خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
تحوُّل جديد تشهده المواجهة بين الحوثيين والقوات البحرية الأمريكية، بعد محاولة الجماعة الارهابية المدعومة من إيران، مؤخراً إستهداف مدمرات أمريكية أثناء عبورها مضيق باب المندب، وحديثها عن استهداف حاملة طائرات في البحر العربي وهي تعكس، وفق تقارير أمريكية، فشلاً للاستراتيجية التي يتبعها البيت الأبيض في التعامل مع المخاطر التي يفرضها الحوثيون في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
الخبير العسكري الأردني محمد المقابلة، اعتبر بأن هذا الهجوم الذي نفذه الحوثيون يعتبر نوعياً من الناحية العسكرية، لافتاً إلى أنه عادة ما تكون حاملة الطائرات الأمريكية مزودة بنظام دفاعي جوي وبحري معقد جداً.
ونقل موقع"الخليج أونلاين"،عن المقابلة قولة بأن تلك الحاملات قادرة على رصد الأهداف الجوية على بعد مئات الكيلومترات، إضافة إلى امتلاكها نظام مراقبة بحرياً يصل لعشرات الكيلومترات؛ ما يمنحها مجالاً لإعطاء إنذار مبكر، وتفعيل الدفاعات للتصدي لتلك التهديدات وتحييدها.
رمزية كبيرة
يعتقد المقابلة أن الهجوم على حاملة الطائرات أبراهام لينكولن يمثل رمزية كبيرة، "إذ يعني أن القطع الحربية الأمريكية في بحر العرب والبحر الأحمر أصبحت مستباحة من قبل الحوثيين، وسيتم استهدافها بدون أي تردد أو حسابات لعواقب هذا الهجوم".
وتابع الخبير العسكري:
هذا الهجوم يدل على أن الحوثيين ذاهبون بالتصعيد إلى أبعد حد ممكن، وهي رسالة للقيادة السياسية والعسكرية الأمريكية، أن الجماعة على أهبة الاستعداد للمواجهة.
استراتيجية مختلفة
ويرى المقابلة أن القيادة العسكرية الأمريكية ربما قررت أن تتبع استراتيجية الاغتيالات وانتقاء الأهداف التي تمس قيادات الحوثيين العليا، كما فعل الإسرائيليون باستهداف قيادات "حزب الله".
وقال الخبير العسكري الأردني:
التصعيد قادم؛ لأن أمن البحر الأحمر ليس مقتصراً على بقعة جغرافية معينة، بل هو أمن العالم أجمع، وهكذا تنظر الإدارة الأمريكية لموضوع الحوثيين.
حتى لو كان هناك تهدئة على جبهة "حزب الله" أو غزة، فإن أمريكا وبريطانيا وألمانيا و"إسرائيل"، وبعض الدول العربية، لا يمكن أن تقبل أن يكون بحر العرب وباب المندب منطقة تحت التهديد مستقبلاً.
إدارة بايدن أرادت تسليم ملف بحر العرب والبحر الأحمر وباب المندب للإدارة القادمة، وهو ملف ملتهب، لتقوم إدارة ترامب بإنهاء هذا الملف ومعالجته.
أعتقد أن السيناريو المحتمل في البحر الأحمر، ألا تبقى قواعد الاشتباك التي تعودنا عليها خلال عام، أو أن يتم التوصل إلى هدنة مع الحوثيين بالذات، بمعنى أن أمريكا لا تريد أن تبقي ملف بحر العرب والبحر الأحمر رهينة بيد الحوثيين أو بيد إيران.
الإدارة الأمريكية القادمة ستنظر إلى جبهة الحوثيين كتهديد قائم ومستمر لا بد من إنهائه؛ بسبب تأثيره على الاقتصاد الأمريكي، وخطة ترامب لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين الأمريكيين.
تشكيل تحالف
وحول موقف ترامب من ملف الحوثيين، يرى المقابلة أنه سيكون أكثر تشدداً في معالجة الأمر، إلى جانب أن "هناك دولاً عربية مثل مصر، متأثرة بشكل مباشر من عمليات الجماعة، ومن ثم فهي حريصة على إنهاء التهديد، وكذلك السعودية والإمارات".
وأضاف:
التصعيد في البحر الأحمر قادم، والنظرة إليه ليست كالنظرة إلى جنوب لبنان أو غزة مع الكيان الصهيوني في هذه المرحلة؛ لأن هذا الأمن يعتبر أمناً عالمياً.
ترامب لا يريد توريط قوات أمريكية في ملف اليمن، لكون الجماعة دوامة استنزاف لمن يدخل في مواجهة معها، ومن ثم فترامب سيدفع باتجاه إنشاء حلف جديد، تدخل فيه دول عربية خليجية، وعلى رأسها السعودية وكذلك مصر، ليقوموا بتأمين حرية الملاحة والحركة في البحر الأحمر.
هذا يعني أن الحوثيين سيدخلون في مواجهة مع دول عربية أخرى في حال تعرضوا لهجوم منها.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يعرب عن "قلقه الشديد" إزاء العدوان الأميركي على اليمن
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت 19ابريل2025، إنّ الأمين العام "قلق للغاية" إزاء الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في اليمن، والتي أعلن انصار الله الحوثيون أنّها أسفرت عن مقتل 80 شخصا وإصابة 150 آخرين بجروح.
وقال ستيفان دوجاريك في بيان، إنّ "الأمين العام قلق للغاية إزاء الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة يومي 17 و18 نيسان/أبريل على ميناء رأس عيسى وما حوله في اليمن، والتي أفادت تقارير بأنّها أسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك إصابة خمسة عاملين في المجال الإنساني بجروح".
أعلن الجيش الأميركي الخميس أن قواته دمّرت ميناء رأس عيسى في إطار قطع الإمداد والتمويل عن انصار الله الحوثيين، والذين يسيطرون على مساحات واسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وتعدّ هذه الغارات الأكثر دموية في الحملة الجوية المكثفة التي أطلقتها واشنطن قبل شهر.
وأعرب غوتيريش عن مخاوفه جراء الأضرار التي لحقت بالميناء و"احتمال حدوث تسريبات نفطية في البحر الأحمر"، وفق دوجاريك.
كذلك، دعا أنصار لله الحوثيين إلى الوقف "الفوري" لهجماتهم المتواصلة بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل وسفن الشحن في البحر الأحمر.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 آذار/مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.
ومنذ 15 آذار/مارس، استأنف أنصار الله الحوثيون أيضا هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتتعرض مناطقهم منذ ذلك الحين لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، بعدما أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضدّهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي السياق، قال دوجاريك إنّ غوتيريش لا يزال يشعر "بقلق عميق" إزاء التهديد بمزيد من التصعيد في المنطقة، وحثَّ جميع الأطراف على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".