يمانيون – متابعات
يتأجَّجُ الغضبُ لدى المسلمين منذ أَيَّـام جراء ما يُطلَقُ عليه “موسم الرياض” الذي أقيم في المملكة السعوديّة، أواخر الأسبوع الماضي، واستضافت المملكة العاهرات والراقصات من مختلف أنحاء العالم.

وتضمن المهرجان فعالياتٍ لراقصات ظهرن بملابس خليعة جِـدًّا، وبمشاهدَ تتنافى مع تعاليم الإسلام ومعتقداته، وهي مشاهدُ أثارت غضبَ واستياء المسلمين في عموم أنحاء العالم، وتثبت مدى انسلاخ المملكة السعوديّة من الدين الإسلامي وتنكرها لمعالم الدين الحنيف.

وعلى مدى سنوات مضت، تقيمُ مملكة المجرم محمد بن سلمان أنشطة وفعاليات تستضيف من خلالها العديد من الملحدين والعلمانيين واليهود الذين اشتهروا بالإساءة للذات الإلهية، وللدين الإسلامي، وللرسول الأكرم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-، إلا أن إقدامَها مؤخّرًا على صناعة مجسَّم شبيه بالكعبة المشرفة، وجعل الراقصات اللواتي يرتدين ملابسَ شبه عارية يطفن حول ذلك المجسم يشكل إساءة بالبيت الحرام، ويضرب قدسيته في نفوس المسلمين.

أكبرُ المنكرات:

ويرى رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى، أن احتواء موسم الرياض الترفيهي على مواقف وأفعال وأعمال تسيء للدين والقيم والأخلاق الإسلامية يسقط عن السعوديّة أهليتها في إدارة المقدسات الإسلامية.

ويوضح في تدوينة له على منصة “إكس” أن قيام النظام السعوديّ بجلب العاهرات وإنشاء مجسم شبيه للكعبة وجعل العاهرات وعارضات الأزياء من أُورُوبا وأمريكا يطفن حوله “يجعل من النظام السعوديّ غير مؤتمن على المقدسات الإسلامية”.

ويتساءل المرتضى بعد كُـلّ ما عرض ويعرض فيما يسمى “بموسم الرياض”: “هل بقي في الدنيا كلها مسلم يعتقد أن آل سعود مؤتمَنون على مقدسات المسلمين؟”.

ويجيب: “إن لم يكن هذا أكبر المنكرات، فماذا يمكن أن نسمِّيَه؟ هذه والله جريمة نكراء والسكوت عنها أكبر جرمًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

بدوره يؤكّـد العلامة الدكتور خالد القروطي، أن إقامة المعارض والحفلات الصاخبة ذات المحتوى الهابط والمخزي والمتنافي مع القيم الإسلامية “تدخل المرء مع أعداء الأُمَّــة الإسلامية من اليهود والملحدين والعلمانيين وغيرهم”.

ويقول: “‏يخجل الواحدُ منا أن يعرض صور الحفلات الغنائية، وعروض الأزياء الفاضحة والقبيحة الخادشة للحياء، فضلًا عن المتعارضة مع القيم والأعراف العربية ومبادئ ونصوص الدين الحنيف التي تقيمها هذه الأيّام والليالي هيئة الترفيه السعوديّة، فكيف وهي تقام وتجري في وقت تسال فيه دماء أمتنا على مذبح أمريكا”.

من جهته يقول محافظ ذمار محمد البخيتي: إن تكرارَ المشهد الراقص حول مجسَّم شبيه بالكعبة يحاكي الطواف في الحج، وفي مناسبة تسمى “بموسم الرياض” على غرار موسم “الحج”؛ ما يؤكّـد أن الأمر لم يكن مُجَـرّد صدفة، وإنما مخطّط خارجي يشرف على تنفيذه محمد بن سلمان.

أما الناشط السياسي زكريا الشرعبي، فيقول: “العدوان على اليمن وقتل الأطفال اليمنيين كان تدنيسًا للحرمَينِ، ودعمُ التكفيرين والمجرمين في كُـلّ المنطقة كان تدنيسًا للحرمين، وتدمير العراق ودعم الغزو الأمريكي، وتدمير سوريا كان تدنيسًا للحرمين “.

ويزيد بالقول: “تخريب الأوطان ونشر الطائفية ونشر الأفكار والعقائد الباطلة وتقديمها كدين للناس كُـلُّ هذا كان تدنيسًا للحرمين، وألقى بآثاره على أجيال”، مؤكّـدًا أن القصة لم تبدأ بالأمس بل هي منذ قرون”.

تدنيسٌ للمقدسات:

وشكّلت المشاهدُ المخلة التي ظهرت لمجموعة من الراقصات اللواتي يرتدين ملابس فاضحةً وهن يطفن حول مجسم يشبه الكعبة الشريفة موجة غضب واسعة جِـدًّا في الأوساط العربية والإسلامية، حَيثُ تصدرت المشاهد الترند في منصات التواصل الاجتماعي؛ مما يوحي بيقظة أحرار الأُمَّــة العربية والإسلامية وإدراكها لخطورة المرحلة.

ويقول الناشط السياسي مراد علي: “مشهد عارضات الأزياء في الرياض وهن يطفن حول مجسَّم يشبه الكعبة المشرَّفة صادم ويعبر عن استخفاف بشعائر الإسلام”.

ويضيف في تدوينة له على منصة “إكس” “ربما لا يفهمُ إيلي صعب مصمِّم الأزياء الماروني المسيحي مدى استياء المسلمين من محاكاة الطواف بعارضات عاريات”، مؤكّـدًا أن على المسؤولين في النظام السعوديّ والمشرفين على موسم الرياض إدراك خطورة المرحلة، مستدلًا بقوله تعالى: [ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ] صدق الله العظيم.

وعلى صعيد متصل، يقول الباحث في الشؤون الأمريكية والدولية الدكتور سام يوسف: “ما بين مشروع المكعب الجديد الضخم المزمَع بناؤه في الرياض وبين عروض موسم الرياض التي تصور مجسَّم مكعب يشبه الكعبة يبدو أن النظام السعوديّ قد بدأ يتعاملُ مع الكعبة وكأنَّها مَعْلَمٌ سياحيٌّ وتسويقيٌّ مثلما تستخدم مصر الهرم، وليس على أنها حرم مقدس يتعبد فيه ملايين المسلمين.. هذه كارثة”.

بدورها تقول الناشطة الإعلامية الدكتورة هاجر زابي: “لا فرقَ بين ابن سلمان، وعمرو بن لُحَيّ الخزاعي، ويُكنَّى أبو الأصنام، كان من خزاعة وكان سيد مكة وبالتالي كان من سادات العرب”.

وتضيف في تدوينة لها على منصة “إكس”: “يعد أول من غيَّر دين إبراهيم الحنيف والذي كان يقوم على توحيد الله، حَيثُ إنه أدخل الأصنامَ لتُعبَدَ من دون الله بالجزيرة العربية”.
———————————–
المسيرة: محمد ناصر حتروش

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: النظام السعودی موسم الریاض السعودی ة

إقرأ أيضاً:

مجسَّمُ الكعبة بـ “موسم الرياض”… كيف يشوّه المجرمُ ابن سلمان أرضَ الحرمين؟

يمانيون – متابعات
ابن سلمان وقد أصبح أُمثولةَ العصر ومن ينطبق عليه المثل القائل “صام دهرًا ونطق كفرًا”، حَيثُ تصدر “موسم الرياض” منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث خلال ثلاثة أَيَّـام متتالية؛ بسَببِ الجدل الذي أثاره حول فعالياته المقامة باسم “الترفيه”، وتعرض مهرجاناته لانتقادات واسعة من جمهور عريض بوسائل التواصل الاجتماعي فضلًا عن الجمهور العام، ووصف مواسم الترفيه السعوديّة بأنها تشكِّلُ انحرافًا عن القيم الإسلامية الأصيلة بما تحمله من تعارض صارخ مع كون هذه البلاد، أرض التوحيد ومهبط الوحي.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيّام الماضية، حالة من الجدل على إثر احتفالات موسم الرياض في المملكة السعوديّة، وكان أبرز ما أثار الجدل، ظهور المجسم الشبيه بالكعبة الشريفة ضمن أحد العروض الفنية؛ ما دفع الكثيرين للتساؤل حول حقيقة الأمر ومدلولاته والرسالة التي حملها هذا الانسلاخ الفاضح.

انطلقت فعاليات موسم الرياض بمشهد افتتاح إحدى الليالي بعرض أجنبي قادته المغنية Becky G، حَيثُ ظهرت فرقة راقصة تؤدي حركاتها بجوار مجسَّمٍ شبيهٍ بالكعبة الشريفة، والذي استُخدم كشاشةِ عرض، حَيثُ ظهر المجسَّمُ في صورة مكعَّب أسود اللون ينزل من الأعلى ليتحول إلى شاشات عرض تظهر عليه مغنية أمريكية أُخرى وسط مجموعة من الراقصات.

وانتشرت الصور والمقاطع المصورة المتعلقة بالمجسم بسرعة على منصات التواصل؛ ما أثار المزيد من الانتقادات للحكومة السعوديّة والجهات المنظمة، لكن هذه المرة بشكل أكبر فما ظهر لم يكن أمرًا عاديًّا رغم تبرير سلطات طائش المملكة ابن سلمان.

مشاهد مجسم الكعبة والطوفان حوله بالراقصات، وما حمله من رسائل تشير إلى صنيع يهودي خبيث، كُـلّ ذلك مع مشاهد العري للأزياء لمجموعة “أبي صعب”، والشبيهة لعروض الأزياء بفرنسا والغرب الكافر، حَيثُ تسببت بصدمة على مستوى الشارع العربي الإسلامي واعتبارها مساسًا بقدسية الرمز الإسلامي الأعظم، زاد فيه أن تزامن مع أداء رقصات وعروض غنائية حوله؛ الأمر الذي شابه طواف الكعبة في نظر رواد السوشيال ميديا.

ولم تتوقف انتقادات رواد التواصل الاجتماعي عند هذا الحد، بل انتقدوا أَيْـضًا العرض الذي قدمته المغنية الأمريكية Becky G، مرتدية ما يشبه السيف تقول إحدى الروايات إنه سيف “ذو الفقار” وهو أشهر سيوف علي بن أبي طالب، وإن اختلفت الرواية، حَيثُ جاء السيف ملفوفًا حول خصرها ومكتوب عليه جملة “كأني على سيفك ولدت”.

تحذير المملكة:

في سياق هذا التجاوز الفاضح لحاكم المملكة السعوديّة، خرجت بيانات وتحذيرات شديدة اللهجة وُجِّهت لهذا النظام مع تذكير آل سعود أن المقدسات الإسلامية في أرض الحجاز تابعة في الأصل للأُمَّـة الإسلامية وأن المساس بقدسيتها ومكانتها سيخلق وضعًا جديدًا منفصلًا عن الإدارة السعوديّة، وسيحتم ضرورةَ مراجعة سياسة إدارة شؤون الحرمين الشريفين بأرض الحجاز على المستوى العربي والإسلامي.

واستنكر علماء اليمن قيامَ النظام السعوديّ بانتهاك حُرمة قبلة المسلمين بتجسيمها في موسم “الترفيه” ضمن فعاليات هيئة تركي آل الشيخ.

وقالت رابطة علماء اليمن في بيان لها: “إن الرابطة تدين بشدة ما أقدم عليه النظام السعوديّ تحت مسمى الترفيه بالاستهزاء بقبلة المسلمين التي يدّعي الوصاية عليها، ويسمون أنفسهم خَدَمة للحرمين الشريفين، من خلال تمثيل الكعبة والراقصات يرقصن حولها في مسرح ضمن فعاليات ما يُسمى بهيئة الترفيه، والتي هي في الحقيقة هيئة للمسخ وللفسق والفجور”.

واستنكر البيان هذه الجرائم السعوديّة بحق المقدسات الإسلامية، وتدنيس بلاد الحرمين الشريفين بالمجون والخلاعة، واستقدامه الماجنين والماجنات بملايين الدولارات من أموال المسلمين، وما سبق من إساءة للذات الإلهية، وإلى الأنبياء -عليهم السلام- على لسان إحدى المغنيات، ونصب تماثيل وأصنام في أحد مواسم الترفيه في جدة، وتسخير الإعلام السعوديّ لصالح الصهاينة عيانًا بيانًا، وضد المجاهدين في غزة ولبنان وأحرار الأُمَّــة، وتصنيف المجاهدين وحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية منظمات إرهابية.

كما استنكر البيان عقدَ قمة بدون قيمة في الوقت الذي تُحرق فيه غزة وتباد وتموت جوعًا، ولبنان يدمّـر، فيما لم تحَرّك ما أسموها بالقمة العربية الإسلامية، ساكنًا ولم تردع معتديًا، وإنما قامت بتخدير أبناء الأُمَّــة، لِبَث اليأس في أوساطها بأن قمة عربية وإسلامية لم تستطع أن تهز شعرة من المجرم نتنياهو، ولم تستطع منع الإبادة الجماعية، ولم تدعم المجاهدين في غزة ولبنان بكلمة في بيانها، ولم تسطع إدخَال لقمة عيش أَو حبة دواء أَو توقف العدوان أَو ترفع الحصار، بل تضمنت الكلمات فيها التنديد بموقف اليمن في حصار العدوّ الصهيوني.

وعلى الرغم من أنهم كانوا في صف العدوان على اليمن وأعلن الكثير منهم تأييدهم لعاصفة الحزم، غير أن علماء اليمن أعلنوا تضامنهم مع علماء السعوديّة، الذين صدعوا بكلمة الحق، واعتقلهم ابن سلمان، وغيَّبهم في ظلمات السجون؛ بسَببِ مواقفهم الحرة من قضايا الأُمَّــة الإسلامية.

وكانت السعوديّة بقيادة ولي العهد السعوديّ، أثارت الشعوب المسلمة بعد أن دنَّست الكعبة المشرفة بحفلة تَعَرٍّ، حَيثُ استفز ابن سلمان العالمَينِ العربي والإسلامي بحفلة خَاصَّة في موسم الرياض خصصت للرقص والتعري حول مجسم للكعبة المشرفة.

من جهته، أصدر منتدى العلماء الذي يَضُمُّ نخبة من علماء العالم الإسلامي، بيانًا شديد اللهجة، أعرب فيه عن قلقه من المسار الذي تسلكه المملكة.

وأشَارَ إلى أن اعتقال الأصوات الإصلاحية في مملكة آل سعود تمكين للمترفين؛ مما يساهم في تعزيز الانحراف عن القيم الإسلامية الأصيلة.

فيما عبَّرَ عددٌ من المواطنين السعوديّين عن استيائهم من السماح بإقامة عروض وصفوها بالمبتذلة وغير الأخلاقية على أرض الحرمين الشريفين، وأبرزوا أن استضافة فنانة مثل جينيفر لوبيز، التي اشتهرت بعروضها المثيرة، جاء في وقت تعيش فيه المنطقة صراعات مأساوية، أبرزها حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة ولبنان، مما زاد من حدة الانتقادات لهذه الفعاليات.

ودعا النشطاء علماء المملكة وقراء الحرمين الشريفين، إلى التصدي لما وصفوه بـ “حالة الانفلات” التي يشهدها موسم الرياض، مؤكّـدين أن الهدفَ الأولَ من هذا الموسم كان تقديم فعاليات اجتماعية موجهة للعائلة؛ بهَدفِ تعزيز الانحراف ليصبح منصة لمظاهر العري والمشاهد المثيرة، ما يتطلب موقفًا حازمًا من علماء الدين للحفاظ على قدسية أرض الحرمين.

ومع تبرير السلطات السعوديّة ظهور مجسم شبيه بالكعبة، بأن هناك مبانيَ مكعبةً مشهورة في أرجاء المعمورة، كمتجر “أبل” في نيويورك و”مكعب برلين” في ألمانيا، علّق محمد البخيتي، محافظ ذمار وعضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله بأن “تكرار المشاهد التي تحاكي الطواف حول مجسم يشبه الكعبة في فعاليات موسم الرياض لم يكن صدفة، بل هو مخطّط خارجي”، حَيثُ الهدف الإساءة للرموز الدينية.

ورأى عددٌ كبيرٌ من المنتقدين أن ما يحدث يعكس انتشار الفساد الذي ينذر بنهاية غير محمودة لحكم آل سعود، مستشهدين بقول الله تعالى: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدمّـرنَاهَا تَدْمِيرًا”.
—————————————
المسيرة – إبراهيم العنسي

مقالات مشابهة

  • مجسَّمُ الكعبة بـ “موسم الرياض”… كيف يشوّه المجرمُ ابن سلمان أرضَ الحرمين؟
  • في موسم الرياض.. المقدسات تُهان
  • موسم الرياض 2024 يجذب 6 ملايين زائر
  • 5 تحديات صادمة تواجه ترامب في أول أسبوع له في البيت الأبيض
  • 5 تحديات صادمة تواجه ترامب بأول أسبوع له في البيت الأبيض
  • ستة ملايين زائر لـ “موسم الرياض”
  • آل الشيخ عن مهرجان للكلاب في موسم الرياض: ترقبوا قريبا
  • البخيتي:ما يحصل في الرياض مخطط خارجي
  • عارضة الأزياء الإنجليزية روزي هنتنغتون: ليلة لا تنسى في الرياض