعية، حيث يحتفي بالمواهب الإماراتية في مختلف الفنون وبمشاركة فنانين عرب من دول مختلفة.
يحتفي ركن الفنون هذا العام بحرفة السدو التراثية، والسدو هو أحد أنواع النسيج اليدوي التقليدي الذي عرفه أهل البادية في الماضي، ويستخدم في حياكة الخيام والسجاد ورحال الإبل.
يشارك في المعرض كل من أم محمد وأم سالم، وهما من سكان العين وتحترفان صناعة السدو باستخدام النول اليدوي.
وعن احترافهما مهنة السدو، تشيران إلى أنها مهنة متوارثة، تنتقل من جيل إلى جيل عبر تعليم الأمهات لبناتهن، وأن السدو يحتل مكانة خاصة في المجتمع الإماراتي، حيث إنه أحد أقدم الحرف اليدوية وقد تم إدراجه عام 2011 في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.
تقول أم سالم: «إن السدو قديماً كانوا يغزلونه من صوف الغنم وشعر الماعز ووبر الإبل، بواسطة المغزل، ثم يصبغ بالألوان المستخلصة من النباتات والتوابل المتوافرة في دولة الإمارات مثل الحناء والكركم والزعفران، ومع التطور تم إدخال مواد أخرى على السدو كالجلود، وأصبح يستخدم لصناعة الحقائب والميداليات وأغلفة الكتب».
وعن كيفية الحفاظ على السدو كمهنة تراثية، أكدت حرص الدولة على الحفاظ على تراثها الثقافي المتنوع ليتم تناقله الحرفة بين الأجيال عن طريق التعلم وتعريف الأجيال الجديدة بمهن الأجداد. وعن مشاركتهما في مهرجان العين للكتاب، أعربتا عن سعادتهما، خاصة أنهما اعتادتا المشاركة من قبل في العديد من الفعاليات التراثية والثقافية، كما تقدمان ورشاً تعليمية للفتيات في المدارس والجامعات.
ويستضيف المهرجان عدداً من فناني الفسيفساء، من بينهم الفنانة الإماراتية صفية الحبسي، التي أشارت إلى أن اهتمامها بفن الفسيفساء بدأ «عندما كنت أجهز منزلي، حيث قمت بتصميم جدران المطبخ والأرضيات بالفسيفساء، بعدها تلقيت عدة دورات على يد مدربة تعرفت من خلالها على المواد المختلفة المستخدمة في هذا الفن المتفرد، وعادة ما ألجأ إلى استخدام المواد المحيطة بي في البيئة وإعادة تدوير المواد المستخدمة، كما أقوم بمزج الفسيفساء بالخط العربي في بعض الأعمال».
أما أبوبكر الشريف، فنان تشكيلي سوداني، فيقول: «درست الفن التشكيلي بجامعة الخرطوم وتخصصت في الفسيفساء، حيث كنت أمتلك مركزاً بالخرطوم لتعليم الفسيفساء، كما كنت متعاوناً مع جامعتين لتدريسه بالسودان، وقد بدأ شغفي به منذ الصغر من حبي لإعادة تدوير الأشياء المستعملة، وقد شاركت في العديد من المعارض بالسودان ومصر وتونس ودول الخليج، بالإضافة إلى معارض دولية بألمانيا والبرازيل».
بداية جديدة
عن مشاركته في مهرجان العين للكتاب، أعرب الشريف عن سعادته بهذه الفرصة ليلتقي برواد المعرض من أهل العين المحبين للفنون، مضيفاً أن المهرجان سيكون بداية جديدة لانطلاقته، مؤكداً أن الإمارات داعمة للفن والفنانين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان العين للكتاب العين العين للكتاب الفسيفساء الفنون مهرجان العین للکتاب
إقرأ أيضاً:
العين الساهرة
د. إبراهيم بن سالم السيابي
كنتُ في عجلة من أمري، أهرعُ لتسليم بعض الأوراق في أحد المباني، ولم أنتبه إلى أنني تجاوزت بوابة التفتيش دون توقف، ناداني رجل الشرطة هناك، فاستوقفني بابتسامة وبلطف ممزوج بحزم المسؤولية لم يكن مجرد رجل يُؤدي واجبه، بل كان مثالًا للانضباط والاحترام بادرني بطلب البطاقة الخاصة بالدخول، ولم يكتفِ بذلك، بل نبهني بلطف إلى أنَّ صلاحيتها ستنتهي قريبًا شكرته، وأكملت مُهمتي، لكني شعرت بامتنان داخلي لهذا الموقف البسيط الذي حمل في طياته الكثير، النظام، المسؤولية، والاحترام المُتبادل، وحين خرجت، أعدت السلام عليه، فبادلني بابتسامته التي لم تُفارقه، وكأنها جزء من واجبه اليومي، ليس فقط كشرطي، بل كإنسان يحمل على عاتقه مسؤولية الأمن بروح من التَّفاني.
وبلا شك أن في كل مجتمع، هناك رجال يعملون بصمت دون كلل أو ملل، لا يسعون إلى الأضواء، لكن وجودهم يصنع الفرق في حياة الجميع، إنهم الحراس الذين يسهرون حين ينام الآخرون، يحمون الأرواح، ويحفظون الأمن، ويبثّون الطمأنينة في القلوب، ومن بين هؤلاء، يبرز رجال الشرطة، العين الساهرة التي لا تغفل، والسد المنيع في وجه كل ما قد يُهدد سلامة الوطن والمواطن.
نحن نركض في زحمة الحياة، من مكان إلى آخر، نُلاحق مهامنا اليومية، وننسى أحيانًا أن هناك من يحرص على أن تظل خطواتنا آمنة ومستقرة، هؤلاء الشباب من أبناء الوطن، الذين يقفون في مواقعهم المختلفة، يمثلون طاقة متجددة، تضيء الوطن بأمل وعطاء مستمرين، فرجال الشرطة ليسوا مجرد حراس لتنفيذ القانون، بل هم الدرع الحامي، الذين يضحون براحتهم من أجل أن ينعم الآخرون بالأمان.
إن الشعور بالأمن في الوطن هو نعمة لا تُقدّر بثمن، ولا يمكن أن يتحقق إلا بجهود من نذروا أنفسهم لحماية المجتمع، يسهرون حين يخلد الجميع للنوم، ويقفون سدًا منيعًا أمام كل ما قد يعكر صفو الحياة اليومية. _شرطة عُمان السلطانية _ليست مجرد جهة تنفيذية، بل نموذجٌ للالتزام، والتطور، والتفاعل مع المجتمع. منذ تأسيسها، لم يقتصر دورها على ضبط الأمن، بل امتد ليشمل خدمات إنسانية، ومبادرات اجتماعية، وسعيًا دائمًا لمواكبة التكنولوجيا لتقديم خدمات أكثر كفاءة وسرعة.
في أي وقت، وفي أي مكان، ستجد رجال الشرطة في الشوارع، عند التقاطعات، في الأسواق، والمنافذ الحدودية، يراقبون، يحرسون، ويحمون. يتعاملون مع المخاطر، ويتدخلون لحل النزاعات، ويساندون كل من يحتاج إلى العون فهم خط الدفاع الأول، وسياج الأمان الذي يحول دون الفوضى.
ورغم ما يواجهونه من تحديات، فإنهم لا يقتصرون على فرض النظام فقط، بل يعملون أيضًا على نشر ثقافة القانون، وتعزيز الوعي المجتمعي، لأنَّ الأمن لا يتحقق إلا بتعاون الجميع، فكلما زادت الثقة بين المواطن ورجل الشرطة، ازداد المجتمع قوةً واستقرارًا.
في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى الكوادر البشرية المؤهلة والقيادات، شهدت شرطة عُمان السلطانية كذلك قفزة نوعية في استخدام التكنولوجيا ورقمنة الإجراءات وذلك لتسهيل الخدمات، مما جعل حياة المواطنين أكثر راحة، وأزال عنهم عناء الانتظار والإجراءات التقليدية، فالتحول الرقمي لم يكن مجرد تحسين، بل كان نقلة استراتيجية جعلت الشرطة أقرب إلى المواطن، وأكثر كفاءة في تلبية احتياجاته.
وقد يعتقد البعض أن دور الشرطة يقتصر على مكافحة الجريمة وحفظ النظام وتقديم بعض الخدمات المتعلقة بالأحوال المدنية، لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير فهم أول من يصل إلى مواقع الحوادث، يقدمون المساعدات في كثير من حالات الأجواء المناخية وغضب الطبيعة التي شهدتها السلطنة في السنوات الأخيرة، ينظمون المرور، يقومون بإنقاذ المواطنين، ويحرصون على سلامة الجميع فهم الوجه الإنساني للأمن، الذين لا تقتصر مهمتهم على تطبيق النظام والقانون، بل تمتد إلى خدمة الإنسان في كل الظروف.
الحقيقة أن ما وصلت إليه شرطة عُمان السلطانية اليوم لم يكن وليد اللحظة أو الصدفة، بل هو ثمرة رؤية واضحة واستراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق أعلى معايير الأمن والخدمة العامة، فهم لا يكتفون بما أنجزوه، بل يسعون دائمًا للتطوير، لتظل هذه المؤسسة العريقة مواكبة لكل التحديات، قادرة على حماية الوطن والمواطن بكفاءة واقتدار.
في الختام.. تحية تقدير واحترام لكل من يحمل هذه المسؤولية بروح الإخلاص والتفاني، ففي الوقت الذي ننعم فيه بالأمن والأمان، هناك رجال شرطة يقفون على الخطوط الأمامية، يضحون بوقتهم وراحتهم، ليظل الوطن مستقرًا، وعلينا ألا نكتفي بتقديم الشكر فحسب، بل يجب علينا أن نكون جزءًا من هذه المنظومة، بالتعاون والالتزام، والإدراك بأن رجل الشرطة ليس مجرد منفذ للقانون وتطبيق النظام، بل هو حارسٌ للوطن، وسنده القوي، وعينه التي لا تنام.