ربطت جملة من الدراسات بين الاهتمام باللياقة البدينة وانخفاض خطورة الإصابة بالسرطان، حيث يمكن تعزيز هذه اللياقة عن طريق المشي السريع أو الركض أو ركوب الدراجات أو السباحة أو صعود السلالم بانتظام.

وبحسب دراسة جديدة نشرتها صحيفة "الصن" البريطانية فإن تعزيز اللياقة يحسن صحة القلب والرئتين وبالتالي ترتفع القدرة على مقاومة الإصابة بسرطانات خطيرة مثل سرطان الحلق أو البنكرياس أو الكبد أو الأمعاء أو الكلى أو الرئة.

ويقول الطبيب آرون أونيروب، من جامعة غوتنبرغ: "تُظهر الدراسة أن اللياقة البدنية العالية لدى الشبان الأصحاء مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بـ10 من أصل 18 سرطانا تم فحصها.

وأضاف: "يمكن استخدام هذه النتائج في سياسة الصحة العامة، وتعزيز الحافز لزيادة اللياقة القلبية التنفسية لدى الشباب".

 وتابع: "الأفراد الذين يعانون من تدني اللياقة البدنية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة ولديهم نسبة عالية من تعاطي الكحول والمخدرات".

من جانبها، تقول هيئة الصحة الوطنية البريطانية إن البالغين يجب أن يمارسوا 150 دقيقة من التمارين المعتدلة كل أسبوع، بينما يجب أن يمارس الأطفال ساعة من النشاط يوميا.

ويمكن لذلك أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان عن طريق الحفاظ على وزن صحي وتحقيق التوازن بين مستويات الهرمونات، والتحكم في ضغط الدم والسكر وتقوية جهاز المناعة

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

من غزة إلى إسبانيا.. كيف تم إجلاء أطفال مصابين بالسرطان؟

مدريد- كانت والدته تظن أن حالته تشبه حالة معظم سكان قطاع غزة، الذين باتوا يفقدون أوزانهم ومن قبلها شهيتهم، بعد أشهر من الاقتصار على أكل المعلبات فقط، لكن حالة الطفل معاذ شعث (13 عاما) بدأت تزداد صعوبة، وبات الألم ينخر في جسده ويدفعه للصراخ من الألم.

قررت عائلته اصطحابه إلى مستشفى ناصر في خان يونس، ورغم الإمكانات البسيطة للمستشفى، فإن الأعراض كانت واضحة، فقد تم تشخيص معاذ بالإصابة بالسرطان من الدرجة الرابعة.

بدأت العائلة إجراءات البحث عن وسيلة لإخراج معاذ، فلا مستشفى بقي يعالج السرطان في قطاع غزة المنهار صحيا، ولا حتى أدوية، وكل ما يملكونه هو التنقل بين مستشفى ناصر والمستشفى الأوروبي في مدينتهم خان يونس.

وخلال الأيام الأخيرة قبل انتهاء وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي، واستئناف الحرب مرة أخرى على قطاع غزة، تمكن معاذ من مغادرة القطاع عبر معبر رفح نحو مدينة العريش في مصر، لكن عملية الإجلاء لم تتم كما تمناها الطفل المريض، فقد منعت إسرائيل والدته من مرافقته.

منظمة "أسيم" تولت رعاية شؤون المرضى وذويهم وتأمين احتياجاتهم كافة (وزارة الصحة الإسبانية) سياسة تشتيت العائلة

تفاصيل عملية الإجلاء ورحلة العلاج نقلتها للجزيرة نت عفاف النجار (22 سنة)، ابنة عمة المريض، وقد كانت موجودة في مصر عند تمكن ابن خالها معاذ من السفر.

إعلان

تقول عفاف إن معاذ وإخوته حمزة (16 عاما) وأنس (19 عاما) توفي والدهم عندما كانوا أطفالا، وباتت أمهم تمثل لهم حياتهم كلها، وعندما حصل معاذ على موافقة الخروج للعلاج، كان من اللازم أن يغادر معه إخوته، إذ إن حالته المرضية تتطلب خزعة من النخاع الشوكي من أحد أقربائه.

وبينما رفضت إسرائيل أن تغادر الأم مع أطفالها الذين لم يسافروا خارج قطاع غزة طوال حياتهم، سمحت في المقابل أن ترافقهم عمتهم (أم عفاف)، رغم أنها لا تمتلك جواز سفر يمكنها من مغادرة الأراضي المصرية إلا بعد إجراءات طويلة ومعقدة غير مضمونة.

تقول عفاف للجزيرة نت إن "سياسة إسرائيل تتعمد تشتيت العائلات، وتكسر الروابط الأسرية لأهالي قطاع غزة، ولا تراعي الظروف الإنسانية والصحية للمرضى، وذلك من خلال التحكم بمن يرافق المريض عند خروجه"، وهو الأمر الذي دفعها لأن تغيّر خططها المستقبلية وتقرر أن تكون هي المرافقة لمعاذ وإخوته، بدل أمها وأمهم.

وبعد شهر كامل من وجودهم في مصر، جاءت الموافقة على سفر معاذ للعلاج في إسبانيا، ليكون ضمن 13 طفلا مصابا بالسرطان، بعد تنسيق مع وزارتي الصحة الفلسطينية والمصرية، وإجراء تقييمات طبية واجتماعية على مدار 3 أيام للأطفال المصابين من قبل وزارة الصحة ووزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانيتين لتقييم وضعهم الصحي، وبإشراف منظمة الصحة العالمية.

وزيرة الصحة الإسبانية مونيكا غارسيا كانت في استقبال المرضى في قاعدة سرقسطة الجوية (وزارة الصحة الإسبانية) عملية الإجلاء

أكد مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوج -في بيان نشره على مواقع التواصل الاجتماعي- أن إسبانيا استقبلت الأطفال المصابين مع 23 مرافقا من عائلاتهم، ووصلوا يوم الأربعاء الثاني أبريل/نيسان الجاري إلى قاعدة سرقسطة الجوية، حيث جرى توزيعهم على 6 مستشفيات شمالي البلاد، حسب حالة العلاج التي يحتاجونها، ليبدؤوا العلاج الأسبوع التالي.

إعلان

ووجه كلوج شكره للحكومة الإسبانية ممثلة في وزارة الصحة، وقال إن "هذه العملية تؤكد التزام إسبانيا بالتضامن العالمي وتبرز قوة التعاون الدولي في أوقات الأزمات".

وفي تصريح للجزيرة نت، قال بيدرو دي سانتياغو المسؤول الإعلامي لمنظمة "أسيم" (Accem) التي تولت مسؤولية رعاية المرضى الذين تم إجلاؤهم، إن المنظمة طورت برنامج رعاية شاملا تحت رعاية منظمة الصحة العالمية وبالتنسيق مع كل من وزارات الصحة والإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، وبالتعاون مع وزارات الخارجية والدفاع والداخلية.

وقال سانتياغو إن الهدف الرئيسي من برنامج "أمان" الذي توفره المنظمة هو "تقديم كل ما نستطيع توفيره من أجل راحة الأطفال المصابين وأسرهم في إسبانيا، وضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم".

وذكر ممثل المنظمة للجزيرة نت أن الخدمات المقدمة تشمل تكاليف الإقامة المؤقتة والطعام، وتقديم المعلومات والتوجيه والدعم والمساعدة القانونية اللازمة، إلى جانب الرعاية النفسية، وتقديم خدمات الترجمة، وأن هذه المزايا وغيرها تقدم لتسهيل اندماج الأطفال في المجتمع الإسباني منذ البداية، ويقول إن "الدعم العاطفي القوي يمكن أن يساعد هذه العائلات التي تعاني من الألم والمعاناة بالعثور على السلام والأمان".

من جهتها، تصف عفاف النجار الخدمات التي حصلوا عليها عند وصولهم إلى مدينة بيلباو في إقليم الباسك شمال إسبانيا بقولها: "لم يكن في مخيلتنا أن نحصل على هذا المستوى من الرعاية والاهتمام بأدق التفاصيل التي نحتاجها بشكل يومي وأسبوعي"، مؤكدة أن الرعاية لا تقتصر على المستوى الصحي لمعاذ، بل تشملها هي وإخوته أيضا.

وذكرت النجار أنها قابلت اختصاصية الدعم النفسي، وأنها حصلت على معلومات كافية عن وضعهم القانوني في البلاد حاليا وفي المستقبل القريب، كما أكدت تقديم  فرصة الالتحاق بدروس تعلم اللغة الإسبانية للمرضى ومرافقيهم، وأنه يجري العمل على تهيئة إمكانية التحاقهم بالتعليم المدرسي، تعويضا عن العامين الدراسيين اللذين فاتاهما في فترة الحرب في غزة.

إعلان

واجب دولي

يصف ممثل منظمة أسيم سانتياغو مشروع الرعاية الذي تقدمه المنظمة لأطفال غزة بأنه "أساسي ومهم للغاية، فهو يسلط الضوء على الحاجة لمزيد من السبل القانونية والآمنة للأشخاص الذين يقعون ضحايا التفجيرات والمآسي بشكل يومي".

وأضاف "لا يمكن لأحد أن يتجاهل المذبحة التي تجري في غزة، حيث يتعرض الأطفال للخطر بشكل خاص، إلى جانب المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية والصحفيين".

وأكد أن الأمر يصبح أكثر خطورة عندما يتعلق بالأطفال الذين يخضعون للعلاج من السرطان، ولا يستطيعون الحصول على العلاج الذي ينبغي لهم أن يتلقوه بسبب الحرب، داعيا لأن تصبح هذه المبادرة "مثالا يحتذى به".

من جهتها، أكدت وزارة الصحة -في بيان لها- أنها تعتمد نظام "ميديفاك" (MEDEVAC) للإجلاء الطبي، الذي يُفعّل عند مواجهة دولة ما كارثة تتجاوز قدرتها على الاستجابة وتتطلب مساعدة من خلال آليات الحماية المدنية، بالتعاون مع مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع للمفوضية الأوروبية (ERC).

يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تستقبل فيها إسبانيا أطفالا مرضى ومصابين من قطاع غزة، إذ سبق أن استقبلت 16 طفلا في يوليو/تموز 2024، تراوحت أعمارهم بين 3 أعوام و17 عاما.

كما أكد مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا أنه تم -حتى اليوم- إجلاء 781 مريضا وعائلاتهم إلى 13 دولة عضوا في منظمة الصحة العالمية في أوروبا "لكن آلاف الفلسطينيين ما زالوا بحاجة ماسة إلى رعاية طبية خارج غزة، أواصل مناشدتي للدول لدعم هذا الجهد الإنساني الحيوي" حسب قوله، واتبعه بوسم "الصحة حق وليست امتياز".

مقالات مشابهة

  • من غزة إلى إسبانيا.. كيف تم إجلاء أطفال مصابين بالسرطان؟
  • الأسواق العالمية بين صعود اليابان وهبوط موسكو .. مفاوضات تجارية وتذبذب عملات
  • بعد وفاة إبراهيم شيكا .. أطعمة تقلل من خطر الإصابة بالسرطان
  • الإفراط في السكر والحلويات يسبب أمراضا خطيرة
  • استقرار أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 بعد صعود عيار 21.. وهذه الأسعار بالمصنعية
  • صعود الذهب والنفط
  • هل يمكن لمشروبك اليومي أن يزيد خطر إصابتك بالسرطان؟ دراسة جديدة تجيب
  • نائب: اتفاقية تخفيض انبعاثات الميثان خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي في الطاقة النظيفة
  • يائير جولان: رئيس الشاباك حقق في تسريب معلومات سرية خطيرة.. وهذا واجبه القانوني
  • ارتفاع أسعار خامي البصرة لأكثر من 1٪ مع صعود النفط