ظاهرة ملفتة رأيناها تتزايد في الأشهر الأخيرة: حسابات في منصة X تتولى عمل (ثريد)، بمعلومات، أو تفاصيل تاريخية، أو قصة يعمدون إلى تلغيمها (بالشحاذة) لعلاج مرضى، أو استجداء القراء من أجل علاجهم وعلاجهن.
علينا الحذر فمعظم هؤلاء متكسبون غير سعوديين،
نواياهم ظاهرها ادعاء العلم، ونشره، وباطنها التكسُّب، وقيادة الرأي العام، وتسويق آراءهم، وتوجهاتهم عبر الردود والتعقيب، خاصة أن التفاعل يعدّ سبيلاً لجني المال من منصة X نفسها.
والهدف القصير من كل ذلك، هو جمع متابعين من أرباب القطيع الذين يواصلون المتابعة، والرد والتعقيب دون وعي ودون معرفة، وينساقون نحو تلبية متطلباتهم.
ثم يتم اصطياد الفرائس السذج على انفراد عبر الخاص. ذلك أن معظم السذج لا يملكون حصانة فكرية، ولا دينية، تحميهم. وبعد ارتفاع عدد المتابعين، يحرص أصحاب هذه الحسابات على طرح استفتاءات،
وأسئلة، تحظى بردود فعل ذات زخم عال.
والملفت للانتباه أن حسابات الثريد تبدأ مسوقة للمعلومات والقصص والتاريخ، و(الواعي فقط) هو من يعلم افتراء هؤلاء لقصص وحوادث ومعلومات لا أساس لها في الواقع بل معلومات وتفاصيل ملفّقة بهدف جذب انتباه القراء والمتابعين وإثارة الفضول لديهم.
كما تتعمد هذه الحسابات، وضع عناوين مغرية، ولا يتيحون للقاريء معرفة الزبدة إلا في آخر (الثريد).
وبعد ازدياد عدد المتابعين الذين يتم شراؤهم عبر باعة المتابعين، لخداع الناس، ولذر الرماد في العيون،
ليتحول الحساب إلى مسوق للإعلانات كونه بات يحظى بمتابعة كبيرة جداً.
كما يعمدون إلى سرقة موضوعات طرحها آخرون، ويعيدون سردها مع بعض التغييرات لإخفاء معالم سرقة الحقوق الفكرية.
ويُلاحظ أن (الشحاذة) والإعلانات يتم دسها بين فقرات وحلقات (الثريد)، ويعمدون أيضاً إلى وضع #هاشتاقات تحمل عناوين هي حديث الساعة أو يتابعها
جمهور القطيع بهدف الظفر بأكبر قدر من لفت الانتباه.
والمصيبة الكبرى حين يتعلق الأمر بتزوير معلومات
تاريخية عن الوطن بهدف تمزيق اللُحمة وإثارة
النعرات والتشرذم، أو تأجيج بعض الخلافات الدينية والعقدية ونحو ذلك، بهدف ضرب العقيدة الصحيحة
النقية، حيث لا يوجد رقيب يحاسب أو يمنع النشر.
وقد يعمد أرباب تلك الحسابات إلى تسويق منتجات أو أدوية أو مكملات غذائية، بهدف الربح المادي دون اكتراث بالمصداقية.
وقد ترد بعض خصائص تلك الأدوية والعلاجات، أو المكملات، في ثنايا (ثريد) ساقوه عن قصة أو حادثة مفبركة.
ويقسمون الايمان تلو الايمان أن ذلك صحيح، وأن القصة واقعية وكل ذلك محض كذب وافتراء.
إن علينا الحذر كل الحذر من مثل هذه الحسابات، وعدم الانسياق وراء مطالبها، وعدم متابعتها، وتحذير الناس منها .
ogaily_wass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الداكي: توصلنا بـ12 ملف فساد من مجلس الحسابات وخط الرشوة أسقط 61 مشتبها فيه في 2024
عرض مولاي الحسن الداكي الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة، اليوم الأربعاء، حصيلة النيابة العامة على مستوى محكمة النقض، وذلك بمناسبة افتتاح السنة القضائية 2025.
وأكد الداكي أن الخط المباشر الذي وضعته رئاسة النيابة العامة للتواصل مع مرتفقي العدالة، أثبت نجاعته كوسيلة فعالة للتبليغ عن جرائم الرشوة والفساد، خلال سنة 2024 مكن من ضبط 61 مشتبها فيه في حالة تلبس بالرشوة، فيما بلغ مجموع الحالات منذ اعتماده في أبريل 2018 ما مجموعه 360 حالة.
وفي إطار تفعيل التنسيق والتعاون مع هيئات الرقابة والحكامة المالية والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك المعنية بمكافحة الفساد، يشير الداكي إلى أن رئاسة النيابة العامة توصلت خلال سنة 2024، بـ (12) تقريرا من المجلس الأعلى للحسابات، تمت إحالتها كلها على النيابات العامة المختصة قصد فتح الأبحاث اللازمة بشأنها.
أما فيما يخص مستوى مكافحة جرائم غسل الأموال والجرائم المرتبطة بها، ففي سنة 2024 تم تسجيل 801 قضية على مستوى المحاكم الابتدائية الأربع المختصة في هذا النوع من القضايا.
إلى ذلك، أشار مولاي الحسن الداكي إلى أن قضاة النيابة العامة لدى محكمة النقض قدموا مستنتجات كتابية في مجموع القضايا المحكومة، وذلك بمعدل سنوي يقدر بأكثر من (1017) مذكرة لكل محام عام.
وذكر الداكي أن هذه السنة ستسجل زيادة في عدد القضايا على غرار السنة الماضية، سينضاف إليها مخلف سنة 2024، الشيء الذي يتطلب مضاعفة المحامين العامين لجهودهم ضمانا للرفع من جودة العمل وتعزيز فعالية حضور النيابة العامة.
وأبرز المتحدث نفسه أن هناك قضايا أخرى تعرض على أنظار غرفها حصرياً من قبل النيابة العامة لدى محكمة النقض، وذلك على نحو ما يلي، طلبات التسليم، حيث تم في هذا الصدد، تقديم 63 طلبا خلال سنة 2024، إلى جانب طلبات المراجعة تم تقديم ما مجموعه 67 طلبا. وطلبات الطعن بالنقض لفائدة القانون فقد تم تقديم ما مجموعه 07 طعون.
أما على مستوى باقي أنشطة النيابة العامة لدى محكمة النقض فإنها تتجلى، بحسب الحسن الداكي في المساعدة القضائية، تم تسجيل البت في ما مجموعه 154 طلباً، والنظر في الشكايات المتوصل بها حيث تم خلال سنة 2024، علاوة على تسجيل نشاط ملحوظ لشعبة الشكايات بما مجموعه 1103 شكايات اتخذت بشأنها كلها الإجراءات القانونية المناسبة.
وعلى مستوى تدبير الشكايات، يشير الداكي إلى أن النيابات العامة لدى مختلف محاكم المملكة سجلت ما 565874 شكاية أنجز منها 484066 شكاية، أي بنسبة إنجاز بلغت 88 وقد توزعت هذه الشكايات بين 31664 شكاية لدى محاكم الاستئناف ضفيت منها 28594 بما نسبته 91 في المائة، بينما بلغ عدد الشكايات أمام المحاكم الابتدائية 534210 شكاية ضفيت منها 455.472 شكاية أي بنسبة 86%.
وعلى مستوى المحاضر الرائجة أمام النيابات العامة، فقد بلغ عددها خلال سنة 2024 ما مجموعه 2.324.109 محضراً، أنجز منها 2.179.746 محضرا أي بنسبة إنجاز بلغت 94%، وتتوزع هذه المحاضر بين محاكم الاستئناف التي سُجّل بها 80.697 محضرا أنجز منها 73.484 أي بنسبة فاقت 91 %، بينما وصل عدد المحاضر الرائجة أمام المحاكم الابتدائية 2.243.412 أنجز منها 2.106.262 محضرا بنسبة إنجاز قاربت 94%). بالإضافة إلى تسجيل حوالي 1.812.206 محضراً إلكترونيا يتعلق بمخالفات السير تم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بشأنها كلها.
كلمات دلالية السلطة القضائية الفساد القضاء النيابة العامة