في الوقت الذي يناضل فيه أبناء تهامة لكسر الحصار المفروض على مدنهم من قبل مليشيا الحوثي، ذراع إيران، عاودت رموز اتفاق السويد الذي أوقف معركة تحرير مناطقهم الظهور إعلامياً بمواقف مثيرة للجدل.

وشهدت مديرية حيس بمحافظة الحديدة، الثلاثاء، وقفة مجتمعية حاشدة تقدمها قيادة السلطة المحلية والتنظيمات السياسية والفعاليات المدنية والأعيان، للمطالبة بفتح طريق حيس ـ الجراحي، المغلق من قبل مليشيا الحوثي رغم فتحه من جانب القوات المشتركة منذ أشهر.

المشاركون بالوقفة طالبوا الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة اتفاق ستوكهولم بتحمل مسؤوليتها في الضغط على مليشيا الحوثي وإرغامها على سرعة فتح طريق حيس الجراحي وكل الطرقات في بقية المحافظات المحاصرة وفي مقدمتها مدينة تعز المنصوص على فتح طرقها في اتفاق ستوكهولم.

الاتفاق الذي وقع أواخر عام 2018م، مثل بنظر أبناء تهامة واليمنيين طوق النجاة لمليشيات الحوثي من هزيمة ساحقة بتحرير مدينة الحديدة التي كانت حينها مطوقة من قبل القوات المشتركة، وكان سقوط المدينة يعني تحريراً سريعاً لمدن تهامة التي تعاني اليوم من بطش وحصار المليشيات الحوثية ذراع إيران في اليمن.

اللافت كان تزامن هذه الوقفة الاحتجاجية ومطالب أبناء تهامة، مع تصريحات مثيرة أطلقها رموز هذا الاتفاق، وعلى رأسهم رئيس الوفد الحكومي في الاتفاق وزير الخارجية السابق خالد اليماني، الذي ختم مشهد التوقيع على الاتفاقية بلقطة شهيرة ارتبط بالاتفاق بالمصافحة التي قام بها مع رئيس وفد جماعة الحوثي محمد عبدالسلام.

مشهد بدا فيه اليماني متحمساً أثناء المصافحة وهو يخاطب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بعدم الحاجة إلى أن يقوم بتقريب يد عبدالسلام للمصافحة، قائلا: "لا داعي للتقريب فيما بيننا فهذا أخي"، كما أوضح ذلك في تغريدة نشرها عقب التقاط الصورة.

اليماني أثار الغضب مؤخراً، جراء مقال له نشره في "اندبندنت عربية" بعنوان "فشل الدولة ومعاناة اليمنيين" وهاجم فيه بشدة كل تجارب الحكم التي شهدها اليمن خلال القرن الأخير في الشمال والجنوب، ولم تسلم من هجومه ثورة الـ26 من سبتمبر رغم الاحترام والتقديس الذي تحظى به لدى أغلب اليمنيين لإنهائها الحكم الإمامي المتخلف.

حيث وصف اليماني ثورة الـ26 من سبتمبر عام 62م بأنها "انقلاب قام به مجموعة من الضباط في محاكاة لحركة الضباط الأحرار في مصر"، مضيفاً: فتح الانقلاب أبواب جهنم على اليمنيين، فكانت حرباً ضروساً دامت قرابة العقد لم ينتصر فيها أي طرف، لكنها طحنت الشعب اليمني.

توصيف اليماني لثورة الـ26 من سبتمبر بالانقلاب أثار غضب الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا بأن هذا الوصف لم يجرؤ على قوله إلا بعض القيادات الحوثية وعلى استحياء خوفاً من إثارة غضب الناس ضدهم، مستذكرين دور اليماني في اتفاقية ستوكهولم وخدمتها للحوثيين بإنقاذهم من الهزيمة في الحديدة.

وبالتوازي مع مقال اليماني، ظهر أحد رموز الاتفاق وهو عضو الفريق الحكومي، عبدالعزيز جباري على قناة "المهرية" الإخوانية معيداً تكرار الهجوم الذي دأب عليه خلال السنوات الماضية ضد التحالف وضد القوى الحليفة له على الأرض، مجدداً موقفه السابق بأن "المجلس الرئاسي الحالي في اليمن غير شرعي وغير منتخب ولا يمثل الشعب اليمني".

هجوم جباري وصل حد وصفه لمنظومة قيادات الشرعية الحالية بأنها "ليست رجال دولة وأنهم غير قادرين على قول كلمة لا ضد ما يملى عليهم من التحالف"، حد زعمه، معبراً عن ذات الرؤية التي ترددها مليشيات الحوثي بأن الحرب في اليمن هي حرب بالوكالة وأن السلام مرتبط بالاتفاق بين إيران والسعودية والإمارات.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

حماس: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الوسطاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الخميس، التزامهم باتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي أعلن عنه الوسطاء، وفقا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل قليل، أن حماس تتراجع عن بعض اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة.

وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية عن توصل طرفي النزاع في غزة إلى اتفاق يشمل تبادل الأسرى والمحتجزين، بالإضافة إلى تحقيق هدوء مستدام يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين.

وأكدت الدول الوسيطة في بيان مشترك صدر أمس، أن الاتفاق من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد الموافق 19 يناير 2025.

كما شددت على التزامها كضامنين للاتفاق بضمان تنفيذ جميع مراحله بشكل كامل من قبل الطرفين، مع العمل المشترك لضمان وفاء الأطراف بالتزاماتها.

وجاء في نص البيان المشترك:
"تعلن جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية عن توصل طرفي النزاع في غزة إلى اتفاق يتضمن تبادل الأسرى والمحتجزين، وعودة الهدوء المستدام، مما يمهد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار."

وأضاف البيان: "سيدخل الاتفاق حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم 19 يناير 2025، ويتكون من ثلاث مراحل، المرحلة الأولى، التي تمتد لمدة 42 يومًا، تشمل وقف إطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان في غزة، تبادل الأسرى والمحتجزين ورفات المتوفين، عودة النازحين داخليًا إلى أماكنهم، وتسهيل خروج المرضى والجرحى للعلاج".

وتتضمن المرحلة الأولى أيضًا تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها بشكل آمن وفعّال في كافة أنحاء قطاع غزة، إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، توفير مستلزمات الدفاع المدني والوقود، وإيواء النازحين الذين فقدوا منازلهم بسبب الحرب.

وأكد البيان أن الوسطاء سيعملون بالتنسيق مع الأمم المتحدة، الدول المانحة، وشركاء دوليين لدعم الجهود الإنسانية وتعزيزها في غزة، مع حث المجتمع الدولي على تقديم الدعم ضمن الآليات المعتمدة لتنفيذ الاتفاق.

وختم البيان بتأكيد التزام الدول الوسيطة بضمان التنفيذ الكامل والمستدام لمراحل الاتفاق الثلاث، والعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • عاجل. الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار التي دوت وسط البلاد ناجمة عن إطلاق صاروخ من اليمن
  • خبير اقتصادي يدعو جماعة الحوثي لرفع يدها عن القطاع المصرفي في اليمن 
  • واشنطن تفرض عقوبات على بنك اليمن والكويت لعلاقته بمليشيا الحوثي
  • الاتحاد الوطني ينفي الاتفاق مع الديمقراطي لتقاسم المناصب: لسنا طلّابًا لها
  • الحوثي: سنعاود الهجمات إذا تراجعت إسرائيل عن الاتفاق في غزة
  • 11 عاماً مأساوية على اليمن بسبب الانقلاب «الحوثي»
  • أربع دول أفريقية في إحاطة لمجلس الأمن تدعو إلى إنهاء الصراع في اليمن ووقف التصعيد الحوثي الإسرائيلي
  • حركة حماس تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الوسطاء
  • حماس تؤكد الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الوسطاء
  • حماس: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الوسطاء