خيانة الأمانة في العمل.. احذر 4 كلمات شائعة بين الزملاء تعرضك للعقوبة
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
لعل خيانة الأمانة في العمل تعد من الأفعال التي يرتكبها الكثيرون باستهانة وتهاون ، رغم كثرة التحذيرات الشرعية منها بنصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة، وقد يغفل البعض عن صور خيانة الأمانة في العمل فيعرض نفسه للهلاك المحقق، من هنا ينبغي معرفة كل ما يتعلق بأفعال وصور خيانة الأمانة في العمل لتجنبها والنجاة منها.
قال الدكتور أسامة الجندي، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، إن هناك العديد من الصور التي يمكن أن تحدث فيها الخيانة نتيجة لافشاء الأسرار.
وأوضح “ الجندي” ، أن هذه الصور مثل افشاء أسرار العمل بين الموظفين أو بين الباحثين، وهو ما قد يؤدي إلى أضرار جسيمة على الأفراد والمجتمع، منوهًا بأن إفشاء الأسرار يعد من أبرز صور الخيانة للأمانة التي حذر منها الإسلام.
وأضاف أن العلاقات بين الناس تتطلب ضبطًا دقيقًا من أجل الحفاظ على الأخلاق العامة في المجتمع، مشيرًا إلى أن من أخطر هذه الأفعال هو عندما يحاول شخص ما استغلال أسرار العمل بغرض تشويه سمعة زميله .
وتابع: أو التلاعب بمواقف معينة للحصول على مصالح شخصية، كأن يتحدث عن زميله بشكل سلبي أمام رئيسه في العمل بهدف الحصول على مكانته أو ازاحته من منصبه، لافتًا إلى أن هذا النوع من السلوك يعبّر عن ضعف في الأخلاق ونقص في الأمانة.
واستطرد: ويجب أن يتم التنبيه عليه والتوعية بخطورته، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهل نشر الأخبار والأسرار بشكل غير مسؤول، مبينًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذر من مثل هذه التصرفات التي تتناقض مع المبادئ الأخلاقية السامية.
وأكد أن الخيانة لا تأتي فقط من الأفعال الملموسة، بل تمتد أيضًا إلى الكلمات التي يتم ترديدها بشكل غير مسؤول بين الناس.
عقوبة خيانة الأمانةذهب كثير من أهل العلم إلى أنَّ خيانة الأمانة من الكبائر في الإسلام؛ مثل الإمام الذهبي، والإمام ابن حجر الهيثمي، وغيرهما، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وأشار ابن عباس إلى أنَّ الأمانات هي الأعمال التي ائتمن الله تعالى عليه عباده وهي الفرائض، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينفي صفة الإيمان عمن يخون الأمانة، حيث يقول في الحديث: (لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا صلاةَ لمن لا طهورَ له)، وغير ذلك من الأحاديث والتي استند إليها العلماء في أنَّ خيانة الأمانة من الكبائر.
وتختلف عقوبة الأمانة المتعلقة بحقوق العباد حسب نوع الخيانة، فالخيانات المعنوية لم يفرض الله تعالى عليها عقوبات في الدنيا؛ مثل خيانة المجلس، أو خيانة تربية الأولاد، إلا إذا نجمَ عنها مشاكل تستدعي العقوبات، ولكن يوم القيامة الله أعلم بما أعده لمن خان الأمانة من عقاب، أمَّا خيانة الأمانة المادية فإنَّ عقوبتها شديدة في الآخرة، إذ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرً}.
الأمانة والخيانةورد أن الأمانة كلمة واسعة المفهوم ، يدخل فيها أنواع كثيرة ، فمن هذه الأنواع الأمانة العظمى ، وهي الدين والتمسك به ،حيث قال تعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (آية 72 من سورة الأحزاب) .
يقول القرطبي : الأمانة في الآية تعم جميع وظائف الدين ( تفسير القرطبي 14 /253) ويعتبر تبليغ هذا الدين أمانة أيضاً ، فالرسل أمناء الله على وحيه كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء ). (رواه البخاري 8/84 برقم 4351) . وكذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين .
وورد أن كل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع وكل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المؤتمن ، وهو الله جل وعلا ، فالبصر أمانة ، والسمع أمانة، واليد أمانة ، والرجل أمانة ، واللسان أمانة ، والمال أمانة أيضاً ، فلا ينفق إلا فيما يرضي الله والعرض أمانة ، فيجب عليك أن تحفظ عرضك ولا تضيعه ، فتحفظ نفسك من الفاحشة ، وكذلك كل من تحت يدك ، وتحفظهم عن الوقوع فيها ، قال أبي كعب رضي الله عنه : من الأمانة أن المرأة أؤتمنت على حفظ فرجها. والولد أمانة ، فحفظه أمانة ، ورعايته أمانة ، وتربيته أمانة .
وجاء أن العمل الذي توكل به أمانة ، وتضييعه خيانة ، لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) (رواه البخاري برقم 6496 ) . وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال :(وإنها أمانة .. ) (رواه مسلم برقم 1825 ) .
إفشاء السر خيانةوورد أن السر أمانة ، وإفشاؤه خيانة ، ولو حصل بينك وبين صاحبك خصام فهذا لا يدفعك لإفشاء سره ، فإنه من لؤم الطباع ، ودناءة النفوس ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة ) (رواه أحمد 3/352 وأبو داود برقم 4868 والترمذي برقم 1959 وقال حديث حسن) .
ومن أشد الخيانة للأمانة إفشاء السر بين الزوجين ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها ). (رواه مسلم برقم 1437 وأبو داود برقم4870 ) والأمانة بمعنى الوديعة ، وهذه يجب المحافظة عليها ، ثم أداؤها كما كانت .
وقد أمر الإسلام بحفظ الأمانة وأدائها ، وذم الخيانة ، وحذر منها كما قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (سورة النساء آية 58) قال ابن كثير رحمه الله أنها عامة في جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، وهي نوعان : حقوق الله تعالى من صلاة وصيام وغيرهما وحقوق العباد كالودائع وغيرها. (تفسير ابن كثير1/ 488).
وقال تعالى في صفات المؤمنين ( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) . (سورة المؤمنون آية 8) . وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) (سورة الأنفال آية 27).
وقال ابن كثير:( والخيانة تعم الذنوب تعم الذنوب الصغار والكبار ، وعن ابن عباس في الأمانة قال : الأعمال التي أؤتمن عليها العباد . (تفسير ابن كثير2 /288) . وقال صلى الله عليه وسلم في الأمر بردها : (أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك). رواه أبو داود برقم 3534 والترمذي برقم 1264 وقال هذا حديث حسن غريب ) . وقال صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ). (رواه البخاري برقم 33ومسلم برقم 59) .
ومما ورد في فضل الأمانة ما ثبت من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الخازن الأمين الذي ينفذ وربما قال : يعطي ما أمر به كاملاً موفراً طيباً به نفسه ، فيدفعه إلى الذي أمر له به ، أحد المتصدقين ). ( رواه البخاري برقم 1438) . و قال الذهبي في كتابه (الكبائر) الكبيرة الرابعة والثلاثون : الخيانة : والخيانة في كل شيء قبيحة ، وبعضها شر من بعض ، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك ، وارتكب العظائم . وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) . (رواه أحمد 3/135) .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خيانة الأمانة عقوبة خيانة الأمانة وقال صلى الله علیه وسلم قال صلى الله علیه وسلم رواه البخاری قال تعالى رسول الله لمن لا إلى أن
إقرأ أيضاً:
أعظم صيغة للاستغفار: كيف تجد الراحة والطمأنينة في كلمات بسيطة
الاستغفار هو أحد أهم الأفعال التي يوصي بها الإسلام للتوبة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وهناك صيغة تعتبر أعظم صيغة للاستغفار وقد ثبتت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ذكر فيها معاني التوبة والندم على الذنوب مع الاعتراف بعظمة الله وقدرته.
سيد الاستغفارومن أعظم الصيغ التي وردت في الحديث النبوي الشريف هي "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". هذه الصيغة
الاستغفار في الإسلام: باب للرحمة والمغفرةيعتبر الاستغفار بمثابة مفتاح للرحمة والمغفرة في الإسلام. فالإنسان معرّض للذنوب والخطايا في حياته اليومية، ولكن الاستغفار يشكل وسيلة لتطهير النفس والرجوع إلى الله. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة الاستغفار في الكثير من الأحاديث، مثل قوله: "من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر".
أهمية صيغة الاستغفار الكبرىالصيغة المذكورة في الحديث النبوي الشريف تعتبر من أعظم صيغ الاستغفار لأنها تجمع بين العديد من عناصر التوبة. فهي تبدأ بالاعتراف بأن الله هو الخالق والمتحكم في كل شيء، وتؤكد على العهد والوعود بين العبد وربه، مع التوبة والاعتراف بالذنوب. وتختم بالدعاء للمغفرة، مُعبرًا عن شعور العبد بعدم القدرة على مغفرة ذنوبه إلا من خلال رحمة الله.
الاستغفار كوسيلة للتجديد الروحييعتبر الاستغفار أيضًا وسيلة رائعة للتجديد الروحي والنفسي، فهو يساعد في تطهير القلب من الذنوب والأعباء النفسية التي قد تؤثر على حياة الفرد. وكثيرًا ما يشعر المسلم بالراحة والطمأنينة بعد الاستغفار، خاصة عندما يتوجه بكلمات هذه الصيغة المباركة إلى الله بكل صدق وإخلاص.
الاستغفار هو طريق مباشر للراحة النفسية والمغفرة الإلهية. تذكر دائمًا أن لا شيء يعادل شعور العبد حين يعود إلى ربه بكلمات الاستغفار، خاصة إذا كانت تلك الكلمات متوافقة مع أعظم صيغة ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم.