اليمن يرسُمُ معادلة قواعد الاشتباك في البحار.. استهدافُ الحاملات الأمريكية يعقّد حسابات القوى الكبرى
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تتواصلُ أصداءُ العملية العسكرية اليمنية المتعلقة باستهداف حاملات الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن حتى اللحظة، حَيثُ شكلت هذه العملية الحدث الأبرز الذي لم يكن يتوقعه أحد، ومن بلد لم يكن يخطر على بال العدوّ أَو الصديق.
وخلال الأيّام الماضية، تناول الكثير من الناشطين الإعلاميين والسياسيين هذه العملية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي محليًّا ودوليًّا، وهم ما بين مندهش ومتيقن من الآيات العظيمة التي تتحقّق على أيادي المجاهدين من القوات المسلحة اليمنية؛ نتيجة توليهم الصادق وتبنيهم لقضايا الأُمَّــة الأَسَاسية ونصرتهم للمستضعفين.
ويشير أُستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبدالملك عيسى إلى أن هناك “دلالات سياسية واستراتيجية لاستهداف حاملة الطائرات الأمريكية لينكولن”، موضحًا أن “الدلالات السياسية تتمثل في عدة أمور أبرزها التصعيد في المواجهة مع أمريكا، وتوجيه رسالة دعم واضحة لفلسطين ولبنان، وتحذير للقوى الغربية من التدخل في اليمن، وإظهار قدرات عسكرية متطورة ومتنامية”.
ومن ناحية الدلالات الاستراتيجية يقول -عيسى- إنها تدل على توسيع نطاق العمليات إلى البحر العربي، وتعزيز مفهوم الردع الإقليمي، وإظهار الجهوزية العملياتية العالية، والتأثير على الملاحة البحرية الدولية من قبل أمريكا ورسالة قوة لحلفاء اليمن وأعدائها.
من جانبه يقول الناشط الإعلامي العراقي حسين علاء الأبيض: إن “اليمن أول دولة في العالم تهاجم حاملة الطائرات الحربية الأمريكية”، مؤكّـدًا أن “القوات المسلحة اليمنية أذلت عنجهية وطغيان أمريكا في المنطقة”.
ويوضح الأبيض أن هذه العملية رسالة واضحة إلى الكيان وأمريكا وبريطانيا بأن البحرَين الأحمر والعربي خطرٌ على سفنكم، متبعًا ” لا توجد دولة في العالم تجرأت على إطلاق رصاصة واحدة على أي سفينة أمريكية.
ويضيف أن هذه العمليات “أوجعت العدوّ الصـهـيو أمريكي وجعلته يتخبط، ويشن غارات بطائرات مسيرة وليست حربية”، مبينًا أن “هذا يدل على أن العملية العسكرية الأخيرة كانت قاسية جِـدًّا والضربات دقيقة وإصابة الأهداف بدقة عالية، وأن القادم أشد وأقسى بإذن الله”.
أول دولة في التاريخ تقصف الحاملات:
أما الناشط الإعلامي والمحلل السياسي عبدالباري عطوان فيعلق على العملية العسكرية قائلًا: “قصف اليمنيين لحاملة الطائرات الأمريكية أبراهام في البحر العربي ومدمّـرتين أُخرَيَين بالصواريخ في البحر الأحمر، ويوم الجمعة، قصفوا قاعدة ناحال سوريك العسكرية في يافا بصاروخ فرط صوت فلسطين2 ودمّـرها واشتعلت حرائق عديدة”، مردفًا “سمَّوا لي دولة واحدة صغرى أَو عظمى أطلقت رصاصة واحدة على حاملة طائرات أمريكية بالتاريخ”؟.
ويقول عطوان: “شكرًا لليمن الذي يتصدى ويبدع، وهو دولة عظمى يقاتل نيابة عن العالم كله ويحقّق إنجازات غير عادية وغير مسبوقة”، مضيفًا: “لا بد للروس والصينيين أن يتابعوا هذه العمليات اليمنية البطولية اليمنية ويتعلموا منها ويحللوها في معاهدهم وفي كلياتهم العسكرية”.
ويتابع القول: “نحن الآن أمام حرب وجودية، نحن ندافع عن أُمَّـة نائمة مهزومة وجبانة، فوالله لن يذكر اسم اليمن في الأُمَّــة العربية والإسلامية إلا بالمدح وحفظ الجميل والإشادة بهذه القوة اليمنية الذي تساهم بإذلال العدوّ الإسرائيلي”.
أما الناشط الإعلامي والحقوقي البحريني يحيى الحديد فيقول: “إنه وفي الوقت الذي يعم الخوف في العالم من الصين إلى أُورُوبا وهو يترقب قدوم الرئيس الأمريكي ترامب للبيت الأبيض، خرجت القوات اليمنية لتضرب بارجتين حربيتين في البحر الأحمر، ضاربة ترامب والجيش الأمريكي عرض الحائط”.
ويسخر الحديد بقوله: “اليمنيون غاضبون على رحيل بايدن؛ لذا استقبلوا ترامب بهدية 8 مسيّرات و8 صواريخ، ويبدو أن الإنتاجَ غزيرٌ للمسيَّرات والصواريخ اليمنية ويريدون تفريغ المخزون القديم قبل انتهاء ولاية بايدن؛ مِن أجلِ الإنتاج الجديد لاستقبال ولاية ترامب الجديدة بصواريخ فرط صوتية”.
سُرعةُ اتِّخاذ القرار:
وعلى صعيد متصل يقول الكاتب الصحفي اللبناني جمال شعيب: “صحيح هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها القوات المسلحة اليمنية قطعًا من الأسطول الأميركي، وصحيحٌ أنه ليس مهمًّا أية قطعة تمت مهاجمتها، سواء كانت حاملة طائرات، أَو مدمّـرة أَو زورق دورية، أَو حتى سفينة دعم لوجستي، المهم قطعًا هو أن هناك في هذا العالم من يستطيع أن يقرّر وينفذ هجومًا على الولايات المتحدة الأمريكية.. نعم أيها السادة؛ إنه اليمن”.
ويرى شعيب أن عمليات القوات المسلحة اليمنية، لا سِـيَّـما هذه الأخيرة ضد حاملة الطائرات الأمريكية ومدمّـراتها المرافقة، تؤكّـد على علو كعب القادة العسكريين اليمنيين ويدهم الطولى ليس في الرصد والاستطلاع وجمع المعلومات وتحليلها لمعرفة توجّـهات العدو ونواياه فقط.. بل في سرعة اتِّخاذ القرار العسكري المناسب، إن لجهة أبطال مفعول الهجوم بالتوقيت المناسب أَو لجهة الأسلحة المناسبة والتزامن في استخدام القدرات وتوجيهها بالسرعة والكفاءة اللازمتين لتحييد أسطول بحري من الأفضل في العالم من ساحة المواجهة وأبطال فعاليته الهجومية وتحويله إلى هدف”، متبعًا “أما الكيف وأين ومتى ولماذا.. فتلك سر من أسرار هو الله!”.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المصري سامح عسكر كتب تعليقًا على إعلان اليمن استهدافَ حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن ومدمّـرتين في معركة دامت 8 ساعات، بالتأكيد على أن “اليمن سجّل نفسه كأول بلد عربي يضرب حاملات الطائرات الأمريكية والأسطول البحري المرافق”.
ويشير عسكر إلى أن “المثير بعد الهجوم اليمني أن أعقبته حملة دعائية صهيونية ممولة تدَّعي وقف عمليات الحوثي في البحر الأحمر، وشاركت فيها منصاتٌ عربية كبيرة”، مُضيفًا أن “المؤكّـد أن هذا الهجوم يرسل إشارةً للإدارة الأمريكية الجديدة بأن (يبقى الوضع على ما هو عليه) وعلى المتضرّر من عمليات البحر الأحمر اللجوءُ لـ “إسرائيل” لوقف الحرب؛ لا أن يطلبها من الضحية”.
من جهته يكتب المفكّر والمحلل السياسي العماني علي بن مسعود المعشني: “اليمن بقصفه حاملة الطائرات أبراهام في بحر العرب، ومدمّـرتين في البحر الأحمر، يقرّر أن يتغدَّى بالعدوّ الأمريكي قبل أن يتعشى به، ويكسر غطرسة الأمريكي أمام أنظار العالم بالصوت والصورة، والله غالب على أمره”.
ويرى المعشني أن “أكبر هزيمة للعدو الصهيوني ورعاته الأمريكيين والغرب وذيولهم المتصهينة هي هزيمةُ العقل الغربي وكشف زيف سرديات الرعب التي قاتلنا بها أكثرَ من سبعة عقود من منظومات تشويش وتضليل وقِباب دفاع ومقلاع داوود، إذَا حضر الله، وحضرت الإرادَة، بان زيفهم وضلالهم وتجلت هشاشتهم”.
ويضيف أنه بعد قصف حاملات الطائرات الأمريكية أيزنهاور وأبراهام، ومدمّـرتين، بخلاف السفن التجارية، وإسقاط الطائرات والمسيرات للعدو الأمريكي؛ يكون يمن الشجاعة والعزة والكبرياء والشرف أول من أذل الشيطان الأمريكي وكسر عنجهيته في وضح النهار”؛ مردفًا “هو الله”.
من جانبه يتساءل الناشط الإعلامي اللبناني أحمد زياد بعد إخراج المدمّـرات وحاملات الطائرات الأميركية من الخدمة: “هل ستخاطر دولُ التطبيع العربي بإعطاء الكرت الأخضر للعدو الأمريكي لقصف اليمن عبر قواعده العسكرية في بلدانهم؟”.
ويواصل: “شخصيًّا أستبعِدُ هذه اللعبة من قبل عبيد أمريكا في المنطقة، بل أستبعد أن تغامر أمريكا بقواعدها؛ لأَنَّ ذلك إن حدث، فلن تبقى قواعد أمريكية في المنطقة! بل لن يبقى ملكٌ على عرشه”.
ويضيف أن “هؤلاء الملوك والأمراء “العملاء” لا قيمة لهم دونَ النفط وسعر النفط العالمي سيحدّده اليمن، بل اليمن سيحدّد من يستطيع شراء النفط من المنطقة”، مردفًا “اليمن يصوم ويفطر على مدمّـرات وحاملة طائرات وعلى حرب عالمية! فمَن مثلُ اليمن؟ لا أحد”.
مميَّزةٌ عن سابقاتها:
أما الناشط الإعلامي اللبناني خليل نصر الله فيشير إلى أن القوات المسلحة اليمنية نفَّذت عملية نوعية استمرت لثماني ساعات في البحرَينِ العربي والأحمر، مؤكّـدًا أن العملية منعت عدوانًا على اليمن، وهذه تعني نقلةً نوعيةً في إحباط هجمات يتعرض لها اليمن.
ويوضح نصر الله أنه “بمُجَـرّد الإعلان عن منع وإحباط يعني أن صنعاء كانت على عِلم مسبق، والأرجح نتيجة جمع استخباري”، مؤكّـدًا أنها عملية مميزة عن سابقاتها من عمليات الاستهداف للبوارج الحربية.
وأخيرًا يلفتُ الناشط الإعلامي والسياسي العراقي سيف عقيل إلى أن هناك زاملَ أسمعُه منذ زمن ولا أعرف تاريخُه يعود إلى أي عام للشهيد لطف القحوم -رضوان الله عليه- يقول فيه: “بشِّر الأقصى وغزة والخليل، المسيرة قادمة من أرض سبأ”، متبعًا “وأنا أقول في ذلك الوقت؛ ما هذه الثقة الذي يتحدث بها هذا المنشد.. وأنتم معركتُكم مع السعوديّة وباقي دول العدوان والتحالف على اليمن”.
ويتابع عقيل قوله: “بعد (طُـوفَان الأقصى) فهمتُ ما كان يقولُه الشهيد، ومَن كتب له هذا الشعر.. بأن بصيرةَ هؤلاء القوم واستعدادهم.. كان يسبق الأحداثَ كَثيرًا”.
——————————-
المسيرة | أيمن قائد
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حاملة الطائرات الأمریکیة القوات المسلحة الیمنیة الناشط الإعلامی فی البحر الأحمر فی العالم إلى أن
إقرأ أيضاً:
أصداء الضربات اليمنية على “إسرائيل” تتسع وتؤكّـد استعداد اليمن للتصعيد
يمانيون../
لا زالت أصداء تصاعد وتيرة عمليات الإسناد اليمنية لغزة ضد العدوّ الصهيوني تتردّد على مستوى عالمي، مؤكّـدة فشل العدوّ ورعاته الغربيين في تحييد الجبهة اليمنية أَو فصلها عن غزة، وارتداد كُـلّ المحاولات الرامية لإضعاف القدرات اليمنية بشكل عكسي على مختلف أطراف معسكر العدوّ، وفي مقدمتهم الاحتلال الإسرائيلي.
وفي جديد هذه الأصداء نشر منظمة (ساري غلوبال) الأمريكية، هذا الأسبوع تقريرًا مطولًا تناولت فيه تصاعد عمليات الإسناد اليمنية لغزة ودلالاتها.
وجاء في التقرير أنه “خلال نوفمبر وديسمبر 2024، كثّـفت قوات الحوثيين بشكل كبير حملتها من الهجمات بعيدة المدى على إسرائيل” معتبرًا أن “هذه الهجمات تظهر تعزز قدرات الحوثيين على الاستهداف، واتساع نطاق وصولهم، وحجم تصميمهم، خُصُوصًا وأنهم صنفوا العديد من هذه الضربات على أنها انتقامية” حسب وصف المنظمة.
وقال التقرير: إن “التكتيكات المتطورة للحوثيين، وهجماتهم التي لا تتزعزع على الرغم من الضربات الإسرائيلية وضربات قوات التحالف السابقة، وديناميكيات القوة الإقليمية المتغيرة، كلها تشير إلى نقطة تحول استراتيجية محتملة في اليمن والشرق الأوسط الأوسع”.
واعتبرت المنظمة الأمريكية أن العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة باتّجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة تمثل “تحولًا ملحوظًا في التكتيكات” وأنها “تشير إلى تطور استراتيجي، من خلال السعي بشكل متزايد إلى فرض القوة بشكل مباشر ضد البر الرئيسي لـ “إسرائيل”، ومزامنة هذه الضربات مع جهود التضامن الإقليمية” في إشارة إلى تكامل العمليات اليمنية مع عمليات بقية جبهات المقاومة داخل وخارج فلسطين المحتلّة.
وقالت إن “هذا التطور مهم؛ لأَنَّه يشير إلى أن الحوثيين لم يعودوا راضين عن مُجَـرّد تشكيل بيئة الأمن البحري الإقليمي، بل يهدفون إلى تحقيق تأثيرات نفسية وعملياتية مباشرة داخل إسرائيل” حسب ما ذكر التقرير.
واستعرض تقرير المنظمة الأمريكية العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة ضد عمق العدوّ الصهيوني ودلالاتها، بدءًا من استهداف قاعدة (نيفاتيم) الجوية في 8 نوفمبر الماضي، حَيثُ اعتبر أن هذه العملية أشَارَت إلى ما وصفه بـ “نية الحوثيين وقدرتهم على الوصول إلى داخل الأراضي الإسرائيلية”.
وقال التقرير: إن العملية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على قاعدة (ناحال سوريك) العسكرية بالقرب من يافا، في 11 نوفمبر الماضي “أظهرت استعداد الحوثيين للضرب بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان والمواقع الاستراتيجية الرئيسية” حسب تعبيره.
واعتبر أن عملية استهداف قاعدة (نيفاتيم) مجدّدًا في 21 نوفمبر الماضي “تؤكّـد الإصرار على مهاجمة المنشآت العسكرية ذات القيمة العالية”.
وبشأن العملية العسكرية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها مطلع ديسمبر الجاري ضد “موقع حيوي” وسط كيان العدوّ، فقد اعتبر التقرير أنها تشير إلى “اتساع نطاق الأهداف إلى ما هو أبعد من القواعد العسكرية فقط”.
واعتبر التقرير أن العملية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها في السابع من ديسمبر الجاري ضد هدف حيوي جنوبي الأراضي المحتلّة تشير إلى “استمرار الجهود للضغط على “إسرائيل” عبر مناطق جغرافية مختلفة” حسب وصفه.
أما بخصوص العملية النوعية التي استهدفت منطقة “يفنه” الواقعة بين يافا المحتلّة (تل أبيب) وأشدود، فقد قال التقرير إنها “حدث ملحوظ” وإنها “تسلط الضوء على قدرة الحوثيين على التسلل عبر شاشات الرصد والاعتراض في بعض الأحيان” في إشارة واضحة إلى التغلب على أنظمة الدفاع والرصد التابعة للعدو سواء تلك المتواجدة داخل الأراضي المحتلّة أَو التي توفرها له القوات الأمريكية والغربية وبعض الدول الغربية على طول المسافة بين اليمن وفلسطين.
وتطرق التقرير أَيْـضًا إلى العملية التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذها في 10 ديسمبر ضد مواقع عسكرية في يافا وعسقلان المحتلّتين بطائرات بدون طيار، وقال: إن “هذه الهجمات المزدوجة تظهر تعقيدًا أكبر في التخطيط العملياتي للحوثيين” حسب وصفه.
وبخصوص العملية الأخيرة التي أعلنت القوات المسلحة اليمنية يوم الجمعة الماضي عن تنفيذها بطائرتين مسيرتين “تمكّنتا من تجاوزِ المنظوماتِ الاعتراضية” ضد هدفين في يافا وعسقلان، قال التقرير إن “هذه العملية تشير إلى أنه على الرغم من فعالية العديد من عمليات الاعتراض، فَــإنَّ بعض الهجمات قد تنطوي على تقنيات متقدمة أَو خفية تتحدى الدفاعات الجوية الإسرائيلية”.
ومن خلال استعراض هذه الهجمات ودلالاتها، خلص تقرير المنظمة الأمريكية إلى أنه “بشكل تراكمي، تشكل هذه الهجمات المتكرّرة بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على “إسرائيل” مؤشرًا واضحًا على استعداد الحوثيين الاستراتيجي لتصعيد الصراع خارج ساحتهم الجغرافية المباشرة.. كما أنها توضح قدرة متطورة على تنظيم ضربات معقدة بعيدة المدى”.
وأكّـد التقرير أنه “على الرغم من توجيه المزيد من الطاقة مؤخّرًا نحو شن هجمات على الأراضي الإسرائيلية، فَــإنَّ الحوثيين لم يتخلوا عن العمليات البحرية” في إشارة إلى أن مسارات جبهة الإسناد اليمنية كلها لا زالت فعالة بشكل متزامن ولا يتأثر بعضها بالتصعيد في البعض الآخر.
واعتبر التقرير أن الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة على ثلاث سفن إمدَاد أمريكية ومدمّـرتين بالقرب من جيبوتي وفي خليج عدن، “تُمَثِّلُ تحديًا واختبارًا للولايات المتحدة” مُشيرًا إلى أن القدرات الصاروخية اليمنية “لا تقتصر فقط على البر”.
وقال التقرير: إن عملية استهداف السفينة (أناضول إس) تظهر “مدى مراقبة الحوثيين عن كثب لتحَرّكات السفن التي يرون أنها مرتبطة، حتى بشكل غير مباشر، بإسرائيل” بحسب تعبيره، في إشارة واضحة إلى دقة المعلومات التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية عن هُويات ووجهات هذه السفن.
ويمثل تقرير المنظمة الأمريكية شهادة جديدة على الفشل الذريع لكلٍّ من العدوّ الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا والقوات الغربية في الحد من عمليات الإسناد اليمنية أَو إضعاف قدرات صنعاء العسكرية، فضلًا عن وقف تلك العمليات؛ وهو ما يعني أن مساعي التصعيد القادمة ضد اليمن والتي قال التقرير إن مؤشراتها تتزايد، سترتد هي أَيْـضًا بشكل عكسي على أصحابها.