صحيفة البلاد:
2024-11-18@00:42:04 GMT

عندما يتحول العمل إلى إدمان

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

عندما يتحول العمل إلى إدمان

لقد استمعت مؤخرًا إلى حلقة من بودكاست “The Journal” تناولت قصة مأساوية عن موظف مصرفي شاب توفي إثر سكتة دماغية ناجمة عن ضغط العمل المفرط، بعد أن عمل لأكثر من 100 ساعة أسبوعيًا على مشروع اندماج بقيمة 2 مليار دولار. أحدثت وفاته صدمة في مكان عمله، خاصة بين زملائه الذين يعانون أيضًا من ساعات عمل طويلة، على الرغم من سياسات الشركة التي تحظر ذلك.

في خضم المنافسة الشرسة، يجد الموظفون أنفسهم مضطرين لساعات عمل إضافية، يحرمون أنفسهم من الراحة والوقت الشخصي، في سباق محموم لتلبية مطالب العملاء المتوزعين عبر قارات العالم. بالنسبة لهم، مجرد التفكير في تأجيل طلب العميل ليوم الإثنين هو ضرب من الخيال. في حالتنا هذه، كان الضحية يعمل في قطاع مالي حرج، حيث غالبًا ما يكون إثبات الجدارة مرادفًا للتضحية بالصحة والرفاهية في سبيل إظهار التفاني والولاء للشركة. وللأسف، في اليوم التالي لإبرام صفقة الاندماج، انهار الشاب تحت وطأة الإجهاد المفرط.

هذه المأساة ليست حالة فردية، ففي حين تفرض بعض الشركات قيودًا صارمة على ساعات العمل المفرطة، غالبًا ما يتجاوز الموظفون هذه الحدود، مدفوعين برغبة جامحة في التفوق على التوقعات أو منافسة زملائهم. في مقالاتي السابقة، سلطت الضوء على أساليب أصحاب العمل في استغلال موظفيهم ودفعهم للعمل لساعات طويلة من خلال التهديدات المبطنة والضغوط النفسية. ولكن ماذا عن الحالات التي يكون فيها الدافع للعمل المفرط نابعًا من داخل الموظف نفسه؟ ما الذي يدفع المرء إلى تجاوز حدوده، حتى لو كان ذلك على حساب صحته وسلامته؟

لقد التقيت بالعديد من الشباب الطموحين الذين يضعون العمل فوق كل اعتبار، حتى على حساب صحتهم وعلاقاتهم الأسرية وحياتهم الشخصية. يعتقدون أن تحقيق أحلامهم يتطلب منهم أن يكونوا في حالة استعداد دائم، متاحين ومنتجين على مدار الساعة. إنهم يربطون قيمتهم الذاتية بإنجازاتهم، ويعتبرون أنفسهم لا غنى عنهم، ويخشون أن يؤدي أخذ قسط من الراحة إلى فوات الفرص أو التراجع عن المنافسة. ولكن، هل يستحق الأمر كل هذه التضحيات؟

إن هذا السعي الحثيث نحو التميز، على الرغم من أنه يحظى بالثناء في مجتمعاتنا في كثير من الأحيان، إلا أنه يحمل في طياته مخاطر جسيمة. فالإرهاق الجسدي والنفسي الناجم عن العمل المفرط المزمن، يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من المشاكل الصحية، بدءًا من القلق والاكتئاب، وصولاً إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، بل وحتى الموت المبكر. كما أن الإجهاد الذهني المصاحب للضغط المستمر لتحقيق الأداء المتميز، يمكن أن يترك الأفراد في حالة من الإنهاك، ويؤدي إلى انقطاعهم عن أحبائهم، ويجعلهم يشعرون بالفراغ وعدم تحقيق أي إنجاز أو سعادة خارج نطاق العمل.

في مجتمعنا، تتجذَّر أسطورة مفادها أن النجاح لا يتحقق إلا بالعمل الدؤوب المتواصل. نحن محاطون بقصص رواد الأعمال الذين يستيقظون فجرًا، والمدراء الذين يضحون بعطلات نهاية الأسبوع، والمهنيين الذين لا يفارقون مكاتبهم حتى لتناول الطعام. لكن هذه الرواية تتجاهل تمامًا الحاجة الماسة إلى التوازن بين العمل والراحة، وبين الطموح والرفاهية الشخصية.

علينا أن نكسر قيود ثقافة تمجيد العمل المفرط. لا ينبغي أن يكون النجاح على حساب صحة الفرد، أو سعادته. من الضروري أن نزرع ثقافة جديدة، ثقافة لا تعتبر فيها فترات الراحة وتحديد الحدود الشخصية، والعناية بالصحة النفسية، علامات ضعف، بل أسسًا لا غنى عنها لتحقيق النجاح المستدام على المدى البعيد.

يجب أن يتحمل أصحاب العمل مسؤولية تطبيق سياسات تضمن التوازن بين العمل والحياة، ولكن على الموظفين أيضًا أن يدركوا حقهم في وضع حدود واضحة. إن بيئة العمل الصحية هي تلك التي يشعر فيها الموظفون بالقدرة على رفض الطلبات غير المعقولة دون خوف من العواقب. يتطلب هذا التغيير تحولًا مجتمعيًا أعمق، حيث نعيد النظر في مفهوم النجاح، ونعي أن “رب قليل أنفع من كثير”.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

طبيب: إدمان بعض الأطعمة يؤثر على تطور أمراض الكلى

حذر الطبيب بوجاتيريف من أن الإدمان على بعض الأطعمة يؤثر على تطور أمراض الكلى، وأشار طبيب المسالك البولية وأمراض الذكورة أرتور بوجاتيريف إلى أن النظام الغذائي للناس له تأثير كبير على حالة الكلى فبعض الأطعمة، عند تناولها بنشاط، تزيد بشكل خطير من خطر الإصابة باضطرابات الكلى.

 

وأشار الأخصائي، على وجه الخصوص، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى يجب عليهم تجنب الأطعمة التي تحتوي على الأوكسالات (توجد هذه المواد في السبانخ والمكسرات والبطاطس المقلية ورقائق البطاطس والبنجر والحميض والشوكولاتة)، بالإضافة إلى ذلك، يُنصح هؤلاء المرضى بالحد من تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم (على سبيل المثال، تشمل هذه الأطعمة العديد من الحبوب والطماطم والبطاطس).

 

وأوضح بوجاتيريف في مقابلة مع إزفستيا أن البوتاسيوم الزائد يمكن أن يؤدي إلى فرط بوتاسيوم الدم، والذي يتجلى في بطء معدل ضربات القلب والضعف والغثيان.

 

كما ينصح الطبيب، للحفاظ على صحة الكلى، بالتحكم في كمية المشروبات التي تحتوي على القلويدات (القهوة، الشاي القوي، الكولا) التي يتم تناولها إذا كنت تشربها دون قيود أو في كثير من الأحيان، فقد تساهم في تكوين الحصوات.

 

وحذر الخبير من أن منتجات الألبان تحتوي على كمية كبيرة من الكالسيوم، والتي، إذا كانت زائدة، تفرز بكميات كبيرة في البول - وهذا يزيد من خطر الإصابة بتحصي البول.

 

وأضاف بوجاتيريف أيضًا أن تناول اللحوم كثيرًا له تأثير سلبي على حالة الكلى، ويحتوي هذا المنتج على العديد من البيورينات التي تعزز إنتاج حمض البوليك، مما يزيد الحمل على الكلى ويساهم في تكوين حصوات الكلى.

مقالات مشابهة

  • ثقافة قانونية
  • أكاديمي أمريكي: سياسة ترامب تجاه الحوثيين يحددها الحوثيون أنفسهم
  • وزارة العمل تستكمل ندوات "سلامتك تهمنا" لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بدمياط
  • الحرية المصري: عودة العمل في شركة «النصر» بارقة أمل لعودة الصناعات المحلية
  • رونالدو: " أتمنى لـ مانشستر يونايتد وأموريم النجاح"
  • «حكماء المسلمين» يدعو قادة العالم وشعوبه إلى العمل على ترسيخ قيم التسامح والتعايش
  • بعد حروق غيرت حياته.. صاحب أول زراعة وجه في العالم يتحول إلى أيقونة حب وأمل
  • طبيب: إدمان بعض الأطعمة يؤثر على تطور أمراض الكلى
  • نبيلة منيب تنتقد مشروع قانون المالية على خلفية اللجوء المفرط إلى الاقتراض