أسامة الجندي: العبادة ليست محصورة في الصلاة والصيام
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
أكد الدكتور أسامة الجندي، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، أن الأمانة من أسمى وأرقى الأخلاق التي حثنا عليها الإسلام، مشيرًا إلى أنها جزء أساسي من المقاصد العليا التي أوكلها الله سبحانه وتعالى للإنسان.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الإنسان عندما يسأل عن الغاية من وجوده، يجيب الكثيرون على الفور بأنها العبادة، وفقًا للآية الكريمة: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، مشددا على ضرورة أن يتفكر الناس في ثلاثة مقاصد عليا من وجودهم، أولها العبادة، ثم العمارة، وأخيرًا التزكية بالأخلاق الحميدة.
وأكد أن العبادة هي الغاية الأساسية، ولكن العبادة في الإسلام ليست محصورة في الصلاة والصوم فقط، بل تشمل كل الأفعال التي تقرب الإنسان إلى الله، بما في ذلك عبادات بدنية وقلبية ولسانية وتعاملية، لافتا إلى أن العمارة تتمثل في «عمار الأرض»، أي في كيفية استغلال الإنسان لما سخره الله له من موارد وكنوز من أجل النماء والازدهار، وتحتاج هذه الغاية إلى فقه التعاون والتعايش بين الناس، وهو ما يظهر بوضوح في موضوع «التعارف بين الحضارات» الذي يهدف إلى التعاون وتبادل المنافع.
وبالنسبة للتزكية بالأخلاق الحسنة، أوضح أنها نقطة أساسية في بناء الشخصية السليمة، فكما يقول الله تعالى: «ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها»، لافتا إلى أن الأخلاق الطيبة، التي منها الأمانة، هي جزء لا يتجزأ من هذه التزكية.
وأشار إلى أن الأمانة تُعتبر من أرقى الأخلاق، فصاحب خلق الأمانة يتسم بالطهارة والنقاء، ويكون بعيدًا عن الكراهية والتنمُّر، مضيفا أن الأمانة لا تقتصر على الأمانة في المال أو في العهد فقط، بل تشمل أيضًا حفظ أسرار الآخرين، فمن يستأمنك على سر، فإن إفشاءه يعد خيانة لهذه الأمانة.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
المفتي: الصيام منهج متكامل يزكي النفس ويهذب الأخلاق
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الثبات على الطاعة بعد رمضان يتطلب عدة أمور، منها الصحبة الصالحة التي تُعين المسلم على الخير، والبيئة الإيمانية التي تشجعه على الاستمرار في العبادة، والتخطيط الجيد لما بعد رمضان بحيث يجعل الإنسان لنفسه وردًا يوميًّا من العبادات لا يتخلى عنه.
وقال المفتي، خلال لقاء له ببرنامج “اسأل المفتي”، عبر فضائية “صدى البلد”، تقديم الإعلامي “حمدي رزق”، أن الصيام ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل هو منهج متكامل يُزكي النفس ويهذب الأخلاق، ويُعلم الإنسان الصبر على المشقة، والتحكم في رغباته وشهواته، مستشهدًا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،
تحقيق التقوىوتابع مفتي الجمهورية، أن الهدف الأسمى من الصيام هو تحقيق التقوى، أي أن يكون الإنسان مُراقبًا لله في كل أفعاله وأقواله، في رمضان وبعده، لأن التقوى ليست عبادة مؤقتة أو شعورًا لحظيًّا، بل هي مسار حياة يجب أن يستمر طيلة العام.